ولادته ونشأته:
هو الشيخ الدكتور أحمد بن حسّون بن سعيد الليثي الوائلي، وُلد في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 1347هـ في مدينة النجف الأشرف،
ونشأ في بيئتها النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي، فكان أديباً لامعاً، وشاعراً مرهفاً، وكاتباً إسلامياً عقائدياً، واصل دراسته بجدٍّ
واجتهاد في المدارس الرسمية، ثم التحق بكلّية الفقه وتخرّج فيها، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية، ونال منه شهادة
الماجستير، ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقّة كان يصعد
أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة، ويساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية، ويشنف الأسماع بأدبه الجَمِّ، وقريحته الوقّادة،
وشاعريته الحيّة، التي تهزّ النفوس وتُطرب المشاعر.
تعرّض لمضايقات اللانظام المقبور، فاضطر إلى أن يهاجر إلى عدّة دول مثل: سوريا وإيران والكويت، واستمر في التأليف والتصنيف والبحث.
عُرف بمكانته العلمية حتى لُقّب بجامعة العلم المتنقلة، فهو عالم جليل، وخطيب متكلّم، وشاعر مجيد، وأديب متضلّع، واتصف البيان والاطّلاع
الواسع، والأسلوب العلمي، وعذوبة المنطق، والتحدّث بحسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر.
براعته في فنِّ الخطابة:
أكثر من نصف قرن تقريباً احتلَّ الشيخ الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية، فلم يستطع أن ينافسه فيها منافس،
ولم يتمكّن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية، فهو صاحب مدرسة مستقلّة خاصّة في الخطابة،
وذاك أمر لم يتيسّر للكثيرين، ومدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها، لذلك جاءت متفرّدة في عطاءاتها وأبعادها.
شعره:
كان شاعراً مجيداً، تميَّز شعره بفخامة الألفاظ، فهو شاعر محترف مجرِّب، ومن الرعيل الأوّل، أمثال: شاعر العرب الجواهري، والشبيبي،
والشرقي، وجمال الدين، والفرطوسي، فقد امتاز بالحافظة القوية، وسرد الأدلّة والحجج لِما يطرح، ومن دون تَلَكُّؤ أو تباطُؤ، ويغلب على شعره
الحماس، وبثّ الشكوى، والجرأة، والصرخة في مواجهة الباطل، والدعوة إلى يقظة المسلمين، وقد غطّت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث
وفاته:
عاد الشيخ الوائلي إلى أرض العتبات المقدّسة بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق،
لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يمهله طويلاً، فتوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى سنة 1424هـ في مدينة الكاظمية،
ودُفن في النجف الأشرف.
تعليق