السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------
قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق (انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل ).
قال الامام علي عليه السلام يصف الكوفة ( هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا) عن الامام الصادق عليه السلام (تربه تحبنا ونحبها) وعنه ايضا انه قال (اللهم ارمي من رماها وعادي من عاداها).
وقال الامام الحسن عليه السلام عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح (وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري)
وقال الامام الصادق في مدح اهل العراق (( واهل كوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم )
وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق
فقال لهم (ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فأحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا) الأمالي الشيخ الطوسي:
ونود ان نشير ان الاخبار التي تذم اهل الكوفة واهل العراق التي ملأت الكتب انما هي اخبار موضوعه من قبل الاعلام العباسي المغرض حيث ان ما بين ايدنا اليوم من كتب تاريخ هو نتاج العصر العباسي الذي انقرض فيه كل نتاج التاريخ القادم من العصر الاموي واستمر الاعلام العباسي يروج ضد اهل الكوفة بالذات واهل العراق عموما منذ سنة 145 هجرية وحتى سنة 656 هجرية تاريخ سقوط بغداد والخلافة العباسية وذلك بسبب ا ن اهل الكوفة والعراقيين عموما كانوا من شيعة علي عليه السلام وليس من شيعة بني العباس وكان هناك شعار سائد مثلا يضرب (اوفى من كوفي ) فلا يوجد انذاك اوفى من اهلها ، فحول العباسين باعلامهم هذه الخصال الحميده لهم الى ذم وطعن بسبب حقده عليهم .
وقد شهد معاوية بن ابي سفيان لعنه الله بوفاء اهل الكوفة واهل العراق للامام علي عليه السلام بقوله المشهور (والله لوفائكم له بعد موته اعجب من حبكم له في حياته) وقال ايضا ( هيهات ياأهل العراق نبهكم علي بن ابي طالب فلن تطاقوا) .
كما ان حركة المختار خير شاهد على ذلك وكونه قائد عراقي وقاد جيشه الكوفي العراقي وقتل كل قتلت الامام الحسين عليه السلام ، والحقيقة ان انصار المختار كانوا في السجون عند نهضة الامام الحسين عليه السلام وانه بعد تبدل الظروف وخروجهم من السجن واصلوا حركة الامام الحسين واستجابوا لتوجيهاته التي كان قد اخبرهم بها في مؤتمر مكة سنة 58 هجرية حيث حضر المؤتمر انصاره وغالبيتهم من الكوفة الذين كانوا مسجونين خلال النهضة الحسينية وكان الامام الحسين عليه السلام قد اخبرهم سابقا انه سيقتل وعليهم تقع مسؤولية اكمال نهضته المباركة . وقد وضع الاعلام العباس حركة كاذبة مزيفه سموها ( حركة التوابين) فهذه الحركة غير موجودة اصلا وما ذكر لايعدوا كونه ماخوذ من التاريخ العباسي المزور ومن المدعو ابي محنف الذي حقق رغبة العباسيين في تدمير سمعة الكوفة واهل العراق وليس من الصحيح الاعتماد عليه ابدا
ولنذكر طائفة من الأخبار الدالة على مدحهم حتى ينظر في تلك الوجوه المتقدمة، ولكي لا يقتصر الأمر على ما أشتهر بين الناس في ذمهم.
عن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار... الحديث والرجل الذي في المسلخ هو علي بن الحسين (عليه السلام)، وقوله: (أنتم الشعار دو الدثار) كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحداً، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر (عليه السلام) ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة مساجد اختارها الله عز وجل لأهلها...) الحديث.
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
أما دعاء الحسين (عليه السلام) على أهل العراق أو أهل الكوفة، فليس دعاؤه على خيارهم وإنما على شرارهم، وإنما خصهم بالذكر لأن أكثر جيش بني أمية كان منهم مع أن أغلب أهل الكوفة لم يخرجوا لقتال الحسين (عليه السلام)، وقد كان في زمان الأمويين مستضعفين ومضطهدين لأنهم من شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
نعم، إن الله تعالى قد استجاب دعاء الحسين (عليه السلام) فيما يتعلق بالولاة والرؤساء، وعدم رضا الولاة عن أهل العراق ليس دليلاً على فسادهم وبعدهم عن الحق، بل لأن الولاة كانوا في الأعم الأغلب فاسدون، مقابل كون أهل العراق من شيعة أهل البيت(عليه السلام)، ولذا فإنهم قطعاً سوف لا يرضون عنهم أبداً، بل يقتلونهم ويشردونهم والتاريخ شاهد على ذلك. روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " ( رواه الترمذي ) .
ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه.
لكن لا نوافق الذين يغلون في حب الوطن ويرفعونه إلى منزلة فوق منزلته الشرعية فيسمو عندهم على الولاء الله ولرسوله إذا كان عندهم هذا الولاء فإننا في الوقت ذاته لا تسير مع من لا يرون مكانا لحب الوطن ويرون الحديث عن هذا الموضوع متصادما للنص الشرعي , وتأثرا بالمذاهب الوافدة ودعوة ضيقة يرفضها الإسلام.
-----------------------------------------------------------
1- بحار الانوار ج 32/ صفحة 236.
2- بحار الانوار – العلامة المجلسي ج57 صفحة210.
3- صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين.
4-بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214
اللهم صل على محمد وال محمد
----------------------------
قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق (انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل ).
قال الامام علي عليه السلام يصف الكوفة ( هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا) عن الامام الصادق عليه السلام (تربه تحبنا ونحبها) وعنه ايضا انه قال (اللهم ارمي من رماها وعادي من عاداها).
وقال الامام الحسن عليه السلام عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح (وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري)
وقال الامام الصادق في مدح اهل العراق (( واهل كوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم )
وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق
فقال لهم (ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فأحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا) الأمالي الشيخ الطوسي:
ونود ان نشير ان الاخبار التي تذم اهل الكوفة واهل العراق التي ملأت الكتب انما هي اخبار موضوعه من قبل الاعلام العباسي المغرض حيث ان ما بين ايدنا اليوم من كتب تاريخ هو نتاج العصر العباسي الذي انقرض فيه كل نتاج التاريخ القادم من العصر الاموي واستمر الاعلام العباسي يروج ضد اهل الكوفة بالذات واهل العراق عموما منذ سنة 145 هجرية وحتى سنة 656 هجرية تاريخ سقوط بغداد والخلافة العباسية وذلك بسبب ا ن اهل الكوفة والعراقيين عموما كانوا من شيعة علي عليه السلام وليس من شيعة بني العباس وكان هناك شعار سائد مثلا يضرب (اوفى من كوفي ) فلا يوجد انذاك اوفى من اهلها ، فحول العباسين باعلامهم هذه الخصال الحميده لهم الى ذم وطعن بسبب حقده عليهم .
وقد شهد معاوية بن ابي سفيان لعنه الله بوفاء اهل الكوفة واهل العراق للامام علي عليه السلام بقوله المشهور (والله لوفائكم له بعد موته اعجب من حبكم له في حياته) وقال ايضا ( هيهات ياأهل العراق نبهكم علي بن ابي طالب فلن تطاقوا) .
كما ان حركة المختار خير شاهد على ذلك وكونه قائد عراقي وقاد جيشه الكوفي العراقي وقتل كل قتلت الامام الحسين عليه السلام ، والحقيقة ان انصار المختار كانوا في السجون عند نهضة الامام الحسين عليه السلام وانه بعد تبدل الظروف وخروجهم من السجن واصلوا حركة الامام الحسين واستجابوا لتوجيهاته التي كان قد اخبرهم بها في مؤتمر مكة سنة 58 هجرية حيث حضر المؤتمر انصاره وغالبيتهم من الكوفة الذين كانوا مسجونين خلال النهضة الحسينية وكان الامام الحسين عليه السلام قد اخبرهم سابقا انه سيقتل وعليهم تقع مسؤولية اكمال نهضته المباركة . وقد وضع الاعلام العباس حركة كاذبة مزيفه سموها ( حركة التوابين) فهذه الحركة غير موجودة اصلا وما ذكر لايعدوا كونه ماخوذ من التاريخ العباسي المزور ومن المدعو ابي محنف الذي حقق رغبة العباسيين في تدمير سمعة الكوفة واهل العراق وليس من الصحيح الاعتماد عليه ابدا
ولنذكر طائفة من الأخبار الدالة على مدحهم حتى ينظر في تلك الوجوه المتقدمة، ولكي لا يقتصر الأمر على ما أشتهر بين الناس في ذمهم.
عن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار... الحديث والرجل الذي في المسلخ هو علي بن الحسين (عليه السلام)، وقوله: (أنتم الشعار دو الدثار) كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحداً، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر (عليه السلام) ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة مساجد اختارها الله عز وجل لأهلها...) الحديث.
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
أما دعاء الحسين (عليه السلام) على أهل العراق أو أهل الكوفة، فليس دعاؤه على خيارهم وإنما على شرارهم، وإنما خصهم بالذكر لأن أكثر جيش بني أمية كان منهم مع أن أغلب أهل الكوفة لم يخرجوا لقتال الحسين (عليه السلام)، وقد كان في زمان الأمويين مستضعفين ومضطهدين لأنهم من شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
نعم، إن الله تعالى قد استجاب دعاء الحسين (عليه السلام) فيما يتعلق بالولاة والرؤساء، وعدم رضا الولاة عن أهل العراق ليس دليلاً على فسادهم وبعدهم عن الحق، بل لأن الولاة كانوا في الأعم الأغلب فاسدون، مقابل كون أهل العراق من شيعة أهل البيت(عليه السلام)، ولذا فإنهم قطعاً سوف لا يرضون عنهم أبداً، بل يقتلونهم ويشردونهم والتاريخ شاهد على ذلك. روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " ( رواه الترمذي ) .
ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه.
لكن لا نوافق الذين يغلون في حب الوطن ويرفعونه إلى منزلة فوق منزلته الشرعية فيسمو عندهم على الولاء الله ولرسوله إذا كان عندهم هذا الولاء فإننا في الوقت ذاته لا تسير مع من لا يرون مكانا لحب الوطن ويرون الحديث عن هذا الموضوع متصادما للنص الشرعي , وتأثرا بالمذاهب الوافدة ودعوة ضيقة يرفضها الإسلام.
-----------------------------------------------------------
1- بحار الانوار ج 32/ صفحة 236.
2- بحار الانوار – العلامة المجلسي ج57 صفحة210.
3- صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين.
4-بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214
تعليق