بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واذا خصّ الله عيسى برسالته وهو نبيّه، فانّ مريم ابنت عمران اشتركت في نعم الله السابغة مع نبيّه، أي تكون الاشتراك في النعمة دالّة على القرب الى الله ورفيع المنزلة والكرامة لديه، مما يعني وجود اشتراك في سنخية المهمة بين عيسى ومريم ابنت عمران، قال تعالى ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ 1.
وهذه النعمة نعمة لدنيّة الهية خاصة بالمصطفين من اوليائه نظير قول سليمان ﴿ ... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ ... ﴾ 2 وهي النعمة التي أشار اليها تعالى عندما ادرج مريم في مصافي الانبياء والرسل في سورة مريم حيث قال تعالى ﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴾ 3 وقال:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... ﴾ 4 بعد ذكر يحيى ثم ذكر عيسى فقال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ 5 ثم ذكر اسحاق ويعقوب ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ ... ﴾ 6 ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ 7 ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ 8 وكان قد ذكر لكل واحد منهم ما وهب الله له، فوهب لزكريا يحيى ووهب لمريم عيسى، ووهب لابراهيم اسحاق ويعقوب، ووهب لهم من رحمته وجعل لهم لسان صدق ووهب لموسى أخاه هارون نبيا، ثم قال تعالى في نهاية المطاف ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ 9 فأدرج مريم في من هدى واجتبى في مصافي الانبياء، وانّ نعمة الاجتباء والاصطفاء في مضاهاة نعمة النبوّة لكونهما من النعم اللدنية من نعم الله تعالى.
فتماثل النعمة دالّ عليه الذكر المشترك الذي عنى بهما القرآن لقوله تعالى ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ ... ﴾ 1 فعدم اختصاصه بالنعمة واشتراك والدته بالذكر دليل على النعم المشتركة التي فضل الله بهما حجية عيسى ومريم، فالامتنان الالهي على كلا المذكورين يستوجب اشتراكهما بجميع ما أوردته الآية الكريمة 10.
المصادر
1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 110، الصفحة: 126.
2. القران الكريم: سورة النمل (27)، الآية: 19، الصفحة: 378.
3. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 2، الصفحة: 305.
4. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 16، الصفحة: 306.
5. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 41، الصفحة: 308.
6. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 51، الصفحة: 308.
7. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 54، الصفحة: 309.
8. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 56، الصفحة: 309.
9. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 58، الصفحة: 309.
10. المصدر: كتاب مقامات فاطمة الزهراء تحرير سماحة السيد محمد علي الحلو رحمه الله.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واذا خصّ الله عيسى برسالته وهو نبيّه، فانّ مريم ابنت عمران اشتركت في نعم الله السابغة مع نبيّه، أي تكون الاشتراك في النعمة دالّة على القرب الى الله ورفيع المنزلة والكرامة لديه، مما يعني وجود اشتراك في سنخية المهمة بين عيسى ومريم ابنت عمران، قال تعالى ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ 1.
وهذه النعمة نعمة لدنيّة الهية خاصة بالمصطفين من اوليائه نظير قول سليمان ﴿ ... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ ... ﴾ 2 وهي النعمة التي أشار اليها تعالى عندما ادرج مريم في مصافي الانبياء والرسل في سورة مريم حيث قال تعالى ﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴾ 3 وقال:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... ﴾ 4 بعد ذكر يحيى ثم ذكر عيسى فقال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ 5 ثم ذكر اسحاق ويعقوب ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ ... ﴾ 6 ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ 7 ثم قال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ 8 وكان قد ذكر لكل واحد منهم ما وهب الله له، فوهب لزكريا يحيى ووهب لمريم عيسى، ووهب لابراهيم اسحاق ويعقوب، ووهب لهم من رحمته وجعل لهم لسان صدق ووهب لموسى أخاه هارون نبيا، ثم قال تعالى في نهاية المطاف ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ 9 فأدرج مريم في من هدى واجتبى في مصافي الانبياء، وانّ نعمة الاجتباء والاصطفاء في مضاهاة نعمة النبوّة لكونهما من النعم اللدنية من نعم الله تعالى.
فتماثل النعمة دالّ عليه الذكر المشترك الذي عنى بهما القرآن لقوله تعالى ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ ... ﴾ 1 فعدم اختصاصه بالنعمة واشتراك والدته بالذكر دليل على النعم المشتركة التي فضل الله بهما حجية عيسى ومريم، فالامتنان الالهي على كلا المذكورين يستوجب اشتراكهما بجميع ما أوردته الآية الكريمة 10.
المصادر
1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 110، الصفحة: 126.
2. القران الكريم: سورة النمل (27)، الآية: 19، الصفحة: 378.
3. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 2، الصفحة: 305.
4. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 16، الصفحة: 306.
5. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 41، الصفحة: 308.
6. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 51، الصفحة: 308.
7. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 54، الصفحة: 309.
8. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 56، الصفحة: 309.
9. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 58، الصفحة: 309.
10. المصدر: كتاب مقامات فاطمة الزهراء تحرير سماحة السيد محمد علي الحلو رحمه الله.
تعليق