إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السؤال الثامن (الحج)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السؤال الثامن (الحج)


    اللهم صل على محمد وال محمد

    دورة اذاعية جديدة مباركة عليكم

    أشهر خير وبركة عليكم




    عدنا والعود أحمد بسؤال آخر أسبوعي مخصص لبرنامج منتدى الكفيل


    نطلب به مواضيع من جولاتكم او من نشركم في ساحات واقسام منتدى الكفيل المباركة والمليئة بالخيرات والولاء


    فتكونوا معنا



    ((انشري لنا 4 مواضيع تحدثت عن موضوعة الحج ))









    من خلال اطلاعك على ساحات واقسام المنتدى


    ننتظر تواصلكم الفاعل والمبارك ...




  • #2
    عطر الولايه
    عضو ماسي

    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
    • المشاركات: 8219
    آثار الحجّ والعمرة في الدنيا والآخرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


    إنّ الحجّ عهد من الله للناس ، فيه معالم الدين ومظاهر الاسلام ، يجمع بين اُصوله وفروعه من الصلاة والصوم والجهاد والزكاة والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولّى والتبرّى .

    قال الامام الصادق 7: «ودّ من في القبور لو أنّ له حجة بالدنيا وما فيها»[1] .



    إنّ مكان الحجّ وزمانه وما فيه من المناسک والمعالم كلّها من شعائر الله (إِنَّ آلصَّفَا وَآلْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ آللهِ) ولبيان إهتمام الشارع المقدّس بحفظ الشعائر جعلها من المحرّمات (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ آللهَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ )[2] (ذلِکَ وَمَن

    يُعَظِّمْ شَعَائِرَ آللهَ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى آلْقُلُوبِ )[3] .



    ثمّ ممّا يدلّ على وحدانيّة الله وصانعيّته معالم الحجّ (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ )[4] (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ آلنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )[5] .





    ومن أكبر نعم الله وآلائه الحجّ (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ آللهَ لاَ تُحْصُوهَا)[6] فمن

    يتمكّن من أن يحصى آثار الحجّ وفوائده وعوائده وأسراره في الدنيا والآخرة ؟! هيهات هيهات ، الّا انّه نغرف من بحار أنواره بسعة كفّ أيدينا، عسى أن نروي بعض العطش العلمي والعرفانينا، وما توفيقنا إلّا بالله العليّ العظيم .

    وإليک نبذة يسيرة ، وغيض من فيض آثار الحجّ والعمرة من خلال ما ورد في الروايات الشريفة واكتفي بالنص ، وأُحيل التعليق والشرح على نباهة القارئ الكريم وثقافته وذكائه وما عنده من خزين العلوم والمعارف :

    () 1 ـ ضمان الحاج على الله إن أبقاه بلّغه أهله وإن أماته أدخله الجنّة .

    () 2 ـ الحجّة ثوابها الجنّة والعمرة كفّارة لكلّ ذنب .

    ()) 3 ـ من ظنّ بعد الحجّ أنّ الله لم يغفر له فهو من أعظم الناس وزراً.

    () 4 ـ يكتب له بكلّ خطوة عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيّئات .

    () 5 ـ يحفظ في أهله .

    () 6 ـ كان آمناً في الدنيا والآخرة .

    () 7 ـ ينال رضا الله سبحانه .

    () 8 ـ عليه نور الحجّ ما لم يذنب .

    () 9 ـ إنّ سأل الله أعطاه ، وإن دعاه أجابه ، وان شفّع شفّعه ، وإن سكت إبتدأه ، ويعوّض الدرهم منه بألف درهم ، وفي خبر آخر بألف ألف ـ أي مليون درهم ـ.

    ()10 ـ الحاج في ضمان الله إن مات متوجّهاً غفر الله له ذنوبه ، وإن مات محرماً بعثه الله ملبّياً، وان مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين ، وإن مات منصرفاً غفر الله له جميع ذنوبه .

    () 11 ـ الحجّ جهاد الضعفاء، وقال الأئمّة :: نحن الضعفاء.

    () 12 ـ اذا خرج للحجّ لا يزال في طواف وسعي حتّى يرجع .

    () 13 ـ من مات في طريق مكّة ذاهباً أو جائياً، أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة .

    () 14 ـ الحجّ والعمرة سوقان من أسواق الآخرة ، العامل بهما في جوار الله، إن أدرک ما يأمل غفر الله له ، وان قصّر به أجله ، وقع أجره .

    () 15 ـ الحاج ثلاثة : فأفضلهم نصيباً رجل غفر له ذنبه ما تقدّم منه وما تأخّر، ووقاه الله عذاب القبر، وأمّا الذي يليه فرجل غفر له ما تقدّم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، وأمّا الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله ، وروى انّه هو الذي لا يقبل منه الحجّ .

    () 16 ـ المحبّ لأهل البيت يغفر له ، وغيره يحفظ في أهله وماله .

    () 17 ـ الحاجّ والمعتمر يرجعان كمولودين : مات أحدهما طفلاً لا ذنب له ، وعاش الآخر ما عاش معصوماً.

    () 18 ـ الحجّ فلاح فيقال حجّ فلان أي أفلح فلان .

    () 19 ـ إنّ الله عزّوجلّ ليغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ، ولعشيرة الحاج ، ولمن يستغفر له الحاج بقيّة ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشرين من شهر ربيع الآخر.

    () 20 ـ الحاجّ إذا دخل مكّة وكّل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه ، فاذا وقف بعرفة ضربا على منكبيه الأيمن ثمّ قالا: أما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل .

    () 21 ـ في قوله تعالى (ففرّوا إلى الله) أي حجّوا إلى الله.

    () 22 ـ الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد.

    () 23 ـ الحاج والمعتمر وفد الله، ويحبوه بالمغفرة .

    () 24 ـ من أراد الحجّ فتهيّأ له فحرمه فبذنب حرمه .

    () 25 ـ إن ابراهيم أذن في الناس بالحج فقال : يا أيُّها الناس إنّي إبراهيم خليل الله، انّ الله أمركم أن تحجّوا هذا البيت فحجّوه ، فأجابه من يحجّ إلى يوم القيامة ، وكان أوّل من أجابه من


    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته إنّ الحجّ عهد من











    تعليق


    • #3
      شجون الزهراء
      عضو ماسي
      • تاريخ التسجيل: 12-09-2010
      • المشاركات: 5167
      هكذا يتقبل الله الحج


      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
      اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام وزيارة قبر نبيك بهذا العام وكل عام ياكريم ياعلام

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم
      ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ 1 .

      لو أن كل حاج قد دعي إلى ضيافة الله سعى إلى التعمق في الآية المباركة المذكورة أعلاه ، وتأمل في أفكارها ومعانيها وبصائرها ، واستفاد من توجيهاتها ، لاستطاع أن يجعل حجه حجاً مبروراً ومباركاً ، ولاستفاد منه في الدنيا ، ولجعله عوناً له في الآخرة ، فهي آية قصيرة ولكنها ذات معانٍ كبيرة جداً دون أدنى شك .

      إعلموا إن الحج ليس سفرة عادية ، وليس رحلة ترفيهية ، وهو ليس كسائر الفرائض الأخرى التي تتكرر مثل الصلاة والصيام ، بل هو فريضة لا يوفق إلى أدائها إلا من دعي إليها دعوةً خاصة . فأنت ـ أيها الحاج ـ في أية بقعة من الأرض كنت ، قد وصلتك إشارة ونور من الله سبحانه وتعالى ، كما قد أتتك دعوة من رسول الله وأهل بيته صلى الله عليهم أجمعين ، وفور تسلمك لهذه الدعوة واستقبالك لهذه الإشارة وهذا النور يتولد في قلبك إحساس خاص ، فتراك تصرف الأموال وتتحمل مشاق السفر ومعاناة الغربة ، فتتجاوز جاذبية الأهل وتندفع نحو تلبية نداء النبي إبراهيم الخليل عليه السلام الذي أمره الله عز وجل بالأذان به في الناس وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم . فكنت ممن لبى هذا النداء الإلهي واستعد لدخول هذه الضيافة الرحمانية ، فقد تحج مرة واحدة ، لأنك لبيّت ـ وكنت لمّا تخلق بعد ـ مرة واحدة ، وقد تحج عشر مرات لأنك كنت قد لبيّت عشر مرات .

      كان البعض من الحجاج يستغرق حجهم سنة كاملة أو أكثر من ذلك ذهاباً وأداءً وإياباً ، وكانت رحلة البعض الآخر تستغرق أشهراً ، ورغم تطور وسائل النقل في العصر الحاضر إلاّ أننا ما نزال نرى هذا الحاج أو ذاك قد صرف من وقته عشرات الساعات حتى يصل إلى هذه الأرض المقدسة بسبب مشاكل المطارات الفنية والقانونية ، بل حتى رأينا من طالت سفرته إلى الحج ثلاث سنين … لأنه جاء سيراً على الأقدام من أقصى الأرض . وهؤلاء كلهم يدفعهم ، أو لنقل يجذبهم شعور قلبي وروحي خاص للتوجه إلى بيت الله الحرام ، بل وإلى الآخرة برمتها .
      وها هو الحاج ، حيث يتجاوز كل هذه المصاعب ويتحمل كل هذه المشاق تراه عرضة لوساوس الشيطان ، ليحرفه عن اهتماماته الحقيقية ، وليوجهه إلى التفكير بتوافه الأمور ، كشراء بعض الحاجيات والمأكل والنوم والمشاكل الجزئية الأخرى . . وذلك كله لينسيه حقيقة أنه إنما جاء إلى بيت الله الحرام لكي يخوض تجربة تربوية قد لا يوفق إليها مرة أخرى .

      إن الحاج يجب أن يضع في حسبانه ويعلم يقيناً بأن فريضة الحج عبارة عن إرادة إلهية قاطعة في تطهير الحاج من ذنوبه وتأهيله تأهيلاً جديداً إلى خوض الحياة مرة أخرى وفق أصول الإيمان والتقوى وسلامة القلب . وهذا ما ليس له أن يحدث في الإنسان دون تحمل المشاق والمعاناة والتعب والعبادة والطاعة والالتزام وسهر الليل وجهد النهار وبذل المال ، فيرجع فاعل ذلك والتخرج من هذه الدورة الإيمانية الخاصة والمكثفة كيوم ولدته أمه ؛ ولادة جديدة بالمعنى الكامل .
      أما لو بقي الكبر والضغينة والحسد والحمية والأنانية والطمع وغير ذلك من الأمراض النفسية عالقاً في قلب الحاج بعد انتهائه من موسم الحاج ، فإنه لن يستفيد شيئاً من حجه .
      إن كل شخص يقدم إلى أداء فريضة الحج إنما يقدم لأنه يحس بوجود مثل تلكم الأمراض النفسية في قلبه ، نظراً لأن واقع المجتمعات ومحيطها ليس ذلك الواقع والمحيط النزيه . فعليه ـ والحال هذه ـ أن يعتبر نفسه مريضاً ، وأن المستشفى هي هذه الأرض المقدسة ، وأن الطبيب هو الله رب العالمين الذي يعطي إرشاداته .

      ومن جملة هذه الإرشادات الإلهية للحاج في أشهر حجّه ، هي معرفة أنه يلبي دعوة الله الخاصة معرفة حقيقية ، فيتجرد من ملابسه التي ترمز إلى ظاهرة ، فيلبس ملابس إحرامه التي ترمز إلى البساطة والنزاهة بلونها الأبيض المستحب ، فيقول رافعاً صوته دونما غش أو شك : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك" فيعرف إلى ومع من يتكلم .
      ثم إنه عليه الالتزام بتروك ومحرمات الإحرام التي تبلغ أربعة وعشرين تركاً ؛ فيتخلى عن الزينة واستخدام العطر والاكتحال ، ليعلن توبته إلى ربه ويقبل عليه على حقيقته . ثم يمتنع عن النظر إلى نفسه في المرآة ، ليعلن أنه قد جاء إلى الحج ليرى وجه ربه الكريم لا إلى نفسه أو أنانيته . إذ أن من فرائض الحج حمل الحاج ذاته على العودة إلى طبيعتها الأولى المجردة .

      والحاج أيضاً مفروض عليه الابتعاد عن مختلف القضايا المرتبطة بالجنس ، حتى عقد النكاح أو الشهادة عليه .
      أما فيما يخص تشذيب الجانب الفكري والأخلاقي ، هناك فريضة الابتعاد عن الجدال والفسوق الذي فسرته النصوص الشرعية وفتاوى الفقهاء الأعلام بأنه الكذب ، وكل ما من شأنه المساس السيء بشخصية الطرف الآخر ، وكل ما يخرج المرء عن نطاق الإيمان . وقد قال ربنا سبحانه وتعالى موضحاً معنى الفسوق بشكل خاص : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ 2 . أي بئس كل ما كانت طبيعته تخريب الإيمان ، ولا سيما المواقف التي تطفح بالأنانية سيئة الصيت ، وهي المرض الذي طالما عانى منه الإنسان ، وطالما دفعت جراءه الخسائر الفادحة ، لأنها زنزانة عتيدة يكبل الإنسان نفسه بأثقل القيود وأبشعها ، وتمنعه دون الانعتاق والتحليق في عالم الحرية والعطاء .
      وعليه ؛ فإنه من الحري بالحاج أن يبحث بحثاً جاداً ودقيقاً عن المواقف والحالات التي من شأنها القضاء على أنانيته ، كخدمة الآخرين وإغفال موقعيته الاجتماعية أو ما يحمله على توهم عظمته وتفوقه على غيره . فهو مهما يكن لا يعدو أن يكون عبداً من عبيد الله .

      وعلى صعيد آخر يقول ربنا تبارك وتعالى : ﴿ ... وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ... ﴾ 3 . بمعنى قبح أن يبخل الحاج على نفسه من عمل الخير وذكر الله الدائم وتسبيح اسمه وأداء المستحبات من الصلاة والدعاء للمسلمين وتقديم الصدقات في موسم الحج ، لا سيما وأن الله سبحانه وتعالى يضاعف ثوابه للحجاج على أعمالهم الخيرة ، فهذه الأرض الطيبة فيها يتضخم الجزاء الطيب .

      ثم يقول تعالى في إطار تبيينه لبصيرة أخرى عظيمة : ﴿ ... وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ... ﴾ 3 . أي أن التقوى هي الهدية التي يجب أن يهديها الحاج لنفسه ، وذلك لأسباب عديدة ، منها أن زاد التقوى هو الحصن المنيع دون استيلاء الفتن وسيطرتها عليه . فالتقوى هي العامل الأهم بعد رفد الله ونصره لعباده في مقاومة الفتن والانتصار عليها ، سواء كانت فتن الدنيا أو الآخرة .

      المصادر



      1. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 197 ، الصفحة : 31 .

      2. القران الكريم : سورة الحجرات ( 49 ) ، الآية : 11 ، الصفحة : 516 .

      3. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 197 ، الصفحة :







      تعليق


      • #4
        مصباح الدجى
        عضو ماسي
        • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
        • المشاركات: 5351
        احاديث اهل البيت (ع) في فضل الحج

        اللهم صل على محمد وآل محمد

        1- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة .

        الكافي 4 : 263 | 45 .



        2- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        الحج والعمرة سوقان من أسواق الاخرة ، العامل بهما في جوار الله ، إن أدرك ما يأمل غفر الله له ، وإن قصر به أجله وقع أجره على الله عزوجل


        /الكافي 4 : 260 | 35 .



        3- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب


        .الفقيه 2 : 145



        4- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        الحاج والمعتمر وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ، وإن شفعوا شفعهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ، ويعوضون بالدرهم ألف درهم .


        الكافي 4 : 255 | 14 .



        5- ورَوى خَالِدُ الْقَلَانِسِيّ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنهُ قَالَ:
        قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام):
        "حُجُّوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ، وَتُكْفَوْنَ مَئُونَاتِ عِيَالِكُمْ، وَقَالَ: الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ الْعَمَلُ، وَمَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ"


        [الكافي : 4 / 252].



        6- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
        الحج جهاد الضعيف ، ثم وضع أبو عبد الله ( عليه السلام ) يده في صدر نفسه وقال : نحن الضعفاء ، ونحن ضعفاء .


        الكافي 4 : 259 | 28 .



        7- عن زياد القندي قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) إني أكون في المسجد الحرام وأنظر إلى الناس يطوفون بالبيت وأنا قاعد ، فأغتم لذلك فقال :
        يا زياد ، لا عليك ، فإن المؤمن إذا خرج من بيته يؤمُّ الحج لا يزال في طواف وسعي حتى يرجع.


        الكافي 4 : 428 | 8 .



        8- عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
        لما أفاض آدم من منى تلقته الملائكة فقالوا :
        ياآدم ، بر حجك أما نحن قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام .


        وسائل الشيعة / ج 11 ص 100


        9- عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
        قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
        الحاج ثلاثة : فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر ، ووقاه الله عذاب القبر ، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه ، ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، وأما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله.


        وسائل الشيعة / ج 11 ص







        تعليق


        • #5
          kerbalaa
          عضو ماسي

          • تاريخ التسجيل: 15-05-2009
          • المشاركات: 9037
          ما لاتعرفه عن الحج ؟؟ تعرف عليه من خلال علوم اهل البيت عليهم السلام

          وجوب الحج على المستطيع : الحج من الواجبات المعروفة في الشريعة الإسلامية، وقد نصّ القرآن الكريم على وجوبه، فقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم : ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ ﴾. وقرن جلّ وعلا ترك الحج بالكفر تأكيداً لأهميته. والحج أحد الأركان الخمسة التي بُني عليها الإسلام، فقد جاء في الحديث الشريف عن سيدنا ومولانا أبي جعفر الإمام محمد الباقر عليه السلام قوله : « بُني الإسلام على خمسة أشياء، على : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ».

          ·حكم المتسامح في الحج مع وجوبه عليه : أوصى أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالحج فقال : « لا تتركوا حج بيت ربكم فتهلكوا ». وقال سيدنا ومولانا أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « أما أنّ الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا »، ذلك أنّ ترك الحج تسامحاً مع اجتماع شرائط وجوبه معصية كبيرة، فقد ورد في الحديث : « إذا قدر الرجل على الحج فلم يحج فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام »، كما ورد في الحديث الشريف أنه : « من سوّف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً ».

          ·معنى اللإستطاعة : إذا استطاع المسلم وجب عليه الحج، وتعني الاستطاعة ما يأتي : 1 ) وجود القدر الكافي من الوقت للذهاب إلى الأماكن المقدسة والقيام بالأعمال الواجبة فيها. 2 ) صحة الجسم وقوته على قطع المسافة إلى الأماكن المقدسة والبقاء فيها بمقدار أداء أعمالها. 3 ) أن يكون الطريق لأداء المناسك مفتوحاً ومأموناً بحيث لا يشكّل خطراً على نفس الحاج أو ماله أو عرضه. 4 ) النفقة : وهي توفر كل ما يحتاج إليه الحاج في سفره من مأكل ومشرب وملبس وغيرها من ضروريات السفر، وكذلك توفر واسطة النقل التي يٌستعان بها على قطع المسافة للحج بما يليق بحال المكلّف. 5 ) يلزم أن يكون المكلّف على حالة لا يخشى معها على نفسه وعائلته العوز والفقر بسبب الخروج إلى الحج، أو صرف ما عنده من المال في سبيله.

          ·ما هو حج التمتع ؟!!.. ومم يتألف ؟!.. حج التمتع : هو الحج الواجب علينا نحن الذين نسكن في دول أخرى بعيدين عن مكة، ويتألف حج التمتع من عبادتين : تسمى أولاهما بالعمرة والثانية بالحج.

          ·ما الذي يجب في عمرة التمتع ؟!!.. تجب في عمرة التمتع خمسة أمور : 1 ) الإحرام من أحد المواقيت، وهي الأماكن التي خصصتها الشريعة المطهرة للإحرام منها. 2 ) الطواف حول البيت سبعة أشواط. 3 ) صلاة الطواف. 4 ) السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط. 5 ) التقصير.

          ·ما الذي يجب في حج التمتع ؟!!.. جبات الحج ثلاثة عشر، وهي كما يأتي : 1 ) الإحرام من مكة المكرمة. 2 ) الوقوف في عرفات في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الحرام. 3 ) الوقوف في المزدلفة شطراً من ليلة العيد إلى طلوع الشمس. 4 ) رمي جمرة العقبة في منى يوم العيد. 5 ) النحر أو الذبح في منى يوم العيد أو في أيام التشريق. 6 ) الحلق أو التقصير في منى، وبذلك يحلُّ للمحرم ما حرم عليه، ما عدا النساء والطيب، وكذلك الصيد على الأحوط وجوباً. 7 ) طواف الزيارة سبعة أشواط بعد الرجوع إلى مكة المكرمة. 8 ) صلاة الصواف. 9 ) السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وبذلك يحلُّ الطيب أيضاً. 10 ) طواف النساء سبعة أشواط. 11 ) صلاة طواف النساء، وبذلك تحلُّ النساء أيضاً. 12 ) المبيت في منى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر وليلة الثالث عشر أحياناً. 13 ) رمي الجمار الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر بل وفي اليوم الثالث عشر أيضاً أحياناً.

          ·الإحرام من جدة : سؤال : هل يجوز الإحرام للحج من مدينة جدة ؟!!.. وإذا كان لا يجوز فكيف العمل والطائرات تحطُّ هناك ؟!!.. الجواب : ليست جدّة من المواقيت ولا محاذية لأحدها، فلا يصح الإحرام منها للعمرة أو الحج، ولكن إذا علم المكلف أن بينها والحرم موضعاً يحاذي أحد المواقيت - كما لا يبعد ذلك بلحاظ المحاذاة مع الجحفة - جاز له الإحرام منها بالنذر.

          ·الجرح أثناء الحلق بمنى : سؤال : لو جرح رأس الحاج أثناء حلقه بمنى فسال دمه، ماذا يفعل في هذه الحالة ؟!!.. وماذا يترتب عليه بعد ذلك ؟!!.. الجواب : إن لم يكن متعمداً فلا شيء عليه.

          ·تكرار الحج مع وجود فقراء مسلمين : سؤال : يستحب تكرار الحج كل عام، غير أنه يكثر الفقراء المؤمنون المحتاجون إلى لقمة العيش واللباس في العديد من البلدان الإسلامية، فلو دار الأمر بين صرف الأموال بتكرار الحج أو بزيارة أحد المعصومين عليهم السلام، وبين التبرع به لهؤلاء المؤمنين فأيهما نقدّم ؟!!.. الجواب : مساعدة أولئك المؤمنين المحتاجين أفضل من الحج المندوب وزيارة العتبات المقدسة في حدّ نفسيهما، ولكن قد يقترن الحج أو لزيارة ببعض الأمور الأخرى التي تبلغ بهما تلك الدرجة من الفضل أو تزيد عليها.

          ·حدود عرفات ومنى : سؤال : تخصص المملكة العربية السعودية للحجاج أماكن إقامتهم في عرفات ومنى ولا ندري هل هي داخل الحد المطلوب المكث فيه شرعاً أو خارجه ؟!!.. فهل يجب علينا التثبت والسؤال ؟!!.. الجواب : إذا كانت داخل الحدود المعلنة والأعلام المرسومة للمشاعر المقدسة المأخوذة يداً عن يد، لم يجب الفحص والسؤال.

          ·النحر في منى : سؤال : يقال إنّ بعض أماكن النحر في منى أو كلها خارج حدود منى، فهل يجب علينا التأكد قبل النحر من ذلك، علماً بأن التأكد، ثم التوجة للمجزرة الثانية، ثم التأكد مرة أخرى، عملية شاقة يوم العيد كما تعلمون، والوقت ضيق، فهل من حلّ لذلك ؟!!.. الجواب : يجب التأكد والذبح داخل منى، وإن لم يمكن لضيق منى عن استيعاب جميع الحجاج، جاز الذبح في وادي محسّر، ولا يختص وقته بيوم العيد، بل هو موسّعٌ إلى آخر أيام التشريق. سؤال : تواجه الحجاج مشكلة النحر وصعوبته والإحساس النفسي بأن هذه الذبائح تذهب بعد النحر هدراً رغم كثرة فقرائنا المنتشرين في بلداننا الإسلامية ممن لا يذوقون اللحوم أياماً، فهل يحقُّ لنا النحر في بلداننا، أو هل هناك من حلّ شرعي قابل للتنفيذ من قبل المكلف تقترحونه لذلك ؟!!.. الجواب : لا بد من أداء الوظيفة الشرعية بالذبح في منى، وإثم إتلاف الذبائح - إن تحقق - على عاتق المسئولين عنه.

          ·الحج والامتحان : سؤال : لو تضارب الامتحان مع موعد الحج بالنسبة للطالب، فهل يحق له تأخير الحج تلك السنة لأداء الامتحان، وبخاصة إذا كان الامتحان مهماً بالنسبة له ؟!!.. الجواب : إذا كان واثقاً من نفسه بأداء الحج في عام لاحق جاز له التأخير، وإلاّ لم يجز، نعم إذا كان تأخير الامتحان حرجياً عليه بحدّ لا يحتمل عادة، لم يجب عليه أداء الحج في هذه السنة.

          ·هل تجوز العمرة قبل الحج ؟!!.. سؤال : رجل مستطيع لم يسافر للحج سابقاً، فهل يحق له أداء مناسك العمرة في رجب ؟!!.. وماذا لو استطاع في رمضان فهل يعتمر ؟!!.. الجواب : تصح منه العمرة المفردة، ولكن إذا كان سفره للعمرة يؤدي إلى عدم قدرته على أداء الحج لاحقاً لم يجز له ذلك.

          ·هل يجوز تقديم مشروع الزواج على الحج ؟!!.. سؤال : شاب أعزب استطاع متأخراً يفكر بالزواج، فلو سافر لأداء مناسك الحج، لتأخر مشروع زواجه فترة من الزمن فأيهما يقدم ؟!!.. الجواب : يحج ويؤخر الزواج، إلاّ إذا كان الصبر عنه حرجياً عليه بحد لا يتحمل عادة





          تعليق


          • #6
            الحج

            من أعاظم دعائم الاسلام عند الشيعة ، وأهم أركانه ، ويخير تاركه بين أن يموت يهوديا أو نصرانيا . وتركه على حد الكفر بالله كما يشير إليه قوله تعالى : [ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ] .

            وهو نوع من الجهاد بالمال والبدن حقيقة ، بل الحج جهاد معنوي ، والجهاد حج حقيقي ، وبإمعان النظر فيهما يعلم وجه الوحدة بينهما .

            وبعد توفر الشرائط العامة في الانسان : كالبلوغ ، والعقل ، والحرية .

            وخاصة : كالاستطاعة بوجدان الزاد والراحلة ، وصحة البدن ، وأمن الطريق ، يجب الحج في العمر مرة واحدة فورا. وهو ثلاثة أنواع :


            إفراد : وهو المشار إليه بقوله تعالى : [ ولله على الناس حج البيت ].

            وقران : وهو المراد بقوله تعالى : [ وأتموا الحج والعمرة لله ].

            وتمتع : وهو المعنى بقوله جل وعلا [ فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ].

            ولكل واحد منها مباحث وفيرة ، وأحكام كثيرة ، موكولة إلى محالها من الكتب المطولة.

            وقد سبرت عدة مؤلفات في الحج لعلماء السنة فوجدتها موافقة في الغالب لأكثر ما في كتب الإمامية ، لا تختلف عنها إلا في الشاذ النادر .

            والتزام الشيعة بالحج لا يزال في غاية الشدة ، وكان يحج منهم كل سنة مئات الألوف ، مع ما كانوا يلاقونه من المهالك والأخطار من أناس يستحلون أموالهم ودماءهم وأعراضهم ، ولم يكن شئ من ذلك يقعد بهم عن القيام بذلك الواجب ، والمبادرة إليه ، وبذل المال والنفس في سبيله ، وهم مع ذلك كله ” ويا للأسف ” يريدون هدم الاسلام .
            المصدر: أصل الشيعة وأصولها/ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء


            تعليق


            • #7
              من السر في آية الحج


              قال اللّه‏ تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه: ﴿وَللّه‏ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.

              بيان ذلك: (للّه‏): يدلّ على الوجوب والإخلاص وحصر العبادة إيّاه.

              (على الناس): يدلّ على أنّ الحجّ كان من قديم الزمان من لدن آدم وإلى يوم القيامة.عن الإمام الصادق(ع): إن الحجّ لعامّة الناس، فلا يختصّ بزمان ولا مكان ولا أقوام ولا طوائف ولا أُمم ولا شعوب.

              (حجّ البيت): الحجّ لغةً: ـ بفتح الحاء المهملة ـ من حجّ يحجّ حجّاً فهو مصدر يدلّ على مجرّد الحدث من دون أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ـ الماضي والحاضر والمستقبل ـ وأنّه بمعنى القصد المتكرّر. وفي المصطلح: عبارة عن مناسك خاصّة في أيّام معلومات ومعدودات. وأمّا الحجّ ـ بكسر الحاء المهملة ـ فهو إسم مصدر، ويدلّ على ما يحصل من الحجّ من الآثار المعنويّة والروحيّة، فالمصدر يدلّ على أصل الفعل، وإسمه يدلّ على ما يحصل من الفعل من إسقاط التكليف الشرعي والقرب من اللّه‏ سبحانه. فالحجّ المطلوب عند اللّه‏ سبحانه ليس مجرّد أصل الفعل، بل ما يحصل من فعل الحجّ من الصيانة المعنويّة والآثار الروحيّة والمقامات الرفيعة التي تجمعها كلمة (التقوى) كما يجري ذلك في الفرق بين الصوم والصيام.

              فالذي كُتب على المؤمنين كما كُتب على الذين من قبلهم هو الصيام من قبلهم هو الصيام، وليس مجرّد الصوم، لأنّه ربّ صائم وليس له من صومه إلاّ الجوع والعطش، فالمقصود من الصيام (لعلّكم تتقون) وكذلك الحجّ ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ وإلاّ ورد في أحاديثنا الشريفة: «ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج» ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فإنّ أكثرهم كالأنعام بل أضلّ سبيلاً. ثمّ المراد من (البيت) هو البيت العتيق الذي وضعه اللّه‏ للناس من اليوم الأوّل، فكان عتيقاً، كما عتق من طوفان نوح(ع)، كما أنّه الثمين كالتراث العتيق، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في ستّة عشر موضعاً.

              (من استطاع إليه سبيلاً) أعم من الاستطاعة المالية والبدنيّة والسربيّة، أي الطريق، كما ذكرها الفقهاء في رسائلهم العمليّة.

              (ومن كفر فان اللّه‏ غنيّ عن العالمين) فمن يترك الحجّ وهو مستطيع من دون عذر، فقد كفر بنعمة اللّه‏، وهذا من الكفر العملي، ويأتيه ملك عند نزع روحه ويقول له: مُت يهوديّاً أو نصاريّاً أو مجوسيّاً. فلا يموت على دين الإسلام، المحمّدي الأصيل ـ والعياذ باللّه‏. ثمّ لا يضر الله من كفر به‏ في عقيدته أو سلوكه، إنّما يضرّ نفسه، فإنّ اللّه‏ غنيّ عن الحاج وحجّه، بل غني عن العالمين، إنّه غنيّ بالذات، فإنّه الكمال المطلق ومطلق الكمال في الذات والصفات والأفعال: ﴿أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّه‏ وَاللّه‏ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ فلا يضرّه من ضلّ عن سبيله، وإرتكب معاصيه، وكفر بنعمه وآلائه، إنّما هو الخاسر خسراناً مبيناً.

              ثمّ ممّا يدلّ على الوجوب والتأكيد على الحجّ لمن كان مستطيعاً الوجوه التالية:

              (۱) (للّه‏ على الناس) جملة خبريّة، وإنّها أقوى من الجملة الإنشائيّة للدلالة على الوجوب وتأسيس حكم أو إمضائه.

              (۲) إنّها جملة إسميّة وهي أدل على الوجوب من الفعليّة لدلالتها على الثبوت والإستمرار.

              (۳) لام التكليف في قوله (لله) وللتأكيد الذي إقترن مع الله، مقدمة على المبتدء وهو الحجّ، فيدلّ على الحصر.

              (۴) ذكر (على الناس) بعد قوله: (لله‏) يفيد التأكيد فيدلّ على الوجوب.

              (۵) ذكر المكلّفون مرّتين: (على الناس… من إستطاع اليه) بدلاً من أن يقال: للّه‏ على المستطيع، ففي الآية بدّل البعض عن الكلّ، ويفيد التاكيد والوجوب.

              (۶) عبّر عمّن ترك الحجّ بالكفر ـ وهو من الكفر العملي. عن الإمام الصادق(ع): «من مات ولم يحجّ حجّة الاسلام لمن يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً».وهذا يدلّ على الوجوب الفوري، لعدم علم الإنسان بساعة موته، فلا يؤخّرالحجّ ويسوّفه ـ أي يقول سوف أذهب ـ لمن كان مستطيعاً.

              (۷) لإظهار عدم الإعتناء بمن ترك الحجّ قال سبحانه: (فإنّ اللّه‏ غنيّ عن العالمين) فإنّه غنيّ ليس لمن ترك الحجّ وحسب بل لكلّ العالمين.

              ثمّ في الحجّ أسرار وحكم يجمعها الإيمان الكامل بالمبدء والمعاد، باللّه‏ سبحانه واليوم الآخر، وما بينهما من الإيمان بالرسل والكتب النازلة عليهم، وبالإمامة من بعد الرسل والعمل الصالح.
              الكاتب: السيد عادل العلوي


              تعليق


              • #8
                من حكم الحج: ليشهدوا منافع لهم
                ​الإسلام وشرائعه خير كلّه، ورحمة كلّه، ومصلحة كلّه، وفضل ونعمة مسداة كلّه، مَن دان به رشد، ومَن عمل به سعد، ومَن التزمه فاز ونجا، ومَن أعرض عنه أو انحرف زاغ وضلّ، وتاه وشذّ. وكلّ شيء في هذا الإسلام العظيم من عقيدة قائمة على التوحيد الخالص، والتنزيه المطلق لله.

                وعبادة تصقل النفوس، وتهذب الطبائع، وتربي القلب، وتصحح الفكر، وتصلح الفرد والمجتمع. ومعاملة قائمة على الحقّ، والعدل والميزان، والاستقرار.

                وأخلاق وفضائل تقوِّم الاعوجاج، وتلجم الأهواء والشهوات، وتنمي عواطف الحبّ والودّ والخير والسلام، وتحقق الاستقامة والرشد، وراحة النفس والضمير، وسلامة الأمة والجماعة… كل هذه العقائد والعبادات، والأخلاق والمعاملات، ذات غايات سامية ومقاصد عالية، هدفها تهذيب النفس الإنسانية، وتربية الإنسان تربية قويمة صحيحة، توفّر على العلماء والدولة والمعلمين ثروات كبرى، لا تحتاج إلا إلى شيء من التذكير والبيان، والتبسيط في تحديد الأهداف والسمات المميزة لها.

                وهذا واضح كل الوضوح، ففي جانب العبادات المفروضة في الإسلام ـ من صلاة وزكاة وصيام وحجّ على سبيل المثال ـ حصر دقيق لغاياتها في القرآن، يدور حول التقويم والتهذيب والتربية والإصلاح، وأكتفي بإيراد آية كريمة في كلّ منها عدا الحجّ: ففي قوله تعالى عن الصّلاة: (إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)(۱) بيان الغاية التربوية منها.

                وفي قوله سبحانه عن الزكاة: (خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها)(۲) إرشاد لجانب التطهير وتزكية النفوس وتخليصها من آفات البخل والشح، وإنقاذ المستضعفين من الفقراء والمساكين من ذلِّ الحاجة والضعف والعوز. وفي قوله ـ عزّ وجلّ ـ عن صيام شهر رمضان: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون)(۳) بيان صريح لثمرة الصوم وفائدته العظمى، وهي إعداد النفس لتقوى الله، بترك الشهوات المباحة والمحظورة، وتقويم النفس وتربيتها وتزكيتها، والالتزام بالمأمورات الإلهية، واجتناب المنهيات.

                فهذه كلها غايات تربوية سامية تتحقق بممارسة العبادات، ومنها فريضة الحجّ بدءاً من رحلة المغادرة للوطن ثم العودة إليه، وهذه الرحلة تدريب عملي ميداني على آداب الإسلام وأخلاقه، وتجرد خالص للعبادة، وإظهار شامل للطاعة المطلقة، وتصفية الأعمال من شوائب المادة وآصار الدنيا ومغرياتها، وتعلقات الحياة الرغيدة ومفاتنها، وتجوال الفكر العميق في تقديس الله ـ تعالى ـ وجلاله وعظمته، وتحقيق ـ كغيره من العبادات ـ لمنافع الدين والدنيا والآخرة.

                قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وأذّن في الناس بالحجِّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير)(۴) فجاء الأمر الإلهي ـ في هاتين الآيتين ـ بفريضة الحجّ، مقروناً ببيان حكمة الحجّ، للفرد والجماعة والأمة، في نطاق العبادة والنفع الذاتي والاجتماعي والسياسي، فكانت منافعه وفوائده خاصة وعامة، لأنه بمثابة مؤتمر عام، يستفيد منه الحجّاج فوائد دينية بأداء الفريضة، وتربوية أخلاقية بالممارسة الفعلية للعلاقات الاجتماعية الحساسة والعادية، وسياسية إسلامية.

                يتداول فيه المسلمون ـ بنحو جماعي ـ أوضاع بلادهم، وشؤون شعوبهم، بإخلاص وصراحة، وجدية وحرارة، ونقد بنّاء، ومذاكرة في هموم وآمال وآلام الأمة الإسلامية، يعودون بعدها لبلادهم، وهم مزوّدون بماينبغي فعله على الصعيدين: المحلي الخاص والدولي العام، واضعين نصب أعينهم وحدة الأمة الإسلامية ومصلحتها العليا، وأخوّة المؤمنين وما تتطلبه من تضحيات جسام وتعاون وتضامن فعّال، ووقوف بصرامة وجرأة أمام مخططات الأعداء ومؤامراتهم الخبيثة أو المشبوهة، ومحاولة التغلب عليها وإحباطها، حفاظاً على العزّة والكرامة الإسلامية، وحماية لوجود المسلمين، ورعاية لمصالحهم في الداخل والخارج، سواء في وقت السلم والاستقرار، أو في وقت المحنة والحرب والصراع المسلح، والمجابهة الاقتصادية والتحديات المختلفة.

                والكلام عن الآية: (ليشهدوا منافع لهم) يحتاج لبيان معنى اللام في الفعل، ومعرفة سبب تنكير كلمة «منافع»، وتحديد أنواع المنافع. أمّا معنى لام «ليشهدوا» فهو ـ كما جاء في تفسير الميزان ـ للتعليل أو الغاية، والجار والمجرور في «لهم» متعلق بقوله: «يأتوك» والمعنى: يأتوك لشهادة منافع لهم، أو يأتوك فيشهدوا منافع لهم.

                وجاء في أحكام القرآن لابن العربي: هذه لام المقصود والفائدة التي ينساق الحديث لها، وتنسَّق عليه، ـ أي أنها لام الغاية والصيرورة ـ وأجلّها قوله تعالى: (… لتعلموا أنّ الله على كل شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيء علماً)(۵).

                وقد تتصل هذه اللام بالفعل، كما تقدم، وتتصل بالحرف كقوله تعالى: (… لئلا يعلمَ أهلُ الكتاب…)(۶).

                وأمّا تنكير كلمة «منافع» فهو كما قال الفخر الرازي: إنما نكّر المنافع ; لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة، دينية ودنيوية، لا توجد في غيرها من العبادات. وقال الآلوسي: «منافع» أي عظيمة الخطر، كثيرة العدد، فتنكيرها ـ وإن لم يكن فيها تنوين ـ للتعظيم والتكثير، ويجوز أن يكون للتنويع، أي نوعاً من المنافع الدينية والدنيوية.

                وأما المراد بكلمة «منافع» فيروى عن محمد الباقر (رضي الله عنه) تخصيص المنافع بالأخروية وهي العفو والمغفرة. وفي رواية عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تخصيصها بالدنيوية. أي أنه حملها على منافع الدنيا، وهي أن يتجروا في أيام الحجّ، وتكون إذناً بالاتجار، كما جاء في آية أخرى: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم)(۷).

                قال القرطبي: ولا خلاف في أن المراد بالآية: التجارة. والأولى عند جماهير المفسّرين حمل الكلمة على الأمرين، أي المنافع الدينية والدنيوية معاً، وروي ذلك عن ابن عباس، فقد أخرج ابن أبي حاتم عنه أنه قال في الآية: منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة، فأما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من لحوم البُدْن (الإبل والبقر ونحوهما) في ذلك اليوم، والذبائح والتجارات. وخصّ مجاهد منافع الدنيا بالتجارة، فهي جائزة للحاج من غير كراهة، إذا لم تكن هي المقصودة من السفر. وهذا مستبعد ; لأن نداءهم ودعوتهم لذلك غير مقصود في العبادة، بحسب العادة التشريعية.

                والتعميم يشمل أربعة أمور: هي شهود (أي حضور) المناسك، كعرفات والمشعر الحرام، والمغفرة، والتجارة، والأموال، والمعنى: ليحضروا منافع لهم، أي ما يرضي الله ـ تعالى ـ من أمر الدنيا والآخرة، فتتحقق بالحجّ منافع الدنيا والآخرة، وما أكثرها وأجداها لكل مؤمن. وأُرجح القول بالعموم ; عملا بالمعهود من كثرة أفضال الله وعوائده الحسنى على الناس; ولأن مقتضى الترغيب والتحريض على أداء الحجّ يناسب ذلك، ولا داعي للتضييق وتحجير الواسع، فإن سعة رحمة الله شملت كلّ شيء. قال ابن العربي: والدليل عليه عموم قوله: «منافع» فكل ذلك يشتمل عليه هذا القول. وهذا يعضده تفسير قوله ـ تعالى ـ: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) وذلك هو التجارة بإجماع من العلماء. فيكون القصد من المنافع ـ إذن ـ منافع الدنيا والآخرة:
                🌿🌿 المنافع الدنيوية:🌿🌿


                هي التي تكون سبباً لتقدم الحياة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والعادات كلها. فيكون الحجّ والعمرة مدرسة عملية تدريبية على تحقيق المساواة التامة بين الناس في مظهرهم وحقوقهم وواجباتهم، فلا يتميز غني بغناه، ولا يعرف فقير بفقره، ولا حاكم بعزّته وسلطانه، ولا متنفذ ذو جاه بنفوذه وجاهه، ولا متفوق في أي شيء بتفوقه وتميزه فكراً وعملا واختراعاً وتطبيقاً. الكل يضرعون إلى الله، ويتجهون إلى عزّته، والطمع بعفوه ومغفرته، والجميع يتساوون في أداء المناسك والشعائر في الوقوف بعرفات، والمشعر الحرام، ورمي الجمار، والطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير.

                وبعد أداء المناسك يتذاكر الحجاج الآراء في تبادل خيراتهم ومنتجاتهم وثرواتهم، فينتفع الكل فرداً وجماعة، ويعقدون الصفقات أو يصدرون الوعود، وتتم المكاتبات ومعرفة العناوين لإكمال ما تمت المفاوضة حوله. وفي أثناء ممارسة تلك الشعائر يتعاطف الناس، ويتعلمون كيفية التخلص من داء الشح والبخل، فتسخو الأيدي، ويكثر العطاء والبذل، ويزداد الإنفاق في سبيل الله، وتراق الدماء من الأضاحي والقربات، ويعم الخير الطوعي، ويستفيد الكل من هذا وذاك. وهذا يحقق تضامناً وتكافلا اجتماعياً وطيد الجذور بين الأسرة الإسلاميّة الكبرى، ويغتني الفقراء، وتظهر ثمرات نداء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) فيما حكاه الله عنه: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)(۸).

                ويقوى الشعور بالانتماء الخالد للأمة الإسلاميّة، والغيرة على مصالحها، والإحساس بواجب المسلم وحقه على أخيه المسلم، وضرورة الإسهام في تفادي المشكلات، وتخطي المحن والأزمات والصعاب، وترسيخ جذور وحدة المسلمين، بالتعارف والتآلف، وتقييم الأحوال والأوضاع، والتخطيط لمستقبل باسم زاهر بعيد عن العثرات والمآسي والآلام. ويشعر الحجّاج بقوة الروابط التي تربطهم بإخوانهم في المشارق والمغارب، والتي أنعم الله بها عليهم، فأنشأها الإيمان، وحققها لهم الإسلام، وأحكم نسيجها بروابط الأخوة السامية المخلصة، والمحبة الصادقة، والودّ في الله ومن أجل الله، والإيثار والتضحية والفداء، والصدق في القول والعمل، والتأثر ببيئة وأحوال الصفا والطهر الذي كان الحجُّ مظلة لها، ومؤثراً في تكوينها، فيسهل اللقاء، وتتجرد النفوس عن الأطماع والمصالح الذاتية، والأهواء والشهوات الصارفة عن جادة الاستقامة. وتظهر في رحلة الحجّ أخلاق سامية ـ عدا ما ذكر ـ من الصبر والتجمل وتحمل الأذى والمشقة، والتخلص من العادات الذميمة والخصال السيئة، والترفع عن المعاصي والذنوب، وتحلي النفوس بعواطف المحبة وتنمية عوامل الخير وصنع المعروف، مما يجعل هذه الرحلة من أقوم السبل المؤدية إلى تهذيب الأنفس وتقويم الطباع، والشعور براحة النفس والأمن والاطمئنان، وغمرة الفرحة والسعادة بأداء الفريضة، وبذكر الله: (… ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(۹).

                وقد حذّر القرآن الكريم من التورط بما يتنافى مع إيجابيات الحجّ وآدابه المتعددة، فقال تعالى: (الحجُّ أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإنّ خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)(۱۰). ويبشّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحجّاجَ المترفعين عن دنايا الأخلاق، المعتصمين بعفة اللسان وطهارة القلب، يبشرهم بالمغفرة الشاملة، فقال فيما يرويه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة: «مَن حجّ، فلم يرفُثْ، ولم يفسُق، رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أُمّه» والرفث كما قال الأزهري: كلمة جامعة لكل مايريده الرجل من المرأة. والفسق: المعصية، وقد جاء من حديث جابر مرفوعاً: «إن بِرَّ الحجّ: إطعام الطعام، وطيبُ الكلام، وإفشاء السلام». ويمكن تلخيص منافع الحجّ الدنيوية: بطهر النفس، ونقاء القلب، وعفة اللسان، وسلامة الجوارح (الأعضاء) من كل ما يشينها ويوقع في الأذى.
                ✨✨ منافع الحج الأخروية:✨✨


                هي وجوه التقرب إلى الله تعالى، بما يمثّل عبودية الإنسان من قول وفعل، وترك لذائذ الحياة وشواغل العيش، كما جاء في تفسير الميزان. وثمرته واضحة وهي محو الذنوب، وغفران السيئات، وتحقيق المساواة بين العباد، فلا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما في قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)(۱۱). إن مناسك الحجّ ترشد إلى معان كثيرة، لا يصح لحاج تخطيها دون تأمل وإدراك، وإمعان النظر فيها ; لأن فهم الحكمة التشريعية منها تزيد النفس متعة، وتبعث لأداء التكاليف الشرعية والطاعات الإلهية، وتحقق مغزى الحجّ على النهج الرباني المقصود به خير الإنسان وإسعاده.

                فالإحرام والتجرّد من لباس الرجال ـ ما عدا ستر العورات بملابس الإحرام المعروفة ـ يقمع شهوات النفس والأهواء، ويبعد الناس عن التفكير في الدنيا، ويوجه الإنسان إلى الخالق والتفكير بقدسيته وعظمته وجلاله، ويؤدي إلى سمو الروح، وترقي الوجدانات والضمائر، وإظهار الخضوع والتواضع لله تعالى، والبعد عن شوائب الكبرياء والغرور، وعلاج أمراض النفس من حبّ الاستعلاء ومزامنة الحقد والشحناء، وإخلاص العمل لله جلّ جلاله، وبغير الإخلاص لله الذي هو جوهر الدين لا قيمة لأي عمل، ولا فضل لأي مسلم في عبادة ومعاملة وخلق وغير ذلك. ومن أهم مقومات الإخلاص: التسامح مع المسلمين، وتطهير النفوس من البغضاء والأحقاد والخصومات لهم، سواء المعاصرون أم الغابرون، عملا بقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: (والذين جاءُوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم)(۱۲).

                ونشيد التلبية الذي يردّده الحجّاج، بدءاً من الإحرام حتى صباح يوم العيد برجم جمرة العقبة الكبرى شاهد حي، وواقع ملموس على صدق التوجه إلى الله تعالى، والترفع عن أوضار (أوساخ) الدنيا وشهواتها، والتذكير الدائم بطاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه. والحضور إلى بيت الله الحرام لزيارته يحقّق منافع الدنيا والآخرة ; لأن شهود الكعبة المشرفة إرواء لتعلق القلوب المتلهفة لها، والإنسان مجبول على حبّ النفع. والطواف حول البيت الحرام يؤكّد وحدة المسلمين العامة، ودليل على التشبه بملائكة الرحمن الحافين حول العرش، وتصعيد الروح نحو العلو الإلهي، وعروج إلى ملكوت الله بالقلب والفكر، وتذكير دائم بصاحب البيت وهو الله جلّ وعلا، وتجديد العهد مع الله على الإقرار بربوبيته ووحدانيته، بدءاً من نقطة الانطلاق في الطواف بالحجر الأسود أو الأسعد ; ليكون قرينة أو أمارة على وحدة العمل بين الناس، وطريقاً لإنفاذ عهد الله على الحقّ والعدل والخير والتوحيد والفضيلة. وهذا العهد الإلهي القديم أشار إليه القرآن المجيد في قوله تعالى: (وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريَتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألستُ بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)(۱۳).

                والسعي بين الصفا والمروة تردد في معالم الرحمة الإلهية، والتماس للمغفرة والرضا الرباني، وتلمس لأفضال الله وخيراته، وطلب عونه لتحمل مشاق الحياة، كما فعلت السيدة هاجر زوج إبراهيم الخليل (عليه السلام) حين أعوزها الماء، فقامت تسعى ضارعة إلى الله ـ تعالى ـ لإرواء ظمئها، وسدّ حاجة ابنها إسماعيل (عليه السلام)، قال الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومَن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)(۱۴). وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فيما رواه أحمد في مسنده: «اِسعَوا فإن الله كتب عليكم السعي».

                والوقوف بعرفة في ساحة الرضوان الإلهي، الساحة الواحدة الشاملة لجميع الحجّاج، إقبال خالص على الله عزّ وجلّ، واتصال روحاني مباشر مع الله، واحتماء بسلطان الله، وطلب فضله ورحمته، موقناً الحاج بإجابة دعائه. وأما الرمي أو رجم إبليس في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة: فهو رمز مادي لمقاومة وساوس الشيطان وأهوائه، والتخلص من نزعات الشر، ومحاربة الفساد والانحراف، فهو كما يقول المناطقة: «المحسوس يدل على المعقول» فيكون رمي الجمرات، واستلام الحجر الأسود، والطواف حول الكعبة، تمثيلا للحقائق بصور المحسوسات، ورمزاً لمعان عميقة بصور حركية مادية، تذكّر المؤمن بأهدافها وغاياتها، وتحمله على استدامة المقاومة لشرور النفس ونزعاتها.

                هذا هو القصد من هذه الشعائر، وليس كما يتصور سخفاء العقول من المستشرقين، وضعفاء الإيمان، أن مناسك الحجّ دوران حول أحجار، وتعظيم للرموز المادية، وامتداد للوثنية. وقد تنتهي هذه الشعائر بذبح الأضاحي والنذور وجزاءت المخالفة للمناسك ; ليكون ذلك الوداع الأخير للرذيلة بإراقة الدم تعبيراً عن التخلص منها، والتزام فضيلة التضحية والفداء، كما قال الله تعالى: (لن ينالَ اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن ينالُه التقوى منكم كذلك سخّرها لكم لِتكبروا الله على ما هداكم، وبشر المحسنين)(۱۵).

                وكلّ هذه الشعائر والمناسك ذات المنافع الأخروية، تدل دلالة قوية على الثقة بالله، وطلب أفضاله، وتشعر الإنسان في أعماق نفسه بعظمة الله وجلاله ; وحلاوة مناجاته وعبادته، وطلب رضاه وقربه، فيكثر البكاء، ويشتدّ النحيب، وتصفو النفوس، وتتكاثر حالات التوبة النصوح الخالصة لله والندم على الماضي. هذا فضلا عن تذكر أهل الإيمان بماضي الإسلام، وجهاد نبيّ الله وصحبه الكرام في نشر دعوة الله، وتحطيم معاقل الشرك، وهدم معالم الوثنية، وتهاوي الأصنام، وانتصار دعوة الحقّ والتوحيد. وما أجمل منافع الحجّ في حديث رواه البيهقي: «الحجاج والعمّار وفد الله، إن سألوا أُعطوا، وإن دعوا أُجيبوا، وإن أنفقوا أُخلف لهم» !.

                ــــــــــــــ
                (۱) العنكبوت: ۴۵٫

                (۲) التوبة: ۱۰۳٫

                (۳) البقرة: ۱۸۳٫

                (۴) الحج: ۲۷ – ۲۸٫

                (۵) الطلاق: ۱۲٫

                (۶) الحديد: ۲۹٫

                (۷) البقرة: ۱۹۸٫

                (۸) ابراهيم: ۳۷٫

                (۹) الرعد: ۲۸٫

                (۱۰) البقرة: ۱۹۷٫

                (۱۱) الحجرات: ۱۳٫

                (۱۲) الحشر: ۱۰٫

                (۱۳) الأعراف: ۱۷۲٫

                (۱۴) البقرة: ۱۵۸٫

                (۱۵) الحجّ: ۳۷٫


                تعليق


                • #9
                  • أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
                    إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
                  آثار الحجّ والعمرة في الدنيا والآخرة







                  إضافة رد
                  المشاركاتآخر نشاطالصور
                  • تصفية - فلترة
                  • عطر الولايه عطر الولايه
                    عضو ماسي











                    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
                    • المشاركات: 8219

                    مشاركة



                    #1
                    آثار الحجّ والعمرة في الدنيا والآخرة

                    [COLOR=#656a6d !important]04-07-2022, 04:31 PM[/COLOR]


                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
                    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
                    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

                    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


                    إنّ الحجّ عهد من الله للناس ، فيه معالم الدين ومظاهر الاسلام ، يجمع بين اُصوله وفروعه من الصلاة والصوم والجهاد والزكاة والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولّى والتبرّى .

                    قال الامام الصادق 7: «ودّ من في القبور لو أنّ له حجة بالدنيا وما فيها»[1] .



                    إنّ مكان الحجّ وزمانه وما فيه من المناسک والمعالم كلّها من شعائر الله (إِنَّ آلصَّفَا وَآلْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ آللهِ) ولبيان إهتمام الشارع المقدّس بحفظ الشعائر جعلها من المحرّمات (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ آللهَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ )[2] (ذلِکَ وَمَن

                    يُعَظِّمْ شَعَائِرَ آللهَ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى آلْقُلُوبِ )[3] .



                    ثمّ ممّا يدلّ على وحدانيّة الله وصانعيّته معالم الحجّ (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ )[4] (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ آلنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )[5] .





                    ومن أكبر نعم الله وآلائه الحجّ (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ آللهَ لاَ تُحْصُوهَا)[6] فمن

                    يتمكّن من أن يحصى آثار الحجّ وفوائده وعوائده وأسراره في الدنيا والآخرة ؟! هيهات هيهات ، الّا انّه نغرف من بحار أنواره بسعة كفّ أيدينا، عسى أن نروي بعض العطش العلمي والعرفانينا، وما توفيقنا إلّا بالله العليّ العظيم .

                    وإليک نبذة يسيرة ، وغيض من فيض آثار الحجّ والعمرة من خلال ما ورد في الروايات الشريفة واكتفي بالنص ، وأُحيل التعليق والشرح على نباهة القارئ الكريم وثقافته وذكائه وما عنده من خزين العلوم والمعارف :

                    () 1 ـ ضمان الحاج على الله إن أبقاه بلّغه أهله وإن أماته أدخله الجنّة .

                    () 2 ـ الحجّة ثوابها الجنّة والعمرة كفّارة لكلّ ذنب .

                    ()) 3 ـ من ظنّ بعد الحجّ أنّ الله لم يغفر له فهو من أعظم الناس وزراً.

                    () 4 ـ يكتب له بكلّ خطوة عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيّئات .

                    () 5 ـ يحفظ في أهله .

                    () 6 ـ كان آمناً في الدنيا والآخرة .

                    () 7 ـ ينال رضا الله سبحانه .

                    () 8 ـ عليه نور الحجّ ما لم يذنب .

                    () 9 ـ إنّ سأل الله أعطاه ، وإن دعاه أجابه ، وان شفّع شفّعه ، وإن سكت إبتدأه ، ويعوّض الدرهم منه بألف درهم ، وفي خبر آخر بألف ألف ـ أي مليون درهم ـ.

                    ()10 ـ الحاج في ضمان الله إن مات متوجّهاً غفر الله له ذنوبه ، وإن مات محرماً بعثه الله ملبّياً، وان مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين ، وإن مات منصرفاً غفر الله له جميع ذنوبه .

                    () 11 ـ الحجّ جهاد الضعفاء، وقال الأئمّة :: نحن الضعفاء.

                    () 12 ـ اذا خرج للحجّ لا يزال في طواف وسعي حتّى يرجع .

                    () 13 ـ من مات في طريق مكّة ذاهباً أو جائياً، أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة .

                    () 14 ـ الحجّ والعمرة سوقان من أسواق الآخرة ، العامل بهما في جوار الله، إن أدرک ما يأمل غفر الله له ، وان قصّر به أجله ، وقع أجره .

                    () 15 ـ الحاج ثلاثة : فأفضلهم نصيباً رجل غفر له ذنبه ما تقدّم منه وما تأخّر، ووقاه الله عذاب القبر، وأمّا الذي يليه فرجل غفر له ما تقدّم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، وأمّا الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله ، وروى انّه هو الذي لا يقبل منه الحجّ .

                    () 16 ـ المحبّ لأهل البيت يغفر له ، وغيره يحفظ في أهله وماله .

                    () 17 ـ الحاجّ والمعتمر يرجعان كمولودين : مات أحدهما طفلاً لا ذنب له ، وعاش الآخر ما عاش معصوماً.

                    () 18 ـ الحجّ فلاح فيقال حجّ فلان أي أفلح فلان .

                    () 19 ـ إنّ الله عزّوجلّ ليغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ، ولعشيرة الحاج ، ولمن يستغفر له الحاج بقيّة ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشرين من شهر ربيع الآخر.

                    () 20 ـ الحاجّ إذا دخل مكّة وكّل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه ، فاذا وقف بعرفة ضربا على منكبيه الأيمن ثمّ قالا: أما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل .

                    () 21 ـ في قوله تعالى (ففرّوا إلى الله) أي حجّوا إلى الله.

                    () 22 ـ الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد.

                    () 23 ـ الحاج والمعتمر وفد الله، ويحبوه بالمغفرة .

                    () 24 ـ من أراد الحجّ فتهيّأ له فحرمه فبذنب حرمه .

                    () 25 ـ إن ابراهيم أذن في الناس بالحج فقال : يا أيُّها الناس إنّي إبراهيم خليل الله، انّ الله أمركم أن تحجّوا هذا البيت فحجّوه ، فأجابه من يحجّ إلى يوم القيامة ، وكان أوّل من أجابه من أهل اليمن .

                    () 26 ـ حجّوا وإعتمروا تصحّ أجسامكم ، وتتسع أرزاقكم ، ويصلح إيمانكم ، وتكفّوا مؤنة الناس ومؤنة عيالاتكم .

                    () 27 ـ عليكم بحجّ هذا البيت فأدمنوه ، فان في إدمانكم الحجّ دفع مكاره الدنيا عنكم ، وأهوال يوم القيامة .

                    () 28 ـ من حجّ حجّتين لم يزل في خير حتّى يموت .

                    () 29 ـ من حجّ ثلاث حجج لم يصبه فقراً أبداً.

                    () 30 ـ حجّوا تستغنوا.

                    () 31 ـ ما رأيت شيئاً أسرع غنىً ولا أنفى للفقر من إدمان حجّ البيت .

                    () 32 ـ حق الحجّ أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّک ، وفرار اليه من ذنوبک ، وبه قبول توبتک ، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليک .

                    () 33 ـ حجّ البيت والعمرة ينفيان الفقر، ويكفّران الذنب ، ويوجبان الجنّة .

                    () 34 ـ من سوّف الحجّ حتّى يموت ، بعثه الله يوم القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً.

                    () 35 ـ في قوله تعالى : (وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي آلاْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)[7] ذاک الذي يسوّف الحجّ يعني : حجّة الاسلام يقول : العام أحجّ ، أحجّ

                    العام ، حتّى يجيئه الموت .

                    () 36 ـ الحجّ حجّان : حجّ لله وحجّ للناس ، فمن حجّ لله كان ثوابه على الله الجنّة ، ومن حجّ للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة .

                    وفي القيامة كلّ يفرّ من الآخر، وكلّ يفكّر بنفسه (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى آللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )[8] (يَوْمَ يَفِرُّ آلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ

                    وَبَنِيهِ )[9] .



                    () 37 ـ من حجّ يريد الله عزّوجلّ لا يريد به رياءً ولا سمعة ، غفر الله له البتّة ـ أي حتماً ـ.

                    () 38 ـ من أمّ هذا البيت حاجّاً أو معتمراً مبرّءاً من الكِبر، رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته اُمّة[10] .



                    () 39 ـ إنّما امروا بالحج لعلّة الوفادة إلى الله عزّوجلّ ، وطلب الزيادة والخروج من كلّ ما اقترف العبد تائباً ممّا مضى ، مستأنفاً لما يستقبل .

                    () 40 ـ يأتي على الناس زمان يكون فيه حج الملوک نزهة وحج الأغنياء تجارةً وحجّ المساكين مسألةً .

                    () 41 ـ إنّ ضيف الله عزّوجلّ رجل حجّ وإعتمر فهو ضيف الله حتّى يرجع إلى منزله .

                    () 42 ـ عن الامام الصادق 7 قال لرجل لم يحجّ بيت الله الحرام : «انظر إلى أبي قبيس ـ جبل معروف في مكّة المكرّمة ـ فلو أن أبا قبيس لک ذهبة حمراة أنفقته في سبيل الله، ما بلغت به ما يبلغ الحاج ».

                    () 43 ـ وعنه 7: «إنّ الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلّا كتب الله له عشر حسنات ، ومُحي عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ، فاذا ركب بعيره ، لم يرفع خفاً ولم يضعه إلّا كتب الله له مثل ذلک ، فاذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ».


                    أُقول : في عصرنا هذا تركب السيارة والباخرة والطائرة ، وربما رفع الخفّ يعبر عنه بحركة عجلات السيارة مثلا، أو حركة الماكنة ، والله العالم .

                    () 44 ـ قال رسول الله 6 لأميرالمؤمنين 7: «يا علي تارک الحجّ وهو مستطيع كافر، قال الله تعالى : (وَللهِِ عَلَى آلنَّاسِ حِجُّ آلْبَيْتِ مَنِ آسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ آللهَ غَنِيٌّ عَنِ آلْعَالَمِينَ )[11] .



                    () 45 ـ قال أميرالمؤمنين 7 في نهج البلاغة في فلسفة الحجّ : «وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، وجعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لغرّته ، وإختار من خلقه سُمّاعاً أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشهبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون الارباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للاسلام علماً، وللعائذين حرماً، فرض حقّه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليكم وفادته ».


                    () 46 ـ وقال 7: «إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله ... وحجّ البيت وإعتماره ، فانّهما ينفيان الفقر، ويُرخصان الذنب ، ـ الرخص بمعنى الإسقاط ـ.


                    () 47 ـ وقال 7: «ألا ترون ان الله سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم صلوات الله عليه والآخرين من هذا العالم باحجار لا تضرّ ولا تنفع ، ولا تبصر ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً».

                    () 48 ـ وقال 7: «الله الله في بيت ربّكم لا تخلّوه ما بقيتم ، فانّه إن ترک لم تناظروا ـ أي لم تهملوا فيأخذكم بالعذاب ».


                    () 49 ـ قال الامام الباقر 7: «أتى آدم هذا البيت ألف آتية على قدميه ، منها سبعمأة حجّة وثلثمأة عمرة ».

                    () 50 ـ قال الامام الصادق 7: «فجعل فيه ـ في الحجّ ـ الإجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا، ولتعرف آثار رسول الله، وتعرف أخباره ويذكر ولا يُنسى ».

                    () 51 ـ وقال 7 في جواب من قال إنه من حجّ مرّة ، فالأولى له أن يتصدّق بماله في سبيل الله على الفقراء ولا يذهب إلى الحجّ مرّة اُخرى ، فقال 7: «كذبوا لو فعل هذا الناس لعُطّل هذا البيت إن الله عزّوجلّ جعل هذا البيت قياماً للناس ».

                    () 52 ـ وقال 7: «جعلها الله ـ الكعبة ـ لدينهم ومعائشهم ».

                    () 53 ـ وقال 7: «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة ».

                    ولا يخفى ان الحجّ النافع ما كان فيه قيام الدين في النفس وفي المجتمع ، فيكون سلوک الانسان وسلوک المجتمع على ضوء التعاليم الدينيّة ، والا فقد أخبر رسول الله عن الحجّاج في آخر الزمان وحالهم فقال 6:

                    () 54 ـ «يأتي على الناس زمان يكون فيه حجّ الملوک نزهةً وحجّ الأغنياء تجارةً ، وحجّ المساكين مسألةً ».

                    () 55 ـ قال رسول الله 6 في حجّة الوداع عند غروب يوم عرفة : «إنّ ربّكم لطوّل عليكم في هذا اليوم ، وغفر لمحسنكم ، وشفّع محسنكم في مسيئكم ، فأفيضوا مغفوراً لكم ».

                    () 56 ـ قال الامام الصادق 7 لأحد أصحابه : «يا عيسى إنّي أُحبّ أن يراک الله فيما بين الحجّ إلى الحجّ ، وأنت تتهيّأ للحجّ ».

                    () 57 ـ وقال 7: «ليحذر أحدكم أن يعوّق أخاه عن الحجّ ، فتصيبه فتنة في دنياه ، مع ما يدخل له في الآخرة ـ من العذاب ـ».

                    () 58 ـ ما أكثر طلب الحجّ في أدعية ومناجات شهر رمضان المبارک حتّى كاد أن يقال : انّ شهر رمضان المبارک بضيافته العامّة ، وبما فيه من الأدعية والتي تنصّ على أنه (اللّهمّ أُرزقني حجّ بيتک الحرام في عامي هذا وفي كلّ عام ) إنّما هو أرضية ومعدّات لنيل الضيافة الخاصّة في أيّام الحجّ فما أعظم الحجّ ؟!

                    () 59 ـ في الأحاديث الشريفة : «الساجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل الله» «تسبيحه بمكّة أفضل من خراج العراقين ينفق في سبيل الله» «من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول الله ويرى منزله من الجنّة » «النظر إلى الكعبة حُبّاً لها يهدم الخطايا هدماً».

                    () 60 ـ وفي عظمة وشرافة أيّام الحجّ قال رسول الله 6: «ما من أيّام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله عزّوجلّ من أيام العشر، يعني عشر ذي الحجّة إلّا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء من ذلک » «ما من أيّام أزكى عند الله تعالى ولا أعظم أجراً من خير في عشر الأضحى ».

                    ولا يخفى ان أربعينيّات العرفاء في الأذكار والأوراد والختومات أفضلها شهر ذي القعدة والعشرة الاُولى من ذى الحجّة انطلاقآ ممن قوله تعالى : (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً )[12] .



                    وكان موسى 7 في الأربعين يوماً صائم النهار، وقائم الليل ، وإنّما كان يطعم ويروي بحبّ الله عزّوجلّ .

                    فالمواهب الخاصّة الالهيّة لخاصّة أوليائه الأصفياء، إنّما يكون في أيّام الحجّ ، والعلماء ورثة الأنبياء، وإن العاقل لتكفيه الاشارة فتدبّر.

                    () 61 ـ عن الصادق 7: «إنّ ضيف الله عزّوجلّ رجل حجّ وإعتمر، فهو ضيف الله حتّى يرجع إلى منزله ».

                    () 62 ـ وأخيراً وليس بآخر إن شاء الله تعالى : قال الامام الصادق 7 لزرارة حين قال له : سيّدي آتيک أربعين سنة وأسأل عن الحجّ ، ولازلت تحدّثني عنه فقال 7: «يا زرارة بيت حُجّ إليه قبل آدم بألفي عام ، تريد أن تُفني مسائله في أربعين عاماً»[13] .



                    «يا مُنى قُلُوبِ الْمُشْتاقيüنَ وَيا غايَةَ امالِ الُْمحِبّيüنَ، اَسْئَلُکَ حُبَّکَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّکَ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنىü اِلى قُرْبِکَ، وَاَنْ تَجْعَلَکَ اَحَبَّ اِلَىَّ مِمّا سِواکَ، وَاَنْ تَجْعَلَ حُبّىü اِيّاکَ قآئِداً اِلى رِضْوانِکَ، وَشَوْقىü اِلَيْکَ ذائِداً عَنْ عِصْيانِکَ، وَامْنُنْ بِالنَّظَرِ اِلَيْکَ عَلَىَّ، وَانْظُرْ بِعَيْنِ الْوُدِّ وَالْعَطْفِ اِلَىَّ، وَلا تَصْرِفْ عَنّىü وَجْهَکَ،وَاجْعَلْنىü مِنْ اَهْلِالاِْسْعادِ وَالْحِظْوَةِعِنْدَکَ،يامُجيüبُ يااَرْحَمَالرّاحِميüنَ»[14] .



                    () 63 ـ قال أميرالمؤمنين 7: «الله الله في بيت ربّكم فلا يخلو منكم ما بقيتم ، فانّه ان تُرک لم تناظروا».

                    () 64 ـ قال الصادق 7: «إنّ الله ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ ، ولو أجمعوا على ترک الحجّ لهلكوا، وهو قول الله عزّوجلّ : (وَلَوْلاَ دَفْعُ آللهِ آلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ آلاَْرْضُ وَلكِنَّ آللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى آلْعَالَمِينَ )[15] ».



                    () 65 ـ لو أنّ الناس تركوا الحجّ لكان على الوالي ـ في يومنا هذا الحكومة الإسلاميّة ـ أن يجبرهم على ذلک وعلى المقام عنده ، فان لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين .

                    () 66 ـ عن سماعة عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : «مالک لا تحجّ في العام ؟» فقلت : معاملة كانت بيني وبين قوم ، وإشغال وعسى أن يكون ذلک خيرة ، فقال 7: «لا والله ما جعل الله لک في ذلک من خيرةٍ » ثمّ قال : «ما حبس عبد عن هذا البيت إلّا بذنب ، وما يعفو أكثر».

                    () 67 ـ عن عذافر: قال أبو عبدالله 7: «ما يمنعک من الحجّ في كلّ سنة ؟» قلت : جعلت فداک العيال ، قال : فقال 7: «اذا متّ فمن لعيالک ؟ أطعم عيالک الخلّ والزّيت ، وحجّ بهم كلّ سنة ».

                    () 68 ـ قال رسول الله 6: «من أنسأت له في أجله ، ووسعت عليه رزقه ، وصحّحت له جسمه ، ولم يزرني في كلّ خمسة أعوام فهو محروم ».

                    () 69 ـ عن الامام الرضا 7: «إنّما جعل وقتها عشر ذي الحجّة ولم يقدّم ولم يؤخّر، لأنّه لمّا احبّ الله عزّوجلّ أن يعبد بهذه العبادة ، وضع البيت والواضع في أيّام التشريق ، وكان أوّل ما حجّت إليه الملائكة وطافت به في هذه الوقت ، فجعله سنة ووقتاً إلى يوم القيامة ، فأمّا النبيّون آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد 6 وغيرهم من الأنبياء إنّما حجّوا في هذا الوقت ، فجعلت سنّة في أولادهم إلى يوم الدين ».


                    [1] () الوسائل : :8 82.

                    [2] () الحجّ : 30.

                    [3] () الحجّ : 32.

                    [4] () الحجّ : 28.

                    [5] () ابراهيم : 37.

                    [6] () ابراهيم : 34.

                    [7] () الإسراء: 72.

                    [8] () الشعراء: 88 ـ 89.

                    [9] () عبس : 34 ـ 36.

                    [10] () معظم ما جاء في هذا الكتاب اقتبسناه ونقلناه من كتاب (صهباى حج ) لشيخنا الاستاذ الشيخ عبداللهالجوادي الآملي دام ظلّه .

                    [11] () آل عمران : 97.

                    [12] () الأعراف : 142.

                    [13] () الوسائل : :8 7.

                    [14] () مناجاة المحبين في كتاب (مفاتيح الجنان ) و(الصحيفة السجادية ).

                    [15] () البقرة : 251.
                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    • تصفية - فلترة
                    • العباس اكرمني العباس اكرمني
                      عضو ذهبي











                      • تاريخ التسجيل: 02-08-2017
                      • المشاركات: 2582

                      مشاركة



                      #1
                      فلسفة تشريع الحج ووجوبه .

                      [COLOR=#656a6d !important]19-06-2021, 03:45 PM[/COLOR]


                      فلسفة تشريع الحج ووجوبه .

                      بسم الله الرحمن الرحيم .
                      اللهم صل على محمد وال محمد .

                      في مثل هذا اليوم المصادف 8 ذو القعدة سنة 8 هـ فرض الحج على كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة في مثل هذا الشهر وهذا اليوم . قال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... ) - 1 -
                      و قال الله عز وجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) - 2 - فاوجب الله الحج على الناس بهذه الاية الشريفة وفرضه على كل حر ، بالغ ، مستطيع إليه السبيل رجلا كان او امرأة .
                      والحج هو احد أهم الأركان الخمسة التي بني عليها اساس الإسلام . قال الإمام الباقر (ع) : ( بني الاسلام على خمس : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ) - 3 -
                      اما فلسفة وجوب الحج على الناس فيمكن بيانه من خلال الروايات التالية :

                      *** أتى ابن أبي العوجاء الصادق (ع) ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، ثم قال له : يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من كان به سعال أن يسعل ، فتأذن لي في الكلام ؟ فقال الصادق (ع) :
                      تكلم بما شئت .
                      فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟ من فكر في هذا أو قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه .
                      فقال الصادق (ع) : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره .
                      وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وقد جعله محل الأنبياء وقبلة للمصلين له ، وهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة - 4 -

                      *** الإمام الرضا (ع) : علة الحج الوفادة إلى الله تعالى ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ... ، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ، ومن في البر والبحر ، ممن يحج وممن لا يحج ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم - 5 -

                      اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في هذا العام وفي كل عام .

                      ***********************

                      الهوامش :

                      1 - البقرة ، الاية (197) .
                      2 - ال عمران ، الاية (97) .
                      3 - الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 2 ، ص 18 .
                      4 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 96 ، ص 28 .
                      5 - عيون أخبار الرضا (ع) ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ، ص 97 .

                    الملفات المرفقة

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X