قصة حقيقية
من قاطع مكحول نقلها آمر السرية
منصور وليلة الزفاف
لن يضام العراق والعراقيون مهما طال الزمن وسينهض من جديد ليعلم العالم ماهو الكفاح والنضال وصنع الملاحم البطولية كما كان دائماً.
فلتفخر كل أمهاتنا بما حملت أرحامهن الطاهرة من نطف أصبحوا رجال شجعان يرفضون الظلم ويدافعون عن العراق وشعبه بل كان جهادهم البطولي هو جهاد شريف ومنزه من كل الشوائب بل كان خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى .
منصور هو شاب وأحد المتطوعين في لواء أنصار المرجعية التابع إلى الحشد الشعبي من قضاء الرميثة / محافظة السماوة بقيادة معتمد المرجعية السيد حميد الياسري .
منصور ذهب إلى اهله في إجازة زواج وصادف زفافة ليلة الجمعة وقد اجتمع الأهل والأحبة والأصدقاء ليشاركوه فرحة . الزواج وفي لحظة دخول العروس إلى الصالون لإكمال زينتها اتصل به احد المقاتلين من سريته ليباركوا له ليلة زفافه فسمع منصور من خلال المكالمة صوت أطلاقات وأصوات رفاقه المقاتلين على غير المعهود عليه فتسائل عن الوضع وعن رفاقه فأجابه بعد ان ألح عليه بالسؤال ان السرية قد تعرضت الآن إلى هجوم من قبل الدواعش وعندها أغلق الاتصال و اختفى منصور عن الأنظار
وتسائل الجميع عن سبب اختفائه واتصلوا به الكثير من أولاد عمومته وأصدقائه ولم يرد على الهاتف إطلاقا وبعد ان حصل الكثير من الهمس والتساؤل والقلق بين المدعوين في الزفاف
وكان الخوف ظاهر على الجميع من تلقي والدة منصور صدمة الخبر وأخيرا علمت وعند سماعها بما حدث اصفر وجهها وضعف بدنها اتكأت على جدار الصالون واحتارت أين تضع يدها على خاصرتها او على وجهها لتخفي خجلها من الحاضرين وسهام الشامتين تحسرت حسرتا انتبه لها الجميع لحرارة الآهات وزفيرها
ثم عادت قواها انتصبت شامخة كشموخ النخيل بلادها ونادت على الحاضرين ابني وأرضعته من هذا وأشارت على صدرها لتعلن للجميع ان حليبها طاهر وغذته بحب الولاية وان ولدها تعلم الأصالة والشجاعة ولا يخطر ببالها يوم ان يضعها بموقف كهذا فاتصلت به فتردد بالرد عليها واستحيائنا من والدته رد عليها فقالت بقلب مكسور مطعم بحنان الأمومة أين أنت يامنصور لقد قلقنا عليك كثيرا ياولدي وأنت لم ترد وهذه زوجتك قد أكملت زينتها والناس بانتظار زفافك
فقال لها أماه أني لخجل منك واعتذر لعدم حضور ليلة عرسي
ولدي عسى ان يكون المانع خيرا
نعم اماه انه الخير كله
وهل لي الحق ان اعرفه
نعم ان سريتي قد تعرضت الآن إلى هجوم اماه لاتقلقي انتي وزوجتي سأعود إليكم وأنا ألان ملتحق إلى إخواني المقاتلين
قالت ولدي هذه الليلة كنت انتظرها طوال حياتي وان رفاقك لايستهان بهم بالقتال وأنا على يقين أنهم سيخبروك بالانتصار فقال لها والله أمي لن أعود إلا وعقد زواجي مختوم بنصرة إخواني وسأعود لك كما اسميتيني بمنصور
وعادت الأم بعد ان تبدل صفار وتجاعيد وجهها بحمره مكسوا بالزهو والابتسامة على شفتيها لتبشر الحضور بشجاعة ولدها منصور
فألتحق بسريته وعند وصوله عقر ساقه (شد رجله بحبل حتى لا يفكر بالهزيمة) وصال وجال في ارض المعركة بتوثيق من رفاقه وانتهت المعركة وهو منتصرا كما وعدها ووفى بعهده وعاد إلى امه و زوجته سالما غانما مكلل بفرحة نصره
فطوبى لذلك الرحم الذي حمل تلك النطفة الطاهرة وانجبت منصور وطوبى لكل أم عراقية حملت كل مجاهدينا الذين يقاتلون الإرهاب الأعمى وطوبى للعراق بتلك الثلة الطيبة وكراديس المجاهدين التي تستبسل في سوح الوغى والكرامة من اجل عراق وغد أفضل لأجيالنا ولكل العراقيين .حفظ الله الامام السيستاني دام ظله
(منقول )
تعليق