تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
كل من يهتم بالدعاء ليلة الجمعة من الشيعة، وكثير من القنوات التلفزيونية، والإذاعات الراديوية، يقرأ ويبث دعاء مهم ذو مضامين عالية، علمه أمير المؤمنين عليه السلام لرجل تمسك بولايته خير التمسك، واستشهد صابرا محتسبا عليها ولم يبدلها بجوائز الحكام وتابعيهم الدنيوية ألا وهو: كُمَيْل بن زياد بن سُهيل بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المعروف بكميل بن زياد النخعي.
وُلِد باليمن سنة سبع قبل الهجرة من عائلة يمنيةٍ عريقة فذّة سكنوا في الكوفة لاحقاً (منها مالك الأشتر، وهلال بن نافع، وسوادة بن عام، ووو).. "وكلنا يعرف شجاعة أهل اليمن منذ القدم المتمثلة بهولاء الرجال وغيرهم".
أسلم صغيراً وأدرك النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وقيل أنَّه لـم يره، ارتحل مع قبيلته إلى الكوفة في بدء انتشار الإسلام، كان من سادات قومه، وكانت له مكانة ومنـزلة عظيمة عندهم، وكان (رحمه الله) من ثقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) وخواصِّه وأبرز أصحابه عليه السلام، ومن حوارييه وخواصه الخُلّص، ثار على الحجاج بن يوسف الثقفي وقاتل قتالاً شديداً، رَوَى عَنْ أمير المؤمنين أحاديث كثيرة، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي لحُبه ووِلائه لأمير المؤمنين (عليه السَّلام)[1].
ولقد منحه الأمير عليه السلام وساماً عالياً حين علّمه الدعاء المشهور باسمه، لِما كان يتمتع به كميل من المعرفة العالية، والمنزلة الرفيعة، والقابليات الفذة.
كان يخرج مع الامام علي في جوف الليل للمناجاة، فيبثّه حكمه واسراره.
عيّنه والياً على مدينة هيت التي تقع على نهر الفرات في العراق.
واشتهر بولائه واخلاصه وصدوعه بالحق دون محاباة أو خوف..
قال الذهبي: «كان شريفاً مطاعاً ثقة عابداً». قال صاحب مراقد المعارف: «كان كميل رضوان الله عليه عالماً متثبتاً في دينه… وكان عابدا زاهداً لا تفتر شفتاه عن تلاوة القرآن الكريـم وذكر الله العظيم». وقال السيد الخوئي (قده): «جلالة كميل واختصاصه بأمير المؤمنين من الواضحات التي لـم يدخلها ريب».
وقف مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه سعيد بن العاص والي الكوفة يستنكرون عليه قوله: «إن السواد بستان قريش». ـ كان من الذين نفاهم والي الكوفة سعيد بن العاص منها إلى الشام بأمر عثمان، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثم عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.
دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
ولمّا وُلّي الحجاج طلب كميل بن زياد أن يأتيه، فتوارى عن الأنظار، وعلى إثر ذلك حرم الحجاج قومه عطاءهم.
فلمّا رأى كميل ذلك قال: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: إِنِّي أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ نَفِدَ عُمُرِي فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ أُحْرَمَ قَوْمِي أَعْطِيَاتِهِمْ، فَخَرَجَ إِلَى اَلْحَجَّاجِ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَجِدَ عَلَيْكَ سَبِيلاً.
فَقَالَ لَهُ كُمَيْلٌ: لاَ تَصْرِفْ عَلَيَّ أَنْيَابَكَ فَمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي إِلاَّ اَلْقَلِيلُ (اي القليل جداً)، فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، فَإنَّ المَوْعِدَ لِلَّهِ، وَبَعْدَ القَتْلِ الحِسَابُ، فَإِنَّ اَلْمَوْعِدَ لِلَّهِ وَبَعْدَ اَلْقَتْلِ اَلْحِسَابَ وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّكَ قَاتِلِي..
فقال الحجّاج: اضربوا عنقه، فضُربت عنقه، فسقط شهيداً على مذبح العقيدة الثابتة.[2]
فدفن في ظهر الكوفة في منطقة تدعى الثوية، وكان ذلك في عام 82 هـ.
وله مزار عظيم يقصده المؤمنون طلباً للبركة والثواب.
[1] الإرشاد (للمُفيد)، ج 1، ص 327.
[2] كشف الغمة، ج 1، ص 278.
تعليق