قـصــة نقلها السيد السبزواري عليه الرحمة في كتابه مصابيح القلوب حكاية حول الوضع البرزخي للموتى.. قال فيها:
رأيت في عالم الرؤيا و كأني بين قبور مقبرة يزد في احدى ليالي الجمعات ، و كأن الوضع البرزخي للموتى قد كشف لي، و إذا بالجميع يستلمون هداياهم ، فأحدهم يتسلم هدية تؤكل ، و الآخر هدية تشرب ،و آخرون و آخرون إلا شخصا واحدا لا هدية في يده ، ذهبت اليه و سألته من تكون أنت ؟و لماذا لم يصل شيء اليك ؟ فأجاب هل ترى ما ارى ؟ ان هذه الأرواح هي أرواح الموتى من سكان يزد ، وصلتهم خيرات أهلهم ففرحوا بها ، إلاأنا ، فأنا من المدينة الفلانية ، و قبل سنين مررت من هنا و عيالي ، فمرضت و متّ ودفنت هنا ، فذهبت زوجتي و تزوجت و ورثت كل أموالي و لم تذكرني و ليس لي أولاد ،فقلت له : هل لي أن أخدمك ، فقال : نعم : اذهب الى بيتها في سوق الحدادين.. ( الى هنا انتهى الحلم وأفاق صاحبنا السبزواري من منامه ) ذهب السبزواري الى العنوان الذي سمعه من ذلك الشخص في عالم الرؤيا ، و طرق الباب ، فإذا بصوت امرأة تجيب : من الطارق ؟ قال هل أنت زوجة فلان الحداد ؟ فأجابت نعم ، و من أين لك المعرفة بزوجي القديم ، فلا أحد هنا يعرفه أبدا ؟! فأخبرها حكاية الرؤيا ، و ان زوجها كئيب وحزين لعدم وصول خيرات له منها ، و عند سماعها لهذا الحديث بكت و قدّمت قلادتها لعمل خيرات له ، فأخذ السبزواري القلادة الذهبية ، و باعها في السوق ، و ألبس بنقودها أو مبلغها ستة أشخاص حفاة جياع عراة ، و في ليلة الجمعة التي تلت تلك الليلة رأى في منامه أن الميّت الفلاني مسرور و فرح أكثر من الباقين و ما ان شاهده حتى رفع يديه الى السماء بالدعاء قائلا " الهي أعطه من عطائك الأزلي لأنه اثلج صدري ، و رفع رأسي بين الآرواح البرزخية .. إن القصد الأساسي من هذاالحديث ، هو لا ينبغي لأحد أن ينسى موتاه ، فلا بأس أن يترحم عليهم بتوزيع الخيرات على أرواحهم من خلال اشباع جائع أو اكساء عريان او ما شابه ذلك).
اللهم سخر لنا اولاد صالحين واناس طيبين يذكروننا قبل و بعد الموت ..بحق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
رأيت في عالم الرؤيا و كأني بين قبور مقبرة يزد في احدى ليالي الجمعات ، و كأن الوضع البرزخي للموتى قد كشف لي، و إذا بالجميع يستلمون هداياهم ، فأحدهم يتسلم هدية تؤكل ، و الآخر هدية تشرب ،و آخرون و آخرون إلا شخصا واحدا لا هدية في يده ، ذهبت اليه و سألته من تكون أنت ؟و لماذا لم يصل شيء اليك ؟ فأجاب هل ترى ما ارى ؟ ان هذه الأرواح هي أرواح الموتى من سكان يزد ، وصلتهم خيرات أهلهم ففرحوا بها ، إلاأنا ، فأنا من المدينة الفلانية ، و قبل سنين مررت من هنا و عيالي ، فمرضت و متّ ودفنت هنا ، فذهبت زوجتي و تزوجت و ورثت كل أموالي و لم تذكرني و ليس لي أولاد ،فقلت له : هل لي أن أخدمك ، فقال : نعم : اذهب الى بيتها في سوق الحدادين.. ( الى هنا انتهى الحلم وأفاق صاحبنا السبزواري من منامه ) ذهب السبزواري الى العنوان الذي سمعه من ذلك الشخص في عالم الرؤيا ، و طرق الباب ، فإذا بصوت امرأة تجيب : من الطارق ؟ قال هل أنت زوجة فلان الحداد ؟ فأجابت نعم ، و من أين لك المعرفة بزوجي القديم ، فلا أحد هنا يعرفه أبدا ؟! فأخبرها حكاية الرؤيا ، و ان زوجها كئيب وحزين لعدم وصول خيرات له منها ، و عند سماعها لهذا الحديث بكت و قدّمت قلادتها لعمل خيرات له ، فأخذ السبزواري القلادة الذهبية ، و باعها في السوق ، و ألبس بنقودها أو مبلغها ستة أشخاص حفاة جياع عراة ، و في ليلة الجمعة التي تلت تلك الليلة رأى في منامه أن الميّت الفلاني مسرور و فرح أكثر من الباقين و ما ان شاهده حتى رفع يديه الى السماء بالدعاء قائلا " الهي أعطه من عطائك الأزلي لأنه اثلج صدري ، و رفع رأسي بين الآرواح البرزخية .. إن القصد الأساسي من هذاالحديث ، هو لا ينبغي لأحد أن ينسى موتاه ، فلا بأس أن يترحم عليهم بتوزيع الخيرات على أرواحهم من خلال اشباع جائع أو اكساء عريان او ما شابه ذلك).
اللهم سخر لنا اولاد صالحين واناس طيبين يذكروننا قبل و بعد الموت ..بحق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
تعليق