والنصيحة الثانية عشرة من كتاب (نصائح لعقلاء الوهابية) كانت تخص قراءة التاريخ حيث ان الوهابية ايضا يقرأون التاريخ قراءة انتقائية مع امكانية التزييف والتحوير والوضع والتلفيق. تراهم يمتدحون اليوم (يزيد) ويقولون في لاشرعية الثورة الحسينية، وعمر بن عبد العزيز ضرب عشرين سوطا لمن يسمي يزيد أمير المؤمنين، وخالد بن يزيد بن معاوية يقول:
نقمتْ عليّ بنو أمية أنني *** انعي النجاة وللنجاة أريد
أهوى عليا والحسين وصنوه *** عهدي بذلك مبدىء ومعيد
لو أنني يوم الحسين شهدته *** لنصرته ربي بذلك شهيد
ياليت لم يك لي معاوية أبا *** في العالمين ولا الشقي يزيد
وبحثت الوحدة صاحبة البحث عن انقسامات علماء السنة في يزيد، فهناك من ذهب الى تكفيره ومنهم ابن عقيل والآلوسي، وقد جزم بكفره، وصرح بلعنه الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي، وقبله القاضي ابو يعلى، ولعنه العلامة التفتازاني، ومن صرح بلعنه جلال الدين السيوطي.
وفي تاريخ ابن الوردي في كتاب الوافي بالوفيات، واما ابن الجوزي فله رأي جميل في هذا الموضوع حيث يرى ان البعض نصر يزيد وجهل حق الحسين يظن انه يغيظ بذلك الرافضة، وهذا من اقبح الامور.. والمضحك ان ابن العربي لايقبل بلعن من رضي بقتل الحسين وهذا هو الضلال، وانقسم الجماعة الاخرون الى قسمين؛ قسم جوّز لعنه، والآخر لايحبونه ولكن لايجوّزون لعنه..
ومصادر اللعن كثيرة ولا ننكر وجود النواصب حتى ان ابا بكر بن العربي المالكي أعظم الفرية فزعم ان الحسين قُتل بسيف جده، وله من الجهلة موافقون، وبالمقابل قال الزمخشري: قال رسول الله ص: من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان... والحديث طويل...
وفي الرسالة الاخيرة او النصيحة الأخيرة، والتي هي رسالة الأسئلة والتي تعتمر اليوم صدر كل مسلم: لماذا السعي للحيلولة دون وحدة المسلمين؟ وهل يجوز التعاون مع غير المسلمين ضد المسلمين؟ وعلى أي دليل شرعي افتى علماء الوهابية باستباحة من خالفهم في الرأي؟ لماذا هذا التطرف في الفكر حيث تنسبون الكفر والضلال لكل من خالف اراء محمد بن عبد الوهاب!! وهل تعرفون ان اباه واخاه سليمان هما اول من اعترضا على افكاره؟
كانت النصائح مسعى وجدانيا لتبني مفهوم الوحدة الاسلامية، والدفاع عن هذه الوحدة.