بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام في الزهري طويل ولكن تعالوا ناخذ نموذج من الامام زين العابدين عليه السلام رغم ان الفترة التي مر بها الامام زين العابدين كانت قمة الظلم والاضطهاد لاهل البيت عليهم السلام من قبل بني امية حيث قتلوا الامام الحسين هو واهل بيته رغم انهم يعلمون بانه سبط رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ورغم انهاكهم حرمات الاسلام بصورة عامة من تهديم الكعبة واستباحة المدينة ورغم الظلم والجور يبين الامام زين العابدين مصير الذين وقفوا مع الظالمين واعانوهم بفتاواهم واعطوهم شرعية مصطنعه ومنهم الزهري بدليل كلام الامام علي بن الحسين الاتي :
قال الإمام زين العابدين عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ الزُّهرِيِّ يَعِظُهُ ـ :كَفانَا اللّهُ وإيّاكَ مِنَ الفِتَنِ ورَحِمَكَ مِنَ النّارِ ، فَقَد أصبَحتَ بِحالٍ يَنبَغي لِمَن عَرَفَكَ بِها أن يَرحَمَكَ ، فَقَد أثقَلَتكَ نِعَمُ اللّهِ بِما أصَحَّ من بَدَنِكَ وأطالَ مِن عُمُرِكَ ، وقامَت عَلَيكَ حُجَجُ اللّهِ بِما حَمَّلَكَ مِن كِتابِهِ ، وفَقَّهَكَ فيهِ مِن دينِهِ ، وعَرَّفَكَ مِن سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَرَضِيَ لَكَ في كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمَ بِها عَلَيكَ ، وفي كُلِّ حُجَّةٍ اِحتَجَّ بِها عَلَيكَ الفَرضَ بِما قَضى ، فَما قَضى إلَا ابتَلى شُكرَكَ في ذلِكَ وأبدى فيهِ فَضلَهُ عَلَيكَ ، فَقالَ : «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» . ۲
فَانظُر أيَّ رَجُلٍ تَكونُ غَدا إذا وَقَفتَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ فَسَأَلَكَ عَن نِعَمِهِ عَلَيكَ كَيفَ رَعَيتَها ؟ وعَن حُجَجِهِ عَلَيكَ كَيفَ قَضَيتَها ؟ ولا تَحسَبَنَّ اللّهَ قابِلاً مِنكَ بِالتَّعذيرِ ولا راضِيا مِنكَ بِالتَّقصيرِ ، هَيهاتَ هَيهاتَ ! لَيسَ كَذلِكَ ، أخَذَ عَلَى العُلَماءِ في كِتابِهِ إذ قالَ : «لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ» . ۳
وَاعلَم أنَّ أدنى ما كَتَمتَ وأخَفَّ مَا احتَمَلتَ أن آنَستَ وَحشَةَ الظّالِمِ وسَهَّلتَ لَهُ طَريقَ الغَيِّ بِدُنُوِّكَ مِنهُ حينَ دَنَوتَ وإجابَتِكَ لَهُ حينَ دُعيتَ ، فَما أخوَفَني أن تَكونَ تَبوءُ بِإِثمِكَ غَدا مَع الخَوَنَةِ ، وأن تُسأَلَ عَمّا أخَذتَ بِإِعانَتِكَ عَلى ظُلمِ الظَّلَمَةِ ، إنَّكَ أخَذتَ ما لَيسَ لَكَ مِمَّن أعطاكَ ، ودَنَوتَ مِمَّن لَم يَرُدَّ عَلى أحَدٍ حَقّا ولَم تَرُدَّ باطِلاً حينَ أدناكَ ، وأحبَبتَ ۴ مَن حادَّ اللّهَ . أوَلَيسَ بِدُعائِهِ إيّاكَ حينَ دَعاكَ جَعَلوكَ قُطبا أداروا بِكَ رَحى مَظالِمِهِم ، وجِسرا يَعبُرونَ عَلَيكَ إلى بَلاياهُم ، وسُلَّما إلى ضَلالَتِهِم ؟! داعِيا إلى غَيِّهِم ، سالِكا سَبيلَهُم ، يُدخِلونَ بِكَ الشَّكَّ عَلَى العُلَماءِ ، ويَقتادونَ بِكَ قُلوبَ الجُهّالِ إلَيهِم ، فَلَم يَبلُغ أخَصُّ وُزَرائِهِم ولا أقوى أعوانِهِم إلّا دونَ ما بَلَغتَ مِن إصلاحِ فَسادِهِم وَاختِلافِ الخاصَّةِ وَالعامَّةِ إلَيهِم ، فَما أقَلَّ ما أعطَوكَ في قَدرِ ما أخَذوا مِنكَ ؟! وما أيسَرَ ما عَمَروا لَكَ فَكَيفَ ما خَرَّبوا عَلَيكَ ؟!
فَانظُر لِنَفسِكَ فَإِنَّهُ لا يَنظُرُ لَها غَيرُكَ ، وحاسِبها حِسابَ رَجُلٍ مَسؤولٍ . وَانظُر كَيفَ شُكرُكَ لِمَن غَذّاكَ بِنِعَمِهِ صَغيرا وكَبيرا ؟ فَما أخوَفَني أن تَكونَ كَما قالَ اللّهُ في كِتابِهِ : «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأَْدْنَى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا» . إنَّكَ لَستَ في دارِ مُقامٍ ، أنتَ في دارٍ قَد آذَنَت بِرَحيلٍ ، فَما بَقاءُ المَرءِ بَعدَ قُرَنائِهِ ؟! طوبى لِمَن كانَ فِي الدُّنيا عَلى وَجَلٍ ، يا بُؤسَ لِمَن يَموتُ وتَبقى ذُنوبُهُ مِن بَعدِهِ !
اِحذَر فَقَد نُبِّئتَ ، وبادِر فَقَد اُجِّلتَ ، إنَّكَ تُعامِلُ مَن لا يَجهَلُ ، وإنَّ الَّذي يَحفَظُ عَلَيكَ لا يَغفُلُ ، تَجَهَّز فَقَد دَنا مِنكَ سَفَرٌ بَعيدٌ ، وداوِ ذَنبَكَ فَقَد دَخَلَهُ سُقمٌ شَديدٌ .
1.تحف العقول : ص ۲۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۰ ص ۷۹ ح ۳۷ ؛ المعيار والموازنة : ص ۲۷۴ نحوه .
2.إبراهيم : ۷ .
3.آل عمران : ۱۸۷ .
4.وأجبت (خ ل) .
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام في الزهري طويل ولكن تعالوا ناخذ نموذج من الامام زين العابدين عليه السلام رغم ان الفترة التي مر بها الامام زين العابدين كانت قمة الظلم والاضطهاد لاهل البيت عليهم السلام من قبل بني امية حيث قتلوا الامام الحسين هو واهل بيته رغم انهم يعلمون بانه سبط رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ورغم انهاكهم حرمات الاسلام بصورة عامة من تهديم الكعبة واستباحة المدينة ورغم الظلم والجور يبين الامام زين العابدين مصير الذين وقفوا مع الظالمين واعانوهم بفتاواهم واعطوهم شرعية مصطنعه ومنهم الزهري بدليل كلام الامام علي بن الحسين الاتي :
قال الإمام زين العابدين عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ الزُّهرِيِّ يَعِظُهُ ـ :كَفانَا اللّهُ وإيّاكَ مِنَ الفِتَنِ ورَحِمَكَ مِنَ النّارِ ، فَقَد أصبَحتَ بِحالٍ يَنبَغي لِمَن عَرَفَكَ بِها أن يَرحَمَكَ ، فَقَد أثقَلَتكَ نِعَمُ اللّهِ بِما أصَحَّ من بَدَنِكَ وأطالَ مِن عُمُرِكَ ، وقامَت عَلَيكَ حُجَجُ اللّهِ بِما حَمَّلَكَ مِن كِتابِهِ ، وفَقَّهَكَ فيهِ مِن دينِهِ ، وعَرَّفَكَ مِن سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَرَضِيَ لَكَ في كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمَ بِها عَلَيكَ ، وفي كُلِّ حُجَّةٍ اِحتَجَّ بِها عَلَيكَ الفَرضَ بِما قَضى ، فَما قَضى إلَا ابتَلى شُكرَكَ في ذلِكَ وأبدى فيهِ فَضلَهُ عَلَيكَ ، فَقالَ : «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» . ۲
فَانظُر أيَّ رَجُلٍ تَكونُ غَدا إذا وَقَفتَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ فَسَأَلَكَ عَن نِعَمِهِ عَلَيكَ كَيفَ رَعَيتَها ؟ وعَن حُجَجِهِ عَلَيكَ كَيفَ قَضَيتَها ؟ ولا تَحسَبَنَّ اللّهَ قابِلاً مِنكَ بِالتَّعذيرِ ولا راضِيا مِنكَ بِالتَّقصيرِ ، هَيهاتَ هَيهاتَ ! لَيسَ كَذلِكَ ، أخَذَ عَلَى العُلَماءِ في كِتابِهِ إذ قالَ : «لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ» . ۳
وَاعلَم أنَّ أدنى ما كَتَمتَ وأخَفَّ مَا احتَمَلتَ أن آنَستَ وَحشَةَ الظّالِمِ وسَهَّلتَ لَهُ طَريقَ الغَيِّ بِدُنُوِّكَ مِنهُ حينَ دَنَوتَ وإجابَتِكَ لَهُ حينَ دُعيتَ ، فَما أخوَفَني أن تَكونَ تَبوءُ بِإِثمِكَ غَدا مَع الخَوَنَةِ ، وأن تُسأَلَ عَمّا أخَذتَ بِإِعانَتِكَ عَلى ظُلمِ الظَّلَمَةِ ، إنَّكَ أخَذتَ ما لَيسَ لَكَ مِمَّن أعطاكَ ، ودَنَوتَ مِمَّن لَم يَرُدَّ عَلى أحَدٍ حَقّا ولَم تَرُدَّ باطِلاً حينَ أدناكَ ، وأحبَبتَ ۴ مَن حادَّ اللّهَ . أوَلَيسَ بِدُعائِهِ إيّاكَ حينَ دَعاكَ جَعَلوكَ قُطبا أداروا بِكَ رَحى مَظالِمِهِم ، وجِسرا يَعبُرونَ عَلَيكَ إلى بَلاياهُم ، وسُلَّما إلى ضَلالَتِهِم ؟! داعِيا إلى غَيِّهِم ، سالِكا سَبيلَهُم ، يُدخِلونَ بِكَ الشَّكَّ عَلَى العُلَماءِ ، ويَقتادونَ بِكَ قُلوبَ الجُهّالِ إلَيهِم ، فَلَم يَبلُغ أخَصُّ وُزَرائِهِم ولا أقوى أعوانِهِم إلّا دونَ ما بَلَغتَ مِن إصلاحِ فَسادِهِم وَاختِلافِ الخاصَّةِ وَالعامَّةِ إلَيهِم ، فَما أقَلَّ ما أعطَوكَ في قَدرِ ما أخَذوا مِنكَ ؟! وما أيسَرَ ما عَمَروا لَكَ فَكَيفَ ما خَرَّبوا عَلَيكَ ؟!
فَانظُر لِنَفسِكَ فَإِنَّهُ لا يَنظُرُ لَها غَيرُكَ ، وحاسِبها حِسابَ رَجُلٍ مَسؤولٍ . وَانظُر كَيفَ شُكرُكَ لِمَن غَذّاكَ بِنِعَمِهِ صَغيرا وكَبيرا ؟ فَما أخوَفَني أن تَكونَ كَما قالَ اللّهُ في كِتابِهِ : «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأَْدْنَى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا» . إنَّكَ لَستَ في دارِ مُقامٍ ، أنتَ في دارٍ قَد آذَنَت بِرَحيلٍ ، فَما بَقاءُ المَرءِ بَعدَ قُرَنائِهِ ؟! طوبى لِمَن كانَ فِي الدُّنيا عَلى وَجَلٍ ، يا بُؤسَ لِمَن يَموتُ وتَبقى ذُنوبُهُ مِن بَعدِهِ !
اِحذَر فَقَد نُبِّئتَ ، وبادِر فَقَد اُجِّلتَ ، إنَّكَ تُعامِلُ مَن لا يَجهَلُ ، وإنَّ الَّذي يَحفَظُ عَلَيكَ لا يَغفُلُ ، تَجَهَّز فَقَد دَنا مِنكَ سَفَرٌ بَعيدٌ ، وداوِ ذَنبَكَ فَقَد دَخَلَهُ سُقمٌ شَديدٌ .
1.تحف العقول : ص ۲۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۰ ص ۷۹ ح ۳۷ ؛ المعيار والموازنة : ص ۲۷۴ نحوه .
2.إبراهيم : ۷ .
3.آل عمران : ۱۸۷ .
4.وأجبت (خ ل) .
تعليق