علي حسين الخباز
ممنوع في عرفي أن تكبر الأرض على ناسها..
وأنتِ امرأة واحدة وحيدة فتحت كل نوافذ السماء
فكنت الماء الذي خلق الله منه كل شيء..
وكنت الشجر.. الثمر
وكنت الحلم والهواء الذي يملأ رئة الكون بالعبير..
وكنت ساعة الجدب مطرا..
حين كفر الناس صار عطرهم أسود..
وهم عراة رغم كل ما يلبسون..
حينها تناثرت رمال الدم بين الآفاق المدججة بالعويل..
كانت القطوف الدانية في عينيك تتنفس الصبح
بينما عتمة الغاوين عسعسة لا تبور..
آويت اليقظة في صمت الخشوع
نداء سماوات لم تولد بعد..
أوان انبثاق الرحمة في غار حراء...
وأنت مكتظة بزحام المودة وعشق الحكمة في غصن نبي تتربص به رهابنة الدس وجهل قريش..
كنت الملاذ الذي ظلله شجر الحنين، ويخفق قلب الكون عند كل صلاة..
وكأني أسمعه يهمس في الصلوات "سلام الله عليك يا خديجة"