إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال ونقاش في المعراج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال ونقاش في المعراج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    اقتبس هذا المقطع من حديث المعراج :

    وفي رواية : ما زال يقطع مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى إنتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل ، وقال جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت .

    انتهى ،،،


    اقول : وردت تفاصيل هذا المقطع بعباره اخرى ولكنها بالعموم تحتفظ بنفس المعنى وعند اهل السنه والشيعه كما يسمع ويقرأ المطلع ، وهي ان جبرائيل ع وفي مرحله ما مع النبي محمد ص من رحله العروج الى الله تعالى اعتذر من التقدم اكثر ، ولقد علل ذلك بان له عند الله مقام معلوم لا يستطيع تجاوزه وإلا احترق اذا تجاوز الحد .

    السؤال هو : لماذا وكيف يحترق جبرائيل ع اذا اراد التقدم والقرب اكثر من حدوده الى الله تعالى وكيف يمكن ان نفهم ان هذا القرب من الله تعالى نار تحرق ( والله تعالى هو الرحمن الرحيم ويدعوا عباده وخلقه اليه بما يقربهم منه ) ، والبعد عن الله تعالى ايضا نار تحرق لان البعد والابتعاد عن الله هو بمثابه ابتعاد عن رحمه الله باتجاه سخطه وهذا حال اهل النار والظلمه .

    بمعنى آخر - كيف يمكن ان يكون هذا الاقتراب من الله تعالى نار حارقه حالها حال الابتعاد عنه ، وفي كلا الحالتين هي على أثر تجاوز الحد ، فهناك أشاره واضحه الى وجود حد ما عليه واذا تم تجاوزه سيكون سبب لاحتراق جبرائيل ع .

    تحياتي
    الباحث الطائي
    التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 13-10-2018, 08:34 AM.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخ المحترم الباحث الطائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سوال وجيه من جنابكم.
    وان سمحت لي بان ادلوا براي المتواضع فذلك من كرمكم ...

    وهو ان المراد بالدنو في كلام الامين جبرائيل ليس الدنو المكاني كما يتصور ؟ لان من مسلمات اعتقادنا كاتباع اهل البيت الدنو المكاني يستلزم التجسيم وهذا واضح لديكم لان الله ليس بجهة حتى يصعد اليه رسول الله او يكون في السماء وانما المساله اعتبارية صعد لجهة نزول الاوامر الالهية والوح المحفوظ باعتباره مصدر التشريع ونزول الاحكام ...
    ومعنى كلام جبرائيل الامين انه لو دنوى اي لتجاوزت المكان الذي حدده الله له فلو خالف ما امره الله لاحترق بسبب مخالفته امر جبار السموات والارض ولانه معصوم لايخالف الله طرفة عين .
    فكلامه يريد به لو تقدم لخالف امر الله وليس معناه التقدم نحو الله كجهة .
    فبعد ان عرفنا هذا الاشكال ينحل الاشكال الثاني من ان القرب الالهي جنه ونعيم معناه بالاعمال والطاعات والبعد عن الله نار وجحيم بعدم الالتزام بما يريد الله .
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

    تعليق


    • #3

      بسمه تعالى
      السلام عليكم ، وشكرا للفاضله شجون الزهراء المشاركه الطيبه

      تعليل لطيف ولي معه تعليق وأضافه ولكن أأجلها قليلا حتى لعله نفسح المجال الى أراء اخرى
      لا إله إلا الله محمد رسول الله
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      الباحــ الطائي ـث

      تعليق


      • #4

        بسمه تعالى

        اقتبس التالي :

        ومعنى كلام جبرائيل الامين انه لو دنوى اي لتجاوزت المكان الذي حدده الله له فلو خالف ما امره الله لاحترق بسبب مخالفته امر جبار السموات والارض ولانه معصوم لايخالف الله طرفة عين .
        فكلامه يريد به لو تقدم لخالف امر الله وليس معناه التقدم نحو الله كجهة .
        فبعد ان عرفنا هذا الاشكال ينحل الاشكال الثاني من ان القرب الالهي جنه ونعيم معناه بالاعمال والطاعات والبعد عن الله نار وجحيم بعدم الالتزام بما يريد الله .

        ،،،

        اقول : اتفق عموماً مع المقدمه : ومعنى كلام جبرائيل الامين انه لو دنوى اي لتجاوزت المكان الذي حدده الله له فلو خالف ما امره الله لاحترق بسبب مخالفته امر جبار السموات والارض ولانه معصوم لايخالف الله طرفة عين .


        واختلف مع بعض هذا المقطع : فكلامه يريد به لو تقدم لخالف امر الله وليس معناه التقدم نحو الله كجهة .

        والسبب : يظهر لي وأظن انكم نفيتم عنوان الجهه هنا كونها توحي الى الجهه المكانيه والحال ان الجهه يمكن ان تكون جهه مقاميه وهذا يناسب المعنوي والروحي

        وايضا اسأل : هل هذا الاحتراق المفترض لجبرائيل ع لو انه بالفعل تجاوز ودنى اكثر / اقترب . هو نفسه او يشبه الاحتراق بالنار التي تكون على الكافر !
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق


        • #5
          الاخ المحترم الباحث الطائي اهلا وسهلا بك مجددا .

          اقول ان سبب العقوبة التي كان يعلمها الامين جبرائيل انها لمخالفته امر الله في تجاوز الحد الذي وضعه الله له وهذا الحد يراد منه مكاني وليس مقامي لانه بقرينة كلامه نعرف انه مكاني بدليل قوله لو تجاوزت او دنوت انملة والانملة تضرب للمسافة المكانية .

          نعم يمكن ان يخسر مقامة بتجاوزه هذا الحد المكاني القصير باعتبار انه خالف امر الله تعالى .
          والاحتراق ناخذه بمعناه الحقيقي وهو يحترق بالنار بسبب مخالفته لامر الله وتجاوزه الحد السموح له والمراد بالاحراق على معناها الحقيقي لان علماء الاصول يقولون يؤخذ اللفظ على حقيقته مالم توجد قرينة صارفة يراد منها المعنى الاخر ..
          وفي الرواية لايوجد قرينة تريد القرب او الابتعاد .

          والرواية على ما اعتقد يراد بها بيان افضلية الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وبيان مكانته وتفضيله على جميع الملائكة المقربين وان صلى الله عليه واله دنى فدلى فكان قاب قوسين او ادنى .
          ولها معاني عرفانية نعرض عنها خشية الاطالة .
          السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

          تعليق


          • #6

            بسمه تعالى

            السلام عليكم وشكرا لكم الفاضله شجون الزهراء

            بالحقيقه ظهر ( ومازال ) لي شبهه تناقض من محصل اجوبتكم

            فانتم بينتم اولا التالي : وهو ان المراد بالدنو في كلام الامين جبرائيل ليس الدنو المكاني كما يتصور ؟ لان من مسلمات اعتقادنا كاتباع اهل البيت الدنو المكاني يستلزم التجسيم وهذا واضح لديكم لان الله ليس بجهة حتى يصعد اليه رسول الله او يكون في السماء وانما المساله اعتبارية صعد لجهة نزول الاوامر الالهية والوح المحفوظ باعتباره مصدر التشريع ونزول الاحكام



            ثم لاحقا تقولين التالي : اقول ان سبب العقوبة التي كان يعلمها الامين جبرائيل انها لمخالفته امر الله في تجاوز الحد الذي وضعه الله له وهذا الحد يراد منه مكاني وليس مقامي لانه بقرينة كلامه نعرف انه مكاني بدليل قوله لو تجاوزت او دنوت انملة والانملة تضرب للمسافة المكانية .



            وعليه كيف يكون اولا الدنو وتجاوز الحد لما هو ليس بمكاني الى دنو وتجاوز حد مكاني لا مقامي لاحقا ، ويفهم فيه ( مقدار الانمله ) بالفهم المكاني ولا يؤول الى ما يناسبه من المعنوي لانك اسست اصلا الفهم مقدما برحله ومقام نشأتها روحيه او معنويه او اي تعبير مناسب ولكن ينفي المكان والجسم والتجسيم وما يتصل به ، ارجو التوضيح . وشكرا
            التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 14-10-2018, 09:45 PM.
            لا إله إلا الله محمد رسول الله
            اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
            الباحــ الطائي ـث

            تعليق


            • #7
              حياك الله اخينا المحترم
              واشكرك على هذه الاثارات الدقيقة
              نعم بعد الاتتفاق بان الله ليس بجهة وان الجهة تستلزم عدة محاذير اهمها الاحتياج والتركيب وهذا محال على الله تعالى لانه مطلق الكمال .
              وعنيت ان دنو جبرائيل لم يكن نحو الله تعالى كجهة واما من المثال في الرواية فيمكن ان يراد بالحد مكاني وهذا ليس محذور به من جانب جبرائيل حيث وضع الله له نقطه وامره بعدم تجاوزها وهذه النقطة مكانية في السماء ولم يكن الدنو او التجاوز نحو الله كجهة وانما لنفس هذه النقطة المحدده لجبرائيل .
              السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

              تعليق


              • #8

                السلام عليكم
                الاخت الفاضله شجون الزهراء وفقها الله
                لعله اقرب للتفسير هو تأويلها بما يناسب مقام القرب المعنوي لا المكاني ولا ننسى فأن مثل الذي حصل لجبرائيل ع ولم يستطيع تجاوزه حصل للمصطفى وارتقى فكان قاب قوسين او ادنى بعدها وهذا لا يناسب المكاني وكذلك ذاك ، فلا يمكن هنا بنظري افتراض وتصور نقطه مكانيه تناسب عالم مكاني في عالم معنوي ملكوتي مجرد ، والله اعلم

                إلا مثلا اذا كان دليلكم وفهمكم له اقرب لما ذكرتموه .


                *************************************


                انقل للفائده هذه الروايه القيمه بخصوص المبحث

                ----------------------------------------------------

                عن الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "... فلمّا انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدّم يا محمد، وتخلَّفَ عني، فقلت: يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني؟! فقال: يا محمد، إنّ انتهاء حدّي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان، فإنْ تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جل جلاله. فزخّ بي في النور زخّة حتى انتهيتُ إلى حيث (ما) شاء الله من علوّ ملكه، فنوديت: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد، أنت عبدي، وأنا ربك، فإياي فاعبد، وعليّ فتوكل، فإنّك نوري في عبادي، ورسولي إلى خلقي، و حجّتي على بريّتي، لك ولمن اتبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي، فقلت: يا ربّ، ومن أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد، أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي، فنظرت - وأنا بين يدي ربي جلّ جلاله - إلى ساق العرش، فرأيت اثني عشر نوراً في كلّ نور سطر أخضر، عليه اسم وصيّ من أوصيائي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم مهديّ أمتي، فقلت: يا ربّ هؤلاء أوصيائي من بعدي، فنوديت: يا محمد، هؤلاء أوليائي (وأوصيائي) وأصفيائي وحججي بعدك على بريّتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزّتي وجلالي لأظهرنّ بهم ديني، ولأعلينّ بهم كلمتي، ولأطهرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأمكننّه مشارق الأرض و مغاربها، ولأسخرنّ له الرياح، ولأذللنّ له السحاب الصعاب، ولأرقينّه في الأسباب، فلأنصرنّه بجندي، ولأمدنّه بملائكتي، حتى تعلو دعوتي، وتجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه، ولأداولنّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة .

                انتهى ،،،



                اقول : هذه الروايه تبين تفصيل جديد ومهم ، وهو انه لو تجاوز جبرائيل ع للحد لكان سبب في احتراق اجنحته فقط وليس جميعه بما يسبب هلاكه مثلا !
                وسنستفاد لاحقا من هذا الامر في البيان التفسيري للمسئله والفهم .




                التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 15-10-2018, 08:35 PM.
                لا إله إلا الله محمد رسول الله
                اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                الباحــ الطائي ـث

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد

                  رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقَْةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي

                  مقدمتا - فأنه يمكن النظر الى مسأله القرب من الله تعالى او البعد عنه من زاويتين / حيثيتين ، اولهما هي قرب الله من مخلوقاته والثانيه قرب مخلوقاته منه .

                  فأما اولا - قرب الله تعالى من مخلوقاته فهو ثابت متساو فهو الخالق العليم المحيط بما خلق ، ولذلك تجد القرآن يقول : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ، ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلكِن لَّا تُبْصِرُونَ ) .
                  وهذا القرب ليس بالقرب المكاني الذي يناسب عالم الاجسام والماده ويدرك بالحس وادواته ، بل هو قرب معنوي او روحي متجرد عن الماده صعودا وبحسب كل موجود ومقامه

                  وأما ثانيا - وهو المهم فيما نريد بحثه هو قرب مخلوقات الله تعالى منه جل جلاله . وهذا القرب يمثل رتبه الموجود الوجوديه بالنسبه الى الله ، والرتبته الوجوديه هي حدود مقامه من الله ، وحيث ان مخلوقات الله تعالى ليست جميعا متساويه الغايه والدور كما مثلاً الملائكه والانسان ، فالملائكه نوع مخلوقات لله تعالى لكل منها رتبه / مقام من الله محدد وثابت لا يتغير ( وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ) .
                  وأما الانسان فهو سيد المخلوقات وخليفه الله ، خلقه الله لغايه العباده ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) والتي بها يمكن ان يتحمل حمل صفات الله ويتكامل بها ليكون مظهر لها في محل خلافته

                  وعليه فخلاصه ذلك ان القرب من الله هو بحسب المقام الذي يمثل رتبه ذلك الموجود ، وملاك مقام القرب هو مقدار ما اتصف به المخلوق وتكامل من صفات واسماء الله تعالى ، والمقام الاقرب هو المظهر الاكمل والاتم لاسماء الله وصفاته ( ويؤيده الحديث : انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) وهذه متحققه باعلى صورها عند سيد المخلوقات وهو النبي محمد ص خاتم الانبياء والرسل الذي تكامل باعلى الدرحات وختم كل منازل القرب حتى وصل الى ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) ولذلك هو خليفه الله الاتم لان الخليفه هو من يستخلف غيره ويكون حاكيا عنه في صفاته وشؤنه وليس هناك اكمل منه من تحمل صفات واسماء الله لتظهر به للوجود باعظم ما يمكن .

                  ،،،

                  وحيث ان الانسان في صراط التكامل بحسب غايته التي خلق من اجلها ، فأن مقامه من الله متغير بحسب سعته وكسبه وكذلك لم يجعل الله من جانبه على الانسان مانع او حاجز لأرتقائه مقامات القرب لان هذا خلاف غايته ! ولكن قرب الانسان من الله في كل آن بحسب سعته الوجوديه وما يتحمله من الفيوضات الإلهيه ( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )

                  من هنا ( انتبه وركز معي ) لا يستطيع الانسان ( او اي مخلوق ) تجاوز مقامه / رتبته من الله تعالى لان حدود مقام القرب محدده وثابته تكوينيا بقدره ولا يستطيع الارتقاء اكثر من حده لعدم استطاعته اصلا تحمل ما هو فوق سعته الوجوديه ، فأفهم .

                  وهذا يعني ان الانسان في اصل وجوده وغايه خلقه مؤيد من خالقه للتكامل والقرب وهذا مظهر رحمه الله ولطفه في عباده لهدايتهم لغايتهم ( الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )
                  فكيف يتسنى للذي وسعت رحمته كل شيء وبدأ كلامه ببسم الله الرحمن الرحيم ان يصب عين نار غضبه لمن ارد تجاوز مقام قربه ، ويحرق بنفس النار التي اعدها للكافرين المعاندين من حاول التقرب بلا استحقاق مقام حضرته ! الم تتأمل في قول أمير المؤمنين في دعاء كميل (1)

                  اذن أي نار هذه التي اشار اليها جبرائيل ع ( فإنْ تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جل جلاله ) اذا لم تكن هي نفس النار التي اعدها الجبار وسعرها للكافرين

                  الجواب : بينا سابقا ان مقام القرب من الله تعالى ملاكه الكمالات التي هي اسماء الله وصفاته وهذه بمجموعها هي التي يعبر عنها بالنور ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الذي ظهر عن الذات الإلهيه الى عالم الامكان وتحمل منها الخلائق كلا بسعته . فأذا اراد موجود ما ان يتجاوز مقامه فهذا خارج عن طاقه تحمله ، اي لا يستطيع ان يتحمل من النور الإلهي الا بقدره ، فاذا فعل احرقه النور لانه اصبح عليه كالنار اذا لم يكن المتحمل اهلا لها ، فأفهم

                  ولذلك ترى تعبير جبرائيل ع دقيق كثيرا ويوافق هذا الفهم حيث قال " فإنْ تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جل جلاله "
                  اي حتى لو اردت تجاوز حد مقامي فان النار ( نور الله ) ستحرق جناحي الذي اريد به التجاوز لاني لا اتحمل مقام قرب اكبر من مقامي ، فأين هذا ومن يظن ان هذه النار هي عين نار غضب الجبار التي اعدها للكفار ، لان منشأ التجاوز هنا مختلف ، والاتجاه متضاد فهذا اتجاه قرب لمقام غير مأذون وذلك اتجاه بعد بسبب سخط الله .فتأمل

                  هذا ما يمكن به تفسير المطلب اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم

                  ملاحظه : لعله يفيد ايضا النظر الى كل سور وآيات القران فلن تجد تهديد ووعيد بالنار التي هي غضب الجبار والابتعاد عن رحمته الا للكافرين ومنشأها الابتعاد عن الله وهذا هو الانحراف والابتعاد عن الغايه الحق لكل مخلوق ومنها الانسان ، ولاد تجد تهديد ووعيد واشاره بمثل هذه النار لمن تجاوز حدود مقام القرب .


                  الباحث الطائي

                  -----------

                  (1) : فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً وَما كانَت لاَِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالاًِنْعامِ مُتَكَرِّماً اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ .

                  اقول : هذا أمير المؤمنين علي ع باليقين يقطع لولا انه تعالى قضى بتعذيب جاحديه وتخليد معانديه لجعل النار كلها بردا وسلاما ! وهذا يناسب من كانت رحمته اوسع من سخطه ولطفه واحسانه تحف خلقه فكيف يجعل نار غضبه على من تجاوز حد القرب لانه لا يستوي من كان في مقام وصراط القرب مع من كان في دركات البعد ، ثم يختم ذلك امير المؤمنين فيقول مستدلا : اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ . فأذا لم يستوون فهم مختلفون ويترتب على هذا الاختلاف اختلاف منشأ النارين وحقيقتهما ، فتأمل في هذه اللطائف ان صح فيها القول والمقام ، والله اعلم
                  التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 15-10-2018, 08:56 PM.
                  لا إله إلا الله محمد رسول الله
                  اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                  الباحــ الطائي ـث

                  تعليق


                  • #10
                    حد القرب تجاوز من العبد أم طاعة؟ ؟
                    ما هو دليلك على أن النور هو المحرق وليس نار ؟
                    ألا يحتمل أن تكون مقولة جبرائيل كناية عن أمر مغاير إلى حقيقة الاحراق فأنت أخذت اللفظ على واقعه المدلوي العرفي؟؟
                    sigpicيُخطئ من يظن بأن المقاطعة والتخاصم و(الزعل) هي من صلب تعاليم الدين بل العكس هو الصحيح .. يكفي بأنها تترك أثراً سيئاً في القلب..

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X