السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
-----------------------------
الناس في طول الأمل وقصره مختلفون:
(فمنهم) من يأمل البقاء و يشتهيه أبداً كما قال الله - سبحانه -:
(يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) (سورة البقرة الاية/96) وهو الذي انغمر في الدنيا وخاض في لذاتها، وليس له من الآخرة نصيب.
(ومنهم) من يأمل البقاء إلى أقصى مدة العمر الذي يتصور لأهل عصره، وهو الذي يحب الدنيا حبا شديدا، ويشتغل بجمع ما يمكنه في
هذه المدة، وربما يجتهد بجمع الأزيد منه.
(ومنهم) من يأمل أقل من ذلك إلى أن ينتهي إلى من لا يأمل أزيد من سنة، فلا يشتغل بتدبير ما وراءها، ولا يقدر لنفسه وجوده في عام قابل، فإن بلغه حمد الله على ذلك، ومثله
يستعد في الصيف للشتاء وفي الشتاء للصيف، وإذا جمع ما يكفيه السنة أشتغل بالعبادة.
(ومنهم) من يأمل أقل من السنة إلى أن ينتهي إلى من ï»» يأمل أزيد من يوم وليلة، فلا يستعد إلا لنهاره دون غده.
(ومنهم) من يكون الموت نصب عينيه، كأنه واقع به وهو ينتظره، ومثله يصلي دائما صلاة المودعين.
وروي: (أن النبي (ص) سأل بعض الصحابة عن حقيقة ايمانه ، قال: ما خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى).
وكان بعضهم إذا يصلي يلتفت يمينا وشمالا ولما قيل له ما هذا الالتفات؟
قال :أنتظر ملك الموت من أي جهة يأتيني
ثم أكثر الخلق (لا)سيما في أمثال زماننا قد غلبهم طول الأمل بحيث يأمل أقل من أقصى مدة السن وقل فيهم من قصر أمله والعجب أنه كلما يزداد السن يزداد طول الأمل وفي عصرنا أكثر المشايخ والمعمرين حرصهم وطول أملهم أكثر من الشبان.
ومن هنا قال رسول الله(ص)يشيب أبن أدم وتشب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل.
وقال (ص)حب الشيخ شاب في طلب الدنيا وان التفت ترقوتاه من الكبر الا الذين أتقوا وقليل ماهم.
ثم يعرف طول الأمل وقصره بألاعمال :فمن أعتنى بجمع أسبابها لايحتاج اليها في سنة فهو طويل الأمل وكذلك من أنتشرت أموره بأن يكون له مع الناس معاملات ومحاسبات الى مدة معينة كالسنة ولأزيد منها وكان عليه ديون من الناس كذلك ومع ذلك لم يكن مضطربا ولا خائفا فهو طويل الأمل
فعلامة قصر الأمل أن يجمع أمره بحيث لا يكون عليه من الناس شيء ولا يسعى بطلب قوت الزائد على أربعين يوما ويصرف أوقاته في الطاعة والعبادة ويرى نفسه كمسافر يجتهد في تحصيل الزاد.
المصدر:كتاب جامع السعادات -الشيخ محمد مهدي النراقي
اللهم صل على محمد وال محمد
-----------------------------
الناس في طول الأمل وقصره مختلفون:
(فمنهم) من يأمل البقاء و يشتهيه أبداً كما قال الله - سبحانه -:
(يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) (سورة البقرة الاية/96) وهو الذي انغمر في الدنيا وخاض في لذاتها، وليس له من الآخرة نصيب.
(ومنهم) من يأمل البقاء إلى أقصى مدة العمر الذي يتصور لأهل عصره، وهو الذي يحب الدنيا حبا شديدا، ويشتغل بجمع ما يمكنه في
هذه المدة، وربما يجتهد بجمع الأزيد منه.
(ومنهم) من يأمل أقل من ذلك إلى أن ينتهي إلى من لا يأمل أزيد من سنة، فلا يشتغل بتدبير ما وراءها، ولا يقدر لنفسه وجوده في عام قابل، فإن بلغه حمد الله على ذلك، ومثله
يستعد في الصيف للشتاء وفي الشتاء للصيف، وإذا جمع ما يكفيه السنة أشتغل بالعبادة.
(ومنهم) من يأمل أقل من السنة إلى أن ينتهي إلى من ï»» يأمل أزيد من يوم وليلة، فلا يستعد إلا لنهاره دون غده.
(ومنهم) من يكون الموت نصب عينيه، كأنه واقع به وهو ينتظره، ومثله يصلي دائما صلاة المودعين.
وروي: (أن النبي (ص) سأل بعض الصحابة عن حقيقة ايمانه ، قال: ما خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى).
وكان بعضهم إذا يصلي يلتفت يمينا وشمالا ولما قيل له ما هذا الالتفات؟
قال :أنتظر ملك الموت من أي جهة يأتيني
ثم أكثر الخلق (لا)سيما في أمثال زماننا قد غلبهم طول الأمل بحيث يأمل أقل من أقصى مدة السن وقل فيهم من قصر أمله والعجب أنه كلما يزداد السن يزداد طول الأمل وفي عصرنا أكثر المشايخ والمعمرين حرصهم وطول أملهم أكثر من الشبان.
ومن هنا قال رسول الله(ص)يشيب أبن أدم وتشب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل.
وقال (ص)حب الشيخ شاب في طلب الدنيا وان التفت ترقوتاه من الكبر الا الذين أتقوا وقليل ماهم.
ثم يعرف طول الأمل وقصره بألاعمال :فمن أعتنى بجمع أسبابها لايحتاج اليها في سنة فهو طويل الأمل وكذلك من أنتشرت أموره بأن يكون له مع الناس معاملات ومحاسبات الى مدة معينة كالسنة ولأزيد منها وكان عليه ديون من الناس كذلك ومع ذلك لم يكن مضطربا ولا خائفا فهو طويل الأمل
فعلامة قصر الأمل أن يجمع أمره بحيث لا يكون عليه من الناس شيء ولا يسعى بطلب قوت الزائد على أربعين يوما ويصرف أوقاته في الطاعة والعبادة ويرى نفسه كمسافر يجتهد في تحصيل الزاد.
المصدر:كتاب جامع السعادات -الشيخ محمد مهدي النراقي
تعليق