هي آلام آلت إلاّ أن تفتح جراحاً سكّنها الصبر على المصاب.. ولكن لم يُداوِها..
جراحٌ ألهبتها الأحزان بنيران الذكرى الأليمة..
سم المعتمد ما زال يُقطع قلوبنا قبل أوصالنا..
مرارته تُمزق أكبادنا الحرّى بلوعة المصاب..
وإمامنا المغيّب وحيدٌ فريدُ في هذه الدنيا..
غاب من كان يحميه ورحل بعيداً..
اركعي يا سامراء.. ونكّسي الرايات والأعلام..
توشحي بالسواد وليلفك من الرأس إلى أخمص القدم..
اسكبي دموعك لتغسلي بها شوارعك والطرقات..
افترشي أحزانك.. استقبلي زائريك المعزين..
فقد أتتك مدن الدنيا تعزيك باستشهاد سيدك وسيدها..
تواسي قلب الإمام المنتظر الموجوع والمفجوع بمصابٍ هدّ الأركان وأوجع قلب الرسول صلى الله عليه واله
والمرتضى والزهراء عليهما السلام..
ولمصابه بكت ملائكة السماء.. ولآلامه تأوهت الحور العين وسكبت دموعها..
لتواسي السيدة الزهراء والسيدة حكيمة والسيدة نرجس التي فقدت حماها وكهفها الحصين..
فأضحت حائرة تدير عينيها بين حزنها على زوجها الإمام المفقود وبين خوفها على ولدها المغيب.
تعليق