السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
حينما ضرب ابن ملجم (لعنه الله تعالى) أمير المؤمنين (عليه السلام) على رأسه تلك الضربة التي انهدّت منها أركان السماوات، بقي الإمام (عليه السلام) يغشى عليه ويفيق، وفي تلك اللحظات الحرجة أفاق (عليه السلام)، فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): هذا عدوّ الله وعدوّك ابن ملجم قد أمكننا الله منه وقد حضر بين يديك.
ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) عينيه ونظر إليه وقال له بضعف وإنكسار صوت: يا هذا لقد جئت عظيماً وارتكبت أمراً عظيماً وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنتُ لك حتّى جازيتني بهذا الجزاء؟
ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في اعطائك؟
ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخلّيت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنّك قاتلي لا محالة؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك علّ أن ترجع عن غيّك، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء.
فدمعت عينا ابن ملجم (لعنه الله تعالى) وقال: يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار؟
فقال له: صدقت.
ثمّ التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد صارتا في اُمّ رأسه وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً.
فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): يا أبتاه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق فيه؟
فقال له: نعم يا بني! نحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا، بحقّي عليك أطعمه يا بني ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، فإن أنا متّ فاقتصّ منه ولا تحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً.
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
حينما ضرب ابن ملجم (لعنه الله تعالى) أمير المؤمنين (عليه السلام) على رأسه تلك الضربة التي انهدّت منها أركان السماوات، بقي الإمام (عليه السلام) يغشى عليه ويفيق، وفي تلك اللحظات الحرجة أفاق (عليه السلام)، فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): هذا عدوّ الله وعدوّك ابن ملجم قد أمكننا الله منه وقد حضر بين يديك.
ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) عينيه ونظر إليه وقال له بضعف وإنكسار صوت: يا هذا لقد جئت عظيماً وارتكبت أمراً عظيماً وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنتُ لك حتّى جازيتني بهذا الجزاء؟
ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في اعطائك؟
ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخلّيت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنّك قاتلي لا محالة؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك علّ أن ترجع عن غيّك، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء.
فدمعت عينا ابن ملجم (لعنه الله تعالى) وقال: يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار؟
فقال له: صدقت.
ثمّ التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد صارتا في اُمّ رأسه وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً.
فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): يا أبتاه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق فيه؟
فقال له: نعم يا بني! نحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا، بحقّي عليك أطعمه يا بني ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، فإن أنا متّ فاقتصّ منه ولا تحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً.