إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إن لم تكن ترى الله تعالى فهو يراك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إن لم تكن ترى الله تعالى فهو يراك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد



    لمّا هدى الله عز وجل الانسان الى أمرين وبيّنهما له على أنّ اختيار أحدهما يؤدي الى الجنة واختيار الآخر يؤدي الى النار وذلك من خلال قوله تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا[1]،فهذه الهداية الإلهية هي في عالم الاختيار تحت النظر الإلهي، فالسبيل والطريق الذي يختاره الانسان تكون نهايته الى مقرين فالإنسان هنا بين امرين إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا، فالكفور مآله الى النار وهو الذي يختار طريق الشر ويعيش في حالة معصية الله عز وجل، ايضا فالذي يقترف السيئات ويحمل الكثير من الخطايا في موقفه يوم القيامة فسيكون مصيره الى النار.
    والله سبحانه وتعالى لم يقطع الطريق على هذا الانسان العاصي لأنّه خالقه وهو الذي يحبه، فجعل طريقا مفتوحا له في كل الآنات هذا الطريق المفتوح يعيده الى جاده الحق والى طريق الصواب وهذا الطريق هو طريق التوبة فعندما يتوب الانسان من افعاله الدنيئة والقبيحة، فيتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويلغي جميع ما اقترفه من السيئات والمعاصي بل يجعله من اوليائه ويسخر له من خلال هذا الوجود الاشياء، وتوجد رواية تتحدث عن هذا الامر بشكل واضح فَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ [قَالَ] قَالَ: ((إِنَّ رَجُلاً رَكِبَ اَلْبَحْرَ بِأَهْلِهِ فَكُسِرَ بِهِمْ فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ كَانَ فِي اَلسَّفِينَةِ إِلاَّ اِمْرَأَةُ اَلرَّجُلِ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ اَلسَّفِينَةِ حَتَّى أَلْجَأَتْ عَلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ اَلْبَحْرِ وَكَانَ فِي تِلْكَ اَلْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ اَلطَّرِيقَ وَلَمْ يَدَعْ لِلَّهِ حُرْمَةً إِلاَّ اِنْتَهَكَهَا فَلَمْ يَعْلَمْ إِلاَّ وَاَلْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلَى رَأْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِنْسِيَّةٌ أَمْ جِنِّيَّةٌ فَقَالَتْ إِنْسِيَّةٌ فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً حَتَّى جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ اَلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا اِضْطَرَبَتْ فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ تَضْطَرِبِينَ فَقَالَتْ: أَفْرَقُ مِنْ هَذَا وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى اَلسَّمَاءِ قَالَ: فَصَنَعْتِ مِنْ هَذَا شَيْئاً قَالَتْ: لاَ وَعِزَّتِهِ قَالَ: فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ هَذَا اَلْفَرَقَ وَلَمْ تَصْنَعِي مِنْ هَذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا أَسْتَكْرِهُكِ اِسْتِكْرَاهاً فَأَنَا وَاَللَّهِ أَوْلَى بِهَذَا اَلْفَرَقِ وَاَلْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ قَالَ: فَقَامَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَلَيْسَتْ لَهُ هِمَّةٌ إِلاَّ اَلتَّوْبَةُ وَاَلْمُرَاجَعَةُ فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يَمْشِي فِي اَلطَّرِيقِ فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا اَلشَّمْسُ فَقَالَ اَلرَّاهِبُ لِلشَّابِّ: اُدْعُ اَللَّهَ يُظِلَّنَا بِغَمَامَةٍ فَقَدْ حَمِيَتْ عَلَيْنَا اَلشَّمْسُ فَقَالَ اَلشَّابُّ: مَا أَعْلَمُ أَنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلَى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً قَالَ فَأَدْعُو أَنَا وَتُؤَمِّنُ أَنْتَ قَالَ: نَعَمْ فَأَقْبَلَ اَلرَّاهِبُ يَدْعُو وَاَلشَّابُّ يُؤَمِّنُ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً مِنَ اَلنَّهَارِ ثُمَّ تَفَرَّقَتِ اَلْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ فَأَخَذَ اَلشَّابُّ فِي وَاحِدَةٍ وَأَخَذَ اَلرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ فَإِذَا اَلسَّحَابَةُ مَعَ اَلشَّابِّ فَقَالَ اَلرَّاهِبُ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي لَكَ اُسْتُجِيبَ وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي فَأَخْبِرْنِي مَا قِصَّتُكَ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ اَلْمَرْأَةِ فَقَالَ: غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى حَيْثُ دَخَلَكَ اَلْخَوْفُ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ))
    [2].
    انظروا كيف أنّ هذا الانسان كان عاصيا ويعتدي على النساء، وقد تمثلت له المعصية في كل اطرافها لكن المرأة من خلال حكمتها ومن خلال علاقتها بربها نبهته على امر بأنّ الخالق يراه.

    فلما قالت له: أَفْرَقُ مِنْ هَذَا واشارت الى الله عز وجل؛ يعني أنّها تريد أن تقول له لا يمكن أن اضيَّع نفسي عنه عز وجل فهو يراني ويراك، هنا لمّا انتبه الرجل تاب الى الله سبحانه وتعالى وقال: فَأَنَا وَاَللَّهِ أَوْلَى بِهَذَا اَلْفَرَقِ منك، فأنا الذي يجب أن ينتبه الى وجود الله عز وجل ولا افعل المعصية بوجود الله عز وجل، وحدث له ما حدث ببقية القصة مع الراهب فأصبح وليا من اولياء الله عز وجل لتوبته فعليكم بالتوبة إنّها طريق الخلاص إلى الله عز وجل.

    __________________________________________

    [1]
    سورة الإنسان، الآية: 3.
    [2] الکافي ج 2، ص 69.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X