اللهم صل على محمد وآل محمد
روي عن سيد الحكمة والبلاغة أمير المؤمنين علي عليه السلام قوله :
- ( الْوَرَعُ ثَمَرَةُ الْعَفافِ )
الورع ثمرة العفاف. ولا يخفى أنّ «الورع» ـ كما يقول أصحاب اللغة ـ بمعنى التقوى أو الخوف من الله عز وجل ، وأنّ «العفاف» بمعنى كفّ النفس عمّا لا يحلّ، وهذا هو عين معنى التقوى، وهو مترتّب على مخافة الله.
- وعلى كلّ تقدير فإنّ كون الورع ثمرة العفاف فيه إشكال، إلاّ أن يكون المراد هو أنّ الورع يكون سبباً لازدياد الخوف والخشية من الله عز وجل ، وعدمه يسبّب زوال ذلك وضعفه، فعلى الإنسان ترك العصيان رأساً، كى يبقى في قلبه الخوف من الله تعالى، ليمنعه من الشفاء والخسران،
- وإلاّ فبمجرّد العصيان مرة أو أكثر فسوف يخرج من قلبه الخوف من الله تعالى وسوف لا يرتدع من أيّ ذنب وسيشقى بشقاء الأبد.
- ويمكن أن يراد من العفاف خصوص عفّة البطن والفرج، وهي وإن كانت في اللغة أعمّ من ذلك ـ كما ذكر ـ لكن كثر استعمالها فى هذين،
- وعليه يكون المعنى انّ عفة البطن والفرج سبب للورع والتقوى في أيّ مجال كان، فالورع التام ثمرة تلك العفّة، ويؤيّده ما ورد في كثير من الروايات من انّه لا عبادة.
--------------------------------------------------------
شرح غرر الحكم ودرر الكلم للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام