إكليل المنهج في تحقيق المطلب - محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني الكرباسي - ص 129
ومسندا في ذلك الكتاب عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : كنت مع الهادي علي بن محمد ( عليهما السلام ) في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري وكان رجلا بليغا وكانت له منزلة عظيمة عنده ( عليه السلام ) ، ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا في جانبه مستديرا وأخذوا بالتهليل ، فقال ( عليه السلام ) :
ومسندا في ذلك الكتاب عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : كنت مع الهادي علي بن محمد ( عليهما السلام ) في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري وكان رجلا بليغا وكانت له منزلة عظيمة عنده ( عليه السلام ) ، ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا في جانبه مستديرا وأخذوا بالتهليل ، فقال ( عليه السلام ) :
لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم خلفاء الشياطين ومخربوا قواعد الدين ، يزهدون لإراحة الأجسام ويتهجدون لتصيد الأنعام ، يجوعون عمرا حتى يذبحوا للإيكاف حمرا ، لا يهللون إلا لغرور الناس ولا يقللون الغذا إلا لملى العساس واختلاس قلب الدفناس ، يكلمون الناس بإملائهم في الحب ويطرحونهم بادليلائهم في الحب ، أورادهم الرقص والتصدية وأذكارهم الترنم والتغنية ، ولا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقدهم إلا الحمقى ، فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم - حيا أو ميتا - فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان ، ومن أعان أحدا منهم وكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان .
فقال رجل من أصحابه : وإن كان معترفا بحقوقكم ؟
فنظر إليه شبه المغضب وقال :
دع ذا عنك ، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا ، أما تدري أنهم أحسن طوائف الصوفية والصوفية كلهم من مخالفينا وطريقتهم مغايرة لطريقتنا ، وإن هم إلا نصارى ومجوس هذه الأمة ، أولئك الذين يجتهدون في إطفاء نور الله ، والله متم نوره ولو كره الكافرون
تعليق