يقول آية الله السيد عباس الحسيني الكاشاني:
عندما كنت في النجف كان لدي صديق في غاية الفقر فذهب يوما الى السيد القاضي فقال له :
ان الله تعالى قد اولاني الجميل في جميع أموري إلاّ اني في فقر وفاقة شديدة
وأعاني بسبب ذلك من مشاكل جمّة وأرجو منك ان تعينني على حل هذه المشكلة .
فمد السيد القاضي يده في جيبه وأخرج صما من النقود وناوله إياها قائلا له :
ضع هذه النقود في جيبك وانتفع منها من غير ان تعدّها .
يقول صديقنا : بقيت مدة من الزمان كلما احتجت شيئا مددت يدي في جيبي وأخرجت المبلغ الذي احتاجه من غير ان اعرف مقدار النقود التي في جيبي ،
الى ان وسوست لي نفسي وأقول :
ما عسى ان تكون هذه النقود التي لا تنفذ ، ومددتُ يدي في جيبي وأخرجتها وعددتها فإذا هي لا تتجاوز عدّة فلوس ، فارجعتها الى جيبي ،
ولكن بعد مدّة يسيرة ذهبت بركة هذه النقود ووقعت مرة اخرى في الفقر والفاقة ،
فذهبت ثانية الى السيد القاضي وقبل ان اتفوه بكلمة قال لي :
ها؟ ماذا عملت؟
عددت النقود؟
وأعطاني صما من النقود وقال لي :
ضعها في جيبك ولا تعدها كما فعلت في المرة الاولى .
يقول السيد الكاشاني: وبقي صاحبي ينتفع من هذه النقود ما دام على قيد الحياة من غير ان ينقص منها شيئ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسوة العرفاء.