إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خلوة الذنب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلوة الذنب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد



    عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَ: قَالَ اَلصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):
    ((مَنْ خَلاَ بِذَنْبٍ
    فَرَاقَبَ اللهَ تَعَالَى فِيهِ
    وَاِسْتَحْيَا مِنَ اَلْحَفَظَةِ

    غَفَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ ذُنُوبِ اَلثَّقَلَيْنِ))[1].
    الخلوة: هي حالة يمر بها الانسان خلال اوقات أيامه، وهذه الخلوة ممكن أنْ تكون لأجل التفكير، أو أنْ تكون لأجل عمل ما، أو لأجل مشروع ما، أو لأجل العبادة وذكر الله عز وجل أو لأجل عملي ذنب ما فهذا الانسان لما يختلي لأجل ان يفعل ذنب من الذنوب، مثلا يختلي اثناء نوم الناس وحاله السكون وعدم المراقبة فيستغلها لأجل أنْ يسرق بيت أو مؤسسة أو دكان أو ما شابه، هنا يهيئ كل المقدمات التي يحتاجها لمثل هذا الامر ويحدد الوقت، وايضا يهيئ نفسه كي تتقبل مثل هذا الامر وعلى فرض أنّه وصل الى مثل هذه الامور واصبح هو والسرقة ولا احد يعلم به فهي حالة من حالات الخلوة والشيطان يستغل مثل هذه الحالة ويسوغ لهذا الانسان مثل هذا الامر ويزينه له لقوله تعالى: ﴿تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    [2].
    ويحاول أنْ يرفع كل الامور التي يمكن أنْ يراجع نفسه بها، وماذا يفعل بل يفكر بهذا المكسب وهذا المغنم لكن إذا فكر وراجع نفسه وقال بينه وبين الله عز وجل ماذا افعل؟ الى اين أنا سائر؟ هذا امر قبيح لا يناسب؟ انني انتمي الى هذا الخالق العظيم الذي انعم عليّ بكل شيء، فاذا قال هذه اللحظة صحيح أنا والسرقة ولا احد لكن الله عز وجل موجود ويراقبني وسيعاقبني على مثل هذا الفعل سواء في الدنيا أو في الأخرة وهذا يتم من خلال وجود ملائكة هم الحفظة، عَنْ جَابِرٍ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى االلهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: ((كَانَ إِبْلِيسُ أَوَّلَ مَنْ نَاحَ وَأَوَّلَ مَنْ تَغَنَّى وَأَوَّلَ مَنْ حَدَا قَالَ: لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ اَلشَّجَرَةِ تَغَنَّى فَلَمَّا أُهْبِطَ حَدَا بِهِ فَلَمَّا اِسْتَقَرَّ عَلَى اَلْأَرْضِ نَاحَ فَأَذْكَرَهُ مَا فِي اَلْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ: رَبِّ هَذَا اَلَّذِي جَعَلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ اَلْعَدَاوَةَ لَمْ أَقْوَ عَلَيْهِ وَأَنَا فِي اَلْجَنَّةِ وَإِنْ لَمْ تُعِنِّي عَلَيْهِ لَمْ أَقْوَ عَلَيْهِ فَقَالَ اللهُ: اَلسَّيِّئَةُ بِالسَّيِّئَةِ وَاَلْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ قَالَ: رَبِّ زِدْنِي قَالَ لاَ يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ إِلاَّ جَعَلْتُ مَعَهُ مَلَكاً أَوْ مَلَكَيْنِ يَ
    حْفَظَانِهِ قَالَ: رَبِّ زِدْنِي قَالَ اَلتَّوْبَةُ مَفْرُوضَةٌ فِي اَلْجَسَدِ مَا دَامَ فِيهَا اَلرُّوحُ قَالَ: رَبِّ زِدْنِي قَالَ أَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ وَلاَ أُبَالِي قَالَ: حَسْبِي))[3]، فالملائكة الذين يراقبونني ويسجلون اعمالي فكيف افعل مثل هذه الامور ولا استحي من الله ومن الذي يراقبني انا مخلوق صاحب عقل فكيف اترك واركن هذا العقل الى جهة الشيطنة وألغي الانتماء الى جهة الرحمة هذه قسمه ضيزى!! كيف اضع نفسي بمثل هذا الامر! هذا مما لا يناسب ويجب ألا اكون بمثل هذا المفترق الذي يجرني للانتماء الى الشيطان ولجند الشيطان.
    فيترك ما هو عليه ويعود الى ادراجه تائبا تاركا لمثل هذا الفعل؛ نتيجة هذا الامر عند الله سبحانه وتعالى وهو غفار الذنوب وهو الذي يعطي من دون أي منّة، فهذا لا يغفر فقط هذا الذنب من عنده الذي اراد أنْ يفعله، إنّما يغفر الله له جميع الذنوب ذنوب حياته الماضية، ولو كانت بمثل ذنوبي الثقلين وهما الانس والجن، يعني كم هو عدد الثقلين بهذا الوجود فقط في زماننا هذا من الانس هناك سبعة ونصف الى ثمانية مليار، أمّا الجن الله اعلم كم هي اعدادهم وقبل ذلك كم هي اعداد هذين في هذا القدر الغير منظور الله سبحانه وتعالى اذا كانت ذنوبه مثل هذا القدر يغفرها وهو الغفور الرحيم، فعلى الانسان أنْ ينتبه ويعود الى الله سبحانه وتعالى ويبتعد عن فعله الذنوب .

    _______________________________

    [1] وسائل
    الشيعة، ج 15، ص 221.

    [2] سورة النحل، الآية: 63.
    [3] تفسير العياشي، ج 1، ص 276.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X