الاحسان
الإحسان دليل على النبل، واعتراف بالفضل، وعرفان للجميل، وقيام بالواجب، واحترام للمنعم، ينبئ عن الصفاء، وينطق بالوفاء، ويترجم عن السخاء؛ بالإحسان يشُترى الحب، ويُخطب الودّ، وتكسب النفوس، ويُهيمن على القلوب، وتستعبد الأفئدة.
الإحسان من أفضل منازل العبودية، بل هو حقيقتها ولبها وروحها وأساسها، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
الجميل أن تدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعده وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها كما في الحديث
(وخير الناس أنفعهم للناس )عندما تساعد إنسان على قضاء حاجته فانه يشعر بالأخوة والمحبة فيما بينكم وقد حسان
الإمام الصادق ( عليه السلام ) - لإسحاق بن عمار - : أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت ، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس ، وقرح قلبه
قال تعالى(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)90 النحل
(امير المؤمنين (ع ) : لا منقبة أفضل من الإحسان
امير المؤمنين( إن المؤمنين محسنون)
إن الله يأمر بالعدل والإحسان) . في هذه الآية الكريمة قارن الله تعالى بين إقامة العدل ، والإحسان في جملة واحدة وأمر الناس بها بصيغة واحدة . العدل وليد العقل ، والإحسان وليد العواطف . إذا كان مجتمع ما يحكمه العدل فقط ولا يوجد فيه أثر للحب والعطف فإن الحياة تصبح باهتة وهامدة . . . لا أثر هناك للصداقة والمحبة ، والسخاء والعفو ، والرأفة والرحمة ، ولا تشم من ذلك المجتمع رائحة للتعالي الروحي والتكامل النفسي ، ولا حسنات الأخلاق والعواطف . . . الحياة في مثل هذا المجتمع تصبح جحيما لا يطاق . يستحيل في هذه الظروف أن ينال الأفراد الكمال اللائق بهم ، لأن العواطف تشكل جانبا مهما من الفطريات الانسانية ، ويجب أن تنال حصتها من التنمية والعناية ...
الاحسان عبادة عن عمر بن يزيد : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة . . . فقلت له : وما الإحسان ؟ قال : فقال : إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك . . . وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس.
- في قوله تعالى : * ( . . . ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) * : روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سئل عن الإحسان ؟ فقال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
- لإمام علي ( عليه السلام ) : من قطع معهود إحسانه قطع الله موجود إمكانه.
- - عنه ( عليه السلام ) : تمام الإحسان ترك المن به.
لقد أعطى على الإحسان ما لم يعط على غيره فقال تعالى: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ... [يونس:26].
فهو تعالى يخبر أن من أحسن في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الله الحسنى في الدار الآخرة، وأسكنه الجنة وأعطاه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
تعليق