بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قوله سبحانه : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران : 42، 43] الآية .الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قال الجبائي (1) : ظهور الملائكة لمريم أنما كان معجزة لزكريا - عليه السلام - لأن مريم ، لم تكن نبية لقوله {ومٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ إِلّٰا رِجٰالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} [يوسف : 109] .
وقال ابن الإخشيد (2) : كان ذلك إظهارا لنبوة عيسى -عليه السلام- كما كان ظهور الشهب ، والغمامة ، وغيرهما معجزة للنبي - صلى الله عليه وآله - ويجوز -عندنا - أن يكون معجزة لها وكرامة ، وإن لم تكن نبية لأن إظهار المعجزات عندنا أنما تدل على صدق من ظهرت على يده سواء كان نبيا أوإماما أوصالحا .
على أنه يحتمل أن يكون الله قال ذلك لمريم وقد يقال قال الله لها وإن كان بواسطة كما تقول قال الله كذا وكذا . وإن كان على لسان النبي - صلى الله عليه وآله - .
_______________________
1- مجمع البيان ، 1 : 438 . وفي التفسير الكبير ، 8 : 43 معزو الى جمهور المعتزلة .
2- مجمع البيان : 443 .
تعليق