إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع

    بسمه تعالى ، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    السلام عليكم

    مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]


    وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ (12) قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) // سورة الأعراف.

    اقول : في قديم الزمان لما خلق الله تعالى آدم البشر ، وأمر الملائكة وأبليس معهم أن يسجدوا له سقط إبليس في الامتحان الإلهي وتكبر ، فأخرجه الله من مقام الرحمة والكرامة والقرب وجعله من الصاغرين ، وأملهله إلى يوم الوقت المعلوم ( يوم خروج القائم كما ورد في الرواية )
    وعلى أثر ذلك وما حصل فيه وترتب عليه أعلن أبليس موقفه العدائي الخطير على آدم وبنيه بانه ( لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) .

    ومن هنا نفهم مسألتين رئيسيتين وهما :

    اولا - قدم هذا الصراع الازلي الذي حدد خطي الصراع وهما " خط الرحمن " اي خط آدم النبي ع وبنيه الصالحين .
    وخط الشيطان خط إبليس والمنحرفين من الجن والإنس ممن اغواهم ويغويهم اللعين إبليس.

    ثانيا - أن أبليس اللعين التفت إلى أهمية الصراط المستقيم في وجود ومستقبل بني آدم ولذلك حدد منذ ذلك الوقت أين سيضرب ضربته ويمارس عداوته على آدم وبنيه فقال متوعدا لهم : لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ

    ومن هنا ومن هذا نفهم أهمية الصراط المستقيم في وجودنا نحن البشر ولذلك ولاهمية مفهوم الصراط المستقيم سوف ندخل في محاولة فهمه كي تتضح الأمور اكثر لفهم أين وكيف محل الصراع ومن المستهدف وكيف سيكون الحال في المعركة الكبرى الأخيرة ليوم الظهور والوقت المعلوم.

    أصل كلمة الصراط هي السراط ( بالسين ) ولكن في لغة قريش الاولين تلفظ ص بدل السين فنزل القرآن بلغتهم فكان التعبير هو الصراط .

    والصراط بكسر الصاد هو الطريق
    قال الراغب : السراط ( الصراط ) هو الطريق المستهل واصله من سرطت الطعام وزردته اي أبتلعته
    ولذلك قيل : سراط تصورا أن يبتلعه سالكه أو يبتلع سالكه

    والأصل الذي تفيده كلمة الصراط في اللغة هو البلع ففي لسان العرب سرط الطعام سراطًا اي بلعه ، وإنما قيل للطريق الواضح صراط لأنه كأنه يسترط المارة لكثرة سلوكهم فيه .

    والمستقيم لغة: المستوي القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء .

    أما الصراط المستقيم في الإصلاح القرآني
    فهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه .
    وهي المعارف الدينية المتمثلة بالرسالات الإلهية المتمثلة بالاعتقادات والعمل .

    ولذلك ( انتبه ) هذا يعني ان كل منظومة المعارف الدينية من اعتقادات ( أصول الدين ) وتشريعات وأحكام ( الفروع ) هي متضمنة في الصراط المستقيم . مما يعني أن اهم واخطر واوسع مفهوم قرآني طرحه القرآن هو الصراط المستقيم ومن هنا تجد إبليس اللعين متربص لإبن آدام في كل منظومة الدين الإلهي التي هي الطريق الذي يجب على بني آدم السير عليه رجوعا وهو الصراط المستقيم .
    ولذلك نجد القرآن كما سورة يس يبين هذا محددا وجليا : أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ * وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ *

    أي أن الله تعالى جعل تحقق عبادته من خلال الصراط المستقيم الذي هو كل منظومة المعارف الدينية بشقيها الاعتقادي والعملي ،
    والعبادة في قوله تعالى ( وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ ) متعلق في غاية الخلقة حيث قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
    ويقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) فإن عمل الإنسان واقع في طريق سير تكويني لابد منه وسيلاقي الله في آخرته لان سيره متعلق ومرتبط بغايته ، فأراد الله للإنسان برحمته أن تكون السعادة في آخرته وهذا يتحقق من خلال سيره على الصراط المستقيم ، وعدى ذلك فإن اي انحراف عن الصراط المستقيم هو من اغواء إبليس والشياطين وإن هذا يعني طاعة الملعونيين مقابل طاعة الله ، والطاعة هي من مصاديق العبادة ولذلك قال تعالى مبتدأ ( أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ) .

    اذا كان هذا واضحا ، فهنا سيأخذنا مبحث الصراط المستقيم إلى تفريع مهم آخر مرتبط به وهو على ماذا يتأسس او يرتكز الصراط المستقيم وفق الفهم القرآني .

    يتبع لاحقا
    ،،،​
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    بسمه تعالى ، السلام عليكم


    يتبع مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]

    بسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (1)
    ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (2)
    ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3) مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (4)
    إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ (5) ٱهۡدِنَا
    ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (6) صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ
    عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ
    وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (7) / سورة الفاتحة


    وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا / الآية 69 ، سورة النساء


    وصلنا في المبحث السابق إلى نقطة على ماذا يرتكز أو يتأسس نظام الصراط المستقيم وفق الفهم القرآني .
    والجواب سوف نستحصله على الاقل من الايات اعلاه في سورتي الفاتحة والنساء .

    فلما تنظر متأملا في سورة الفاتحة تجد انها بعد ذكر اسم الله وحمده والاقرار بيوم الدين والعبودية له تتمحور على نقطة مهمة وهي(ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ)
    ثم يبين القرآن مسألة مهمة في طريق تحقق الهداية للصراط المستقيم وهي ( صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ )

    فالصراط المستقيم كما بينا في الاصطلاح القرآني هو الطريق القويم الذي يوصل العبد الى خالقه وهو منظومة الدين الإلهي المتمثل بالاعتقاد والعمل وفق الشرائع .

    فمن يكون هؤلاء ( ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ )
    يجاوب القرآن هذا السؤال كما في سورة النساء بأنهم ( النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ )
    فما دورهم وما دورنا معهم ؟
    الجواب انهم الذين أنعم الله عليهم فهداهم إلى الصراط المستقيم ومن ثم جعلهم رسلا بينه تعالى وبين عباده ومطلوب من الناس طاعة الله وطاعتهم حتى تتحقق لهم الهداية إلى الصراط المستقيم .

    بمعنى آخر أن الصراط المستقيم في الدنيا هو مجموع النظام الديني بكل عقائده وشرائعه مع من يشغل مقام ( ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ ) كالنبي والرسول كأحد مصاديقه أو قل كل من جعله الله أماما يقتدى ويهتدى به على الصراط المستقيم .
    وباختصار فالصراط المستقيم يرتكز على منظومة الدين عقائد وشرائع وأمام حق يهتدي به .
    ومن هنا بالمناسبة نفهم جواب مسألة جدلية او خلافية بين المذاهب الاسلامية وهي إن الإنسان المسلم طالما في الدنيا كان وما زال يسأل الله ان يهديه الصراط المستقيم ، وهذا الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم لانه يحتاج إماما يهتدي به في كل زمان ومكان ولا يكفي وحده تطبيق الصراط المستقيم من خلال الإيمان بالله وتطبيق النظام الديني الحق عقائد وشرائع من دون إمام ؟
    ولا يمكن لأي أحد أن يكون إماما يهتدى به على الصراط المستقيم إلا أن يكون من مصاديق الذين أنعم الله عليهم من النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ .
    وهذا هو بعينه ما نقوله نحن اتباع مذهب آل البيت ع بإن لكل زمان يجب أن يكون هناك أمام حق مصطفى مختار من الله تعالى وليس هذا من اختيار الناس .
    ومن هنا تفهم اكثر أهمية الحديث المتواتر عن رسول الله ص إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .

    أنظر إلى التعبير النبوي فشبه كتاب الله بالحبل الممدود من السماء ( الله تعالى ) إلى الأرض( الناس ) وهذه هي الشريعة الإلهية الوجبة العمل فيها ولكن تبقى تحتاج إلى معلم إلهي وهم العترة من آل ألبيت عليهم السلام. وانهما لن يتفرقا حتى يردون الحوض ، بمعنى انهما باقيان إلى يوم القيامة وهذا هو نفسه حقيقة قوله تعالى ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) واللطيف هنا جاء التعبير ( هَادٍ ) ليوافق حقيقة الصراط المستقيم لما أمر الله عباده بأن يسألوه ( ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) فيقال لهم ابحث بعد الإيمان بالله عن من هو الهادي في زمانك ممن أنعم الله عليه واصطفاه وجعله حجة عليك وأمرك بطاعته من أولي الامر المنعم عليهم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . فتأمل الربط والترابط قرآنا وحديثا نبويا .

    إذا كان هذا واضحا ، فهنا سيأتي بنا البحث إلى نقطة مهمة أخرى وهي إن القرآن بين ان طاعة الله ورسوله ومصاديقه الأخرى ممن أنعم الله عليهم تؤدي إلى أن ينال الإنسان المؤمن الهداية إلى الصراط المستقيم وبخلافه ينحرف عن الصراط المستقيم وتقع عبادته في صراط إبليس اللعين

    فما هي العلة الحقيقة التي تجعل البعض يطيع الله والرسول والبعض الاخر لا ! كما بينها القرآن في قصة الخلق لآدم ع والاختبار بالسجود له .
    يتبع لاحقا

    ،،،​
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

    تعليق


    • #3
      يتبع مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]

      وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (19) فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ (21) فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (23) قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ (24) قَالَ فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ (25) / سورة الأعراف

      بسمه تعالى ، السلام عليكم

      وصلنا في المبحث السابق إلى هذا السؤال : ما هي العلة الحقيقة التي تجعل البعض يطيع الله والرسول والبعض الاخر لا ! كما بينها القرآن في قصة الخلق لآدم ع والاختبار بالسجود له .
      وحتى نستخلص الجواب القرآني نحتاج أن نرجع الى قصة سيدنا آدم ع وزوجته في الجنة وكيف أخرجهما إبليس منها ففيها تأمل وعبرة كما سنبينه تدريجيا .
      فالتأمل في الآيات السابقة يظهر منه أن الله تعالى أسكن آدم وزوجته في الجنة واباح لهم أن يأكلان من حيث ما يريدان
      إلا شجرة واحدة منعهما من الاكل منها وإلا سيكونا من الظالمين .
      فوسوس لهما الشيطان وأكلا من تلك الشجرة وعلى أثر ذلك حصل التالي ( فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ )
      فالذي قد يفهم منه هنا محتملين ، الأول- أن الله تعالى اسكنهما نوع جنة ذات ثمار وأكل يشابه ثمار نشأة الجنة الموصوفة لنا في الروايات والتي لا يحصل للآكل منها فضلات كما هو الحال في اكل الدنيا ، بل يخرج ذلك بما يشابه العرق من الجلد .
      ولكن لما أكلا من تلك الشجرة المنهي عنها ( بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا ) والسوءة هي العورة ، وبدت بمعنى ظهرت ، والمتحصل انه لما اكلا من تلك الشجرة يظهر انها كانت ليست من مواصفات ثمار الجنة بل هي أشبه بمواصفات شجر الدنيا ، وهذا يترتب عليه أن ما يأكل منها ينتج فضلات وهذه الفضلات تخرج بشكل براز وبول من خلال المخرجين المعروفين عند الذكر والأنثى، ولذلك بمجرد الاكل ودخول الطعام في نظام الهضم ووصوله إلى مرحلة التفريغ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وهذا الأثر اسائهما لذلك وطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ .
      والمحتمل الثاني أنه ليست المسألة في مواصفات وأثر هذه الشجرة المنهي عنها بالنسبة لباقي الشجر وسواء كانت تنتج فضلات عن الآكل أو لا ، وكذلك بالنسبة لبقية أشجار تلك الجنة المباح اكلها لان الايات اللاحقة تذكر التالي ( يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ) أي قد يفهم منه انه كان لهما نوع لباس ما يناسب وجودهما في تلك الجنة ، ولما أكلا من الشجرة المنهي عنها انتزع ذلك اللباس وبدت لهما سوءاتهما .
      ويقال في بعض التفاسير أن لباسهما هناك كان الظفر والله أعلم.
      وعلى كل حال فكل هذا هو استطراد ومقدمة حتى نصل وإياكم إلى الفكرة والعبرة التي سيبينها القرآن في الآيات اللاحقة بعد ان انزلهما من الجنة إلى الأرض.

      يتبع لاحقا
      ،،،​
      لا إله إلا الله محمد رسول الله
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      الباحــ الطائي ـث

      تعليق


      • #4
        يتبع مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]

        يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ (26) يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ (27) / سورة الأعراف.

        بسمه تعالى السلام عليكم
        بعد ان تابعنا في الآيات المباركة سابقا قصة النبي آدم ع وسجود الملائكة له وعصيان أبليس اللعين وطرده من مقام القرب والرحمة ، وعداوته وتوعده لآدم وبنيه ثم إغوائه لآدم ع وزوجته بالأكل من الشجرة وما نتج عنه أنه بدت لهما سوءآتهما ، فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض وبدأ الخطاب الإلهي في الآيات التالية اعلاه يستعرض حقيقة مهمة جوهرية تستخلص لعله واحدة من وأول وأهم العبر في حياة البشرية ،
        ولتبيان هذه الحقيقة نتأمل الآيات اعلاه التي هي جائت في سياق متتابع متصل مع الآيات السابقة لها والتي بدأت اولا بحادثة سجود الملائكة لآدم وعصيان أبليس.
        فقال الله تعالى : ( يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ )
        أي - يا بني آدام الذين اسكنتهم الأرض التي مهدتها لهم وجعلتها دار التزود والامتحان قد أنزلنا عليكم لباسا وذلك مما خلقنا لكم في الأرض تصنعون منه اللباس ومما علمناكم كيف تصنعوه ليواري سوءآتكم التي تسيئكم وتلك رحمة من الله بكم لسترها بما جعل لكم من اللباس .

        ( فأنتبه للآتي ) - وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ - وهذا الاهم واردف الله تعالى به انه قال عنه ( ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ )
        أي - لباس التقوى هو خير لكم من اللباس الذي يواري سوءاتكم .
        لان لباس البدن أذا ارتفع اسائكم ما تكرهون ان يراه غيركم فهو ستر لكم وحفظ لاجسامكم ، ولباس التقوى اذا ارتفع اسائكم ما تكرهون ان تروه يوم القيامة من قباحة الذنب في عصيان الله ورسوله وهذا أقبح من سوءاتكم ، لذلك لباس التقوى هو حصن لإيمانكم ووقاء لكم من نار الآخرة ، ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ .
        وهذين اللباسين جعلهما الله تعالى من آياته البينات لبني آدم " لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ " ماجرى على أباهما آدم وحواء وكيف نزع عنهما لباس التقوى من خلال الاغواء لهما ؟ وهذا أدى إلى أن تضعف عندهما روح التقوى في حالة من الغفلة فيطيعان أبليس ويعصيان الله ، فتظهر سوءاتهما .

        فمحصلة العبرة والحكمة الإلهية البالغة في هذا النص أن التقوى هي الحصن والحاجز الذي يفصل بين طاعة الله وطاعة الشيطان .
        وأن الشيطان بأغوائه ووسوسته للإنسان المؤمن تضعف عنده حالة التقوى التي يتحصن بها ، فإذا تمكن من ذلك سهل عليه اغوائه اكثر وبدأ بسلب أيمانه ومعها طاعته فيخرج من عبادة الله إلى عبادة الشيطان ، فيأتيه النداء الإلهي يوم القيامة أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

        وعليه أصبح الآن الجواب حاضرا للسؤال الذي طرحناه سابقا والذي كان : ما هي العلة الحقيقة التي تجعل البعض يطيع الله والرسول والبعض الاخر لا ؟

        فالجواب هنا سيكون - ان في اساس كل ذنب هو ضعف أو انكسار حالة التقوى عند الإنسان وهذه لعل لها أسباب كثيرة اذا اردت عدها ، كحب الدنيا وما فيها من زينة وجاه وما إلى غيرها على حساب الآخرة ولكن كل هذه حتى تعمل عملها تحتاج إلى أن تكسر الحاجز الواقي وهي التقوى ، فمن لا تقوى له لا دين له ، أو قل أن التقوى هي روح الفضائل . فمن لا تقوى عنده لا فضيلة له .

        ومن هنا لا يستطيع الإنسان المؤمن ان يطيع الله ورسوله حقا إلا أن يكون عنده ملكة التقوى التي تمنعه من عصيان الله ورسوله .
        ومن يتقي الله فهو يستطيع حقا ان يطيع الله ورسوله ، وهذا يأخذنا لفهم معنى ( ومَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) .
        وهذا يعني ان الانسان إذا اتقى الله واطاعه ورسوله فانه يستطيع أن يخاطب الله تعالى ويرجوا منه ان يهديه ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ، صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ . فافهم .​

        ومن هنا لعله تفهم اكثر قوله تعالى : إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .
        فمن يستحق الهداية من الله تعالى هو الذي حصن نفسه بالتقوى وأطاع الله ورسوله قلبا وعملا .

        اذا كان هذا واضحا فسننتقل إلى المرحلة الأخيرة من المبحث وهو كيف سيعمل أبليس عمله الاضلالي في يوم الظهور وفق الفهم والمفهوم السابق الذي بيناه حول التقوى

        يتبع لاحقا
        ،،،​
        التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة اليوم, 06:23 AM.
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق


        • #5
          الباحث الطائي:
          يتبع مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]

          بسمه تعالى ، السلام عليكم .

          وصلنا في نهاية المبحث السابق إلى نتيجة مفادها ان من أهم الأمور التي يعمل عليها الشيطان في حرف الإنسان عن خط الهداية وهو الصراط المستقيم هي أضعاف أو كسر حالة التقوى عنده .

          وطرحنا السؤال التالي : وهو كيف سيعمل أبليس عمله الاضلالي في يوم الظهور وفق الفهم والمفهوم السابق الذي بيناه حول التقوى .

          الجواب هنا يأخذنا إلى بعض نتائج المبحث السابق الذي نشرناه مؤخرا وكان
          تحت عنوان : [ مبحث الصيحة الجبرائيلية الثانية في النهار ] ورابطه التالي 👇 https://forums.alkafeel.net/node/1030740

          وكان من اهم ما ورد فيها هي صيحة او صوت إبليس اللعين الذي سيقول فيه ( الحق في عثمان وشيعته ) أو ( إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته ، فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه )

          ولتطبيق ما سينادي به إبليس على مفهوم التقوى الذي نبحثه نقول أننا بينا في مبحثنا أن الصراط المستقيم يتأسس او ي تكز على ركيزتين هما التشريع الإلهي ( كل منظومة الدين من العقائد والأحكام ) والإمام الحق المصطفى من الله والهادي إلى وعلى الصراط المستقيم.
          فإذا انكسرت إحدى الركيزتين انتفى مفهوم الصراط المستقيم عن حقيقته وتحقيق غايته وتوقف عمله وانحرف الناس عنه إلى صراط إبليس.

          وفي يوم الظهور الموعود سنشهد المعركة الكبرى والفاصلة والاخيرة في تاريخ بني آدم المؤمنين مع اعدائهم إبليس وشياطين الجن والإنس .

          فلما يأتي نداء السماء الأول في شهر رمضان ليلة ٢٣ وينادي جبرائيل ع أن إمامكم محمد بن الحسن فأسمعوا له وأطيعوا . وفي نهار ذلك اليوم يأتي النداء الجبرائيلي الثاني ( أن الحق في علي وشيعته ) يعلم إبليس أنه جاء عليه موعد اليوم المعلوم واقترب نهايته ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ )

          وايضا سيعلم أبليس ان الآية الإلهية البالغة قد حققت أثرها كما تنص الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " . فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته ) .
          فهنا وهذه الحالة سيفعل اقصى واقوى ما يمكن له فعله في اضلال خط الحق وهو خط الصراط المستقيم ، وحيث ان السماء بآيتها الاعجازية ثبتت بما لا يقبل الشك من هو الإمام الحق الواجب الإستماع والطاعة له ( المهدي ع ) وبينت أي مذهب في امة الاسلام كان على الهدى والحق ( الحق في علي ع وشيعته ) ، فهنا لا يبقى لابليس كما يظهر لنا إلا أن يحرف الناس عن التصديق بالإمام المهدي ع وخط شيعة أمير المؤمنين فينادي : ان الحق في عثمان وشيعته انه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه . وعلى الأرض هناك الذين في قلوبهم مرض من النواصب كخط السفيانيين. فإذا إذا استطاع ذلك يمكنه كسر احد ركني الصراط المستقيم وهو الإمام الحق الواجب طاعته بإذن الله ، فتأمل .

          هذا النداء الابليس كما معلوم سيأتي في الساعة الأخطر في حياة البشرية لأنها ستكون قبيل ان تطلع الشمس من مشرقه وتنسد باب التوبة ويختم على كل إنسان بما اختار في ايمانه وطريقه .
          وهذا النداء الابليسي وهو الاهم هنا سيعمل أثره في كسر حالة التقوى عن بعض الناس خاصة بعد تحقق المعجزة في النداء الأول الذي يأمر الناس بالطاعة والاستماع للإمام ألحق وهو المهدي ع فهذه تخلق في نفس المتلقي قوة ايمان من جهة وحالة تقوى وخوف من الله في مخالفتها . فلما يصنع إبليس خدعته بندائه المخالف لأمر السماء أنما يضعف ايمان المترددين والضعفاء والذين في قلوبهم مرض ويضعف أيضا حالة التقوى أو يكسرها عند البعض فيتبعون الصوت الثاني .
          ومن هنا ترى أهمية ان يكون الإنسان على العقيدة الصحيحة والمذهب الحق قبل تحقق مشاهد هذا ذلك اليوم كما في جواب الإمام الصادق ع في جواب السائل
          ( فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون ويقولون إنه يكون قبل أن يكون ، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون ) .
          وهذه بالمناسبة دليل وحجة وبرهان على أحقية المذهب الحق وهو مذهب آل البيت ع لان الإمام ع يبين أن شيعتهم هم على الصراط المستقيم والمذهب الحق ، وسينادى جبرائيل ع ليحسم الامر لهم مقابل مخالفيهم واعدائهم فتأكد لهم ما كانوا عليه وينادي إبليس النداء الثاني ليضل الناس . وهذا أمر لا يمكن التلاعب به وتغييره ، لان نداء السماء هو الفصل بالحق ونداء إبليس اغواء للباطل ولا شيء بينهما .
          يتبع 👇

          وانظر أيضا إلى أهمية التقوى في سورة البقرة
          بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
          الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
          أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

          ورد في تأويل الغيب ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) أنه الإمام المهدي ع
          فيكون المحصل منه أن القرآن الكريم المكنون في ذلك الكتاب وهو الإمام المبين الذي احصى الله فيه كل شيء ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) .
          فالذين يؤمنون بالإمام المهدي ع ، الإمام الحق الغائب المنتظر هم المتقين .
          وصفهم الله بالمتقين تحديدا لانه كما اسلفنا بان التقوى روح الفضائل ، وأن الإيمان الكامل لا يتميز الا بالتقوى وما دونه درجات . لذلك من وصل إلى أعلى درجات الايمان من أهل التقوى يجعله الله من في مقام المتقين ، ولكي يكون من الموقنين يريه الله ملكوته كما وقوله تعالى ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ) ،
          فمن وصل إلى مقام الموقنين ولم يتلبس ايمانه بظلم يمكن ان يصل إلى مقام الإمامة وهذا أعلى المقامات ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) و ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )

          فالمتقين هم الذين يكون ذلك الكتاب هدى لهم . وهم أهل اليقين .
          وهؤلاء هم أولياء الله واصفيائه أعطاهم الله علم اليقين وهداهم إلى الصراط المستقيم فقال فيهم ( أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
          ونحن اتباعهم ، وبأتباعهم وطاعتهم نرجوا أن يشملنا الله برحمته ويهدينا الصراط المستقيم لقوله تعالى : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا.
          فتأمل حتى تفهم كي تصل للحقيقة.

          والله أعلم
          انتهى بعون ألله وتوفيقه
          الباحث الطائي​
          التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة اليوم, 06:52 AM.
          لا إله إلا الله محمد رسول الله
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          الباحــ الطائي ـث

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X