بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نقف مع ذكرى الإمام الصادق، فلا بد أن نستمع إلى بعض وصاياه إلى شيعته، ونحن شيعته السائرون في خط الإسلام الأصيل في خط أهل البيت(ع).
قال لبعض أصحابه:
"اقرأ على من ترى أنّه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام. وأوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم ـ الورع عن الحرام ـ والاجتهاد لله ـ أن تبذلوا جهدكم في طاعة الله ـ وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحُسن الجوار، فبهذا جاء محمد(ص). أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها براً كان أو فاجراً، فإن رسول الله(ص) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط. صِلوا عشائركم ـ الذين تختلفون معهم في المذهب ـ واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليَّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره".
وكان أحد أصحابه قد عاد من بلاد أخرى فسأله الإمام(ع):
"كيف مَن خلّفت من إخوانك؟" فأجاب الرجل وأحسن الثناء، فسأله الإمام(ع): "كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم؟" فقال: قليلة، قال: "وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم؟" قال: قليلة، قال: "فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟" فقال الرجل: إنك لتذكر أخلاقاً قلّما هي فيمن عندنا، فقال(ع): "فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة".
وورد في خطاب الإمام الصادق(ع)، وكان الناس يجتمعون في بيته، والبيت غاصٌ بأهله من جميع البلدان، فقال:
"يا شيعة آل محمد، أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يُحسن صحبة من صحبه، ومخالقة من خالقه، ومرافقة من رافقه... يا شيعة آل محمد، اتقوا الله ما استطعتم، ولا حول ولا قوة إلا بالله". وكان(ع) يقول لأصحابه: "اجعلوا أمركم لله، ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله". ويحدد(ع) شخصية المؤمن فيقول: "المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لأمر معيشته، لا يُلدغ من جُحر مرتين".
تعليق