إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اَلْفَرَحُ اَلَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اَلْفَرَحُ اَلَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد


    عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ:
    ((مَنْ فَرَّحَ مُسْلِماً خَلَقَ اَللَّهُ مِنْ ذَلِكَ اَلْفَرَحِ صُورَةً حَسَنَةً تَقِيهِ آفَاتِ اَلدُّنْيَا وَأَهْوَالَ اَلْآخِرَةِ
    تَكُونُ مَعَهُ فِي اَلْقَبْرِ وَاَلْحَشْرِ وَاَلنَّشْرِ حَتَّى تُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ
    فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَ اَللَّهِ لَوْ أَعْطَيْتُكَ اَلدُّنْيَا لَمَا كَانَتْ عِوَضاً لِمَا قُمْتَ لِي بِهِ

    فَيَقُولُ أَنَا اَلْفَرَحُ اَلَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا))
    [1].
    الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في هذه الرواية يؤكد على أنّ الاسلام دين المودة والمحبة والعشرة الحسنة، وقد حث الباري عز وجل في الكتاب العزيز على اهمية هذه الأمور لقوله تعالى: ﴿..لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
    [2].
    وعليه فأفضل حال يكون عليه المسلم لما يدخل الفرح على اخوانه المسلمين بالأعمال الصالحة، مثل دفع الضرر والاذى عنهم، ومساعدتهم في مجالات حياتهم، وكفالة الأيتام ونشر روح التعاون والتعاهد والتفقد لأحوالهم، كما ورد في تنبيه الخواطر عن الإمام الرّضا عن أبي جعفر عليهما السلام قال: ((يا إسماعيلُ، أرَأيتَ فيما قِبَلَكُم إذا كانَ الرجُلُ ليسَ لَهُ رِداءٌ وعِندَ بعضِ إخوانِهِ فَضلُ رِداءٍ يَطرَحُهُ علَيهِ حتّى‏ يُصِيبَ رِداءً؟ فقلتُ: لا، قالَ: فإذا كانَ لَهُ إزارٌ يُرسِلُ إلى‏ بَعضِ إخوانِهِ بِإزارِهِ حتّى‏ يُصِيبَ إزاراً؟ فقلتُ: لا، فَضَرَبَ بِيدِهِ على‏ فَخِذِهِ ثُمّ قالَ: ما هؤلاءِ بِإخوَةٍ))
    [3].
    وادخال الفرح والسرور نتيجته أنّ اللّه عز وجل يخلق صورة ليست صورة كيفما تكون وإنّما حسنة جميلة زاهية، يكون أثرها واضحا على وجهه ومحياه بهيئة نور بهي يشعر الأخرين بالراحة والاطمئنان له، وتقوم هذه الصورة بدور كبير وعظيم لهذا المسلم، وهو وقايته وحمايته من حوادث الدنيا السيئة ومصيباتها المؤلمة، وأكثر من ذلك تقيه من اهوال الآخرة المتمثل بيوم القيامة لقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
    [4].
    وقبل ذلك تكون معه في قبره وهو بيت الوحدة والغربة والظلمة والدود، لكن هذه الصورة تقيه من هذه الأمور، كما ورد عن اَلْعَلاَءُ بْنُ اَلْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: وَفَدْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَدَخَلْتُ وَعِنْدَهُ اَلصَّلْصَالُ بْنُ اَلدَّلَهْمَسِ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً فَإِنَّا قَوْمٌ نَعْبُرُ فِي اَلْبَرِّيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ:
    ((.. وَإِنَّهُ لاَ بُدَّ لَكَ يَا قَيْسُ مِنْ قَرِينٍ يُدْفَنُ مَعَكَ وَهُوَ حَيٌّ وَتُدْفَنُ مَعَهُ وَأَنْتَ مَيِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِيماً أَكْرَمَكَ وَإِنْ كَانَ لَئِيماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لاَ يُحْشَرُ إِلاَّ مَعَكَ وَلاَ تُبْعَثُ إِلاَّ مَعَهُ ولاَ تُسْأَلُ إِلاَّ عَنْهُ فَلاَ تَجْعَلْهُ إِلاَّ صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ آنَسْتَ بِهِ وإِنْ فَسَدَ لاَ تَسْتَوْحِشُ إِلاَّ مِنْهُ وهُوَ فِعْلُكَ))[5]،ويوم الحشر لما تحشر الخلائق للحساب لقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ[6]،والنشر الذي تنشر فيه الصحف وتتطاير الكتب.
    واخيرا تكون بصحبته في موقفه بين يدي العزيز الجبار، عند ذاك تتجلى الرحمة الإلهية بتجسد هذه الصورة فيستغرب منها فيسأل صاحبها عن هويته ومن الذي جاء به الى هنا، فيأتيه الجواب بأنّني الفرح الذي أدخلته على اخوانك المؤمنين في الدنيا.

    _____________________________

    [1] مستدرك الوسائل، ج 12، ص 398.

    [2] سورة البقرة، الآية: 177.
    [3] تنبيه الخواطر، ج2، ص 85.
    [4] سورة الحج، الآية: 2.
    [5] الخصال، ج 1، ص 114.
    [6] سورة يونس، الآية: 45.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X