بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد أقول :
تتعلق بترجمة الامام الهادي ( عليه السلام ) كثير من الأحداث والمؤشرات نأخذ منها بعض الشواهد بعد عرض سريع للتعريف بشخصيته ونحن بصدد استعادة الذكرى السنوية الخالدة ليوم شهادته سلام الله عليه . في يوم الاثنين الثالث من رجب في السنة الرابعة والخمسين بعد المائتين بسامراء ... متأثراً بسمّ المعتز العبّاسي ( لع ) ..
وهو الإمام العاشر من الأئمة الاثني عشر ( أبو الحسن علي بن محمد بن علي الرضا ابن الكاظم موسى بن جعفر الصادق ، العلوي الحسيني المعروف بالهادي ... كان فقيهاً إماماً متعبداً ) .. ( كتاب شذرات الذهب ) .
وقال ابن كثير : ( وأمّا أبو الحسن علي الهادي فهو ابن محمد الجواد ... أحد الائمة الاثني عشر ، وهو والد الحسن بن علي العسكري ، وقد كان عابداً زاهداً ، نقله المتوكل إلى سامراء وأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر ) ...
وجاء في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي نقلاً عن الإرشاد : ( الإمام بعد أبي جعفر ، ابنه أبو الحسن علي بن محمد ، لاجتماع خصال الإمامة فيه ،
ولتكامل فضله وعلمه ، وأنه لا وارث لمقام أبيه سواه ، ولثبوت النص عليه من أبيه ..
وسُعي بالإمام الهادي إلى المتوكل مرة أخرى وهو في سامراء وقيل له : إن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته ، فوجه إليه من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفله ممن في داره ، فوجده في بيت وحده مغلق عليه ، وعليه مدرعة من شعر ، ولا بساط في البيت إلّا الرمل والحصى ، وعلى رأسه ملحفة من الصوف ، متوجهاً إلى ربه ، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فأخذ كل ما وجد عليه ، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه ، والمتوكل يشرب وفي يده كأس ، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ، ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل فيه ، ولا حالة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده ، فقال له ( عليه السلام ) ما خامر لحمي ودمي قط ، فاعفني منه فعافاه وقال : انشدني شعراً أستحسنه ، فقال : إني قليل الرواية للأشعار ، فقيل : لا بد أن تنشدني فأنشد :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم
وأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم
أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمةً
من دونها تضرب الأستار والكللُ
فافصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود ينتقل .
فبكى المتوكل بكاء طويلاً حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضره ، ثم أمر برفع الشراب ، ثم رده إلى منزله مكرماً بعد أن أحسن صلته
السلام عليك ياسيدي يوم ولدت ، ويوم عشت على سطح هذا الكوكب تطرز الوجود بأزهار المعارف والعلوم ، ويوم استشهدت مسموماً على أيدي الطغاة ورحمة الله وبركاته .. ولا جعله الله آخر العهد مني بذكرك وزيارتك .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد أقول :
تتعلق بترجمة الامام الهادي ( عليه السلام ) كثير من الأحداث والمؤشرات نأخذ منها بعض الشواهد بعد عرض سريع للتعريف بشخصيته ونحن بصدد استعادة الذكرى السنوية الخالدة ليوم شهادته سلام الله عليه . في يوم الاثنين الثالث من رجب في السنة الرابعة والخمسين بعد المائتين بسامراء ... متأثراً بسمّ المعتز العبّاسي ( لع ) ..
وهو الإمام العاشر من الأئمة الاثني عشر ( أبو الحسن علي بن محمد بن علي الرضا ابن الكاظم موسى بن جعفر الصادق ، العلوي الحسيني المعروف بالهادي ... كان فقيهاً إماماً متعبداً ) .. ( كتاب شذرات الذهب ) .
وقال ابن كثير : ( وأمّا أبو الحسن علي الهادي فهو ابن محمد الجواد ... أحد الائمة الاثني عشر ، وهو والد الحسن بن علي العسكري ، وقد كان عابداً زاهداً ، نقله المتوكل إلى سامراء وأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر ) ...
وجاء في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي نقلاً عن الإرشاد : ( الإمام بعد أبي جعفر ، ابنه أبو الحسن علي بن محمد ، لاجتماع خصال الإمامة فيه ،
ولتكامل فضله وعلمه ، وأنه لا وارث لمقام أبيه سواه ، ولثبوت النص عليه من أبيه ..
وسُعي بالإمام الهادي إلى المتوكل مرة أخرى وهو في سامراء وقيل له : إن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته ، فوجه إليه من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفله ممن في داره ، فوجده في بيت وحده مغلق عليه ، وعليه مدرعة من شعر ، ولا بساط في البيت إلّا الرمل والحصى ، وعلى رأسه ملحفة من الصوف ، متوجهاً إلى ربه ، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فأخذ كل ما وجد عليه ، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه ، والمتوكل يشرب وفي يده كأس ، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ، ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل فيه ، ولا حالة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده ، فقال له ( عليه السلام ) ما خامر لحمي ودمي قط ، فاعفني منه فعافاه وقال : انشدني شعراً أستحسنه ، فقال : إني قليل الرواية للأشعار ، فقيل : لا بد أن تنشدني فأنشد :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم
وأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم
أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمةً
من دونها تضرب الأستار والكللُ
فافصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود ينتقل .
فبكى المتوكل بكاء طويلاً حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضره ، ثم أمر برفع الشراب ، ثم رده إلى منزله مكرماً بعد أن أحسن صلته
السلام عليك ياسيدي يوم ولدت ، ويوم عشت على سطح هذا الكوكب تطرز الوجود بأزهار المعارف والعلوم ، ويوم استشهدت مسموماً على أيدي الطغاة ورحمة الله وبركاته .. ولا جعله الله آخر العهد مني بذكرك وزيارتك .
تعليق