اللهم صل على محمد وآل محمد
كـــان الإمـــام الـــكاظـــم علـــيه الســـلام يمـــشي فـــي الأزقـــّة يومـــاً فســـمع غنـــاءً ماجـــناً ينـــبعث مـــن أحـــد البـــيوت .
وفـــي الأثـــناء خرجـــتْ فـــتاة ، فتـــوقـــّف الإمـــام وســـلّم علـــيها ثـــم ســـألها قـــائلاً : صـــاحب البـــيت حـــرٌّ أم عـــبد ؟ .
فقـــالت متـــعجـــّبة : بـــل حـــرّ .
فقـــال الإمـــام : صـــدقتِ لو كـــان عبـــداً لخـــاف ســـيّده .
عادت الفـــتاة وســـألها صاحب الـــبيت – واســـمه بـــشر – عن سبـــب تأخـــّرها. فـــقالت : مـــرّ رجـــلٌ وســـألني : صـــاحب البيـــت حـــرّ أم عبـــد . فقـــال بـــشر : وبمـــاذا أجـــبتيه ؟
قـــالت الـــفتاة : قلـــت لـــه : حـــرّ ، فقـــال لـــي : صدقـــتِ لو كـــان عـــبداً لخـــاف ســـيّده .
أطـــرق بـــشر مفـــكراً ، وشـــعر بالكلـــمات تهـــزّ أعـــماقه ، فانـــطلق خلـــف الإمـــام حـــافياً يـــعلن توبتـــه وعـــودته إلى أحـــضان الـــدين والإيمـــان .
ومـــن ذلك اليـــوم دُعـــي ببـــشر الحـــافي واشـــتهر بيـــن النـــاس بزهـــده وعبـــادته .
------------------------------
الـــكني والالقـــاب للشـــيخ عبـــاس القـــمي. ج2 ص 168
تعليق