بسمه تعالى ، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم
مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ (12) قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) // سورة الأعراف.
اقول : في قديم الزمان لما خلق الله تعالى آدم البشر ، وأمر الملائكة وأبليس معهم أن يسجدوا له سقط إبليس في الامتحان الإلهي وتكبر ، فأخرجه الله من مقام الرحمة والكرامة والقرب وجعله من الصاغرين ، وأملهله إلى يوم الوقت المعلوم ( يوم خروج القائم كما ورد في الرواية )
وعلى أثر ذلك وما حصل فيه وترتب عليه أعلن أبليس موقفه العدائي الخطير على آدم وبنيه بانه ( لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) .
ومن هنا نفهم مسألتين رئيسيتين وهما :
اولا - قدم هذا الصراع الازلي الذي حدد خطي الصراع وهما " خط الرحمن " اي خط آدم النبي ع وبنيه الصالحين .
وخط الشيطان خط إبليس والمنحرفين من الجن والإنس ممن اغواهم ويغويهم اللعين إبليس.
ثانيا - أن أبليس اللعين التفت إلى أهمية الصراط المستقيم في وجود ومستقبل بني آدم ولذلك حدد منذ ذلك الوقت أين سيضرب ضربته ويمارس عداوته على آدم وبنيه فقال متوعدا لهم : لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
ومن هنا ومن هذا نفهم أهمية الصراط المستقيم في وجودنا نحن البشر ولذلك ولاهمية مفهوم الصراط المستقيم سوف ندخل في محاولة فهمه كي تتضح الأمور اكثر لفهم أين وكيف محل الصراع ومن المستهدف وكيف سيكون الحال في المعركة الكبرى الأخيرة ليوم الظهور والوقت المعلوم.
أصل كلمة الصراط هي السراط ( بالسين ) ولكن في لغة قريش الاولين تلفظ ص بدل السين فنزل القرآن بلغتهم فكان التعبير هو الصراط .
والصراط بكسر الصاد هو الطريق
قال الراغب : السراط ( الصراط ) هو الطريق المستهل واصله من سرطت الطعام وزردته اي أبتلعته
ولذلك قيل : سراط تصورا أن يبتلعه سالكه أو يبتلع سالكه
والأصل الذي تفيده كلمة الصراط في اللغة هو البلع ففي لسان العرب سرط الطعام سراطًا اي بلعه ، وإنما قيل للطريق الواضح صراط لأنه كأنه يسترط المارة لكثرة سلوكهم فيه .
والمستقيم لغة: المستوي القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء .
أما الصراط المستقيم في الإصلاح القرآني
فهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه .
وهي المعارف الدينية المتمثلة بالرسالات الإلهية المتمثلة بالاعتقادات والعمل .
ولذلك ( انتبه ) هذا يعني ان كل منظومة المعارف الدينية من اعتقادات ( أصول الدين ) وتشريعات وأحكام ( الفروع ) هي متضمنة في الصراط المستقيم . مما يعني أن اهم واخطر واوسع مفهوم قرآني طرحه القرآن هو الصراط المستقيم ومن هنا تجد إبليس اللعين متربص لإبن آدام في كل منظومة الدين الإلهي التي هي الطريق الذي يجب على بني آدم السير عليه رجوعا وهو الصراط المستقيم .
ولذلك نجد القرآن كما سورة يس يبين هذا محددا وجليا : أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ * وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ *
أي أن الله تعالى جعل تحقق عبادته من خلال الصراط المستقيم الذي هو كل منظومة المعارف الدينية بشقيها الاعتقادي والعملي ،
والعبادة في قوله تعالى ( وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ ) متعلق في غاية الخلقة حيث قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ويقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) فإن عمل الإنسان واقع في طريق سير تكويني لابد منه وسيلاقي الله في آخرته لان سيره متعلق ومرتبط بغايته ، فأراد الله للإنسان برحمته أن تكون السعادة في آخرته وهذا يتحقق من خلال سيره على الصراط المستقيم ، وعدى ذلك فإن اي انحراف عن الصراط المستقيم هو من اغواء إبليس والشياطين وإن هذا يعني طاعة الملعونيين مقابل طاعة الله ، والطاعة هي من مصاديق العبادة ولذلك قال تعالى مبتدأ ( أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ) .
اذا كان هذا واضحا ، فهنا سيأخذنا مبحث الصراط المستقيم إلى تفريع مهم آخر مرتبط به وهو على ماذا يتأسس او يرتكز الصراط المستقيم وفق الفهم القرآني .
يتبع لاحقا
،،،
السلام عليكم
مبحث : [ الصراط المستقيم ، صراع البداية والنهاية ، من آدم ع إلى المهدي ع ]
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ (12) قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) // سورة الأعراف.
اقول : في قديم الزمان لما خلق الله تعالى آدم البشر ، وأمر الملائكة وأبليس معهم أن يسجدوا له سقط إبليس في الامتحان الإلهي وتكبر ، فأخرجه الله من مقام الرحمة والكرامة والقرب وجعله من الصاغرين ، وأملهله إلى يوم الوقت المعلوم ( يوم خروج القائم كما ورد في الرواية )
وعلى أثر ذلك وما حصل فيه وترتب عليه أعلن أبليس موقفه العدائي الخطير على آدم وبنيه بانه ( لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) .
ومن هنا نفهم مسألتين رئيسيتين وهما :
اولا - قدم هذا الصراع الازلي الذي حدد خطي الصراع وهما " خط الرحمن " اي خط آدم النبي ع وبنيه الصالحين .
وخط الشيطان خط إبليس والمنحرفين من الجن والإنس ممن اغواهم ويغويهم اللعين إبليس.
ثانيا - أن أبليس اللعين التفت إلى أهمية الصراط المستقيم في وجود ومستقبل بني آدم ولذلك حدد منذ ذلك الوقت أين سيضرب ضربته ويمارس عداوته على آدم وبنيه فقال متوعدا لهم : لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
ومن هنا ومن هذا نفهم أهمية الصراط المستقيم في وجودنا نحن البشر ولذلك ولاهمية مفهوم الصراط المستقيم سوف ندخل في محاولة فهمه كي تتضح الأمور اكثر لفهم أين وكيف محل الصراع ومن المستهدف وكيف سيكون الحال في المعركة الكبرى الأخيرة ليوم الظهور والوقت المعلوم.
أصل كلمة الصراط هي السراط ( بالسين ) ولكن في لغة قريش الاولين تلفظ ص بدل السين فنزل القرآن بلغتهم فكان التعبير هو الصراط .
والصراط بكسر الصاد هو الطريق
قال الراغب : السراط ( الصراط ) هو الطريق المستهل واصله من سرطت الطعام وزردته اي أبتلعته
ولذلك قيل : سراط تصورا أن يبتلعه سالكه أو يبتلع سالكه
والأصل الذي تفيده كلمة الصراط في اللغة هو البلع ففي لسان العرب سرط الطعام سراطًا اي بلعه ، وإنما قيل للطريق الواضح صراط لأنه كأنه يسترط المارة لكثرة سلوكهم فيه .
والمستقيم لغة: المستوي القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء .
أما الصراط المستقيم في الإصلاح القرآني
فهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه .
وهي المعارف الدينية المتمثلة بالرسالات الإلهية المتمثلة بالاعتقادات والعمل .
ولذلك ( انتبه ) هذا يعني ان كل منظومة المعارف الدينية من اعتقادات ( أصول الدين ) وتشريعات وأحكام ( الفروع ) هي متضمنة في الصراط المستقيم . مما يعني أن اهم واخطر واوسع مفهوم قرآني طرحه القرآن هو الصراط المستقيم ومن هنا تجد إبليس اللعين متربص لإبن آدام في كل منظومة الدين الإلهي التي هي الطريق الذي يجب على بني آدم السير عليه رجوعا وهو الصراط المستقيم .
ولذلك نجد القرآن كما سورة يس يبين هذا محددا وجليا : أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ * وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ *
أي أن الله تعالى جعل تحقق عبادته من خلال الصراط المستقيم الذي هو كل منظومة المعارف الدينية بشقيها الاعتقادي والعملي ،
والعبادة في قوله تعالى ( وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ ) متعلق في غاية الخلقة حيث قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ويقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) فإن عمل الإنسان واقع في طريق سير تكويني لابد منه وسيلاقي الله في آخرته لان سيره متعلق ومرتبط بغايته ، فأراد الله للإنسان برحمته أن تكون السعادة في آخرته وهذا يتحقق من خلال سيره على الصراط المستقيم ، وعدى ذلك فإن اي انحراف عن الصراط المستقيم هو من اغواء إبليس والشياطين وإن هذا يعني طاعة الملعونيين مقابل طاعة الله ، والطاعة هي من مصاديق العبادة ولذلك قال تعالى مبتدأ ( أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ) .
اذا كان هذا واضحا ، فهنا سيأخذنا مبحث الصراط المستقيم إلى تفريع مهم آخر مرتبط به وهو على ماذا يتأسس او يرتكز الصراط المستقيم وفق الفهم القرآني .
يتبع لاحقا
،،،
تعليق