إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السؤال الثاني عشر (المباهلة )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السؤال الثاني عشر (المباهلة )


    اللهم صل على محمد وال محمد


    أشهر خير وبركة عليكم




    عدنا والعود أحمد بسؤال آخر أسبوعي مخصص لبرنامج منتدى الكفيل


    نطلب به مواضيع من جولاتكم او من نشركم في ساحات واقسام منتدى الكفيل المباركة والمليئة بالخيرات والولاء


    فتكونوا معنا



    ((انشري لنا 4 مواضيع تحدثت عن يوم المباهلة ))









    من خلال اطلاعك على ساحات واقسام المنتدى


    ننتظر تواصلكم الفاعل والمبارك ...













  • #2
    ​​​​​​ ابو محمد الذهبي
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل: 11-01-2015
    • المشاركات: 1306

    #1
    المباهلة

    [color=#656a6d !important]03-10-2015, 09:24 pm[/color]



    ما هي آية المباهلة و في من نزلت هذه الآية ؟
    تسمى الآية ( 61 ) من سورة آل عمران بآية المباهلة ، و هي : ï´؟ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ï´¾.
    أما المعنى اللغوي للمباهلة فهي الملاعنة و الدعاء على الطرف الآخر بالدمار و الهلاك ، و قوله عَزَّ و جَلَّ { نَبْتَهِلْ } أي نلتعن .
    و قد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين جميعاً في شأن قضية و قعت بين رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و نصارى نجران ، و اليك تفصيلها .
    قصة المباهلة :
    كتب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كتابا إلى " أبي حارثة " أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و الاحتجاج أو التفاوض معه ، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل لم يؤد إلى نتيجة ، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ فقبلوا ذلك و حددوا لذلك يوما ، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية .

    لكن في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين ، و قد جثا الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) على ركبتيه استعدادا للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته ، فأبى التباهل .
    قال العلامة الطريحي ـ صاحب كتاب مجمع البحرين ـ : و قالوا : حتى نرجع و ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقِب و كان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهَل قومٌ نبيًّا قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم ، و ذلك بعد أن غدا النبي آخذا بيد علي و الحسن و الحسين ( عليهم السَّلام ) بين يديه ، و فاطمة ( عليها السَّلام ) خلفه ، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة ، فقال الأسقف : إني لأرى و جوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حُلّة ، ألف في صفر و ألف في رجب ، و على عارية ثلاثين درعا و عارية ثلاثين فرسا و ثلاثين رمحا .
    و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : " و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لأضطرم عليهم الوادي نارا ، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا .
    في من نزلت آية المباهلة :
    لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم :
    1. النبي الأكرم محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
    2. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    3. السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) .
    4. الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    5. الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    ففي صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ï´؟ ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... ï´¾ دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي "
    و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية : ï´؟ ... نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... ï´¾ 4 دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " .
    و في مسند أحمد بن حنبل : مثله .
    و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى : ï´؟ ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... ï´¾ 4 ، فأتى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها ، و هو يقول :
    " إذا أنا دعوت فأَمّنوا " فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... "
    و هناك العشرات من كتب التفسير و الحديث ذكرت أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت ( عليهم السَّلام ) لا غير ، و لا مجال هنا لذكرها .
    نقاط ذات أهمية :
    و ختاماً تجدر الإشارة إلى نقاط ذات أهمية و هي :
    1. إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة ، و إنما هو إختيار إلهي هادف و عميق الدلالة ... و قد أجاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) حينما سئل عن هذا الإختيار بقوله : " لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم ، و لكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى " .
    2. إن ظاهرة الإقتران الدائم بين الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و أهل بيته ( عليهم السَّلام ) تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية ، روحية ، سياسية مهمة ، إذ المسألة ليست مسألة قرابة ، بل هو إشعار رباني بنوع و حقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة ، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت ( عليهم السَّلام ) بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك

    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      زهور الخريف
      عضو جديد


      تاريخ التسجيل: 10-10-2014
      • المشاركات: 25

      مشاركة



      #1
      يوم المباهلة

      [color=#656a6d !important]19-10-2014, 12:16 am[/color]


      اليوم الرابع والعشرون من دو الحجة باهل فيه رسول الله (ص) نصارى نجران ،وقد اكتسى بعباءة ، وادخل معه تحت الكساء ،عليا وفاطمةوالحسن والحسين (عليهم السلام) وقال((اللهم انه قد كان لكل نبي من الانبياء ،اهل بيت هم اخص الخلق اليه ،اللهم وهؤلاء اهل بيتي ، فأدهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،فهبط جبرئيل باية التطهير في شانهم ،ثم خرج النبي (ص) بهم للمباهلة ،فلما بصر بهم النصارى ،ورأوا منهم الصدق ،وشاهدواامارات العداب لم يجرؤا على المباهلة فطلبوا المصالحة ،وقبلوا الجزية عليهم ،وفي هدا اليوم تصدق امير المؤمنين (ع) بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه الاية (انما وليكم الله ورسوله والمؤمنون ) والخلاصة ان هدا اليوم يوم شريف وفيه عدة اعمال :
      الاول : الغسل .
      الثاني : الصيام .
      الثالث : الصلاة ركعتين كصلاة عيد الغدير .
      الرابع : ان يدعو بدعاء المباهلة







      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        • تصفية - فلترة

        • ضيف


          مشاركة
          #1 (24/ذو الحجة 9هـ) يوم المباهلة

          12-12-2009, 07:13 AM
          يوم المباهلة

          آية المباهلة
          قال الله تعالى: فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(1).

          يوم المباهلة
          24 ذو الحجّة 9ﻫ.

          معنى المباهلة
          قال ابن منظور: «ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منّا»(2).

          صفة المباهلة
          وصفة المباهلة: أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول: «اللّهمّ ربّ السماوات السبع، والأرضين السبع، وربّ العرش العظيم، إن كان فلان جحد الحقّ وكفر به فأنزل عليه حسباناً من السماء وعذاباً أليماً»(3).

          دعوة النبي(صلى الله عليه وآله) لأساقفة نجران
          كتب رسول الله(صلى الله عليه وآله) كتاباً إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام، جاء فيه: «أمّا بعد، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتُم فقد أذنتم بحربٍ، والسلام».
          فلمّا قرأ الأسقف الكتاب ذُعِر ذُعراً شديداً، فبعث إلى رجلٍ من أهل نجران يقال له: شَرحبيل بن وداعة ـ كان ذا لب ورأي بنجران ـ فدفع إليه كتاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقرأه، فقال له الأسقف: ما رأيك؟
          فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوّة، فما يُؤمِنُك أن يكون هذا الرجل، وليس لي في النبوّة رأي، لو كان أمر من أُمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك(4).
          فبعث الأسقف إلى واحدٍ بعد واحد من أهل نجران فكلّمهم، فأجابوا مثلما أجاب شرحبيل، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل وعبد الله ابنه وحبّار بن قنص، فيأتوهم بخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله).
          فانطلق الوفد حتّى أتوا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فسألهم وسألوه، فلم تزل به وبهم المسألة حتّى قالوا: ما تقول في عيسى بن مريم؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّهُ عَبدُ الله».
          فنزلت آية المباهلة الكريمة حاملة إجابة وافية قاطعة لأعذار مُؤلِّهي المسيح ومُتبنِّيه، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرِّين على كذبهم فيما يخص عيسى(عليه السلام).
          فدعاهم(صلى الله عليه وآله) إلى اجتماعٍ حاشد، من أعزِّ الملاصقين من الجانبين؛ ليبتهل الجميع إلى الله تعالى في دعاء قاطعٍ أن ينزل لعنته على الكاذبين.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
          • تصفية - فلترة
          • صدى المهدي صدى المهدي
            خادمة اهل البيت











            • تاريخ التسجيل: 13-11-2013
            • المشاركات: 27609

            مشاركة



            #1
            ماذا نعني بـ "المباهلة"؟ وما قصتها مع النبي؟سؤال وجواب

            [COLOR=#656a6d !important]08-07-2023, 08:25 PM[/COLOR]


            ماذا نعني بـ "المباهلة"؟ وما قصتها مع النبي؟


            • الجواب

            يستذكر الملايين من المسلمين اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة "حدث المباهلة" بين النبي، محمد صلى الله عليه وآله، ونصارى نجران.

            لكن ماذا تعني مفردة "المباهلة"؟ وما هي قصتها مع النبي؟

            في ما يلي تفصيل الموضوع، الذي نشره "مركز الأبحاث العقائدية":

            المباهلة في (النهاية): البهلة بضم الباء وتفتح: اللعنة والمباهلة: الملاعنة وهي أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا لعنة الله على الظالم منا.

            ويرى بعض المحققين أن البهل في اللغة بمعنى تخلية الشيء وتركه غير مراعى مستنداً في ذلك على عبارة الراغب في كتابه المفردات.

            ويرى أن هذا المعنى أدق من معنى كون البهل هو اللعن وان هذا المعنى موجود في رواياتنا بعبارة: أوكله الله إلى نفسه فلو ان الانسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى وانقطع فيض الباري بالنسبة إليه آناً من الآنات لانعدم هذا الإنسان.


            فيكون معنى المباهلة وفق هذا المعنى: أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصاً بحاله وان يوكله إلى نفسه. (انظر كتاب آية المباهلة للميلاني).


            أمّا كيفية المباهلة: فيعلم الإمام الصادق (عليه السلام) أحد أصحابه وهو أبو مسروق بقوله: (أصلح نفسك ثلاثاً - وأظنه قال وصم - واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: (اللّهمّ ربّ السموات السبع وربّ الأرضين السبع, عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم, إن كان أبو مسروق جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً).

            ثم رد الدعوة عليه فقل: (وإن كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً)). ومعنى أصلح نفسك ثلاثاً: أي ثلاثة أيام قبل المباهلة بالتوبة والاستغفار والدعاء والخضوع لله تعالى.

            والجبان: والجبانة بفتح الجيم وشد الباء الصحراء ويسمى بهما المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء باسم موضعه. والحسبان: هي الصاعقة ويطلق أيضاً على العذاب والبلايا. أمّا وقت المباهلة: فتذكر بعض الروايات ان الإمام (عليه السلام) يدعو للمباهلة في ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.


            النبي يباهل نصارى نجران

            ولقد باهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصارى نجران بأهل بيته بعدما نزل القرآن يدعوه إلى ذلك بقوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} (آل عمران:61).

            فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين (عليهما السلام) فكانا ابنيه ودعا فاطمة (عليها السلام) فكانت في هذا الموضع نساءه ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه. لكن النصارى امتنعوا عن المباهلة لقلة ثقتهم بما هم عليه وخوفهم من صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وفي بعض الأخبار انّهم لو باهلوه لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً. وروي ان الأسقف قال لأصحابه: إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. وفي رواية ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير و لاضطرم الوادي عليهم ناراً ولما حال الحول على النصارى حتى هلكوا كلهم.

            الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
            • تصفية - فلترة
            • [ATTACH=JSON]n1014958[/ATTACH]
              ضيف


              مشاركة
              #1 (24/ذو الحجة 9هـ) يوم المباهلة

              12-12-2009, 07:13 am
              يوم المباهلة

              آية المباهلة
              قال الله تعالى: فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(1).

              يوم المباهلة
              24 ذو الحجّة 9ﻫ.

              معنى المباهلة
              قال ابن منظور: «ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منّا»(2).

              صفة المباهلة
              وصفة المباهلة: أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول: «اللّهمّ ربّ السماوات السبع، والأرضين السبع، وربّ العرش العظيم، إن كان فلان جحد الحقّ وكفر به فأنزل عليه حسباناً من السماء وعذاباً أليماً»(3).

              دعوة النبي(صلى الله عليه وآله) لأساقفة نجران
              كتب رسول الله(صلى الله عليه وآله) كتاباً إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام، جاء فيه: «أمّا بعد، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتُم فقد أذنتم بحربٍ، والسلام».
              فلمّا قرأ الأسقف الكتاب ذُعِر ذُعراً شديداً، فبعث إلى رجلٍ من أهل نجران يقال له: شَرحبيل بن وداعة ـ كان ذا لب ورأي بنجران ـ فدفع إليه كتاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقرأه، فقال له الأسقف: ما رأيك؟
              فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوّة، فما يُؤمِنُك أن يكون هذا الرجل، وليس لي في النبوّة رأي، لو كان أمر من أُمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك(4).
              فبعث الأسقف إلى واحدٍ بعد واحد من أهل نجران فكلّمهم، فأجابوا مثلما أجاب شرحبيل، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل وعبد الله ابنه وحبّار بن قنص، فيأتوهم بخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله).
              فانطلق الوفد حتّى أتوا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فسألهم وسألوه، فلم تزل به وبهم المسألة حتّى قالوا: ما تقول في عيسى بن مريم؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّهُ عَبدُ الله».
              فنزلت آية المباهلة الكريمة حاملة إجابة وافية قاطعة لأعذار مُؤلِّهي المسيح ومُتبنِّيه، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرِّين على كذبهم فيما يخص عيسى(عليه السلام).
              فدعاهم(صلى الله عليه وآله) إلى اجتماعٍ حاشد، من أعزِّ الملاصقين من الجانبين؛ ليبتهل الجميع إلى الله تعالى في دعاء قاطعٍ أن ينزل لعنته على الكاذبين.
              قال أحد الشعراء:
              تعالوا ندع أنفسنا جميعاً ** وأهلينا الأقارب والبنينا
              فنجعل لعنة الله ابتهالاً ** على أهل العناد الكاذبينا

              الخروج للمباهلة
              خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمة(عليها السلام) تمشي خلفه، والإمام علي(عليه السلام) خلفها، وهو(صلى الله عليه وآله) يقول: «إذا دَعوتُ فأمِّنوا».

              موقف النصارى
              قال أسقف نجران: يا معشر النصارى! إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً عن مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نُباهلك، وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا.
              قال(صلى الله عليه وآله): «فإذا أبيتُم المباهلة فأسلِموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم»، فأبوا، فقال(صلى الله عليه وآله): «فإنِّي أناجزكم»، فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك، فصالحنا على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا، على أن نؤدّي إليك في كلّ عام ألفي حلّة، ألف في صفر وألف في رجب، وثلاثين درعاً عادية من حديد.
              فصالحهم على ذلك وقال: «والذي نفسي بيده، إنّ الهلاك قد تَدَلّى على أهل نجران، ولو لاعنوا لَمُسِخوا قِردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلُّهم حتّى يهلكوا»(5).

              دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي(عليه السلام)
              استدلّ علماؤنا بكلمة: «وأنفسنا»، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام) على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية المباركة هو نفس أمير المؤمنين(عليه السلام)، عندما احتجّ في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة، وكلّهم أقرّوا بما قال وصدّقوه فيما قال.
              وسأل المأمون العبّاسي الإمام الرضا(عليه السلام): هل لك من دليل من القرآن الكريم على أفضلية علي؟ فذكر له الإمام(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: «وأنفسنا»؛ لأنّ النبي(صلى الله عليه وآله) عندما أُمر أن يُخرج معه نساءه، فأخرج فاطمة والحسن والحسين فقط، وأمر بأن يُخرج معه نفسه، ولم يخرج إلّا علي(عليه السلام)، فكان علي نفس رسول الله، إلّا أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وهو أن يكون علي مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) في جميع الخصائص والمزايا إلّا النبوّة؛ لخروجها بالإجماع.
              ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله) العصمة، ومن مفهوم آية المباهلة يُستدلّ على عصمة علي(عليه السلام) أيضاً.
              ومن خصوصياته أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضاً، وأنّه أفضل جميع الخلائق وأشرفهم فكذلك علي(عليه السلام)، وإذا ثبت أنّه(عليه السلام) أفضل البشر، وجب أن يليه بالأمر من بعده.

              أعمال يوم المباهلة
              الأوّل: الغُسل.
              الثاني: الصيام.
              الثالث: الصلاة ركعتان، كصلاة عيد الغدير وقتاً وصفةً وأجراً، ولكن فيها تُقرأ آية الكرسي إلى هُمْ فيها خالِدُونَ.
              ــــــــــــــــــــــــــ
              1. آل عمران: 61.
              2. لسان العرب 11/72.
              3. مجمع البحرين 1/258.
              4. اُنظر: مكاتيب الرسول 2/494.
              5. إقبال الأعمال 2/350.

              بقلم : محمد أمين نجف

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
              • تصفية - فلترة
              • الشيخ عباس محمد الشيخ عباس محمد
                عضو ذهبي











                • تاريخ التسجيل: 02-04-2015
                • المشاركات: 1424

                مشاركة



                #1
                شبهات وردود واسئلة واجوبة في اية المباهلة

                [COLOR=#656a6d !important]21-04-2019, 10:59 PM[/COLOR]



                شبهات وردود واسئلة واجوبة في اية المباهلة

                السؤال: شأن نزولها في مصادر أهل السنّةفي شأن من نزلت آية المباهلة؟ ومن خرج مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) للمباهلة؟ وهل صحيح أنّ بعض الصحابة خرجوا معه(صلى الله عليه وآله وسلّم)؟
                الجواب:

                إنّ الآية المباركة (( فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ )) (آل عمران:61) نزلت في شأن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) ومن خرج معه، وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فقط دون غيرهم، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنّة: كــ(مسند أحمد بن حنبل)(1)، و(صحيح مسلم)(2)، و(سنن الترمذي)(3)، و(المستدرك على الصحيحين للحاكم)(4)، و(السنن الكبرى للبيهقي)(5)، و(خصائص أمير المؤمنين للنسائي)(6)، و(أحكام القرآن للجصاص)(7)، و(تفسير القرآن لابن كثير)(8)، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.
                نعم، هناك رواية بلا سند في (السيرة الحلبية)(9)، تضيف عائشة وحفصة، ورواية ضعيفة رواها ابن شبه فيها إضافة: وناس من أصحابه(10).
                كما توجد رواية تقول: فجاء بأبي بكر وولده، وبعمر وولده، وبعثمان وولده، وبعليّ وولده(11).
                لكن هذه الروايات في الحقيقة غير قابلة للحجيّة لأُمور منها:
                1- انّها روايات آحاد.
                2- انّها روايات متضاربة فيما بينها.
                3- انّها روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتّفق عليها.
                4- انّها روايات تعارضها روايات الصحاح.
                5- انّها روايات ليس لها أسانيد، أو أنّ أسانيدها ضعيفة.
                إذاً، تبقى القضية على ما في الصحاح والمسانيد وكتب التفسير والتاريخ، من أنّ الذين خرجوا معه(صلى الله عليه وآله وسلّم) هم: عليّ وفاطمة والحسنان(عليهم السلام).
                (1) مسند أحمد بن حنبل 1: 185 مسند سعد بن أبي وقاص.
                (2) صحيح مسلم 7: 120 كتاب (فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ(ع)).
                (3) سنن الترمذي 4: 293 الحديث (4085).
                (4) المستدرك على الصحيحين 3: 150.
                (5) السنن الكبرى 7: 63 باب (إليه ينسب أولاد بناته).
                (6) خصائص أمير المؤمنين(ع): 48 منزلة عليّ كرم الله وجهه من الله.
                (7) أحكام القرآن 2: 18 قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ... )).
                (8) تفسير ابن كثير 1: 408 سورة آل عمران: 61.
                (9) السيرة الحلبية 3: 236 باب يذكر فيه ما يتعلق بالوفود.
                (10) تاريخ المدينة 2: 581 وفد نجران.
                (11) أنظر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 39: 177.



                السؤال: تدل على عظمة مقام الأئمة (عليهم السلام)
                شكراً لكم على هذا المجهود الطيّب، ونتمنّى لكم كلّ التوفيق إن شاء الله.
                في موضوع آية المباهلة؛ أرجو منكم طرح بحث مختصر يتناول عظمة وفضل أهل البيت(عليهم السلام) من خلال الآية الشريفة، وفّق الله الجميع لما فيه الخير.
                الجواب:

                إنّ الآية نزلت في النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) عند مباهلتهم لوفد نجران، روى ذلك السيوطي بعدّة طرق في (الدرّ المنثور)(1)، والحاكم النيسابوري في (المستدرك)(2)، وابن كثير في (تفسيره)(3).
                ثم إنّ دعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) لأهل بيته ومباهلته إلى الله تعالى، بيان لشرفهم وقربهم ومنزلتهم عند الله، والقسم على الله بهم ليلعن الكاذب دليل على أنّ لهم من الدرجة ما لا يعلمها إلاّ الله، لأنّ للقسم منزلة عند المقسم عليه، ومباهلة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) بهم (عليهم السلام) يعني إحتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجّة على صدق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) وبعثته.
                كما أنّ المباهلة تعني بحسب ماهيّتها أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته، ممّا يعني أنّ مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجّيتهم ومقامهم، مشيراً إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهم(عليهم السلام) وبين النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)، كما يفيد ذلك حديث: (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)(4).
                فمنزلة الإمام عليّ(عليه السلام) بمنزلة هارون وصف لحجّيته ومشاركته في دعوته، كما شارك هارون موسى(عليه السلام) في دعوته، فهذه المقايسة في المباهلة مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) دليل حجّيتهم ومشاركتهم(عليهم السلام) معه(صلى الله عليه وآله وسلّم) في تبليغ صدق بعثته(صلى الله عليه وآله وسلّم)، هذا ما تبيّنه آية المباهلة من مقامهم ومنزلتهم(عليهم السلام).
                (1) الدر المنثور 2: 38 - 39 قوله تعالى: (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ... )).
                (2) المستدرك على الصحيحين 3: 150 مناقب أهل البيت.
                (3) تفسير ابن كثير 1: 379 قوله تعالى: (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ... )).
                (4) أنظر صحيح البخاري 5: 129 كتاب المغازي، باب (غزوة تبوك)، صحيح مسلم 7: 120 - 121 كتاب فضائل الصحابة، باب (فضائل عليّ)، سنن ابن ماجة 1: 42 الحديث (115)، سنن الترمذي 5: 302 الحديث (3808)، فضائل الصحابة للنسائي: 13 - 14، المستدرك على الصحيحين 2: 337.


                تعليق على الجواب (1) تدل على عظمة مقام الأئمة (عليهم السلام)
                والله ان استنتاجاتكم لغريبة فهل يستطيع رجل ان ياتي باولاد الناس لتعريضهم لمصيبة محتملة معه طبعا لا ولهذا جاء باولاده واهل بيته وهذا لايمكن ان يدل باي حال على مشاركتهم في امر رسالته التي ليس بامكانه ان يورثها لانها ليست ملكا
                الجواب:

                اولاً: أن النبي لايحتمل ان يتعرض لمصيبة ولا بنسبه قليلة جدا وكيف يحتمل ذلك ؟!والذي دعاه الى القيام بالمباهلة هو الله سبحانه وتعالى فهل تراه يريد الانتقام منه وهل يشك النبي في صدق دعواه حتى تقول ان هناك مصيبة محتملة.
                ثانياً: ان اخراج اهل بيته معه لم يكن تصرفا شخصيا منه بل صريح القرآن يشير الى ان الله هو الآمر بإخراجهم بقوله تعالى (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم )) (آل عمران:61)
                ثالثاً: لو كانت هناك مصيبة محتملة فهل من حق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يوقعها في اهله ولايحق له ان يوقعها في اصحابه فهل اهل الرجل ملكا له ويحق له التصرف بهم بالطريقة التي تنزل بهم المصيبة ولو قلت ان للنبي ذلك باعتبار كونه اولى بالمؤمنين من انفسهم لكان ذلك جائزا له في كل احد لا في خصوص اهله فلا معنى لاستبعاد ان ياتي بغير اهله .
                رابعاً: ليس من حق النبي التصرف بالخلافة بعده ولا ان ينصب خليفة له لان الرسالة ليس ملكا له هذا ما تقوله فكيف تصرف ابو بكر واورث الخلافة لعمر فجعله الخليفة بعده فهل من حق الخليفة ان يورث الخلافة ولايحق للنبي تنصيب الخليفة بعده .
                خامساً: صريح القران يشير الى ان اللعنة ستقع على الكذابين وفي هذا اشارة الى صدقه صلوات الله عليه وصدق اهل بيته فلو جاء النبي ببعض اصحابه الكذابين معه فهل تراه بمأمن من اللعنة وصريح القران يشير الى ان اللعنة ستنزل على الكذابين واذا ثبت صدق اهل البيت ومنهم علي (عليه السلام) وهو يدعي انه الاحق بالخلافة ونازع القوم عليها فكيف ينازع من يشهد له القران بالصدق .

                تعليق على الجواب (2)
                لعل السائل يقصد مصيبة محتملة من وجهة نظر النصارى، لان الموقف لالزام النصارى وليس المسلمين، فخروج الرسول عليه الصلاة والسلام باقرب المقربين له من نسبه الزام للنصارى.
                فاخراج اقرب الاقرباء الزام للكافر، فليس هناك سبب لادخال مثلا اشخاص من قبيلة اخرى او من عشائر مختلفة.
                وهذا معلوم حتى الان، فالباهل لايباهل بصديقه العزيز او قد لايباهل بزوجته ابنه فلان من الناس التي يستطيع استبدالها بغيرها أو لديه زوجات غيرها ولكن يباهل بابناءه واقرب الاقرباء لكي يلزم الخصم وليس للاستعراض.
                فهي لاتدل على شيء من المشاركة معه في الرسالة لانه فقط من باب الزام الكافر باحضار اقرب الاقرباء.
                الجواب:

                ان الله تعالى امر النبي (صلى الله عليه وآله) باخراج نساءه وانفسه وابناءه وفي هذه الصيغ مجال لاتيان النبي (صلى الله عليه وآله) ايا كان من الاقرباء او الاصحاب او الازواج ولم يدع النبي (صلى الله عليه وآله) احد من هؤلاء مع فسحة المجال له في الدعوة فمعناه انهم لا يستحقون هذه المنزلة المهمة والعظيمة وهي صدق المدعووين وتصديق الرسالة للنبي (صلى الله عليه وآله). وان الموقف ليس فقط لالزام النصارى بل تصديق الرسالة وصدق المدعووين والمباهلة على هذه الدعوة تثبت العظمة والفضيلة العظيمة والمشاركة لهم في الرسالة فلهذا و ذاك انتخب النبي (صلى الله عليه وآله) بعضا من اقربائه ولم يخرج ابراهيم الذي قد ولد قبل المباهلة وكان رضيعا في حضن مارية القبطية.



                السؤال: عدم تماميّة المباهلة لا تقدح بفضيلة أهل البيت (عليهم اسلام)

                شاهدتُ في شهر رمضان 1429هـ إحدى حلقات برنامج بثته قناة فضائية، وأثناء مداخلة لأحد المشاهدين تطرق فيها إلى آية المباهلة، فوجئت بمقدم البرنامج يقاطع المتكلم بقوله: ((لكن المباهلة لم تتم))، وكأنّه أراد إبطال إحتجاجنا عليهم بفضل رسولنا الأعظم وبقية أهل الكساء صلوات الله وسلامه عليهم، ما هو جواب هذه الشبهة؟
                الجواب:

                يقتضي ذكر أكثر من نقطة:
                النقطة الأولى: عدم تمامية المباهلة لا يلزم منه عدم تمامية الفضيلة لأهل البيت(عليهم السلام)، ولا يعني عدم تكريمهم والإشادة بهم والإشارة إلى أهميتهم.
                ويكفينا في المقام أنّهم(عليهم السلام) كانوا ممّن اختارهم الله تبارك وتعالى، والرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم) منفذاً لهذا الإختيار الإلهي السماوي، أترى أنّ الله لا يختار الأفضل لمهمة خطيرة؟ أم أنّ اختياره لهم لا فضيلة فيه؟! وكلاهما مردودان، ولم يقل بهما أحد.
                والذي يشير إلى كونهم مختاريّ الله هو نفس قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدع )) (آل عمران:63)، فهم مرشحو الباري لخوض غمار الإحتجاج الخطير والدور الكبير، وهذا وحده فضيلة عظمى ومنقبة باهرة، هذا أوّلاً.
                وثانياً: كونهم وفي نفس المقام ممدوحي النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)، بقوله في مقام الردّ على قول النصارى: ((بمن تباهلنا يا أبا القاسم؟ قال: (بخير أهل الأرض وأكرمهم على الله عزّ وجلّ بهؤلاء)، وأشار لهما إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم))(1).
                وفي رواية قال: (هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله عزّ وجلّ وجهة، وأقربهم إليه وسيلة)(2).
                وأنّه(صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لهم صلوات الله عليهم: (إذا أنا دعوت فأمنوا) ))(3)، ومنه يظهر أنّ لتأمين هؤلاء الأربعة(عليهم السلام) من أهمية في استجابة الدعاء بحيث وجههم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) إليه، والحال أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) كان حاضراً! وهذا ثالثاً.
                ورابعاً: مدحهم النصارى الخارجون للمباهلة، بقولهم: ((هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها))(4).
                وهذا معناه أنّهم - أي النصارى - كانوا عارفين بأنّ الخارجين للمباهلة أصحاب فضل من قوم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وتصديق ذلك: ((قالا: فما نراك جئت لمباهلتنا بالكبر ولا من الكثر ولا أهل الشارة ممن نرى ممن آمن بك واتبعك...))(5).
                النقطة الثانية: إنّ قولهم - أي المستشكل ومن على رأيه - في عدم تمامية المباهلة، يفهم منه أنّهم علقوا الفضيلة على تمامية المباهلة ونتيجتها، وكأنّهم يريدون القول؛ بأنّ احتمال نزول العذاب عليهم(عليهم السلام) لو تمت المباهلة لاحتمال كذبهم موجود، وهذا معناه تكذيب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)! فلا فضيلة له(صلى الله عليه وآله وسلّم) ولأهل بيته بعد ثبات عدم تمامية المباهلة لاحتمالية الكذب منهم واستحقاقهم اللعنة - نعوذ بالله -.
                وكأنّما يريد المتكلّم أن يقول: إنّما نستكشف فضلهم لو ثبت صدقهم ونزول العذاب على النصارى! وهذا إتهام صريح للرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالكذب، والخروج الباطل والمباهلة في ما لا حقّ له فيه، وإلاّ ما معنى القول بعدم تمامية المباهلة سوى ذلك؟
                وبعبارة أخرى: نقول: انّ مدار تحقق الفضيلة وعدمها ليس بملاك تمامية المباهلة، وإنّما بملاك كون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) صادقاً أم كاذباً؛ إذ صدقه كافٍ في ثبوت الحقّ له حتى على فرض عدم الإتمام للمباهلة، وعليه يدور فضل من معه صلوات الله عليهم أجمعين. فالقائلون بعدم التمامية يتهمون نبيّهم الصادق الأمين(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالكذب! لأنّهم يرون أنّه لو تمت المباهلة لعرفنا الصادق من الكاذب، وعندها تتضح الفضيلة. فهم لا يعترفون لنبيّهم(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالفضل ما دامت المباهلة لم تتم!!
                النقطة الثالثة: أنّه حتى الطبيعة المحيطة بهم قد اعترفت بفضلهم، ففي حديث تفصيلي يحدّثنا عن إضطرام الوادي وتغيير الحال، وتجاوب السهول والجبال، وحين رأى النصارى ذلك خافوا وذعروا وانسحبوا قبل أن يحلّ بهم المسخ والعذاب، حيث قال أحدهم: ((أنظرا إلى النجم قد أستطلع إلى الأرض، وإلى خشوع الشجر وتساقط الطير بأزائكما لوجوهها، قد نشرت على الأرض أجنحتها، وفات ما في حواصلها وما عليها لله عزّ وجلّ من تبعة، ليس ذلك إلاّ لما قد أظل من العذاب، وأنظر إلى إقشعرار الجبال، وإلى الدخان المنتشر، وقزع السحاب، هذا ونحن في حمارة القيظ وأبان الهجير، وأنظروا إلى محمّد رافعاً يده والأربعة من أهله معه، إنّما ينتظر ما تجيبان به))(6).
                النقطة الرابعة: قد اعترف لهم بالفضل جملة من الصحابة وأعلام أهل السنّة.
                فقد روى مسلم في صحيحه: ((عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) فلن أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من حمر النعم، سمت رسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم)... ولمّا نزلت هذه الآية: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم )) (آل عمران:61) دعا رسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهمَّ هؤلاء أهلي))(7).
                كما قال الزمخشري في (الكشاف): ((وفيه دليل - لا شيء أقوى منه - على فضل أصحاب الكساء))(8).
                وقد احتج بها أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) يوم الشورى، كما يروي ابن حجر في صواعقه، حيث قال: ((أخرج الدارقطني: أنّ عليّاً يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم: (أنشدكم بالله من فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) في الرحم منّي، ومن جعله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) نفسه، وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟) قالوا: لا...))(9).
                كما واعترف بذلك ابن تيمية في كتابه (منهاج السنّة)(10)، وكذا ابن روزبهان الخنجي(11).
                النقطة الخامسة: إنّ نفس الآية (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ... )) تحمل تعظيماً لأهل البيت(عليهم السلام) من جهات أخرى ناقشها المفسرون وأصحاب الفكر، كالاستدلال بها على عظمتهم(عليهم السلام)، لا بمجرد توجيه الخطاب لهم، وإنّما بنوعية واسلوب الخطاب في قوله تعالى: (( أَنفُسَنَا )) يعني أنّ عليّاً(عليه السلام) نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)، و (( أَبنَاءَنَا )) يعني الحسن والحسين أبناء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وكذا من جهة الإنحصار بهم(عليهم السلام) دون باقي المسلمين، وأنظر إختصاص الزهراء البتول(عليها السلام) بلفظ (( نِسَاءَنَا )).
                ومن جهة توحدهم في سنخية الإعتقاد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وأهليتهم من حيث الرتبة لتمثيل هذا الدور الخطير، ومن جهة اللياقة لإنحصار تمثيلهم للرسالة والمحافظة عليها مستقبلاً، لأنّ المتقدم إلى المباهلة يجب أن يكون أعمق الناس إيماناً بدينه، وأشدّهم رسوخاً في الدفاع عنه، وأعلمهم بحقيقة ربطه بالله تعالى، وهذا واضح.
                النقطة السادسة: وقوع جميع المقدمات للمباهلة، مثل إمتثال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته(عليهم السلام) لأمر السماء أوّلاً، وثانياً لإرتفاع المانع من جهتهم، حيث توجهوا للتنفيذ العملي وعدم نكوصهم صلوات الله عليهم حتى يقال: إنّ في إتمامها حيثية تختلف في حال عدم إتمامها.
                نعم، عدم تماميتها مستند لنكوص الخصم واستسلامه، وهذا أتمّ في الفضل لأهل البيت(عليهم السلام)، إذ شعر أولئك أنّ لهؤلاء(عليهم السلام) من الفضل والدرجة الرفيعة عند الله تعالى.
                النقطة السابعة: لو لم تكن فيها فضيلة، لما حرصت بعض الأحاديث القليلة أن تجعل مع أهل البيت(عليهم السلام) غيرهم، وحرصت أيضاً أن يكون هذا الغير من الخلفاء وذويهم، مثل ما روي عن عمر بلا سند بزيادة عائشة وحفصة(12)، أو إدخال أبو بكر وولده، وعمر وولده، وعثمان وولده في رواية أخرى(13)، وفي رواية بحذف الإمام عليّ(عليه السلام) وزيادة ناس من أصحابه(14).
                أليس هذا كلّه لفهم الوضّاع وساسة الخلافة ورواة البلاط بأهمية (هذه المنقبة) وعظمتها؟ وأنّ ذلك هو المفهوم الواضح من وجودها، والمتبادر إليهم منها؟
                النقطة الثامنة: إنّ بعض الذين ذكروا آية المباهلة من المحدّثين إنّما ذكروها في باب الفضائل، كصحيح مسلم وقد ذكرها في كتاب فضائل الصحابة(15)، وكذا الترمذي في سننه(16)، وذكرها في هذا الباب دليل على كونها فضيلة.
                وهنا نتسائل! لو كان الخارج مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أحد الخلفاء الثلاثة، أو حفصة، أو عائشة، أو أحد بني أمية مثلاً، هل يكون التجاوب التاريخي مع هذه الحادثة كما هو الآن بأزاء أهل البيت(عليهم السلام)؟!
                ولك أن تتخيّل حينها الحالة القدسية، والإطار الربّاني الأسمى الذي يحاط به هؤلاء، ومقدار الحرمة الجازمة في مسّهم، والدنو من ساحتهم، والقدح بشأنهم، لأنّ إستحقاقهم في الخروج للمباهلة ووضعهم في ميزان السماء، ورفعهم إلى العرش علواً، وذلك هو الحق طبعاً! ولكن بمن وقعت به المباهلة واقعاً.
                (1) إقبال الأعمال لابن طاووس 2: 345 الباب السادس، الفصل الأوّل.
                (2) الإختصاص للمفيد: 115 حديث المباهلة.
                (3) تخريج الأحاديث للزيلعي 1: 186 - 187 سورة آل عمران، الحديث الحادي عشر، الكشاف 1: 434 قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ... ))، تفسير الثعلبي 3: 85.
                (4) الكامل في التاريخ 2: 293 أحداث السنة العاشرة للهجرة، إمتناع الأسماع 2: 95.
                (5) اقبال الأعمال 2: 345.
                (6) اقبال الأعمال 2: 346 الباب السادس فيما يتعلق بيوم المباهلة.
                (7) صحيح مسلم 7: 120 كتاب (فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ).
                (8) الكشاف 1: 434 في ذيل آية (61) من آل عمران.
                (9) الصواعق المحرقة: 154 الباب الحادي عشر، الفصل الأوّل في الآيات الواردة فيهم، وأنظر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 42: 432.
                (10) منهاج السنّة 7: 122، 130 المنهج الثاني في الأدلة المأخوذة من القرآن الدالة على الإمامة من الكتاب.
                (11) أنظر شرح احقاق الحق 3: 62 قول المصنف: السادسة آية المباهلة.
                (12) أنظر السيرة الحلبية 3: 236 باب يذكر فيه ما يتعلق بالوفود التي وفدت عليه (ص).
                (13) أنظر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 39: 177 حياة عثمان بن عفان.
                (14) أنظر تاريخ المدينة المنورة لابن شبة 2: 581.
                (15) صحيح مسلم 7: 120 فضائل الصحابة، فضائل عليّ(ع).
                (16) سنن الترمذي 5: 301 الحديث 3808 مناقب عليّ بن أبي طالب.




                السؤال: سبب تخلّي النصارى عن المباهلة
                كيف عرفت النصارى أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قضية المباهلة على حقّ؟ وإن كانوا قد عرفوا ذلك، فكيف لم يعترفوا بدينه؟
                الجواب:

                هناك احتمالان في المقام:
                الأول: أن يكونوا قد أذعنوا في أنفسهم بحقّانية الدين الإسلامي، ولكن الأطماع والأهواء الدنيوية منعتهم من الاعتراف بهذا الواقع فجحدوه، قال تعالى: (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا )) (النمل:14).
                الثاني: أنّهم عندما رأوا أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد أتى بأعزّ أهله معه للمباهلة، عرفوا بأنّه(صلى الله عليه وآله وسلّم) على يقين من أمره، فبات الأمر واضحاً عندهم، فإن كان هناك احتمال ضئيل لعدم صحّة مبدئه ومعتقده، كان الواجب عليه(صلى الله عليه وآله وسلّم) عقلاً أن يتوقّى الضرر ويدفعه عن نفسه وذويه، وفي الجانب الآخر لم تقدّم النصارى أيّ شيء في هذا المقام.
                فبحسب قانون الاحتمالات يحكم العقل بأرجحية الطرف الأوّل في المقابلة، وهذا قد يكون وجه تخلّفهم من المباهلة.



                السؤال: دلالتها على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)
                كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة عليّ(عليه السلام)؟
                الجواب:

                يستدلّ علماؤنا بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61) على إمامة الإمام عليّ(عليه السلام)، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام).
                ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين(عليه السلام) نفسه، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى، بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك إحتجاجه بآية المباهلة، حيث قال(عليه السلام): ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في الرحم، ومن جعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا)) فكلّهم أقرّوا بما قال(عليه السلام)(1).
                وروى السيد المرتضى عن الشيخ المفيد: انّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا(عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين(عليه السلام) يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا ))(2).
                لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما أُمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً(عليه السلام)، فكان عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، إلاّ أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون(عليه السلام) مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في جميع الخصوصيات، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة، إذ لا نبيّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتبقى بقية مزايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وخصوصياته وكمالاته ثابتة.
                ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه أفضل من جميع المخلوقات، فعليّ(عليه السلام) كذلك، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، إذاً لابدّ من تقدّم عليّ(عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
                ودمتم في رعاية الله
                (1) أنظر تاريخ مدينة دمشق 42: 432.
                (2) الفصول المختارة: 38 فصل (مكالمة المأمون للرضا(عليه السلام) في المباهلة.

                تعليق على الجواب (1)
                سياق الاية يفهم منه أنه نحن ندعوا ابناء قومنا وأنتم تدعون ابناء قومكم ونساء قومنا ونساء قومكم وانفسنا وأنفسكم , وهنا سؤالين : -
                فأولا : ما الضير في تفسير انفسنا بعموم المسلمين بقبال النصارى, فيكون الإمام علي داخل في ابناء قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم المسلمين ؟
                ثانيا : كيف فهم أن المراد هو ابناء ونساء وانفس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا عامة المسلمين كما ان المراد من النصارى هو ابنائهم ونسائهم وانفسهم وليس مجرد ابناء ونساء من حظر فالخطاب للنصارى عامة, إذا من السياق هو للمسلمين عامة وبالتالي تكون النتيجة أن الإمام علي مثل المسلمين ونفس المسلمين لا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
                الجواب:
                لو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخرج معه ابناء الصحابة ونسائهم واخرج معه بعض الصحابة لكان بالإمكان تفسير الآية بما ذكرت ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج سوى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وبهذا يتحدد المراد من الإبناء والنساء والانفس. وللمزيد ارجع الى آية المباهلةمن المقصود بكلمة (انفسكم)

                تعليق على الجواب (2)
                ولكن هذا الجواب يوحي بأن المسألة متعلقه بالوجدان أي لأن الذي حضر المباهلة مع النصارى كان الرسول وعلي وفاطمة والحسنين (صلوات الله عليهم), لكن هذا لايدفع المعنى الذي ذكرته في السؤال لأنه يقال هذه فضيله لهم وانهم كانوا من المسلمين الذين اختارهم الرسول لا أن الآية تقول أن على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتي بأبناءه خاصة لا ابناء قومه ونساءه خاصة لا نساء قومه, فكيف نستدل على أن الخطاب في الآية يخص الرسول وابناءه ونساءه لا عامة المسلمين حيث ان سياق الآية يدل على عموم الخطاب وشموله المسلمين , فكيف نثبت ذلك لكي يتم الإستدلال بالآية ونستطيع ترتيب الأثر عليها؟
                الجواب:
                من الواضح أنه واجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يمتثل لخطاب الله تعالى في الآية الشريفة، فان الله تعالى دعاه إلى احضار (أبنائنا) و(نسائنا) و(أنفسنا)، فأحضر (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين والزهراء وعليّ(عليهم السلام)، فمن امتثال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) للأمر الالهي، نفهم أنّ المقصود بالخطاب هو خصوص الأربعة لا جميع المسلمين، أو طائفة كبيرة منهم، وإلاّ لو كان الخطاب يشمل جميع المسلمين لامتثل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأحضرهم جميعاً، أو على الأقل طائفة كبيرة منهم، وهو لم يفعل، فيتعيّن المعنى الذي أشرنا إليه إلى أن المقصود هم فاطمة وعليّ والحسن والحسين(عليهم السلام).


                السؤال: روايات تدل على أن علي(عليه السلام)هو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)
                لا يخفى ما لدلالة آية المباهلة على عظيم الفضل والمنزلة لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، ولكن المشككين من الوهابية لا يروقهم سماع فضيلة من فضائل أهل البيت(عليهم السلام)، ولذا تراهم ينكرون مهما استطاعوا تلك الفضائل، ومن هذا الباب محاولة البعض منهم إنكار أنّ المراد بـ(( أَنفُسَنَا )) الواردة في الآية الكريمة هو الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فهل يوجد نص نبويّ صريح وصحيح من كتب القوم يذكر أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) هو المراد بـ(( أَنفُسَنَا ))؟

              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
                يوم المباهلة







                إضافة رد إشتراك
                المشاركاتآخر نشاطالصور
                • تصفية - فلترة
                • زهور الخريف زهور الخريف
                  عضو جديد











                  • تاريخ التسجيل: 10-10-2014
                  • المشاركات: 25

                  مشاركة



                  #1
                  يوم المباهلة

                  [COLOR=#656a6d !important]19-10-2014, 12:16 AM[/COLOR]


                  اليوم الرابع والعشرون من دو الحجة باهل فيه رسول الله (ص) نصارى نجران ،وقد اكتسى بعباءة ، وادخل معه تحت الكساء ،عليا وفاطمةوالحسن والحسين (عليهم السلام) وقال((اللهم انه قد كان لكل نبي من الانبياء ،اهل بيت هم اخص الخلق اليه ،اللهم وهؤلاء اهل بيتي ، فأدهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،فهبط جبرئيل باية التطهير في شانهم ،ثم خرج النبي (ص) بهم للمباهلة ،فلما بصر بهم النصارى ،ورأوا منهم الصدق ،وشاهدواامارات العداب لم يجرؤا على المباهلة فطلبوا المصالحة ،وقبلوا الجزية عليهم ،وفي هدا اليوم تصدق امير المؤمنين (ع) بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه الاية (انما وليكم الله ورسوله والمؤمنون ) والخلاصة ان هدا اليوم يوم شريف وفيه عدة اعمال :
                  الاول : الغسل .
                  الثاني : الصيام .
                  الثالث : الصلاة ركعتين كصلاة عيد الغدير .
                  الرابع : ان يدعو بدعاء المباهلة .






                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9
                  روضة الزهراء
                  • عضو فضي
                    تاريخ التسجيل: 29-12-2017
                    • المشاركات: 898

                    مشاركة#1
                    💠 آية المباهلة 💠

                    [color=#656a6d !important]05-09-2018, 11:04 am[/color]



                    🌹💠 آية المباهلة : قال الله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) . 💠 معنى المباهلة : 🔹قال ابن منظور : معنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منّا . 💠 صفة المباهلة : 🔸أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول : اللهم رب السماوات السبع والأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزلعليه حسباناً من السماء وعذاباً أليماً . 💠 دعوة النبي "صلى الله عليه وآله" لأساقفة نجران : كتب رسول الله"صلى الله عليه وآله " كتاباً إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام جاء فيه أمّا بعد ، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتُم فقد أذنتم بحرب ، والسلام ) 🔹فلمّا قرأ الأسقف الكتاب ذُعِر ذُعراً شديداً ، فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له : شَرحبيل بن وداعة ـ كان ذا لب ورأي بنجران ـ فدفع إليه كتاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقرأه ، فقال له الأسقف : ما رأيك ؟ 🔹فقال شرحبيل : قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوَّة ، فمايؤمنك أن يكون هذا الرجل ، وليس لي في النبوَّة رأي ، لو كان أمر من أُمور الدنياأشرت عليك فيه وجهدت لك . 🔸فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلَّمهم ، فأجابوا مثل ما أجاب شرحبيل ، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل ، وعبد الله ابنه ، وحبار بن قنص فيأتوهم بخبر رسول الله"صلى الله عليه وآله" 🔹فانطلق الوفد حتّى أتوا رسول الله"صلى الله عليه وآله" فسألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتّى قالوا : ما تقول في عيسى ابن مريم ؟ فقال رسول الله"صلى الله عليه وآله"✨(إنَّهُ عَبدُ الله ) . 🔸فنزلت #آية_المباهلة الكريمة ، حاملة إجابة وافية ، قاطعة لأعذار مُؤلِّهِي المسيح ومُتبنِّيه ، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرِّين على كذبهم فيما يخص عيسى"عليه السلام" فدعاهم"صلى الله عليه وآله"إلى اجتماع حاشد ، من أعزِّ الملاصقين من الجانبين ليبتهل الجميع إلى الله تعالى ، في دعاء قاطع ، أن ينزل لعنته على الكاذبين . 💠قال أحد الشعراء : تعالوا ندع أنفسنا جميعاًوأهلينا الأقارب والبنينا فنجعل لعنة الله ابتهالاًعلى أهل العناد الكاذبينا 💠الخروج للمباهلة : 🔻خرج رسول الله"صلى الله عليه وآله"وقد احتضن الحسين"عليه السلام"وأخذ بيد الحسن"عليه السلام"و فاطمة"عليها السلام" تمشي خلفه و الإمام علي"عليه السلام"خلفها ، وهو"صلى الله عليه وآله"🔹يقول : ( إذا دَعوتُ فأمِّنوا ) . 💠موقف النصارى : 🔸قال أسقف نجران : يا معشر النصارى !! إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً عن مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نُباهلك ، وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا . 🔸قال"صلى الله عليه وآله"🔹( فإِذَا أبَيْتُم المباهلة فأسلِموا ، يَكُن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ) 🔻فأبوا ، فقال: "صلى الله عليه وآله" ( فإنِّي أناجزكم ) 🔹فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك ، فصالحنا على أن لا تغزونا ولا تخفينا ، ولا تردّنا عن ديننا ، على أن نؤدّي إليك في كل عام ألفي حلّة ألف في صفر وألف في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديد . 🔸فصالحهم على ذلك وقال : ( والذي نَفسِي بِيَده ، إنّ الهلاك قد تَدَلَّى على أهلنجران ، ولو لاعنوا لَمُسِخوا قِرَدة وخنازير ، ولاضطَرَم عليهم الوادي ناراً ، ولاستأْصَلَ الله نجران وأهله حتّى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارىكلُّهم حتّى يهلكوا ) . ☝✨ فائدة علمية✨💠دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي"عليه السلام"🔻استدل علماؤنا بكلمة : ( وأنفسنا ) ، تبعاً لأئمّتنا"عليهم السلام"على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين"عليه السلام"🔹ولعل أوّل من استدل بهذه الآية المباركةهو نفس أمير المؤمنين "عليه السلام"🔸عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال ، وصدّقوه في ما قال . ┈┉┅━❀🍃







                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    الهادي مشرف في قسمي العقائد
                    المهدي(عجل الله تعالى فرجهالشريف)

                    تاريخ التسجيل: 01-06-2009
                    • المشاركات: 6590
                    #2
                    [color=#656a6d !important]14-12-2016, 12:34 pm[/color]


                    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
                    الموضوع هو من اكبر الفضائل التي كانت لامير المؤمنين عليه السلام وذلك ما اكد عليه الامام الرضا عليه السلام في جوابه على المامون العباسي
                    فروى الشريف المرتضى (رحمه الله): قال وحدّثني الشيخ المفيد أيضاً، قال:

                    قال المأمون يوماً للرضا (عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يدلّ عليها القرآن.فقال له الرضا (عليه السلام): فضيلته في المباهلة، قال الله جلّ جلاله: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام) فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (عليها السلام) فكانت في هذا الموضع نساءه، ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه بحكم الله عزّ وجلّ، وقد ثبت أنّه ليس أحدٌ من خلقِ الله سبحانه أجلَّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأفضل، فوجب أن لا يكون أحدٌ أفضلَ من نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحكم الله عزّ وجلّ .

                    الفصول المختارة :







                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X