إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو يونس بن عبدالرحمن الجعفي؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو يونس بن عبدالرحمن الجعفي؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هو الفقيه المحدث، الشيخ الاجل ابو محمد يونس بن عبد الرحمان الجعفي ‏الكوفي، مولى علي بن ‏يقطين.
    كانت ولادته في ايام هشام بن عبد الملك، وعاصر من ائمة اهل البيت الامام الصادق والكاظم‏ والرضا عليهما السلام.
    واما بيئته فالظاهر من بعض النصوص انه كان ببغداد، كما يظهر ذلك من صحبته للامام‏ الكاظم عليه السلام، وكما يظهر من احوال بعض تلامذته البغداديين.كما ان اسرة ال يقطين المعروفة التي كان‏ة ولاؤه لهم كانت تسكن ببغداد.
    نعم، كان يتردد على المدينة كما يظهر من بعض الاخبار حيث كان الامام الرضا عليه السلام فيها،وفي وفاته ومدفنه بها ما يشير الى ذلك، بل ربما يحتمل اقامته فيها اواخر حياته.
    وشخصية يونس تعد من الشخصيات البارزة والمرموقة من بين رجالات الطائفة وعلمائها في القرن‏ الثاني الهجري. فقد حاز نصيبا وافرا من العلم والفقاهة منحاه الوجاهة والمكانة الرفيعة لدى الطائفة،حتى اضحى مرجعا للخاصة منهم فضلا عن العامة.


    منزلته ودوره العلمي:
    ان الملاحظ للاخبار الواردة في شان يونس بن عبد الرحمن يدرك بوضوح ما كان يتمتع به من ‏منزلة علمية رفيعة ومرموقة ميزته عن باقي اقرانه من اصحاب الائمة عليهم السلام على ما تشير اليه عبارة الكشي‏ الاتية.
    وتشير بعض النصوص الى انه كان صاحب مدرسة وله اتباع عرفوا بمتابعته والتتلمذ عليه حتى انهم ‏نسبوا الى اسمه فيقال لبعضهم اليونسي كما في محمد بن عيسى ويحيى بن عمران الهمداني والعباس‏بن محمد الوراق، او انه من اصحاب يونس كما ورد في الخليل والد الفضل بن‏شاذان.
    قال السمعاني: واما اليونسية فطائفة من غلاة الشيعة نسبوا الى يونس بن عبدالرحمان....
    وقد كان الائمة عليهم السلام يشيرون الى فضله ومنزلته ويرجعون اصحابهم اليه تعويلا على مقامه وقدرته ‏العلمية.
    فقد روى عبد العزيز بن المهتدي وكان وكيلا للرضا عليه السلام وخاصته انه سال الامام عليه السلام عمن ياخذ مع الم‏دينه اذا لم يقدر على لقائه، فقال:
    خذ عن يونس بن عبد الرحمن، وهذه منزلة عظيمة كما يصفها النجاشي، وهي تستدعي التامل من جهات: الاولى: كون السائل من وكلاء الائمة وخاصتهم، ولم يكن شخصا عاديا.
    الثانية: ان السؤال لم يكن عن خصوص مسائل الحلال والحرام في الشريعة بل عن مطلق معالم ‏الدين.
    الثالثة: ان التعبير بـ(معالم الدين) له دلالته الخاصة، فليس السؤال عن مسائل متفرقة من امر الدين، بل‏عن معالمه، والخطير من مسائله فروعا واصولا، مما لا يسوغ لكل احد الخوض فيه والحديث عنه، سيما في تلك الفترة التي انتشرت فيها المذاهب والاراء.
    لا شك ان هذه المنزلة ان لم نقل انها منقطعة النظير في اصحاب الائمة عليهم السلام فهي نادرة وعزيزة لانها تعبر عن مرجعية مطلقة منحها الامام ليونس بن عبد الرحمان.
    ولم تكن تلك المنزلة لتخفى على احد في الاوساط العلمية انذاك، بل كانت معروفة بين اصحاب الائمة عليهم السلام،حتى ان الفضل بن شاذان وهو من اصحاب الامام الهادي والعسكري عليهما السلام ارتفع به في كلمته المنقولة ‏في اول البحث حيث جعله افقه من نشا في الاسلام من الناس بعد سلمان الفارسي علما بان‏الفضل لم يرو عن يونس وانما روى والده عنه ،والظاهر ان ذلك كان تاثرا بجلالة قدر يونس‏ واثاره العلمية. وهو ما يشير اليه قوله: ويقال: انتهى علم الائمة عليهم السلام الى اربعة نفر وعد منهم يونس بن عبد الرحمان.
    بل يكفينا ويغنينا عن ذلك كله قول الامام الرضا عليه السلام في حقه:

    ((يونس بن عبد الرحمان في ‏زمانه كسلمان الفارسي في زمانه)).
    وعده الكشي على ما تقدم عنه افقه الستة من اصحاب الامام الكاظم وفيهم من امثال صفوان بن ‏يحيى ومحمد بن ابي عمير.
    وقد روى الكشي انه الف الف جلد في الرد على المخالفين مما يعكس نشاطه العلمي وبخاصة الفقهي ‏منه.
    وعلى اي حال فان الذي يظهر من مجموع هذه الشهادات والكلمات هو ان ليونس باع طويل وقدم راسخة‏ في الفقه حتى وان كنا لا نمتلك الكثير من الدلائل والتفاصيل المرتبطة بهذا البعد الهام من شخصيته((ومما يشهد على جلالة يونس ومكانته من الفقه ان محمد بن يعقوب الكليني عقد في الكافي با بين لكلام ‏يونس، الاول في تفسير ما يحل من النكاح وما يحرم والفرق بين النكاح والسفاح والزن.والثاني: باب العلة في ان السهام لا تكون اكثر من ستة.


    واما منهجه في الاستدلال والادلة التي يعتمدها في ذلك فهي عبارة عن:
    ١ اعتماد الكتاب والسنة مصدرين اساسيين في الاستدلال.
    ٢ التحري والدقة في الاخذ بالاخبار، وعرضها على الكتاب فما وافقه منها اخذ به. وقد عرف عنه التشدد في قبول الرواية مستندا الى ما رواه عن هشام بن الحكم عن الامام الصادق عليه السلام من عرض الاخبار على‏ الكتاب، وسياتي اشباع هذه النقطة في البحث عن البعد الروائي.
    ولعل طعن القميين عليه كان لاجل اجتهاده في الاخبار وقد كانوا لا يجيزونه كما استظهره‏ المجلسي.

    المجموع من فقهه وآرائه:
    لا شك ان يونس بن عبد الرحمان قد خلف ثروة فقهية ضخمة من خلال تاليفاته الكثيرة وارائه وفتاواه ‏المبثوثة في لسان الاخبار وعند نقله الاثار، وقد كان قدماء الاصحاب في القرن الثالث يتداولون تراثه ‏الفقهي ويعرضون بعض كتبه على الائمة عليهم السلام، حتى وصلت كتبه الى علماء القرن الرابع والخامس، فنقل ‏عنها الشيخ الكليني في الكافي والشيخ الطوسي في التهذيب،
    ونحن ‏ننقل ما عثرنا عليه من ارائه وفقهه،وتجدر الاشارة الى اهمية بعض ارائه سيما في باب الارث كمسالة توريث المجوسي اذا تزوج باحدى‏ المحرمات من جهة النسب في شريعة الاسلام حيث ان في المسالة رايان معروفان عند القدماء، راي ‏ليونس وكثير ممن تبعه، كما تصفه عبارة العلامة المجلسي بعدم التوريث الا من جهة النسب والسبب‏ الذين يجوزان في شريعة الاسلام،والراي الاخر للفضل بن شاذان بتوريثهم.​
    ثم ان المتتبع الملاحظ لمجموع رواياته عن الائمة عليهم السلام يجد ان كثيرامنها بل ربما يكون اكثرها ليست‏بالمباشرة بل بالواسطة، وهو امر ملفت للنظر، ولعل ذلك يرجع الى طول مدة سجن الامام الكاظم عليه السلام ببغداد، او عدم تواجد يونس فيها كثيرا، وكذا في المدينة ايام امامة الرضا عليه السلام، وربما يشير اليه قوله عليه السلام: انظروا الى ما ختم اللّه ليونس قبضه بالمدينة مجاورا لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم .

    البعد الكلامي:
    يعتبر يونس من جملة متكلمي الامامية، وقد صنف في هذا المجال عدة مصنفات، ستاتي الاشارة اليها.وكان تتلمذه على يد هشام بن الحكم والذي يظهر من بعض الاخبار الواردة في ترجمة هشام ان يونس ‏كان ملازما له في مجالس مناظراته وفي مسجده ببغداد، وهو خليفته في هذا المقام كما تصفه عبارة الفضل بن شاذان قال: ((ومضى هشام بن الحكم(ره) وكان يونس بن عبد الرحمان(ره) خلفه‏ كان يرد على المخالفين)).
    وقد روي انه الف الف جلد في الرد على المخالفين.
    وفي رواية اخرى رواها جعفر بن عيسى بن يقطين ما يدل على دوره في هذا المضمار: فقد روى جعفر انه دخل على ابي الحسن الثاني (الرضا) عليه السلام وهشام بن ابراهيم والجبلي وهو المشرقي‏ و يونس فقال له جعفر: اشكو الى اللّه واليك ما نحن فيه من اصحابنا... هم واللّه يا سيدي يزندقوننا ويكفروننا ويتبراون منا فقال: هكذا كان اصحاب علي بن الحسين... فقلت له: يا سيدي نستعين بك على ‏هذين الشيخين يونس وهشام وهما حاضران، فهما ادبانا وعلمانا الكلام فان كنا يا سيدي على هدى ‏ففزنا وان كنا على ضلال فهذان اضلا نا فمرنا بتركه،ونتوب الى اللّه منه، يا سيدي فادعنا الى دين اللّه نتبعك، فقال عليه السلام: ما اعلمكم الا على هدى.

    وفي هذا النص ما يشير الى دوره الكلامي والى التاييد المطلق من قبل الامام عليه السلام لمجمل ذلك‏ الدور.
    ومما يؤشر ويشير اليه ايضا ما رواه الحلبي وقد كان انذاك ثمة مسائل مطروحة للنقاش و الجدل ‏الكلامي بين المسلمين، ياتي على راسها مسالة خلق القران، ويرى يونس(ره) في هذه المسالة انه ليس‏ب مخلوق.
    وقد سبب هذا الراي وربما غيره من ارائه الكلامية او الفقهية ضجة وسخطا تجاهه في عض‏ الاوساط الشيعية، فصارت مرمى للوقيعة والنيل من شخصه، وقد بلغت الشكوى عليه مسامع الائمة ‏الاطهار عليهم السلام فكانوا يردون عن يونس ويدافعون عنه او ربما شكا هو للائمة من وقيعتهم فيه:
    ١ الكشي بسنده عن جعفر بن عيسى قال: كنت عند ابي الحسن الرضا عليه السلام وعنده يونس بن عبدالرحمان اذ استاذن عليه قوم من اهل البصرة فاومى ابو الحسن عليه السلام الى يونس: ادخل البيت، فاذا بيت ‏مسبل عليه ستر، واياك ان تتحرك حتى نؤذن لك فدخل البصريون واكثروا القول من الوقيعة والقول في‏ يونس، وابو الحسن عليه السلام مطرق حتى لما اكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا فاذن ليونس بالخروج فخرج باكيا،فقال: جعلني اللّه فداك اني احامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند اصحابي فقال له ابو الحسن عليه السلام: يا يونس‏ وما عليك مما يقولون اذا كان امامك عنك راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون واتركهم مما لايعرفون كانك تريد ان تكذب على اللّه في عرشه.
    يا يونس وما عليك ان لو كان في يدك اليمنى درة ثم‏ قال الناس بعرة، او بعرة فقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا فقال: هكذا انت يا يونس اذكنت على الصواب وكان امامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس.
    ٢ وبسنده ايضا عن هشام المشرقي انه دخل على ابي الحسن الخراساي فقال الظاهر ان ه‏الامام عليه السلام: ان اهل البصرة سالوا عن الكلام فقالوا: ان يونس يقول: ان الكلام ليس بمخلوق فقلت لهم:صدق يونس ان الكلام ليس بمخلوق، اما بلغكم قول ابي جعفر عليه السلام حين سئل عن القران اخالقا هو ومخلوق؟ فقال لهم: ليس بخالق ولا مخلوق انما هو كلام الخالق، فقويت امر يونس، وقالوا: ان يونس يقول:ان من السنة ان يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة فقلت: صدق يونس)).
    والظاهر على فرض تعدد هذين الخبرين تكرر دخول اهل البصرة على الامام عليه السلام.
    ٣ وروى الكشي ايضا عن يونس بن عبد الرحمان قال: قال العبد الصالح:يا يونس ارفق بهم فان كلامك‏ يدق عليهم. قال قلت: انهم يقولون لي زنديق. قال لي: وما يضرك ان يكون في يدك لؤلؤة يقول الناس هي‏ حصاة، وما كان ينفعك ان يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة.
    ٤ وروى ايضا عن ابي جعفر البصري وكان ثقة فاضلا صالحا قال:دخلت مع يونس بن عبدالرحمان على الرضا عليه السلام فشكا اليه ما يلقى من اصحابه من الوقيعة فقال الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لاتبلغ.
    وقد تركت هذه الحملة ضد يونس اثارها حتى الى ما بعد حياته، حيث كانت ترد على الامام الجواد عليه السلام
    اسئلة ومكاتبات عن امر يونس:
    ١ الكشي بسنده عن عبد العزيز بن المهتدي: قال كتبت الى ابي جعفر عليه السلام ما تقول في يونس بن عبدالرحمان؟ فكتب الي بخطه: احبه وترحم عليه وان كان يخالف اهل بلدك.
    ٢ الكشي بسنده عن ابي هاشم داوود بن القاسم الجعفري انه سال ابا جعفر الجواد عليه السلام عن يونس‏ فقال: مولى ال يقطين؟ قلت: نعم، فقال لي: رحمه اللّه كان عبدا صالح.
    ٣ وفي حديث اخر بسنده عنه عليه السلام انه قال عندما سئل عنه: رحمه اللّه فانه كان على مانحب.
    ومن مجموع هذه النصوص نجد ان الائمة الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام لم يالوا جهدا في الدفاع عن‏ يونس وعقائده وارائه، كما ان موقف يونس تجاه جميع تلك الهجمات كان موقف الصفح والحلم. فقد قيل ‏له ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل فقال: اشهدكم ان كل من له في امير المؤمنين عليه السلام نصيب فهو في حل مما قال.
    بل ان الائمة عليهم السلام ربما ينتصرون لبعض ارائه ‏ويرجحونها على اراء الاخرين كما في حديث عبد الملك بن هشام الحناط عندما سال الامام الرضا عليه السلام عن قول هشام بن سالم ان للّه صورة وان ادم خلق على مثال الرب، وساله ايضا عن قول يونس‏ مولى ‏ال يقطين، وهشام بن الحكم:
    ان اللّه شي‏ء لا كالاشياء ثابت موجود غير منقود ولا معدوم خارج من ‏الحدين حد الابطال وحد التشبيه فباي القولين اقول؟ قال فقال عليه السلام: اراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق تعالى اللّه الذي ليس له شبيه ولا عدل ولا مثل‏ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم وقل بما قال مولى ال يقطين ‏و صاحبه.
    ولا يستبعد ان يكون للواقفة الذين اختلفوا مع يونس يد في تحريك الاجواء ضد يونس، كما لا يستبعد حمل جملة من الاخبار الواردة في ذم يونس او جميعها على ذلك او غيره من الاغراض،
    اذ الملاحظ‏ لتراجم اعيان اصحاب الائمة من امثال زرارة بن اعين ومحمد بن مسلم وهشام بن الحكم وغيرهم يلمس‏ من خلال القدح الوارد في كل واحد منهم ان غرضا من وراء كل ذلك الطعن والقدح يستهدف النيل من‏ الائمة الذين لم يجد خصومهم سبيلا للنيل منهم.

    تأليفه وآثاره:
    ان تصانيف يونس هي شاهد اخر على سعة نشاطه العلمي واهميته، فقد تجاوزت مصنفاته الثلاثين ‏تصنيف، اكثرها في الفقه. وقد وقع البعض منها موقع الرضا والتاييد من الائمة الاطهار عليهم السلام.
    ١ روى الكشي عن احمد بن ابي خلف عن ابي جعفر عليه السلام، قال: كنت مريضا فدخل علي ابو جعفر يعودني عند مرضي، فاذا عند راسي كتاب يوم وليلة، فجعل يصفح ورقه حتى اتى عليه من اوله الى ‏اخره وجعل يقول: رحم اللّه يونس، رحم اللّه يونس، رحم اللّه يونس.
    ٢ وروى ايضا عن داود بن القاسم ابي هاشم الجعفري قال: ادخلت كتاب يوم وليلة الذي الفه يونس‏ بن عبد الرحمان على ابي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله ثم قال: هذا ديني ودين ابائي ‏وهو الحق كله.
    ونقلها النجاشي عنه (اي الجعفري) ايضا بنحو اخر ولعلها رواية اخرى له:
    ٣ قال النجاشي قال لنا ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري (رحمه اللّه):عرضت على ابي محمد صاحب‏ العسكر عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي: تصنيف من هذا؟ فقلت: تصنيف يونس مولى ال يقطين، فقال:اعطاه اللّه بكل حرف نورا يوم القيامة.
    والذي يبدو ان كتاب (يوم وليلة) هذا من الكتب المعروفة والمتداولة في ايدي وبيوت اصحاب الائمة عليهم السلام،كما يظهر من هذه الروايات شدة اهتمامهم عليهم السلام بكتبه حتى ان الامام عليه السلام كما في النص الاول يبادر الى ‏تصفح ورقه من دون طلب من احد ثم يترحم على يونس ثلاثا.
    كما انه يفهم من بعض النصوص انه كان مزاولا ومواظبا على التاليف والكتابة بشكل دائمي، فقد نقل ‏العبيدي واصفا احوال يونس وسيرته اليومية فقال: كان ليونس بن عبد الرحمان اربعون اخا يدور عليهم في كل يوم مسلما، ثم يرجع الى منزله فياكل ويتهيا للصلاة ثم يجلس للتصنيف وتاليف ‏الكتب.
    ثم اضاف العبيدي: وقال يونس: صمت عشرين سنة، وسالت ‏عشرين سنة، ثم اجبت مما ينبه ‏على تثبته في طلب العلم والفتيا.

    واما تصانيفه فهي
    اكثر من ثلاثين كتابا كما نص على ذلك النجاشي والشيخ، وقيل انها مثل ‏كتب الحسين بن سعيد وزيادة، وفي خبر الفضل بن شاذان الذي رواه الكشي انه الف الف جلد في الرد على المخالفين، وذكر ابن فهد الحلي انه الف اربعمئة مؤلف، ونحن نذكرهابرواية الشيخ النجاشي وهي:
    كتبه في الفقه:
    ٣٦ كتاب الشرائع. ٣٧ كتاب الوضوء. ٣٨ كتاب الصلاة. ٣٩ كتاب السهو. ٤٠ كتاب الصيام (ذكره‏ابن النديم) ٤١ كتاب الزكاة. ٤٢ كتاب اختلاف الحج. ٤٣ كتاب ثواب الحج.٤٤ كتاب التجارات.٤٥ كتاب المكاسب.٤٦ كتاب نوادر البيوع. ٤٧ كتاب البيوع والمزارعات. ٤٨ كتاب النكاح. ٤٩ كتاب ‏المتعة. ٥٠ كتاب علل النكاح وتحليل المتعة. ٥١ كتاب الطلاق. ٥٢ كتاب الاحتجاج في ال‏٥٣طلاق. كتاب ‏الوصايا والفرائض (ذكره ابن النديم). ٥٤ كتاب ٥٥الفرائض. كتاب الفرائض الصغير.٥٦ كتاب‏ الحدود. ٥٧ كتاب الجامع الكبير في الفقه. ٥٨ مسائله عن ابي الحسن موسى بن جعفر (انفرد به ‏الشيخ الطوسي). ٥٩ كتاب يوم وليلة (والظاهر بملاحظة الرواية الاولى المتقدمة انه من كتبه‏ الفقهية). ٦٠ كتاب الاداب.
    كتبه في التفسير:
    ٦١ كتاب تفسير القران. ٦٢ كتاب فضل القران.
    كتبه في الكلام:
    ٦٣ كتاب البداء. ٦٤ كتاب الرد على الغلاة. ٦٥ كتاب الامامة.٦٦ ولعل كتاب المثالب في الكلام ‏ايضا.
    كتبه في الاخلاق:
    ٦٧ كتاب اللؤلؤ في الزهد. ٦٨ كتاب الادب والدلالة على الخير.
    كتبه في الحديث:
    ٦٩ كتاب علل الحديث. ٧٠ كتاب العلل الكبير (ويحتمل انه في الفقه ايضا) ٧١ كتاب اختلاف الحديث(ذكره الشيخ الطوسي). ٧٢ ولعل منها ايضا: كتاب جوامع الاثار (واسماه الشيخ جامع ‏الاثار).
    وذكر له الشيخ كتاب العلل ولعله نفس علل الحديث او العلل الكبير.
    وطريق النجاشي اليه كما ذكره هو: اخبرنا محمد بن علي ابو عبد اللّه بن شاذان القزويني قال: اخبرنا احمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا يونس ‏بجميع كتبه.
    وللشيخ اربع طرق لرواية كتبه ذكرها في الفهرست.
    وقد روى كتبه ووثقها وعول عليها ائمة الحديث والرجال، قال ابو جعفر ابن بابويه: سمعت بن الوليد(ره)يقول: كتب يونس بن عبد الرحمان التي هي بالروايات كلها صحيحة يعتمد عليها الا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ولم يروه غيره فانه لا يعتمد عليه ولا يفتى به.
    ويظهر منه وصول كتبه او بعضها الى علماء ومحدثي القرن الرابع. كما يعلم ذلك ايضا مما نقله الكليني ‏في باب النكاح والفرائض في الكافي كما تقدم نقله بنصه.
    وذكر الشيخ الصدوق بعد كلام استاذه هذا في حق محمد بن عيسى: اني رايت اصحابنا ينكرون هذا القول ويقولون من مثل ابي جعفر محمد بن عيسى. كما ان الفضل بن شاذان كان يحب ‏العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويقول ليس في اقرانه مثله.

    قال صاحب مستدركات علم رجال الحديث:
    والظاهر ان كتبه كانت عند الكليني والشيخ. فقد ياخذ الكليني الاحاديث منها لعلمه بها وشهرتها ولا يذكر طريقه اليها، فيقول: يونس، عن مثنى، عن ابي بصير، كما في باب الصمت من الكافي، وباب منع الزكاة،وباب الكبائر وغيرهما، وباب العلة في ان السهام لا تكون اكثر من ستة وكله من كلام يونس، وكذا في باب‏ تفسير ما يحل من النكاح وما يحرم. وقد يذكر الطريق.
    وكذا الشيخ في التهذيب والاستبصار قد ينقل من اصل كتابه من دون ذكر الطريق، وقد يذكر الطريق.
    وقد فصلنا الكلام في ذلك في كتابنا الاعلام الهادية ونقلنا عن العلامة المامقاني نص المحقق بان كتاب ‏يونس بن عبد الرحمان وكتاب الفضل بن شاذان كانا عنده.

    موقف يونس من الواقفة:
    قد عرف عند جماعة من الشيعة بعد وفاة الامام الكاظم عليه السلام القول بالوقف على امامته وعدم امتدادها لمن ‏بعده من ولده وذهب الى ذلك جماعة من اصحابه عليهم السلام تبريرا منهم للاستئثار بما في ايديهم من‏ الاموال.
    وقد عاش يونس بن عبد الرحمان اجواء تلك المحنة التي مرت بالشيعة انذاك. فكان له موقفه الصريح ‏والنزيه تجاه الواقفة بعد ان دعي الى القول بالوقف.
    ويحدث يونس عن تلك الفترة ودعوة الواقفة له فيقول: ((مات ابو الحسن عليه السلام وليس من قوامه احد الا وعنده المال الكثير، وذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته،وكان عند زياد القندي سبعون الف دينار وعند علي بن ابي حمزة ثلاثون الف دينار، قال فلما رايت ذلك ‏وتبين علي الحق،وعرفت من ابي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت، فتكلمت ودعوت الناس اليه،قال فبعثا الي وقالا لي: لا تدعو الى هذا، ان كنت تريد المال فنحن‏ نغنيك، وضمنا لي عشرة الاف دينار وقالا لي: كف، قال‏ يونس فقلت لهما: انا روينا عن الصادقين انهم قالوا: اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فان لم‏ يفعل سلب عنه نور الايمان، وما كنت ادع الجهاد وامر اللّه على كل حال قال:فناصباني واظهرا لي ‏العداوة)).
    وهذا النص يكشف بوضوح عن اهمية موقف يونس تجاه حركة الواقفة وتصديه لدعوتهم.
    بل ان الذي يظهر من ملاحظة بعض النصوص ان يونس قد لعب دورا هاما في تثبيت خط الامامة في ‏عهد الامام الرضا عليه السلام.
    ويشير الى هذا الدور قول الامام الكاظم عليه السلام:

    ((ان يونس اول من يجيب عليا اذ ادعى))
    عنى بذلك ولده علي بن موسى عليهما السلام. وذكر راوي هذا الحديث محمد بن الحسن فقال: كنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل فقال: قد مات ابو الحسن موسى عليه السلام وكان يونس في المجلس فقال يونس:يا معشر اهل المجلس انه ليس بيني وبين اللّه امام الا علي بن موسى عليهما السلام فهو امامي.

    عبادته:
    من الابعاد البارزة في شخصية يونس بن عبد الرحمان هو شدة عبادته،وقد ورد التعبير عنه في رواية ‏عن الامام الرضا عليه السلام بالعبد الصالح.
    وفي خبر اخر: عن الامام الجواد عليه السلام عبر عنه فقال: نعم العبد كان للّه عزوجل، وهو مقام لا شك‏ ليس بالقليل سيما مع صدوره من مثل المعصوم. وكان لكثرة صلاته قد عرف بيونس‏ المصلي.
    ويصفه الفضل بن شاذان فيقول: انه حج اربعا وخمسين حجة ‏واعتمر اربعا وخمسين عمرة وفي رواية ان اخر حجة كانت عن الرضا عليه السلام.

    وفاته:
    قبض يونس في المدينة المنورة بعد عمر ناهز السبعين او نيف عليها قليلا قضاه في‏نصرة الحق وتثبيته والدفاع عنه ومساندته بمواقفه واقواله، ناشرا رسالة العلم ببنانه وبيانه، مرضي ‏الفعال والخصال لدى من عاصر من ائمة اهل البيت عليهم السلام، لم يجدوا عليه بفعل او قول حتى اختاره اللّه الى‏ دار لقائه مجاورا لقبر رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم في المدينة. والى هذا يشير قول الامام الرضا عليه السلام وكانه يغبطه عليه(انظروا الى ما ختم اللّه ليونس، قبضه بالمدينة مجاورا لرسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم)).
    هذا، ولم تضبط مصادر ترجمته وحياته سنة وفاته على وجه التحديد، غير ان العلامة الحلي ذكر انهاكانت سنة (٢٠٨) هجرية، ولم يعلم ماخذه في ذلك مع عدم تعرض المصادر المتقدمة له، وهو مخالف ‏للرواية المتقدمة حيث ان مقتضى كلام الامام فيها هو وفاة يونس في حياته عليه السلام، ومن المعلوم ان ‏شهادته عليه السلام كانت سنة (٢٠٣) هجرية. ومن المحتمل وقوع تصحيف في عبارة العلامة او لمصدر الذي نقل‏ عنه فابدلت الثلاثة (مئتين وثلاثة) بالثمانية (مئتين وثمانية) للتقارب بينهما، واللّه العالم. علما ان يونس لم ‏يدرك بحسب الظاهر الامام الجواد عليه السلام لعدم ما يدل على ذلك او يشير اليه من وجود رواية له عنه او غير ذلك من الشواهد، كما يشعر به ترحم الامام الجواد عليه السلام عليه مرارا.


    فالسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​

    تعليق


    • #3
      احسن الله اليكم....ومنّ عليكم بالصحة والعافية.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X