تلألأ بريق الحب في عينيها وهي ترى شهامة زوجها وهو يدافع عنها أمام من أساء إليها، فهو أبيّ لا يقبل أن يمسها
ضيم في وجوده، شعور غريب راودها في تلك الأجواء المشحونة بالانقباض، إذ لازمها إحساس بالعزة والشموخ
والفخر والفرح وفي نفس الوقت كانت مستاءة من تصرف أخو زوجها الذي لا يُطاق إذ عمد إلى ضربها بدون وجه حقّ
وبتحريض من زوجته التي تغار منها فأمّ زوجها تحبها؛ لأنها ودودة وخدومة ومطيعة لها وهذا آثار مكامن الغيرة
عند زوجة أخ الزوج، لكنها الآن لا تأبه لكلّ هذه التفاهات المهم إنّ لديها زوج محبّ يدافع عنها ولا يقبل بأنّ تُهان
خاطبته وهي تنظر إليه بإعجاب: أحوم كثيراً حول سفح ذلك الجبل الذي بالكاد ترتقي نظراتي إليه في محاولة منّي لمعرفة
حدوده فأجدني كالطفل الذي يحاول جاهداً أن يمسك القمر بيديه، فلا يستطيع لذلك سبيلاً.
أجابها وقد بادلها نفس نظرات الإعجاب: (من بين ثنايا الوجع ارسم صور الجمال لجراحات مزقت قلبي
وعلى الرغم من ذلك، فإنّه فاض بالنور والحبّ وتهجّد في محراب عشقكِ..
الرجل المحبّ يجب أن يكون كامل المعنى ولا تكتمل هذه المعاني إلّا بتجسيد الجمال..
إهانة امرأة ليست من شيم الرجال، وإنصافها ممّن ظلمها من أرقى مصاديق الحقّ والفضيلة،
فانّ لم يكن الرجل يجسد الفضيلة مع زوجته فليس له من السجايا الحميدة والفضائل نصيب).
رفعتْ كفيها إلى السماء وصدحتْ بدعوة، راقتْ لها مسامع الزوج، تكلّلت نظراته إليها بابتهال إلى المعبود أن يحفظهما
لبعضهما البعض، وإنّ تبقى تروّض قصائده وتفتح نوافذ الحنين على جنبات الأمل، لينعما بالدعة والاستقرار.
تعليق