بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين .وبعد فقد روي
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: نحن شجرة
النبوة ومعدن الرسالة ونحن عهد الله ونحن ذمة الله، لم نزل أنوارا حول العرش نسبح
فيسبح أهل السماء لتسبيحنا، فلما نزلنا إلى الارض سبحنا فسبح أهل الارض، فكل علم
خرج إلى أهل السماوات والارض فمنا وعنا، وكان في قضاء الله السابق أن لا يدخل النار
محب لنا، ولا يدخل الجنة مبغض لنا، لان الله يسأل العباد يوم القيامة عما عهد إليهم
ولا يسألهم عما قضى عليهم.
وعن محمد بن سنان عن ابن عباس قال: كنا عند رسول
الله صلى الله عليه آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي صلى الله
عليه وآله: مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه بأربعين ألف سنة، قال: فقلنا: يا رسول
الله أكان الابن قبل الاب ؟ فقال نعم، إن الله خلقني وعليا من نور واحد قبل خلق آدم
بهذه المدة ثم قسمه نصفين، ثم خلق الاشياء من نوري ونور علي عليه السلام، ثم جعلنا
عن يمين العرش فسبحنا فسبحت الملائكة، فهللنا فهللوا، وكبرنا فكبروا، فكل من سبح
الله وكبره فإن ذلك من تعليم علي عليه السلام .
وعن محمد بن سنان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال
يا بن سنان إن محمدا كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا نحن أهل بيته وخلفاؤه ، وعندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ، ومولد الإسلام والجفر والجامعة ، وما من فئة تضل بآية أو تهدي بآية إلا ونحن نعرف ناعقها وقايدها وسايقها ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأينا بحقيقة الإيمان أو النفاق ، وإن شيعتنا المكتوبين بأسمائهم أخذ الله علينا وعليهم العهد قبل خلق السماوات والأرض ، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ، ليس على حملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة .
تعليق