اللهم صل على محمد وآل محمد
القاسم بن الحسن (عليه السلام) وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم، فلما نظر الحسين إليه قد برز، اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غُشي عليهما..
ثم استأذن الحسين (عليه السلا) في المبارزة، فأبى الحسين أن يأذن له.. فلم يزل الغلام يقبّل يديه ورجليه حتى أذن له -
الحسين كان يرى أنه أمانة من أخيه الحسن، الإمام الذي قال عند استشهاده، عندما رأى أخاه الحسين (ع) يبكيه: (ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله)-..
- وكان وجهه كفلقة القمر، فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغره خمسة وثلاثين رجلا..
قال حميد: كنت في عسكر ابن سعد، فكنت أنظر إلى هذا الغلام عليه قميص وإزار ونعلان، قد انقطع شسع أحدهما، ما أنسى أنه كان اليسرى..
- فقالت عمرو بن سعد الأزدي: والله لأشدن عليه،
- فقلت: سبحان الله، وما تريد بذلك؟.. والله!.. لو ضربني ما بسطتُ إليه يدي، يكفيه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه..
- قال: والله لأفعلن!.. فشد عليه، فما ولّى حتى ضرب رأسه بالسيف، ووقع الغلام لوجهه، ونادى: (يا عماه)!..
فجاء الحسين كالصقر المنقضّ، فتخلّل الصفوف، وشدّ شدّة الليث الحرِب فضرب عمرا قاتله بالسيف، فاتقاه بيده فأطنّها من المرفق..
- فصاح ثم تنحّى عنه، وحملت خيل أهل الكوفة؛ ليستنقذوا عمرا من الحسين.. فاستقبلتْه بصدورها، وجرحته بحوافرها، ووطئتْه حتى مات الغلام..
- فانجلت الغبرة، فإذا بالحسين (عليه السلام) قائم على رأس الغلام، وهو يفحص برجله..
فقال الحسين: (يعزّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك.. بُعداً لقوم ٍقتلوك)!..
ثم احتمله، فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطّان في الأرض، وقد وضع صدره على صدره..
فقلت في نفسي: ما يصنع؟..
- فجاء حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته، ثم قال:
(اللهم!.. أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا.. صبرا يا بني عمومتي!.. صبرا يا أهل بيتي!.. لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا)!..
--------------------------
منقول عن - الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق