يتطرق الكاتب إلى ذكر ترجمة مختصرة عن مواقف مجموعة من أصحاب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وأقوال الأئمّة(عليهم السلام) والعلماء في حقّهم، فيقول:
لا يخفى أن أصحاب الإمام جعفر الصادق (ع) كثيرون، نذكر بعض منهم باختصار:
1ـ أبو بصير الأسدي، يحيى بن أبي القاسم إسحاق الأسدي الكوفي
أـ عدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي: «أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة، ومعروف بن خرّبوذ، وبُريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستّة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري»[1].
ب ـ تظهر مكانة أبي بصير العلمية جليّاً من خلال إرجاع الإمام الصادق(ع) الناس إليه، قال شعيب العقرقوفي: «قلت لأبي عبد الله(ع): ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء فمَن نسأله؟ قال: عليك بالأسدي، يعني أبا بصير»[2].
2ـ أبو بصير المرادي، ليث بن البختري
أـ عدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي: «أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة، ومعروف بن خرّبوذ، وبُريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستّة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري»[3].
ب ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «بشّر المخبتين بالجنّة: بُريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أُمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست»[4].
ج ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة: محمّد بن مسلم، وبُريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين»[5].
د ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي(ع) إلّا زرارة، وأبو بصير المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبُريد بن معاوية، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدى، هؤلاء حُفّاظ الدين، وأُمناء أبي(ع) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، وفي الآخرة»[6].
هـ ـ قال الإمام الكاظم(ع) في حقّه: «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(ص)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر… . ثمّ ينادي المنادي: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد؟ فيقوم… وأبو بصير ليث بن البختري المرادي… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»[7].
3ـ أبو حمزة الثُمالي، ثابت بن أبي صفية
أـ يُعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (۱۰۷) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم(عليهم السلام).
ب ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه»[8].
ج ـ قال أبو بصير: «دخلت على أبي عبد الله(ع) فقال: ما فعل أبو حمزة الثُمالي؟ قلت: خلّفته عليلاً، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه منّي السلام، وأعلمه أنّه يموت في شهر كذا في يوم كذا»[9].
د ـ قال الشيخ النجاشي في حقّه: «ثقة… لقي علي بن الحسين، وأبا جعفر، وأبا عبد الله، وأبا الحسن(عليهم السلام)، وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم، ومعتمدهم في الرواية والحديث»[10].
4ـ الفضيل بن يسار النهدي
أـ عدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي: «أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة… والفضيل بن يسار»[11].
ب ـ عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يُطعن عليهم، ولا طريق لذمّ واحد منهم.
ج ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (254) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام).
د ـ كان الإمام الباقر(ع) إذا دخل عليه الفضيل يقول: «بخ بخ بشّر المخبتين، مرحباً بمَن تأنس به الأرض»[12].
هـ ـ كان الإمام الصادق(ع) إذا رأى الفضيل يقول: «بشّر المخبتين، مَن أحبّ أن ينظر رجلاً من أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا»[13].
وـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «إنّ الأرض لتسكن إلى الفضيل بن يسار»[14].
زـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «إنّ فضيلاً من أصحاب أبي، وأنّي لأُحبّ الرجل أن يحبّ أصحاب أبيه»[15].
ح ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «رحم الله الفضيل بن يسار، هو منّا أهل البيت»[16].
5ـ جابر بن حيان الطرسوسي
أـ كان(ره) من مفاخر علماء الشيعة، ومن مشاهير علماء الفلسفة والحكمة والطبّ والرياضيات والفلك والمنطق والنجوم، وكان متصوّفاً أديباً زاهداً واعظاً، مؤلّفاً في شتّى صنوف العلم والمعرفة، أخذ علومه ومعارفه من الإمام الصادق(ع).
ب ـ قال السيّد ابن طاووس الحلّي في (فرج الهموم بمعرفة علم النجوم) عند ذكره لجماعة من الشيعة كانوا عارفين بعلم النجوم: «ومنهم جابر بن حيّان صاحب الصادق(ع)»[17].
ج ـ قال السيّد الخونساري: «كان من مشاهير قدماء العلماء بالأفانين الغريبة، من الكيمياء والليمياء والهيمياء والسيمياء والريمياء، وسائر علوم السر والجفر الجامع، وأمثال ذلك»[18].
هـ ـ قال جرجي زيدان في مجلّة الهلال ـ على ما حُكي عنه ـ : «أنّه من تلامذة الصادق(ع)، وأنّ أعجب شيء عثرت عليه في أمر الرجل أنّ الأوروبيّين اهتمّوا بأمره أكثر من المسلمين والعرب، وكتبوا فيه وفي مصنّفاته تفاصيل، وقالوا: إنّه أوّل مَن وضع أساس الشيمي [الكيمياء] الجديد، وكتبه في مكاتبهم كثيرة، وهو حجّة الشرقي على الغربي إلى أبد الدهر»[19].
6ـ جابر بن يزيد الجعفي
أـ كان بوّاباً للإمام الباقر(ع)، وقد خدم الإمام(ع) ثماني عشرة سنة.
ب ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (35) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق(عليهم السلام).
ج ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «رحم الله جابر بن يزيد الجُعفي، فإنّه كان يصدق علينا»[20].
د ـ قال المفضّل بن عمر الجُعفي للإمام الصادق(ع): «يا ابن رسول الله، فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال(ع): منزلة سلمان من رسول الله(ص)»[21].
هـ ـ قال العلّامة المجلسي: «أنّه كان من أصحاب أسرارهما(عليهما السلام) – أي الباقر والصادق – وكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها عقول الضعفاء، حصل به الغلو في بعضهم، ونسبوا إليه افتراء سيّما الغلاة والعامّة»[22].
وـ قال الشيخ عبد الله المامقاني: «إنّ الرجل في غاية الجلالة ونهاية النبالة، وله المنزلة العظيمة عند الصادقينِ(عليهما السلام)، بل هو من حملة أسرارهما وبطانتهما، ومورد الطافهما الخاصّة وعنايتهما المخصوصة، وأمينهما على ما لا يُؤتمن عليه إلّا أوحدي العدول من الأسرار، ومناقب أهل البيت(عليهم السلام)»[23].
7ـ زرارة بن أعين الشيباني
أـ عدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي: «أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة…»[24].
ب ـ كان علماً من أعلام الدين، ومن كبار الفقهاء والعلماء فضلاً وتقوى، وكانت له يد في الفقه والكلام والأدب والشعر، إلّا أنّه كان ضليعاً في الفقه، إذ لا يخلو باب من أبواب الفقه من حديث له.
ج ـ قال الإمام الباقر(ع) في حقّه: «يا زرارة، حقّاً على الله أن يدخلك الجنّة»[25].
د ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «بشّر المخبتين بالجنّة: بُريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أُمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست»[26].
هـ ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة: محمّد بن مسلم، وبُريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين»[27].
وـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «إنّ أصحاب أبي(ع) كانوا زيناً أحياءً وأمواتاً، أعني: زرارة، ومحمّد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبُريد العجلي، هؤلاء القوّامون بالقسط، هؤلاء السابقون السابقون، أُولئك المقرّبون»[28].
زـ قال الإمام الصادق(ع): «ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي(ع) إلّا زرارة، وأبو بصير المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبُريد بن معاوية، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدى، هؤلاء حفّاظ الدين، وأُمناء أبي(ع) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا وفي الآخرة»[29].
ح ـ قال الإمام الكاظم(ع): «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(ص)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر… .
ثمّ ينادي المنادي: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد؟ فيقوم… وزرارة بن أعين… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»[30].
ط ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (۲۲۱۱) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام).
8ـ زكريا بن إدريس الأشعري القمي
أـ إنّ الأئمّة(عليهم السلام) أكرموا جماعة كثيرة من الأشعريين بالهدايا والتحف والأكفان، ومنهم زكريا[31].
ب ـ ترحّم عليه الإمام الرضا(ع) عند السماع بوفاته[32].
ج ـ قال الشيخ النجاشي: «قيل: إنّه روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن والرضا(عليهم السلام)، له كتاب»[33].
د ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني: «إنّ الذي يوجب الاطمئنان من دراسة حال المترجم ـ وكلّ ما قيل فيه ـ أنّه ثقة جليل، ومع التنزّل فلا أقلّ من كونه في أعلى مراتب الحسن»[34].
هـ ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات، فقد روى أحاديث عن الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا(عليهم السلام).
9ـ صفوان بن مهران الأسدي
أـ كان ممّن روى النصّ عن الإمام الصادق على ابنه الإمام الكاظم(عليهما السلام)[35].
ب ـ قال صفوان (ره): «دخلت على أبي الحسن الأوّل(ع) فقال لي: يا صفوان، كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً. قلت: جعلت فداك أيّ شيء؟ قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ، قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للهو، ولكنّي أكريه لهذا الطريق، يعني طريق مكّة، ولا أتولّاه بنفسي ولكن أنصب غلماني.
فقال لي: يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال لي: أتحبّ بقائهم حتّى يخرج كراؤك؟ قلت: نعم، قال: فمَن أحبّ بقائهم فهو منهم، ومَن كان منهم كان ورد النار.
قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك؟ قلت: نعم، فقال: لِم؟ قلت: أنا شيخ كبير وأنّ الغلمان لا يفون بالأعمال. فقال: هيهات هيهات أنّي لأعلم مَن أشار عليك بهذا موسى بن جعفر، قلت: مالي ولموسى بن جعفر، فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك»[36].
ج ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (۷۱) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمامين الصادق والكاظم(عليهما السلام).
10ـ عبد الله بن أبي يعفور العبدي
أـ كان (ره) قارئاً يقرأ في مسجد الكوفة، ومن الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يُطعن عليهم، ولا طريق لذمّ واحد منهم.
ب ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «ما وجدت أحداً أخذ بقولي، وأطاع أمري، وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلينِ رحمهما الله: عبد الله بن أبي يعفور، وحمران بن أعين، أمّا أنّهما مؤمنانِ خالصانِ من شيعتنا، أسماؤهم عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمّداً»[37].
ج ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «ما وجدت أحداً يقبل وصيّتي ويطيع أمري، إلّا عبد الله بن أبي يعفور»[38].
د ـ قال ابن أبي يعفور(ره): «قلت لأبي عبد الله(ع): والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أنّ الذي قلت حلال حلال، وإنّ الذي قلت حرام حرام، فقال(ع): رحمك الله رحمك الله»[39].
هـ ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «ما أحد أدّى إلينا ما افترض الله عليه فينا إلّا عبد الله بن أبي يعفور»[40].
وـ عن أبي أُسامة، قال: «دخلت على أبي عبد الله(ع) لأودّعه، فقال لي: يا زيد ما لكم وللناس قد حملتم الناس على أبي؟ والله ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلّا رجلاً واحداً، رحمه الله عبد الله بن أبي يعفور، فإنّي أمرته وأوصيته بوصيّته فاتبع أمري وأخذ بقولي»[41].
زـ قال الإمام الكاظم(ع) في حقّه: «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(ص)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر…
ثمّ ينادي المنادي: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد؟ فيقوم… وعبد الله بن أبي يعفور… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»[42].
ح ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (۷۸) مورداً،، فقد روى أحاديث عن الإمام الصادق(ع).
11ـ عبد الله بن مسكان الكوفي
أـ عدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي: «أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء، وتصديقهم لما يقولون، وأقرّوا لهم بالفقه ـ من دون أُولئك الستّة الذين عددناهم وسمّيناهم ـ ستّة نفر: جميل بن درّاج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحمّاد بن عيسى، وحمّاد بن عثمان، وأبان بن عثمان»[43].
ب ـ عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء، والأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم.
ج ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (۲۷۹) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمام الصادق(ع).
12ـ محمد بن علي البجلي المعروف بمؤمن الطاق
أـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه(ع): «أربعة أحبّ الناس إليّ أحياء وأمواتاً: بُريد العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمّد بن مسلم، والأحول، أحبّ الناس إليّ أحياء وأمواتاً»[44].
ب ـ قال له أبو حنيفة: «وقد مات جعفر بن محمّد(ع): يا أبا جعفر، إنّ إمامك قد مات. فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم»[45].
ج ـ قال له أبو حنيفة: «بلغني عنكم معشرالشيعة شيء؟ فقال: فما هو؟ قال: بلغني أنّ الميّت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطي كتابه بيمينه، فقال: مكذوب علينا يا نعمان! ولكنّي بلغني عنكم معشر المرجئة أنّ الميّت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعاً فصببتم فيه جرة من ماء لكيلا يعطش يوم القيامة. فقال أبو حنيفة: مكذوب علينا وعليكم»[46].
د ـ قال له أبو حنيفة: «يا أبا جعفر، تقول بالرجعة؟ فقال له: نعم، فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أُريد ضميناً يضمن لي أنّك تعود إنساناً، فإنّي أخاف أن تعود قرداً فلا أتمكّن من استرجاع ما أخذت منّي»[47].
هـ ـ قال له أبو حنيفة: «يا أبا جعفر، ما تقول في المتعة أتزعم أنّها حلال؟ قال: نعم، قال: فما يمنعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن ويكتسبن عليك، فقال له أبو جعفر: ليس كلّ الصناعات يرغب فيها وإن كانت حلالاً، وللناس أقدار ومراتب يرفعون أقدارهم، ولكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ أتزعم أنّه حلال؟ فقال: نعم، قال: فما يمنعك أن تقعد نساءك في الحوانيت نبّاذات فيكتسبن عليك؟ فقال أبو حنيفة: واحدة بواحدة وسهمك أنفذ.
ثمّ قال له: يا أبا جعفر، إنّ الآية التي في سأل سائل تنطق بتحريم المتعة والرواية عن النبي(ص) قد جاءت بنسخها، فقال له أبو جعفر: يا أبا حنيفة، إنّ سورة سأل سائل مكّية وآية المتعة مدنية، وروايتك شاذّة ردية، فقال له أبو حنيفة: وآية الميراث أيضاً تنطق بنسخ المتعة، فقال أبو جعفر: قد ثبت النكاح بغيرميراث، قال أبو حنيفة: من أين قلت ذاك؟ فقال أبو جعفر: لو أنّ رجلاً من المسلمين تزوّج امرأة من أهل الكتاب ثمّ تُوفّي عنها ما تقول فيها؟ قال: لا ترث منه، قال: فقد ثبت النكاح بغير ميراث ثمّ افترقا»[48].
و ـ قال له أبو حنيفة: «لِم لَم يطالب علي بن أبي طالب بحقّه بعد وفاة رسول الله إن كان له حق؟ فأجابه مؤمن الطاق: خاف أن يقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة»[49].
13ـ هشام بن الحكم الكندي
أـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «ناصرنا بقلبه ولسانه ويده»[50].
ب ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «يا هِشام، لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك»[51].
ج ـ قال الإمام الصادق(ع) في حقّه: «رائد حقّنا، وسائق قولنا، المؤيّد لصدقنا، والدامغ لباطل أعدائنا، مَن تبعه وتبع أثره تبعنا، ومَن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا»[52].
د ـ قال الإمام الرضا(ع) في حقّه: «رحمه الله، كان عبداً ناصحاً، أُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له»[53].
هـ ـ وصف الشيخ المفيد مجموعة من الرواة، ومنهم هشام بن الحكم بأنّهم: «فقهاء… الأعلام الرؤساء، المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم، وهم أصحاب الأُصول المدوّنة، والمصنّفات المشهورة»[54].
وـ قال الشيخ الطوسي: «كان من خواص سيّدنا ومولانا موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وكانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في الأُصول وغيرها، وكان له أصل… فيه مدايح له جليلة، وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب بالنظر»[55].
زـ برع(ره) في علم الكلام والجدل حتّى فاق جميع أصحابه، وكان الإمام الصادق(ع) يرجع بعض الناس إليه في المناظرة والكلام، ويشجّعه على ذلك.
ح ـ له الكثير من المناظرات مع علماء عصره الذين عرفوا بقوّة المناظرة، فكان العلماء يقصدونه لذلك، وهو كذلك يقصد علماء الأمصار ورؤساء الحلقات العلمية للمناظرة؛ طلباً لإظهار الحق ودحضاً للباطل، وقد نقلت له في الكتب مناظرات كثيرة متفرّقة تدلّ على حضور بديهيته وقوّة حججه.
ط ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (167) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمامين الصادق والكاظم(عليهما السلام).
14ـ هشام بن سالم الجواليقي
أـ عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يُطعن عليهم، ولا طريق لذمّ واحد منهم.
ب ـ كان أوّل مَن دخل على الإمام الكاظم(ع) بعد وفاة أبيه، واطّلع على إمامته، وأخبر أصحابه، وصرف الناس عن عبد الله الأفطح.
ج ـ يعتبر من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (663) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمامين الصادق والكاظم(عليهما السلام).
الهوامش
[1] رجال الكشّي 2 /505 ح431.
[2] رجال الكشّي 1 /400 ح291.
[3] رجال الكشّي 2 /505 ح431.
[4] رجال الكشّي 1 /398 ح286.
[5] رجال الكشّي 2 /507 ح432.
[6] الاختصاص: 66.
[7] رجال الكشّي 1 /43 ح20.
[8] رجال النجاشي: 115 رقم296.
[9] رجال الكشّي 2 /458 ح356.
[10] رجال النجاشي: 115 رقم296.
[11] رجال الكشّي 2 /507 ح431.
[12] رجال الكشّي 2 /473 ح380.
[13] رجال الكشّي 2 /472 ح377.
[14] رجال الكشّي 2 /473 ح378.
[15] رجال الكشّي 2 /473 ح380.
[16] من لا يحضره الفقيه 4 /441.
[17] أعيان الشيعة 4 /30.
[18] أعيان الشيعة 4 /30. نقلاً عن روضات الجنّات.
[19] تنقيح المقال 14 /26 رقم3546.
[20] مناقب آل أبي طالب 3 /347.
[21] الاختصاص: 216.
[22] خاتمة المستدرك 4 /216.
[23] تنقيح المقال 14 /117 رقم3585.
[24] رجال الكشّي 2 /507 ح431.
[25] تفسير العيّاشي 2 /93 ح74.
[26] رجال الكشّي 1 /398 ح286.
[27] رجال الكشّي 2 /507 ح432.
[28] رجال الكشّي 2 /508 ح433.
[29] الاختصاص: 66.
[30] رجال الكشّي 1 /43 ح20.
[31] اُنظر: بحار الأنوار 57 /220 ح249.
[32] اُنظر: الاختصاص: 86.
[33] رجال النجاشي: 173 رقم457.
[34] تنقيح المقال 28 /228 رقم8457.
[35] الإرشاد: 2 /216.
[36] رجال الكشّي 2 /740 ح828.
[37] رجال الكشّي 2 /418 ح313.
[38] رجال الكشّي 2 /514 ح453.
[39] رجال الكشّي 2 /518 ح462.
[40] رجال الكشّي 2 /519 ح426.
[41] رجال الكشّي 2 /519 ح464.
[42] رجال الكشّي 1 /43 ح20.
[43] رجال الكشّي 2 /673 ح705.
[44] كمال الدين وتمام النعمة: 76.
[45] رجال الكشّي 2 /426 ح329.
[46] رجال الكشّي 2 /434 ح332.
[47] رجال النجاشي: 326 رقم886.
[48] الكافي 5 /450 أبواب المتعة ح8.
[49] الاحتجاج 2 /148 احتجاجات مؤمن الطاق.
[50] الكافي 1 /172 ح4.
[51] الفصول المختارة: 49.
[52] معالم العلماء: 163 رقم862.
[53] رجال الكشّي 2 /547 ح486.
[54] اُنظر: جوابات أهل الموصل: 25و45.
[55] الفهرست: 258 رقم783.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
يتطرّق الكاتب إلى ذكر ترجمة مختصرة لمجموعة من أصحاب الإمام جعفر الصادق (ع)، منهم أبو بصير الأسدي، أبو بصير المرادي، أبو حمزة الثُمالي، الفضيل بن يسار النهدي، جابر بن حيان الطرسوسي.