بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع البصرة مر بي وأنا أتوضأ فقال يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك ثم جازني فأقبلت أقفو أثره فحانت مني التفاته فنظر إلي فقال يا غلام أ لك إلي حاجة قلت نعم علمني كلاما ينفعني الله به فقال يا غلام من صدق الله نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد في الدنيا قرت عينه بما يرى من ثواب الله عز وجل أ لا أزيدك يا غلام قلت بلى يا أمير المؤمنين قال ثلاث خصال من كن فيه سلمت له الدنيا والآخرة من أمر بالمعروف وائتمر به ونهى عن المنكر وانتهى عنه وحافظ على حدود الله يا غلام أ يسرك أن تلقى الله يوم القيامة وهو عنك راض قلت نعم يا أمير المؤمنين قال كن في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا وعليك بالصدق في جميع أمورك فإن الله تعبدك وجميع خلقه بالصدق ثم مشى حتى دخل سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون فبكى ع بكاء شديدا ثم قال يا عبيد الدنيا وعمال أهلها إذا كنتم بالنهار تحلفون وبالليل في فرشكم تنامون وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد فقال له رجل يا أمير المؤمنين إنه لا بد لنا من المعاش فكيف نصنع فقال أمير المؤمنين ع إن طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الآخرة فإن قلت لا بد لنا من الاحتكار لم تكن معذورا فولى الرجل باكيا فقال له أمير المؤمنين ع أقبل علي أزدك بيانا فعاد الرجل إليه فقال له اعلم يا عبد الله أن كل عامل في الدنيا للآخرة لا بد أن يوفى أجر عمله في الآخرة وكل عامل دينا للدنيا عمالته في الآخرة نار جهنم ثم تلا أمير المؤمنين ع قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ طَغى وآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى.اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
ا
لأمالي للمفيد ص : 119
تعليق