اللهم صلي على محمد وال محمد
اللعب والتقليد
ينهمك الطفل في اللعب ، خلال السنة الأولى من عمره ، انهماكاً يأخذ عليه وقته كله ويشغف باللعب من دون دمى حقيقة بين يديه . والحق أن اللعب لدى الطفل يتمثل في استعمال الأشياء وتخيلها . وترتبط الألعاب الأولى للطفل بمتع عملية معيّنة كالامساك بالأشياء وتحريكها ، وما إلى ذلك . ويلاحظ أيضاً أنّ الطفل يجد متعة خالصة في إكمال حركة لم يكن قادراً على إكمالها من قبل ، وهذا ما يثير في نفسه استجابة ممتعة تحفزه على إنجاز حركات متقدّمة .
وإن مما يثير الطفل ويمتعه ـ كما سبق أن ذكرنا ـ أن يكون هو مسبّباً لشيء معيّن ، كأن يشدّ حبلاً مثلاً فيؤدّي ذلك إلى تحريك دمية أو إخراج صوت منها . والطفل يميل إلى هذه الألعاب ميلاً نفسياً ، فيشعر إذ ذاك باستقلاله وابتعاده عن أعماله السابقة ، ولهذا فإن الدمى التي تثير الطفل ـ كالأشياء التي يسهل ضغطها ، أو يلذ لمسها أو تذوقها أو الاستماع إليها ، أو مجّرد النظر إليها ـ تسهم في التطوّر الفكري والاجتماعي للطفل ، فعن طريق اللعب يتصل الطفل بالعالم .
والحقّ أن الألعاب هي رياضة الحياة التي لا تضاهى ، وهي تمثل اللقاء الأوّل للطفل مع جسمه وبيئته ، وعن طريق اللعب يشرع الطفل في ادراك العلاقات بين الأشياء ، أو بين الفضاء وبين تنسيقه العضلي التأثير الناجم عنه ، ويبدأ يدرك بصورة خاصّة أنه يستطيع أن يعدّل بيئته بأفعاله . ثم إن مجرّد استعمال الأطفال الصغار جدّاً للأشياء القريبة منهم يشكل منبّها حسيّاً بالغ الأهمية ، وهذا ما يوفر للطفل طريقاً ملموساً ممتعاً نحو تجارب جديدة تعدّ جوهرية فيما يتعلّق بنموّه .
[IMG]file:///D:/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%83%D8%AA%D8%A8%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/index5_files/tefl005_files/tak1a.jpeg[/IMG]
التغيّرات التي تطرأ على الطفل في الشهر السابع أو الثامن تقريباً فهي تتيح للأم أن ترى طفلها قد بدأ يلهو بالأصوات ، إنه شرع فعلاً باللغو لنفسه ، وبتقليد الأصوات البسيطة الموجّهة إليه ، ولسوف نتطرق إلى الحديث عن تطوّر اللغة لدى الطفل في فصل لاحق . وأمّا التطوّر اللفظي فإنه يرتبط باهتمام بالغ لدى الطفل في الدمى التي تخرج أصواتاً أو موسيقاً ، ولذلك ينبغي أن ترضي الدمى في هذه المرحلة تلك القدرات الجديدة المتطوّرة لدى الطفل . ولا بأس في استباق هذه الحاجات بوضع دمى معيّنة أمام الطفل ، كساعة ذات عصفور ، أو حيوانات ، أو صناديق موسيقية تحتوي في داخلها على دمى متحركة ، أو أجراس أو دمى تصدر أصواتاً موسيقيّة . وبين الشهرين الثامن والتاسع يستطيع الطفل الجلوس وحده منتصباً في فراشه ، ويرى البيئة المحيطة به من زاوية مميّزة شديدة الإختلاف ، ويتسع مدى رؤيته إلى حدّ كبير ، ويتمكن إذ ذاك من تحريك نفسه بمزيد من السهولة ، ومن استعمال الأشياء المحيطة به .
ولا تقتصر حركاته على الامساك بالأشياء بل على رميها وتكديسها ، ويمثل ذلك كله تطوّراً في ذكائه يوماً تلو يوم ، فالدمى التي تتحرّك تلقائيّاً مثلاً ، والألعاب ذات العجلات ، والقطارات والسيارات الصغيرة ، وغير ذلك تعدّ ذات نفع كبير للطفل بعد أن تعلّم الزحف على أطرافه الأربعة . والحقّ أنّ الطفل يحبّ أن يجرّ ألعابه المفضلة حيثما يزحف ، وذلك في محاولاته الأولى للتحرّك مستقلاً عن الآخرين . ولكن ينبغي للأم أن تحذر من وضع دمى كبيرة حوله ، فالطفل لا يزال يحتاج إلى أن يسند نفسه بإحدى يديه على الأقل .
وعندما يصبح الطفل قادراً على المشي تتخذ الدمى طابعاً مختلفاً بالنسبة إليه . ففي هذه المرحلة يصبح الطفل قادراً على أن يصل إلى الأشياء جديدة ويرفعها عن الأرض وفي هذه المرحلة أيضاً يكون قد برع في استعمال يديه على وجه معيّن ، وتنشأ لديه رغبة قويّة للاستكشاف باستعمال جسمه ، وتتمثل في تسلّق كل شيء ، ومحاولة الوصول إلى كل ركن من أركان البيت ، وبذل كلّ ما في وسعه للهرب من حظيرته النقّالة .
وهذه المرحلة ـ كما رأينا سابقاً ـ بالغة الأهميّة في حياة الطفل ، فهي تزوّده بالوسائل اللازمة من أجل تطوّره العقلي ، وتمكنه كذلك من تنمية ثقته بذاته ، تلك الثقة المؤسسة على شعوره باستقلاله ، فالطفل يحتاج إلى اللعب وإلى تدريب عضلاته وبناء الثقة في ذاته ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى بيئة سليمة ، فيها شخص كبير يكون دائماً إلى جانب الطفل ، ضماناً لحمايته ، من دون هيمنة عليه . ولذلك على الأم ألاّ تدع القلق يستبدّ بها إذا رأت طفلها يتوالي سقوطه خلال شروعه في السير ، ولعلّ من الاجدى أن تسعى الأم إلى الاقلال من عدد سقطاته بدلاً من أن تهرع إلى مواساته ، والدمى المتوافرة ـ وهذا من سوء الحظ ـ لا تقدّم المتعة البالغة للأطفال الذين شرعوا بالمشيء لتوّهم .
والحقّ أن الطفل يحبّ التجوال والاستكشاف ، لذلك ينبغي للأبوين أيجاد الألعاب لطفلهما ، كما ينبغي لهما إرضاء هذه الحاجات لدى طفلهما ، فهي ضرورية للطفل الذي تجاوز السنة الأولى من العمر ، ولا بأس في أن تشرع الأمّ في إنشاء ممرّات ومنحدرات محميّة بالوسادات أو المواد اللينة ، كالبطانيات أو الأثاث الصلب المكسوّ بالمواد اللينة ، لتخفيف وطأة الصدمات أو السقوط . ولا بأس كذلك في أن توفّر الأم لطفلها علباً من الورق المقوّى حتى تتيح له الفرصة لانشاء فراغات جديدة .
أمّا الدمى التي تجذب انتباه الأطفال الأكثر نضجاً وذكاء فهي التي يمكن تركيبها أو تجميعها . فالطفل يفرغ من عملية الاسكشاف ليرضي غريزة أخرى لديه هي عملية الابتكار ، ولعلّ من الأفضل أن تختار الأم لطفلها لعباً على شكل عمارات تركب الواحدة فوق الأخرى، أو يدمج بعضها في بعض ، أو دمى مؤلّفة من أجزاء بسيطة قابلة للفكّ والتركيب . وينبغي للأبوين اختيار هذه اللّعب ملائمة لسنّ طفلهما لئلا يهجرها ويتركها من دون استعمال إذا كانت فوق مستواه العقلي . كما ينبغي للأبوين اختيار لعب طفلهما بحريّة ، دونما إصغاء إلى نصائح الآخرين ، أو التأثر بالدعاية المرافقة للّعب ومع الزمن يمكن اختيار لعب أكثر تعقيداً تثير القدرات الحركية النفسيّة لدى الطفل وتوقظ فضوله .
ولعلّ من المستحسن ايضاً إرضاء جانب آخر من جوانب الابداع لدى الطفل بتقديم ورق وألوان وأقلام وعجينة . ومن الطبيعي أن تختار الأم لطفلها أصباغاً مأمونة لا اثر للسم فيها ، كما ينبغي لها أن تراقبه وتعلّمه استخدامها . وبعد ذلك يشرع الطفل بالاستجابة المناسبة لما يقدّم إليه من منبهات ، ويبدأ ذكاؤه بالتطوّر والنمو عن طريق الألعاب المختلفة . ومن الممكن أن ترصد الأم تقدّم طفلها رصداً مباشراً عن طريق اللعب .
ومن جهة أخرى فإن تقليد الكبار يعدّ أمراً أساسياً في تطوّر الطفل . وأول دليل على التقليد يتمثل في ألعابه الأولى . ففي أثناء اللعب يستخدم الطفل حواسّه وينسق بين عضلاته وحركاته ، ويشحذ قدراته العقلية كلها ، ويزيد خياله وقدرته على التكيّف الاجتماعي ، ويبدأ الطفل في الشهر الثامن عشر بممارسة الألعاب الرمزيّة التي تعتمد على موقف معيّن يكون اساساً لها . وتعتمد الألعاب الرمزية الأولى على تقليد إشارات الكبار وسلوكهم ، ولكن يستعاض فيها عن الأشياء الحقيقية باشياء وهميّة .
ولا تقتصر حركاته على الامساك بالأشياء بل على رميها وتكديسها ، ويمثل ذلك كله تطوّراً في ذكائه يوماً تلو يوم ، فالدمى التي تتحرّك تلقائيّاً مثلاً ، والألعاب ذات العجلات ، والقطارات والسيارات الصغيرة ، وغير ذلك تعدّ ذات نفع كبير للطفل بعد أن تعلّم الزحف على أطرافه الأربعة . والحقّ أنّ الطفل يحبّ أن يجرّ ألعابه المفضلة حيثما يزحف ، وذلك في محاولاته الأولى للتحرّك مستقلاً عن الآخرين . ولكن ينبغي للأم أن تحذر من وضع دمى كبيرة حوله ، فالطفل لا يزال يحتاج إلى أن يسند نفسه بإحدى يديه على الأقل .
وعندما يصبح الطفل قادراً على المشي تتخذ الدمى طابعاً مختلفاً بالنسبة إليه . ففي هذه المرحلة يصبح الطفل قادراً على أن يصل إلى الأشياء جديدة ويرفعها عن الأرض وفي هذه المرحلة أيضاً يكون قد برع في استعمال يديه على وجه معيّن ، وتنشأ لديه رغبة قويّة للاستكشاف باستعمال جسمه ، وتتمثل في تسلّق كل شيء ، ومحاولة الوصول إلى كل ركن من أركان البيت ، وبذل كلّ ما في وسعه للهرب من حظيرته النقّالة .
وهذه المرحلة ـ كما رأينا سابقاً ـ بالغة الأهميّة في حياة الطفل ، فهي تزوّده بالوسائل اللازمة من أجل تطوّره العقلي ، وتمكنه كذلك من تنمية ثقته بذاته ، تلك الثقة المؤسسة على شعوره باستقلاله ، فالطفل يحتاج إلى اللعب وإلى تدريب عضلاته وبناء الثقة في ذاته ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى بيئة سليمة ، فيها شخص كبير يكون دائماً إلى جانب الطفل ، ضماناً لحمايته ، من دون هيمنة عليه . ولذلك على الأم ألاّ تدع القلق يستبدّ بها إذا رأت طفلها يتوالي سقوطه خلال شروعه في السير ، ولعلّ من الاجدى أن تسعى الأم إلى الاقلال من عدد سقطاته بدلاً من أن تهرع إلى مواساته ، والدمى المتوافرة ـ وهذا من سوء الحظ ـ لا تقدّم المتعة البالغة للأطفال الذين شرعوا بالمشيء لتوّهم .
والحقّ أن الطفل يحبّ التجوال والاستكشاف ، لذلك ينبغي للأبوين أيجاد الألعاب لطفلهما ، كما ينبغي لهما إرضاء هذه الحاجات لدى طفلهما ، فهي ضرورية للطفل الذي تجاوز السنة الأولى من العمر ، ولا بأس في أن تشرع الأمّ في إنشاء ممرّات ومنحدرات محميّة بالوسادات أو المواد اللينة ، كالبطانيات أو الأثاث الصلب المكسوّ بالمواد اللينة ، لتخفيف وطأة الصدمات أو السقوط . ولا بأس كذلك في أن توفّر الأم لطفلها علباً من الورق المقوّى حتى تتيح له الفرصة لانشاء فراغات جديدة .
أمّا الدمى التي تجذب انتباه الأطفال الأكثر نضجاً وذكاء فهي التي يمكن تركيبها أو تجميعها . فالطفل يفرغ من عملية الاسكشاف ليرضي غريزة أخرى لديه هي عملية الابتكار ، ولعلّ من الأفضل أن تختار الأم لطفلها لعباً على شكل عمارات تركب الواحدة فوق الأخرى، أو يدمج بعضها في بعض ، أو دمى مؤلّفة من أجزاء بسيطة قابلة للفكّ والتركيب . وينبغي للأبوين اختيار هذه اللّعب ملائمة لسنّ طفلهما لئلا يهجرها ويتركها من دون استعمال إذا كانت فوق مستواه العقلي . كما ينبغي للأبوين اختيار لعب طفلهما بحريّة ، دونما إصغاء إلى نصائح الآخرين ، أو التأثر بالدعاية المرافقة للّعب ومع الزمن يمكن اختيار لعب أكثر تعقيداً تثير القدرات الحركية النفسيّة لدى الطفل وتوقظ فضوله .
ولعلّ من المستحسن ايضاً إرضاء جانب آخر من جوانب الابداع لدى الطفل بتقديم ورق وألوان وأقلام وعجينة . ومن الطبيعي أن تختار الأم لطفلها أصباغاً مأمونة لا اثر للسم فيها ، كما ينبغي لها أن تراقبه وتعلّمه استخدامها . وبعد ذلك يشرع الطفل بالاستجابة المناسبة لما يقدّم إليه من منبهات ، ويبدأ ذكاؤه بالتطوّر والنمو عن طريق الألعاب المختلفة . ومن الممكن أن ترصد الأم تقدّم طفلها رصداً مباشراً عن طريق اللعب .
ومن جهة أخرى فإن تقليد الكبار يعدّ أمراً أساسياً في تطوّر الطفل . وأول دليل على التقليد يتمثل في ألعابه الأولى . ففي أثناء اللعب يستخدم الطفل حواسّه وينسق بين عضلاته وحركاته ، ويشحذ قدراته العقلية كلها ، ويزيد خياله وقدرته على التكيّف الاجتماعي ، ويبدأ الطفل في الشهر الثامن عشر بممارسة الألعاب الرمزيّة التي تعتمد على موقف معيّن يكون اساساً لها . وتعتمد الألعاب الرمزية الأولى على تقليد إشارات الكبار وسلوكهم ، ولكن يستعاض فيها عن الأشياء الحقيقية باشياء وهميّة .
[IMG]file:///D:/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%83%D8%AA%D8%A8%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/index5_files/tefl005_files/tak2a.jpeg[/IMG]
ومع الزمن يأخذ الطفل بالافادة من الأعمال والأشياء التي أصبحت مألوفة لديه في الحياة اليوميّة ، كأن يلبس دمية أو يطعم لعبة . ويميل الأطفال كذلك إلى تقليد الاشخاص وسلوكهم في الحياة اليوميّة ، ويحتذون في ذلك أفراد أسرهم وبما يرونه في البيئة التي يعيشون فيها ويتقمّص الطفل أحياناً شخصية إنسان آخر ، فيؤدّي الأعمال نفسها التي رأى الشخص الآخر يقوم بها . وعندما تنمو خبرة الطفل وتتسع قدرته على الملاحظة تكبر رؤيته للأمور ، ويزيد تقليده للآخرين ولأعمالهم ، وللاشياء التي يراها أو يسمعها في بيئة غير بيئته . وعلى هذا تصبح الألعاب التي يمارسها أقلّ إملالاً بالنسبة إليه ، وتسهم في الوقت نفسه تقدّم فكره وتنميته . وعلى الآباء مواجهة فترة التقليد هذه لدى الطفل بتوفير الدوافع التي تساعده في إعادة إنشاء الحوادث التي تهمه ، لذلك فلا بأس في توفير أشياء مألوفة للطفل كالملابس القديمة وكل ما يساعده على إطلاق خياله .
وفضلاً عن الألعاب ، النزهات على الأقدام ، والتسليات التي توفّرها مدارس رياض الأطفال للطفل ، يستطيع الاطفال في يومنا هذا مشاهدة التلفاز . وما أكثر الأمهات اللواتي يهدّئن أطفالهن بأن يسمحن لهم بمشاهدة التلفاز ، متجاهلات ما قد ينجم عن مشاهدة التلفاز من آثار سلبية في الطفل مستقبلاً . ومهما يكن من شيء فإن جلوس الأطفال أمام شاشة التلفاز ساعات طويلة قد يسلبهم متعة الاندماج في الحياة الاجتماعية ، ويصرفهم عن ممارسة اللعب . صحيح أنّ الشاشة التلفازية توفّر للطفل فرصاً للتقليد لكن مثل هذا التقليد بعيد عن الحياة الواقعيّة أيّما بعد ، وعلى الأمّ أن تختار لطفلها برامج مناسبة لعمره ونموّه النفسي ، فالتلفاز أداة ثقافية وهو يسهم إسهاماً بالغاً في الأخذ بيد الأم إلى تربية أطفالها ، ولكن ينبغي عدم استخدامه بطريقة مؤذية تؤدّي إلى خلل في نمو الطفل .
تعليق