إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الصادق قدوة ونموذج في تأسيس الحوزات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الصادق قدوة ونموذج في تأسيس الحوزات








    قال سماحة آية الله نوري الهمداني في كلمة له بمناسبة استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ الإمام (عليه السلام) هو قدوة ونموذج في تأسيس الحوزات ومصدر للمضامين التي تنشر في الحوزات ويجري تدريسها وتعلمها.
    وأفادت وكالة شفقنا، بان النص الكامل لكلمة سماحة آية الله نوري الهمداني جاءت على النحو التالي:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، سيّما بقية الله في الأرضين، واللعن على أعدائهم أجمعين.
    إن شخصية الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عالية وشامخة إلى درجة أنه قد يستحيل أداء حق هذه الشخصية في جلسة واحدةً. وعلينا أن ننشر آثار أهل البيت (عليهم السلام) بقدر المستطاع، وأن نعرّفهم للعالم.
    الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة تأسست على توجيهات ثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، والنظام القائم حالياً في إيران هو امتداد لذلك النظام الثقافي والسياسي لأهل البيت (عليهم السلام).
    مدرسة الإمام الصادق

    ومن بين المسائل أن الحوزات العلمية الحالية ينبغي أن تقتدي بمدرسة الإمام الصادق (عليه السلام). فالإمام الصادق (عليه السلام) هو قدوة ونموذج في تأسيس الحوزات، ومصدر للمضامين التي تنشر في الحوزات ويجري تعليمها وتعلّمها وتدريسها. وهذه خطوة كبيرة جداً. حوزاتنا لم تتمكن بعد من تحقيق جميع المزايا التي كانت تنظّم وتدرّس في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام)، لأنّ هذه المدرسة كانت شديدة الاتساع.
    ومن خصائصها أنّ جميع العلوم الإسلامية كانت موضع اهتمام في حوزة الإمام الصادق (عليه السلام)، أي كل ما له تأثير في أصول وفروع الإسلام وكان له ارتباط بها، كان يدرّس ويعتنى به في تلك الحوزة. ومن أمثلة ذلك شخصية مثل جابر بن حيان ومن على شاكلته.
    وقد كتب مؤخراً كتاب عن أصحاب الأئمة (عليهم السلام) من الإيرانيين، وقد بيّن فيه أن غالبية أصحاب الأئمة الذين كانوا إيرانيين، كانوا من تلامذة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)؛ لأنّ الحوزة كانت شديدة الاتساع، وكان التلاميذ يتوافدون من جميع أنحاء العالم إلى المدينة لتعلّم علوم أهل البيت (عليهم السلام). وقد سنحت الفرصة آنذاك.
    ففي ذلك الزمان، سنحت الفرصة ذلك أن بني أمية كانوا على وشك السقوط، وكان بنو العباس يتقدمون شيئاً فشيئاً نحو السلطة، وكان الصراع بين هاتين المجموعتين قد شغلهم عن غيرهم. هذا الانشغال أتاح الفرصة لأولئك الذين كانوا يطلبون الرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وفي هذه الفرصة قام الإمام الصادق (عليه السلام) بتوسيع هذه المدرسة إلى هذا الحد – مع الإشارة إلى أنّ هذه المدرسة كانت استمراراً لمدرسة والده؛ فقد كان الإمام الباقر (عليه السلام) مؤثراً جداً في هذا المجال.
    المناظرة

    على كل حال، من ميزات مدرسته (عليه السلام) أنّه كان يصنّف تلامذته. فالإمام الصادق (عليه السلام) صنّف تلامذته؛ لأنّ الإنسان لا يمكنه أن يتقن جميع العلوم على حد سواء. وقضية التصنيف هذه قضية مهمة جداً. ومثال ذلك أن رجلاً من الشام أتى إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان عالماً ومتمكناً في العلوم، وقد جاء – حسب تعبيره – ليناظر الإمام. (والمناظرة بحد ذاتها قضية قابلة للنقاش).
    فقال له الإمام: «لا بأس، في أي مجال تريد المناظرة؟» قال أولاً: «في القرآن، مفاهيمه وقراءاته والمضامين المتعلقة به.» فقال الإمام: «تحاور مع حمران، فإن غلبته، فقد غلبتني.» لقد كان تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) على درجة عالية من الأهمية، وكان الإمام يعنى كثيراً بتربيتهم حتى أصبح كل واحد منهم شخصية مرموقة جداً. فحاور ذلك الرجل حمران، فغلبه حمران.
    ثم قال: «أريد أن أتحاور في الأدب والعربية.» قال الإمام: «تحاور مع أبان بن تغلب.» فحاوره، فغلبه أبان. ثم قال ثالثاً: «أريد أن أتحاور في الفقه.» فقال الإمام: «ناقش زرارة، فإن غلبته، فقد غلبتني.» فغلبه زرارة في وقت قصير. رابعاً، قال: «أريد أن أتحاور في علم الكلام.» فعرّفه الإمام على مؤمن الطاق، وهو شخصية مهمة جداً. خامساً، أراد المناظرة في الاستطاعة – أي مسألة الجبر والتفويض التي كانت مطروحة جداً آنذاك – فعرّفه الإمام على الطيار.
    موضوع التوحيد

    ثم قال: «أريد أن أتحاور في التوحيد.» لأن هناك اختلافاً كبيراً بين مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) – أي الشيعة – وأهل السنة في موضوع التوحيد. وإذا رجعتم إلى صحيح البخاري، فستجدون أن لديهم مسائل في التوحيد لا نقرّ بها. من ذلك مثلاً مسألة رؤية الله. نحن لا نقبل بالرؤية، لأن رؤيته تقتضي أن يكون جسماً، والله ليس جسماً. باختصار، قال له الإمام: «تحاور مع هشام بن سالم.» فغلبه هشام. أما آخر بحث فكان حول الإمامة.
    فقال الإمام: «تحاور مع هشام بن الحكم.» وقد غلبه هشام بن الحكم أيضاً في مسألة الإمامة، ولم تبقَ مناظرة أخرى. فقال ذلك الرجل: «قد أفلح من جالسك.» أي إنّ من جالس الإمام فقد فاز فوزاً عظيماً. وأبدى رغبته في أن يكون من تلامذة الإمام. فقال له الإمام: «ادرس عند هشام بن الحكم مدة، فإنّ بلوغ هذا المقام تدريجي، حتى تكتسب اللياقة لحضور مجالسنا.»
    ومن هذا المثال، يستنتج موضوع تصنيف العلماء والطلبة. ونحن لم نتمكن من تطبيق هذا بعد. فمن جهة، لا يستطيع شخص واحد أن يتقن جميع العلوم؛ ومن جهة أخرى، نحن بحاجة دائمة إلى المتخصصين. حالياً، في جامعة الأزهر يوجد كرسي للفقه الشيعي – وقد ذهبت بنفسي إلى القاهرة وإلى جامعة الأزهر حين كنت أمثل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) – كما أن هناك كراسي لتدريس الفقه الحنفي، الحنبلي، المالكي، والشافعي.
    وقد أسس هذا الكرسي نتيجة لعلاقة آية الله العظمى السيد البروجردي مع الشيخ محمود شلتوت. إذ كانت بينهما علاقة وثيقة، وكانا يتبادلان الرسائل. وباختصار، كانت العلاقة على نحو جعل الشيخ شلتوت يوافق على تخصيص كرسي في جامعة الأزهر لتدريس الفقه الشيعي.
    الفقه المقارن

    أي أن يذهب فقيه إلى هناك ليدرّس الفقه المقارن؛ بمعنى أن يكون مطلعاً على الفقه الحنفي، والحنبلي، والمالكي، والشافعي وأدلّتهم في كل مسألة، ثم يشرح فقهنا وأدلّتنا، ويثبت تفوّق الفقه الجعفري على تلك المذاهب الفقهية الأربعة. لكن لا يزال هذا الكرسي شاغراً. ولا يزال ذلك الكرسي في الأزهر فارغاً. وعندما كنت هناك عدة أيام، كان علماء الأزهر يبدون احتراماً كبيراً لعلماء الشيعة. وقد أكرموني كثيراً وأحسنوا ضيافتي.
    إن مسألة التصنيف لم تطبّق بعد ويجب تطبيقها. وهذه من تجليات مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام). ومن خصائص هذه المدرسة أيضاً الجمع بين العلم والأخلاق. فقد ذكرت في كتاب الخمس أربع عشرة ميزة لمدرسة أهل البيت مقارنة بمدرسة الخلفاء. ومن بين هذه المزايا أن العلم في مدرسة أهل البيت مقترن بالأخلاق. وقد ذكرت هناك أمثلة كثيرة على ذلك.
    أما المبحث الآخر، فهو المبحث السياسي؛ لأن هناك الكثير من القضايا حول الإمام الصادق (عليه السلام). وأنا لهذا اقول: كيف انهار بنو أمية، ولكن الإمام الصادق (عليه السلام) لم يستطع أن ينجح سياسياً؟ الإمامة ينبغي أن تكون كدور أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي أسس حكومة إسلامية.
    عندما تهيأت الظروف، كان يجب الوصول إلى الحكم. مع أن الناس قد تعرفوا على بني أمية، وانقضوا عليهم، وقضوا عليهم، بل وأخرجوا أمواتهم من قبورهم – لكثرة ما ارتكبوه من جرائم – فقد كان اهتمام الناس أيضاً متوجهاً إلى أهل البيت. كانوا يعلمون أن بني أمية كانوا معارضين لأهل البيت، ومن خلال ذلك همشوا الإسلام الأصيل، وعزلوا أهل البيت، وقتلوهم واستشهدوهم وعزلوهم.
    إيقاظ الناس

    وعندما انتهى حكم بني أمية، وبعد أن سقطوا بتلك الصفات، وكان الناس يحبون أهل البيت، هنا يجب الانتباه إلى أن هناك عاملين أو ثلاثة عوامل كانت مؤثرة للغاية في إيقاظ الناس. أحدها كان ركوب بني العباس لموجة الأحداث. بني العباس استغلوا هذه الفرصة؛ فقدموا أنفسهم على أنهم من أهل البيت، وقالوا: “نحن أهل البيت”. ومن جهة أخرى، قاموا بحملات دعائية واسعة ضد الأئمة (عليهم السلام).
    إلى جانب القتل، شنوا دعايات كثيرة. على سبيل المثال، كان بنو الحسن (أبناء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام) يقاتلون بني العباس أكثر في ذلك الزمن، ولهذا السبب، قام بنو العباس بحملات دعائية مكثفة ضد الإمام الحسن (عليه السلام). أضرب مثالاً: ما يرد أحياناً في كتبهم من أن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) كان له مئتا زوجة أو ثلاثمئة زوجة أو مئة زوجة، كله من دعاياتهم، مع أن التاريخ يثبت أن عدد زوجاته كان محدوداً جداً، وأولاده كذلك بعدد محدود.
    لقد قالوا هذا الكلام لضرب مكانة أهل البيت – لأن بني الحسن كانوا يحاربونهم – وقالوا عن الإمام الحسن (عليه السلام): “نعم، تصالح مع معاوية وذهب إلى المدينة وانشغل باللهو والمتعة على حد زعمهم”، وأمور من هذا القبيل. كل هذه القضايا من رسم خيال بني العباس.
    استولى بنو العباس على الحكم. لماذا؟ لأنهم تصرفوا بطريقة جعلت الناس يقفون إلى جانبهم، واستطاعوا جذب اهتمام الناس. والناس أيضاً… لأننا في مسألة الإمامة والحكم بحاجة إلى الشرعية والقبول الشعبي؛ وهذان عنصران ضروريان. فأمير المؤمنين (عليه السلام) كان منذ البداية خليفة الرسول (ص)، ولكن خلال خمسة وعشرين عاماً، لم يكن ذلك القبول الشعبي [لحكومته] موجوداً.
    شرعية أمير المؤمنين

    أي أن الذين استلموا الحكم لم تكن لديهم شرعية، بينما كانت شرعية أمير المؤمنين (عليه السلام) قائمة. وبعد خمسة وعشرين عاماً حصل أمير المؤمنين (عليه السلام) على القبول الشعبي أيضاً، فتسلم الحكم. هذا المسار استمر على هذا النحو. والآن، بعد سقوط بني أمية، جاء دور بني العباس الذين حالوا دون وصول الحكم إلى أهل البيت.
    هناك أمثلة كثيرة على ذلك: سدير الصيرفي، أحد كبار الرواة، جاء إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وقال له: “أنتم جالسون، وبنو أمية قد سقطوا، فلماذا لا تتسلمون الحكم؟” كان كلامه قاسياً وكان غاضباً إلى حد ما. فقال له الإمام: “اجلس.” فجلس. ثم أمر الإمام بأن يحضروا دابتين ليخرجوا معاً إلى خارج المدينة. أحضروا دابتين، فركب الإمام الصادق (عليه السلام) إحداهما وركب سدير الأخرى.
    خرجا من المدينة إلى مكان، فنزلا وأدا ركعتين من الصلاة. وكان هناك راعٍ يرعى مجموعة من الجداء. فقال الإمام: “لو كان لي من الأنصار بعدد هذه الجداء، لما جلست، ولكنت تسلمت الحكم.” فذهب سدير وعد الجداء، فكانوا سبعة عشر جدياً! أي أن الناس لم يكونوا أنصاراً بما يكفي.
    السبب في نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية هو أن الناس نزلوا إلى الساحة. كان أنبياء الله يجمعون الناس أولاً، ثم يتحركون معهم. حيثما كان الأمر كذلك تحقق النجاح، وحيثما لم يكن، لم يتحقق.
    مئة ألف مقاتل

    وكذلك، جاء رجل من خراسان إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وقال له: “يا ابن رسول الله! لماذا لا تتسلم الحكم مع أنك تملك في خراسان مئة ألف مقاتل بالسيف؟” فسأله الإمام: “مئة ألف؟” فقال الرجل: “مئتا ألف. نعم، كل خراسان تتبعكم.” فقال الإمام: “اجلس.” فجلس.
    ثم أمر الإمام جارية كانت هناك أن توقد التنور. فاشتعلت النار وأوقد التنور. ثم قال لذلك الرجل الخراساني: “قم وادخل هذا التنور!” فبدأ الرجل يتوسل قائلاً: “لقد جئت غريباً وأنا من المنتظرين لأهل البيت” وأمثال ذلك من الكلام. وفي تلك الأثناء، دخل هارون المكي، أحد أصحاب الإمام.
    بمجرد دخوله، قال له الإمام الصادق (عليه السلام): “ادخل إلى التنور.” فقال: “سمعاً وطاعة!” ولم يكن قد لبس حذاءه احتراماً – كانوا لا ينتعلون الأحذية منذ باب الدار احتراماً للإمام. فدخل هارون إلى التنور. وأخذ الإمام الصادق (عليه السلام) يتحدث مع الرجل الخراساني عن خراسان ومدنها وشؤونها وكأنه يعرف خراسان أكثر من ذلك الرجل.
    ثم اقترب الإمام من التنور وقال لهارون: “اخرج.” فخرج سالماً، لم تؤثر فيه النار بشيء. فقال الإمام: “في خراسان التي تتحدث عنها، كم شخصاً لدي مثل هارون؟” فقال الرجل الخراساني: “ليس لديكم حتى واحد مثله.” فقال الإمام: “عندما نجد مثل هؤلاء الأشخاص، سننهض ونقوم.”
    خلاصة الأمر، أن الإمام الصادق (عليه السلام) حاول بدايةً بعد سقوط بني أمية أن يتسلم الحكم، لكنه لم يجد الأنصار الكافين، فلم يتحقق الأمر. وهذا درس للشعوب، وضرورة تقدير الناس في هذه الثورة وفي كل حركة، خاصةً اليوم.
    العمل الثقافي

    نعم، ولهذا اتجه الإمام إلى العمل الثقافي، لأنه في تاريخ أئمتنا يوجد عنصران دائماً: الثقافة والجهاد. وكان هذان العنصران دائماً نصب أعينهم؛ ولكن الجهاد له أشكال متعددة. فكان الإمام الصادق (عليه السلام) هو من أسس هذه المدرسة، وهناك أمثلة كثيرة قرأتها وكتبت عنها سابقاً، ولكن لا مجال الآن لذكرها. توجد أمثلة كثيرة في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام).
    أذكر واحدة منها: في أحد الأيام، قال الإمام الصادق (عليه السلام) لغلامه مصادف أن يذهب إلى مصر ويأخذ معه سلعة ليتاجر بها. فتحرك مصادف وذهب وعاد. كان قد أخذ ألف دينار، وعاد بألفي دينار، فقدمها إلى الإمام.
    قال: “هذه الألف دينار هي رأس المال، وهذه الألف الأخرى ربح.” فقال له الإمام: “عجباً! ماذا فعلتم حتى ربحتم ألف دينار من ألف دينار؟ يجب أن يكون في التجارة إنصاف، وأن يرضى الإنسان بالربح القليل.”
    فقال مصادف: “اشترينا بضاعة لنبيعها في مصر. ولما اقتربنا من المدينة، وقبل أن ندخلها، جاءنا جماعة من المدينة وسألونا: ماذا معكم؟ فقلنا لهم: بضاعة للتجارة. فاشتروا منا البضاعة هناك، ثم أدخلوها إلى المدينة” (إما بالسعر الذي اشتروه به أو على طريقة الوكالة أو المضاربة) “وباعوها بسعر مرتفع جداً، ضعفي السعر الذي اشتروها به، وربحوا.” فقال الإمام: “لا، هذا الربح حرام. لا أمد يدي إليه. آخذ فقط رأسمالي، أي الألف دينار.”
    وهنا تكمن نقطة مهمة جداً من مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام)، وهي أن الكارتل والتروست وأحياناً المصانع تحتكر السلع. هذا يسمى “احتكار المنافع”. أي إذا تواطأ بعض الأشخاص معاً على احتكار سلعة كانوا سيدخلونها طبيعياً إلى السوق، فتنتفع منها أطراف عديدة وتنخفض الأسعار بسبب كثرة العرض أمام الطلب، ولكنهم يحتكرونها ويستحوذون على السوق، فهذا هو “احتكار المنافع”.
    احتكار السلع

    في الإسلام، كما أن احتكار السلع – السلع الضرورية لحاجة الناس – حرام، كذلك احتكار المنافع حرام أيضاً؛ أي أن يحتكر بعض الناس السلع، ويتواطؤوا فيما بينهم حتى يحرموا عامة الناس من الانتفاع.
    مثل هذه النماذج مذكورة في كتاب “الإمام الصادق والمذاهب الأربعة” – وهو من الكتب المهمة جداً التي تناولت مختلف الأبعاد. يمكن العثور على نماذج كثيرة لتقديمها إلى العالم؛ لأن العالم اليوم يواجه مشكلات، والإسلام لديه أجوبة لكل هذه المشكلات.
    ومعظم هذه الأجوبة موجودة في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام). نأمل إن شاء الله تعالى أن نقدّم الإمام الصادق (عليه السلام) للعالم بحيث يكون قدوة ومثالاً وقائداً، وأن تترسخ إمامته للعالم كله. إن شاء الله تعالى.


    آية الله نوري الهمداني
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X