تدبير يوسف (ع) لأيام القحط و السنين

[أم طاهر]

عن الحسن بن علي بن بنت إلیاس قال: سمعت الرضا (عليه السلام) یقول: و أقبل یوسف علی جمع الطعام فجمع في السبع السنین المخصبة ف?سبه في الخزائن فلمّا مضت تلك السنون و أقبلت السنون المجدبة أقبل یوسف علی بیع، فباعهم في السنة الأولی بالدراهم و الدنانیر حتی لم یبق بمصر و حولها دینار و لا درهم إلّا صار في ممل?ته، و باعهم في السنة الثانیة بالحلي و الجواهر حتی لم یبق بمصر و حولها حليّ و لاجواهر إلّا صار في ممل?ته، و باعهم في السنة الثالثة بالدوابّ و المواشي حتی لم یبق بمصر و حولها دابة و لا ماشیة إلّا صارت في ممل?ته، و باعهم في السنة الرابعة بالعبید و الإماء حتی لم یبق بمصر عبد و لا أمة إلّا صار في ممل?ته، و باعهم في السنة الخامسة بالدور و العقار حتی لم یبق بمصر و ما حولها دار و لاعقار إلّا صار في ممل?ته، و باعهم في السنة السادسة بالمزارع و الأنهار حتی لم یبق بمصر و ما حولها نهر و لا مزرعة إلّا صار في ممل?ته، و باعهم في السنة السابعة برقابهم حتی لم یبق بمصر و ما حولها عبد و لا حرّ إلّا صار عبد یوسف فملك أحرارهم و عبیدهم و أموالهم. و قال الناس ما رأینا و ما سمعنا بملك أعطاه من الملك ما أعطی هذا الملك ح?ماً و علماً و تدبیراً.
ثم قال یوسف للملك: أیها الملك ما تری فیما خوّلني ربي من ملك مصر و أهلها؟
آشر علینا برأیك فإني لم أصلحهم لأفسدهم و لم أنجهم من البلاء لأ?ون بلاءً علیهم ول?ن الله أنجاهم علی یدي قال له الملك: الرأي رأیك.
قال یوسف: إني أشهد الله و أشهدك أیها الملك أنّی قد أعتقت أهل مصر ?لهم و رددت علیهم أموالهم و عبیدهم و رددت علیك أیها الملك خاتمك و سریرك و تاجك علی أن لا تسیر إلّا بسیرتي و لا تح?م إلّا بح?مي.
قال له المل?: إن ذلك لزیني و فخري أن لا اُسیر إلّا بسیرتك و لا أح?م إلّا بح?مك و لولا ما قویت علیه و لا اهتدیت له و لقد جعلت سلطاناً عزیزاً لا یرام و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریك له و إنك رسوله، فأقم علی ما ولیتك فإنك لدینا م?ین أمین.

المصدر : مجمع البیان ج 3 ص 244