لقد شاء الله أن يكون الرزق محصولا من السعي والجهد ، عندما جاء المخاض على مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها ونفخت فيه روح من ربها أمر الله أن تهز بجزع النخلة وهي في حالة ضعف بدني شديد واضطراب نفساني عظيم لا مثيل له من مشهد الناس فلا حول لها ولا قوة وستكون هي أما لولدها بغير زوج قامت بهز جزع النخلة فتساقط عليها الرزق الحلال من رطب جني " وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " . منطقيا ، كيف تستطيع هذه المرأة الضعيفة المسكينة أن تهز جزع النخلة القائمة على أصولها ثابتة قوية وهي في مقتبل من الولادة ألما ومخاضا ؟ والجواب أن الذي أمرها هو ربها الرزاق ورب النخلة ولو أراد الله أن يسقط عليها الرطب من غير هز ولا رج لوقع عليها بيسر وسهولة " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" لكن هنا درس الهي مفيد من أن الرزق في الدنيا لم يأت إلا بالسعي والجهد بخلاف الرزق في الجنة يوم القيامة فلا سعي فيها ولا جهد فواكهها قريبة متناولة لأهلها " قطوفها دانية " . وفي السيدة هاجر القبطية أم النبي إسماعيل عليه السلام وامرأة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام سعت أربعة أشواط بين الصفا والمروة بحثا عن رزق حلال لها ولولدها فتفجر خلالها ماء زمزم بإذن الله لتروي وتسقى وليدها إسماعيل عند بيت الله المحرم
تحياتي لكم ست زهراء ونشكركم لطرح المواضيع............ مع تحياتي فداء الكوثر ام فاطمه
تعليق