بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
كم هي عظيمة تلك المرأة التي لا تفجعها شهادة أربع من ابناءها ما دام الامام الحسين عليه السلام سالماً.
وقبل أن يخطبها ويتزوجها امير المؤمنين عليه السلام، اقبلت مرة على امها ثمامة الكلابية لتقص عليها حلماً كانت قد شاهدته لتوه في المنام، وخلاصته هو: (انها رأت كأن قمراً وثلاثة كواكب في السماء نزلوا وصاروا في حجرها فضمتهم الى صدرها وهي فرحة ومسرورة بذلك)
ولكن عندما انتبهت من نومها لم تجد شيئاً فحزنت وتألمت على فقد هؤلاء.
واخذتها امها ثمامة الى من يفسّر لها هذه الرؤيا، فكان التعبير لهذه الرؤيا هو ـ انّ هذه الفتاة ستتزوج من رجل عظيم ينجب له منها اربعة بنين يكون بينهم وبين عشيرته واحد منهم هو كالقمر في ليلة تمامه وكماله بين الكواكب والنجوم.
فتزوجا تقريبا في سنة (25) للهجرة والمعروف أنها أنجبت لأمير المؤمنين (عليه السلام) أربعة أبناء:
1- العباس حيث ولد في يوم الجمعة (4) شعبان من عام (26هـ)، واستشهد وله من العمر (34) سنة.
2- عبد الله وكان عمره يوم الطف وشهادته (25) سنة.
3- عثمان وكان عمره يوم استشهاده في كربلاء (23) سنة.
4- جعفر وكان عمره يوم استشهاده (21) سنة.
أي طهر ونقاء وتضحية قامت بها مولاتنا أم البنين عليها السلام.
إنّ في حياة هذه السيّدة الجليلة أخباراً طريفة، وآثاراً ممتعة، جعلتها مثالاً صالحاً، وقدوة حسنة في المعارف والصلاح، وقد كان لسعة اطّلاعها في الأمور، وإخلاصها الكريم، وماضيها المجيد، أثر حاسم في تعلّق الناس بها، وثقتهم ومحبّتهم التي لا حدّ لها بشخصها، فاستطاعت بحكمتها وصبرها، وبُعد نظرها التغلب على كلّ الصعاب.
وكذلك إجابة لله وللرسول الكريم حين أمر محمداً(صلى الله عليه وآله) بودّ أهل البيت وحبّهم، وولايتهم والاتّباع لهم، والتمسّك بعروتهم.
لقد جعل الله سميّة فاطمة الزهراء، وأم أشبال أمير المؤمنين، باباً من أبواب رحمته، فما قصدها أحد إلا ونال مطلبه، وما توجه بها الى الله عز وجل إلا أعطي سؤله، ومن شاء فليتوسل الى الله بها ليعلم صدق ذلك.
للسيّدة جاه عظيم وشأن كريم عند الله وعند رسوله وأهل بيته الميامين؛ فما توجّه إنسان إلى الله العليّ العظيم وسأله بحقّها إلّا قُضيت حاجته ما لم تكن محرّمة أو مخالفة للمشيئة الإلهيّة؛ ولذلك أغرم النّاس بها؛ وكانت مقصدًا لهم؛ طبعًا هذا ليس بالأمر الكثير على من باع نفسه لله عزّ وجلّ، وأخلص ولاءه لنبيّه محمد صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار.
فالتوسل بها والتبرك بتراب قبرها والسفرة وما يتعلق بإطعام الطعام للمؤمنين كلها أمور مقبولة وصحيحة لأنها من الوسائل والطرق الى الله سبحانه وتعالى..
فنذكر بعض الأعمال المجربة لقضاء الحوائج:
أولا: قراءة الفاتحة لام البنين عليها السلام.
ثانيا: أن ينذر لأم البنين عليها السلام ويطعم الفقراء باسم أبي الفضل العباس عليه السلام.
ثالثا: تجهيز من يزور كربلاء نيابة عن أم البنين عليها السلام.
رابعا: الصلّاة على محمد وآل محمد مائة مرة واهدائها إلى أم البنين عليها السلام.
خامسا: إهداء زيارة عاشوراء لأم البنين عليها السلام.
توفيت السيدة أم البنين عليها السلام في (13) جمادي الآخر ودفنت في أرض البقيع، وهناك رأي بأنها قد توفيت مسمومة ليُسكتوا لسان صدقها في فضح بني أمية وما قاموا به من مجازر وحشية بحق أهل البيت عليهم السلام.
فالسلام على رفيعة الكرم طاهرة النسل السيدة المبجلة فاطمة الكلابية (أم البنين) يوم ولدت ويوم التحقت بالرفيق الأعلى ويوم تبعث حية إن شاء الله مع الامام صاحب العصر والزمان.
تعليق