اللهم صل على محمد وآل محمد
1 - إنَّ أميرَ المؤمنين عليّاً (عليه السلام) قد شرحَ في خطبةٍ له أحوالَ المُتّقين لصاحبه (هَمَّام) ورسمَ صورةً كاملةً تشتمل على ذكرِ خصالِهم ورؤيتهم ونظرِهم إلى هذه الحياة الدنيا .
2 - هذه الصورة تُمَثّل الصورةَ الثاقبةَ والنظرةَ المُتبَصِّرةَ والحقيقيّةَ لهذه الحياة ، وأيِّ صورةٍ أخرى وأيِّ نموذجٍ آخرٍ دون ذلك يكون مُخلوطاً بشيءٍ من الزيف الذي يوجب الحسرةَ والندامة .
3 - لذلك وإن كُنّا قاصرين عن بلوغ ما رسمه من صفاتٍ للمُتّقين ، ولكن ينبغي لنا أن نعرضَ هذه الصورةَ على أنفسِنا ونجعلها شاخصةً أمامنا - ولا أقلّ من أنّها إن لم تمدّنا بشيءٍ من العزم على مَزيدٍ من الصلاح -
فلا أقلّ مِن أن تشعرنا بالحسرةِ والأسفِ وبالقصور والنقصان .
ولعلّ اللهَ سبحانه يلتفتَ إلى هذه المشاعر مِنّا ، فيكتب لنا توفيقاً في هذه الحياة .
4 - والإنسان إن قَصُرَ عن شيءٍ ، فلا ينبغي له أن يُعرِض عنه ، إذ من الواضح وبحسب السُنن النفسيّة أنَّ الإنسانَ على مسافةٍ بين النموذج الذي يضعه أمامَه وبين عمله – والنموذج هو المتقدّم دائماً ، ومَن لا يضع النموذجَ الأمثلَ أمامَه مِن عمله فهو في الحقيقة غافلٌ غير مُهتمّ بذلك الحقّ .
5 - ومن طبيعة النفس الإنسانيّة أنّها إذا اهتمّت بشيءٍ وضعَت النموذجَ الأمثلَ لذلك الشيء أمامها ، ولذا ينبغي لنا أن نتأمّل هؤلاءِ الصفوة مِن عباد الله المتقين الّذين ذكرَ أميرُ المؤمنين ( صلوات الله عليه) صفاتهم ونتأمّل أحوالهم ورؤيتهم للحياة وكرامتهم عند الله سبحانه وتعالى – لعلّ اللهَ سبحانه يكتب لنا شَبهَاً بهم.
-----------------------------
(من الإرشيف) قبسٌ من تذكِرَةِ سماحة السيّد مُحَمّد باقر السيستاني (دامت بركاته) .
تعليق