الابتلاء والامتحان
البلاء في اللغة: الاختبار والامتحان ( والبلية والبلوى والبلاء واحد وجمعه البلايا، وبلاه، جرّبه واختبره ) (1).
وتأتي الفتنة بمعنى الابتلاء، ( الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار) ( وَاتّقُوا فِتْنَةً ) الانفال /25 ، أي، (بلية، وقيل ذنباً وقيل عذاباً)
البلاء والفتنة سنّة الله في الأرض، فلابدّ من بلاء واختبار، وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خُلق الإنسان فيها ليُبتلى، فهي دار ابتلاء وامتحان، وقد تعرضت جميع المجتمعات البشرية للامتحان عبر مراحل التاريخ.
قال تعالى: ( أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ)
العنكبوت / 2ـ 3.
قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ...) آل عمران / 186.
والبلاء بمعنى الاختبار والامتحان يرافق المؤمنين في كل مراحل حياتهم، وأشدّ الناس بلاءً هم الأنبياء، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم )
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (( المؤمن مثل كفتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه ))
بلاء المؤمنين: يتعرض المؤمنون للبلاء لامتحان إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الربّاني، وللحصول على الأجر والثواب من أجل التوجيه والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحّص. ويكون البلاء بالشدة والرخاء، ولا يقتصر على الشدة فقط.
قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً...) الأنبياء / 35.
الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات: قال سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) البقرة/ 155.
فالابتلاء بالشدة في هذه المظاهر يحرك القوة الكامنة في الإنسان لكي يلتجئ إلى الله ويركن إليه لتتعمق العلاقة بينه وبين خالقه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إِلّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ) الأعراف / 94.
ومن الأمور التي تدفع البلاء:
1 ـ الاستغفار: لأن الانحراف والتمرد سبب للبلاء والعذاب، فإذا تاب الإنسان واستغفر فإنه يتّقي البلاء: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال/ 33.
2 ـ الدعاء: إن الله سبحانه يستجيب لعبده إن دعاه، فيرفع البلاء عنه، قال الإمام علي (عليه السلام): (( ادفعوا أنواع البلاء بالدعاء، عليكم به قبل نزول البلاء))(16).
ولذا جاء في دعائه (عليه السلام): ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء)).
3 ـ الصدقة: الصدقة وإن كانت لدفع البلاء، إلاّ أنها بنفسها مظهر من مظاهر التراحم في مجتمع المسلمين، والتراحم بنفسه يزيل البلاء ويدفعه.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ((إن الصدقة لتدفع سبعين بليّة من بلايا الدنيا))(17).
4 ـ الالتزام بالتعاليم الإلهية: وهو الذي يضمن بقاء البلاء امتحاناً واختباراً إلهياً تكون نتيجته فوزاً للمؤمن، وليس نقمة منه.
جزاء الصبر على البلاء:
ومن جزاء الصبر على البلاء:
1 ـ دخول الجنّة بدرجاته العالية: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ((إن في الجنة درجة لا ينالها إلاّ أصحاب الهموم))
وقال الإمام علي (عليه السلام): ((بالمكاره تنال الجنة، بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة))
2 ـ تمحيص الذنوب: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((يقول البلاء كل يوم، إلى أين أتوجه؟ فيقول الله عزّ وجلّ، إلى أحبائي، وأولي طاعتي، أبلو بك أخيارهم، وأختبر صبرهم، وأمحّصُ بك ذنوبهم، وأرفع بك درجاتهم))
3 ـ توفير الحسنات: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ): ((يكتب أنين المريض، فإن كان صابراً كان أنينه حسنات...))
4 ـ غفران الذنوب ومحو الخطايا: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا))
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك))
وأفضل من البلاء كتمانه، واعتبر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كتمان المصيبة من كنوز البر (ثلاث من كنوز البرّ، كتمان الشكوى، وكتمان المصيبة، وكتمان الصدقة))
البلاء في اللغة: الاختبار والامتحان ( والبلية والبلوى والبلاء واحد وجمعه البلايا، وبلاه، جرّبه واختبره ) (1).
وتأتي الفتنة بمعنى الابتلاء، ( الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار) ( وَاتّقُوا فِتْنَةً ) الانفال /25 ، أي، (بلية، وقيل ذنباً وقيل عذاباً)
البلاء والفتنة سنّة الله في الأرض، فلابدّ من بلاء واختبار، وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خُلق الإنسان فيها ليُبتلى، فهي دار ابتلاء وامتحان، وقد تعرضت جميع المجتمعات البشرية للامتحان عبر مراحل التاريخ.
قال تعالى: ( أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ)
العنكبوت / 2ـ 3.
قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ...) آل عمران / 186.
والبلاء بمعنى الاختبار والامتحان يرافق المؤمنين في كل مراحل حياتهم، وأشدّ الناس بلاءً هم الأنبياء، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم )
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (( المؤمن مثل كفتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه ))
بلاء المؤمنين: يتعرض المؤمنون للبلاء لامتحان إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الربّاني، وللحصول على الأجر والثواب من أجل التوجيه والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحّص. ويكون البلاء بالشدة والرخاء، ولا يقتصر على الشدة فقط.
قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً...) الأنبياء / 35.
الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات: قال سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) البقرة/ 155.
فالابتلاء بالشدة في هذه المظاهر يحرك القوة الكامنة في الإنسان لكي يلتجئ إلى الله ويركن إليه لتتعمق العلاقة بينه وبين خالقه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إِلّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ) الأعراف / 94.
ومن الأمور التي تدفع البلاء:
1 ـ الاستغفار: لأن الانحراف والتمرد سبب للبلاء والعذاب، فإذا تاب الإنسان واستغفر فإنه يتّقي البلاء: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال/ 33.
2 ـ الدعاء: إن الله سبحانه يستجيب لعبده إن دعاه، فيرفع البلاء عنه، قال الإمام علي (عليه السلام): (( ادفعوا أنواع البلاء بالدعاء، عليكم به قبل نزول البلاء))(16).
ولذا جاء في دعائه (عليه السلام): ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء)).
3 ـ الصدقة: الصدقة وإن كانت لدفع البلاء، إلاّ أنها بنفسها مظهر من مظاهر التراحم في مجتمع المسلمين، والتراحم بنفسه يزيل البلاء ويدفعه.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ((إن الصدقة لتدفع سبعين بليّة من بلايا الدنيا))(17).
4 ـ الالتزام بالتعاليم الإلهية: وهو الذي يضمن بقاء البلاء امتحاناً واختباراً إلهياً تكون نتيجته فوزاً للمؤمن، وليس نقمة منه.
جزاء الصبر على البلاء:
ومن جزاء الصبر على البلاء:
1 ـ دخول الجنّة بدرجاته العالية: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ((إن في الجنة درجة لا ينالها إلاّ أصحاب الهموم))
وقال الإمام علي (عليه السلام): ((بالمكاره تنال الجنة، بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة))
2 ـ تمحيص الذنوب: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((يقول البلاء كل يوم، إلى أين أتوجه؟ فيقول الله عزّ وجلّ، إلى أحبائي، وأولي طاعتي، أبلو بك أخيارهم، وأختبر صبرهم، وأمحّصُ بك ذنوبهم، وأرفع بك درجاتهم))
3 ـ توفير الحسنات: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ): ((يكتب أنين المريض، فإن كان صابراً كان أنينه حسنات...))
4 ـ غفران الذنوب ومحو الخطايا: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا))
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك))
وأفضل من البلاء كتمانه، واعتبر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كتمان المصيبة من كنوز البر (ثلاث من كنوز البرّ، كتمان الشكوى، وكتمان المصيبة، وكتمان الصدقة))
تعليق