في كلّ يوم يراها في غدّوه ورواحه فحين يحتاجها يجدها، تحضّر له طعامه، وتغسل له ثيابه، وتربي له أولاده، وتكون ممرضة له
حينما تتوعك صحته، وتكون له أماً حنوناً في الأزمات وسنداً منيعاً في المُلمّات، تحفظه في غيبته وتصون عرضه.
اعتاد على أن يراها بهذه الصورة فلم يدرك قيمتها الحقيقية، تعامل معها على أن هذا ما يجب أن تفعله وإن حصل تقصير فبيده العقاب
وإن أكثرت من أفعالها الكريمة معه لم يشكرها؛ لأن هذا ما يجب أن تفعله،.. فتكبر عليها.
كانت تتذلل له تأسياً بقول رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها"(1)،
ولكنه تذلل محبب فهي تراه كجبل تلوذ به وتحتمي من غدر الزمن وهذا ما جعلها تنضوي تحت جناحه.. فأهانها.
كانت طاعتها له عمياء استلهمتها من قول الرسول صلى الله عليه واله : "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"(2)،
أطاعته لأن الإيمان ملأ قلبها ولأنها أطاعت الله قبله.. فظلمها.
لم يعرف قيمة ما فعلته لأجله ولم يدرك بأن المرأة ريحانة، لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تُعصَر بقوة، وهي قارورة لا يمكن معاملتها
إلا بلطف لئلا تنكسر، حينها من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يصلح ذلك الكسر.
عزيزي الرجل:
ليست كلّ امرأة تحمل هذه الصفات، ولكن إذا كانت لديك زوجة كهذه فاعلم أنك ملكت الدنيا والاخرة
- وسائل الشيعة، ج20، ص29.
- وسائل الشيعة، ج6، ص377.
تعليق