هو الشيخ ميرزا حبيب الله بن الميرزا محمد علي خان بن إسماعيل خان بن جهانكير الكيلاني الرشتي النجفي .
ولد قدس سره بمدينة رشت في عام 1234هـ .
و توفي قدس سره في مدينة النجف الأشرف ليلة الخميس 14 جمادى الآخرة من عام 1312هـ ، عن ثمان وسبعين عاماً ، ودفن في المشهد الغروي للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وقبره معروف .
زهده
لما توفي الشيخ المرتضى انتهى أمر التدريس إلى الشيخ ميرزا حبيب اللَّه الرشتي, فكانت حوزته تعد بالمئات ، وأكثرهم من شيوخ العلماء وأفاضل الفقهاء والمجتهدين ، ولم يكن في زمانه أرقى منه تدريساً وأكثر نفعاً ، حتى أن أكثر العلماء المشاهير الذين نبغوا بعده في سائر المناطق الشيعية قد تخرجوا عليه وأخذوا عنه ، وكان مجلس درسه محتوياً على أصناف العلماء من العرب والعجم من المحققين في الفقه والأصول والمعقول والمنقول وغير ذلك ، لأنه كان وحيد عصره في ابتكار الأفكار الحسنة والتحقيقات المستحسنة وحلاوة التعبير ورشاقة البيان .
هذا ما كان من جهة علمه ، وأما ورعه ونسكه وزهده فهو مما لا يحده القلم ولا يصفه البيان ، فقد كان في غاية الورع والتقوى والزهد عن حطام الدنيا ، وكان سليم الذات صافي النية بسيطاً للغاية أعرض عن الرئاسة كل الاعراض ، ولذا لم يقلد ولم تجب إليه الأموال ، وإنما كانت المرجعية والزعامة الروحية لمعاصره وشريكه في الدرس عند الشيخ الأنصاري ، وهو السيد الميرزا محمد حسن المجدد الشيرازي نزيل سامراء . ولم يرض أن يقلده أحد لكثرة تورعه في الفتوى وشدة احتياطه فيها ، ولم يتصد للوجوه ولم يقبلها من أحد .
وقد كان معاشه يأتيه من والده أيام حياته ، وبعد وفاته استحضره اخوته لتقسيم الأموال والاملاك الكثيرة ، فلما رأى تكالبهم عليها وتفانيهم دونها أعرض عنهم وعاد إلى النجف منصرفا عن استحقاقه ، فانقطع معاشه إلى سبع سنين باع خلالها كل ما كان يملكه من الأسباب واستقرض ما وسعه القرض ، حتى لقد عجز عن شراء الماء في بعض الأيام .
فتشرف أخوه الميرزا نصر اللَّه خان الى الزيارة ، فرأى وضعه وقرر له معاشاً يسيراً إلى سبع سنين .
ويقال انه قبل شيئاً ذات مرة من العلامة الشيخ جعفر التستري وأخرى من آخر ، ولما توسعت حاله صرف قدرهما على الفقراء .
وأما عبادته فقد حكي أنه ما طلع الفجر عليه وهو نائم منذ بلغ الحلم ، وقد قضى فرائض والديه ثلاث مرات ، مرة تقليدا ًومرتين اجتهاداً.][2]
ــــــــــــــــــــــــ
أنظر: - أعيان الشيعة ج4 ص 559، 561 .
[2]قصص وعبر (مخطوط)/ عادل الجوهر .
تعليق