النص الفائز بالمركز الاول بمسابقة الجود العالمية التاسعة.
*****
عَيْناهُ نافِذتا بَصيرَةٍ
" ثمة نبع أبدي فاض جوده بالكرامات "
لُقْياهُ وِرْدٌ
وَلا مَعْنى لِمَنْ وَرَدا
إنْ لَمْ يَضَعْ نَفْسَهُ في راحَتَيْهِ فِدى
وَنِيَّةُ الْمَرْءِ ميزانٌ
فَلَوْ بُنِيَتْ للهِ تَنْمو
وَلَوْلاها تَضيعُ سُدى
وَالنَّهْرُ
يُضْحِلُهُ شُحٌّ بِنِيَّتِهِ
فَعَفَّ عَنْهُ إلى أنْ ماءُهُ نَفَدا
وَالْجودُ يَبْذُرُ قَبْلَ الْماءِ فَرْحَتَهُ
فَأيُّ حُزْنٍ عَميقٍ صاغَهُ جَسَدا
ظامٍ تَحومُ بِهِ الدُّنْيا عَلى ظَمَأٍ
وَالْكَوْنُ قَبَّلَ مِنْهُ الْكَفَّ وَالْعَضُدا
رِداؤُهُ لِشفاءِ الرّوحِ مُدَّخَرٌ
لكِنَّهُ في عُيونِ الْحادِثاتِ رَدى
دَنا لِزَيْنَبِهِ التَّصْريحُ
فَانْبَجَسَتْ حُروفُهُ نُصْرَةً للهِ
وَاحْتَشَدا
وَكادَ يَفْتِكُ بِالتَّأْريخِ
فَاخْتَلَفَتْ مَصادِرُ النَّقْلِ
حَتّى أصْبَحَتْ زَبَدا
وَكُلَّما دَخَلَ الْعَبّاسُ خَيْمَتَها
رَأَتْهُ " رِزْقاً " لَها مِنْ رَبِّها عُهِدا
وَقالَ فِتْيَتُها لَمّا ذَوَوْا عَطَشاً
عَمّاهُ
" هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "
فَقامَ وَالْخَيْرُ مَعْقودٌ بِرايَتِهِ
وَالشَّرُّ آنَ لَهُ أنْ يَخْتَفي أَمَدا
نادى جَهَنَّمَ حَتّى ظَنَّهَا امْتَلَأَتْ
" هَلْ مِنْ مَزِيدٍ "
فَضَجَّ الْجَيْشُ وَارْتَعَدا
كَأَنَّهُمْ قَوْمُ (عادٍ)
حَيْثُ ريشَتُهُ تَهُبُّ ريحاً
فَما أبْقَتْ لَهُمْ أحَدا
" فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ "
وَأَصْبَحَ النَّهْرُ عَنْ جُرْفَيْهِ مُنْفَرِدا
فَلَوْ رَأَتْ أُمَّهاتُ الشِّرْكِ صَوْلَتَهُ
لَقُلْنَ :
سُبْحانَ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا
بِالْمَوْتِ أَكْرَمَ " مَشْكوراً " وِفادَتَهُمْ
وَأَكْرَمَ الْمَوْتَ لَمّا نَحْوَهُ وَفَدا
تَخالُ قِرْبَتَهُ (يَمّاً)
يَغوصُ بِها (موسى)
وَمَرْضَعُهُ في سَهْمِها فُقِدا
عَيْنُ الْبَصيرَةِ
لَمْ يَنْفُذْ لِناظِرِها سَهْمٌ
وَلكِنَّهُ أعْمى بِها رَقَدا
وَأَطْبَقَ الصَّمْتُ في عَيْنَيْهِ
أسْئِلَةً غَيْبِيَّةً
لَمْ تَجِدْ إلّا (الْحُسَيْنَ) صَدى
وَحالَ بَيْنَهُما مَوْجُ الْفِراقِ
وَقَدْ مَدَّ الْوَفاءَ لِأَمْواجِ اللِّقاءِ يَدا
فَلَوْ سَأَلْتَ
أبِيَّ الضَّيْمِ عَنْ يَدِهِ
أَجابَ صَمْتاً
إلى أنْ أَسْقَطَ الْوَتَدا
مِحْرابُهُ لَمْ يَزْلْ يَبْكي لِغُرْبَتِهِ
مُنْذُ اسْتَقَرَّ عَلى مَتْنِ الصَّلاةِ هُدى
مُتَيَّمٌ بِاخْضِرارِ الْوَقْتِ
تَعْرِفُهُ كُلُّ الْفُصولِ
رَبيعاً لِلْحَياةِ ، نَدى
وَآيَةٌ لِاخْتِلافِ اللَّيْلِ
طَلَّتُهُ وَجْهُ الصَّباحِ الَّذي لَوْلاهُ ما وُجِدا
فَكَيْفَ نُدْرِكُ ما مَعْناهُ ؟
كَيْفَ يُرى ؟
وَكَيْفَ يوقَدُ جَمْرُ الشوقِ لَوْ بَرَدا ؟
وَكَيْفَ نَحْسَبُهُ فَرْداً ؟
وَقَدْ بَزَغْتْ كُلُّ النُّجومِ
وَما أَحْصَتْ لَهُ عَدَدا
وَنودِيَ الطَّفُّ
هذا الْبْدْرُ فَالْتَقِطِ الشُّموخَ مِنْهُ
لِتَبْقى ثَوْرَةً أبَدا
تُعيدُ لَحْنَ حَضاراتي مُروءَتُهُ الْأنْقى
وَتَسْتَلُّ مِنْ (سِرْجَوْنِها) (أَكَدا)
هُوَ الشُّعورُ الّذي
مُذْ حَلَّ في لُغَتي
تَنَفَّسَ الشِّعْرُ مِنْ (شُباكِهِ) الصُّعَدا
الشاعر البصري / فاضل عباس
*****
عَيْناهُ نافِذتا بَصيرَةٍ
" ثمة نبع أبدي فاض جوده بالكرامات "
لُقْياهُ وِرْدٌ
وَلا مَعْنى لِمَنْ وَرَدا
إنْ لَمْ يَضَعْ نَفْسَهُ في راحَتَيْهِ فِدى
وَنِيَّةُ الْمَرْءِ ميزانٌ
فَلَوْ بُنِيَتْ للهِ تَنْمو
وَلَوْلاها تَضيعُ سُدى
وَالنَّهْرُ
يُضْحِلُهُ شُحٌّ بِنِيَّتِهِ
فَعَفَّ عَنْهُ إلى أنْ ماءُهُ نَفَدا
وَالْجودُ يَبْذُرُ قَبْلَ الْماءِ فَرْحَتَهُ
فَأيُّ حُزْنٍ عَميقٍ صاغَهُ جَسَدا
ظامٍ تَحومُ بِهِ الدُّنْيا عَلى ظَمَأٍ
وَالْكَوْنُ قَبَّلَ مِنْهُ الْكَفَّ وَالْعَضُدا
رِداؤُهُ لِشفاءِ الرّوحِ مُدَّخَرٌ
لكِنَّهُ في عُيونِ الْحادِثاتِ رَدى
دَنا لِزَيْنَبِهِ التَّصْريحُ
فَانْبَجَسَتْ حُروفُهُ نُصْرَةً للهِ
وَاحْتَشَدا
وَكادَ يَفْتِكُ بِالتَّأْريخِ
فَاخْتَلَفَتْ مَصادِرُ النَّقْلِ
حَتّى أصْبَحَتْ زَبَدا
وَكُلَّما دَخَلَ الْعَبّاسُ خَيْمَتَها
رَأَتْهُ " رِزْقاً " لَها مِنْ رَبِّها عُهِدا
وَقالَ فِتْيَتُها لَمّا ذَوَوْا عَطَشاً
عَمّاهُ
" هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "
فَقامَ وَالْخَيْرُ مَعْقودٌ بِرايَتِهِ
وَالشَّرُّ آنَ لَهُ أنْ يَخْتَفي أَمَدا
نادى جَهَنَّمَ حَتّى ظَنَّهَا امْتَلَأَتْ
" هَلْ مِنْ مَزِيدٍ "
فَضَجَّ الْجَيْشُ وَارْتَعَدا
كَأَنَّهُمْ قَوْمُ (عادٍ)
حَيْثُ ريشَتُهُ تَهُبُّ ريحاً
فَما أبْقَتْ لَهُمْ أحَدا
" فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ "
وَأَصْبَحَ النَّهْرُ عَنْ جُرْفَيْهِ مُنْفَرِدا
فَلَوْ رَأَتْ أُمَّهاتُ الشِّرْكِ صَوْلَتَهُ
لَقُلْنَ :
سُبْحانَ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا
بِالْمَوْتِ أَكْرَمَ " مَشْكوراً " وِفادَتَهُمْ
وَأَكْرَمَ الْمَوْتَ لَمّا نَحْوَهُ وَفَدا
تَخالُ قِرْبَتَهُ (يَمّاً)
يَغوصُ بِها (موسى)
وَمَرْضَعُهُ في سَهْمِها فُقِدا
عَيْنُ الْبَصيرَةِ
لَمْ يَنْفُذْ لِناظِرِها سَهْمٌ
وَلكِنَّهُ أعْمى بِها رَقَدا
وَأَطْبَقَ الصَّمْتُ في عَيْنَيْهِ
أسْئِلَةً غَيْبِيَّةً
لَمْ تَجِدْ إلّا (الْحُسَيْنَ) صَدى
وَحالَ بَيْنَهُما مَوْجُ الْفِراقِ
وَقَدْ مَدَّ الْوَفاءَ لِأَمْواجِ اللِّقاءِ يَدا
فَلَوْ سَأَلْتَ
أبِيَّ الضَّيْمِ عَنْ يَدِهِ
أَجابَ صَمْتاً
إلى أنْ أَسْقَطَ الْوَتَدا
مِحْرابُهُ لَمْ يَزْلْ يَبْكي لِغُرْبَتِهِ
مُنْذُ اسْتَقَرَّ عَلى مَتْنِ الصَّلاةِ هُدى
مُتَيَّمٌ بِاخْضِرارِ الْوَقْتِ
تَعْرِفُهُ كُلُّ الْفُصولِ
رَبيعاً لِلْحَياةِ ، نَدى
وَآيَةٌ لِاخْتِلافِ اللَّيْلِ
طَلَّتُهُ وَجْهُ الصَّباحِ الَّذي لَوْلاهُ ما وُجِدا
فَكَيْفَ نُدْرِكُ ما مَعْناهُ ؟
كَيْفَ يُرى ؟
وَكَيْفَ يوقَدُ جَمْرُ الشوقِ لَوْ بَرَدا ؟
وَكَيْفَ نَحْسَبُهُ فَرْداً ؟
وَقَدْ بَزَغْتْ كُلُّ النُّجومِ
وَما أَحْصَتْ لَهُ عَدَدا
وَنودِيَ الطَّفُّ
هذا الْبْدْرُ فَالْتَقِطِ الشُّموخَ مِنْهُ
لِتَبْقى ثَوْرَةً أبَدا
تُعيدُ لَحْنَ حَضاراتي مُروءَتُهُ الْأنْقى
وَتَسْتَلُّ مِنْ (سِرْجَوْنِها) (أَكَدا)
هُوَ الشُّعورُ الّذي
مُذْ حَلَّ في لُغَتي
تَنَفَّسَ الشِّعْرُ مِنْ (شُباكِهِ) الصُّعَدا
الشاعر البصري / فاضل عباس
تعليق