--------------------------------------------
مُنْذُ ابْتِكارِ الحُسْنِ كانَ جميلا
كانَ اخْضراراً للغُصونِ الأولى
مُنْذُ المشيئَةِ كانَ يَطْمَحُ أنْ يُؤذِّنَ
للحياةِ ، وأنْ يكونَ رسولا
لِيَسيلَ بينَ الحالمينَ قصيدةً
نَهْراً يُكَفْكِفُ للتُّرابِ ذُبُولا
"مَطَرٌ فؤادُكَ"
قالتِ الأرضُ: استَبِحْ
صحرائيَ العَطْشى وكُنْ قِنْديلا
واسْتَرْجِعِ الإشْراق ، إنَّ مواسماً
للضَّوْءِ ترْقُبُ مِنْ يَدَيْكَ هُطولا
يا آخر الآتينَ مِنْ رَحِمِ السَّماءِ
أثيرَ حُبٍّ بالهُدى موصولا
عَقْلاً يُؤثثُّ للعقولِ فرادَةً
حَتَّى تُهاجِرَ فِكْرَها المغلولا
يَحْتاجُكَ القَمْحُ الشَّريدُ
ونَخْلَةُ الأرْضِ اليتيمةُ
هَلْ تُغيثُ نخيلا ؟
ومواجعُ الفقراءِ داسَتْها حوافِرُ مُتْرَفينَ
فهلْ تكونُ كفيلا ؟!
أَقْبِلْ فَمِضْمارُ النَّدى مُتَعَطِّشٌ
آن الأوانُ لكي تُعيدَ خيولا
*******
في الغارِ يَرْفَعُ ضِفَّتينِ مِنَ اليقينِ
ونَهْرَ حُبٍّ بالسَّما موصولا
لم يفْقهوا لُغَةَ ابتسامَتِهِ إذا ناجى
وما عرفوا لها تحليلا
هو هكذا
مُتَأمِّلٌ!
يكفيهِ أنْ يرتاحَ في حِضْنِ الصَّلاةِ طويلا
يأتي إلى الصَّحراءِ
يَزْرَعُ شُعْلَةَ التَّنويرِ
حتَّى يَسْتَفِزَّ عُقولا
ويُبَوْصِلُ الرَّمْلَ الشَّريدَ على دروبِ الحُزْنِ
يُلْهِمُهُ الرَّبيعَ بديلا
لا تَجْرحوا الوَرْدَ النَّدِيَّ
ولا تجرُّوا الأُقْحُوانَ مُقيَّداً مذلولا
لا تسرقوا حُلُمَ الحياةِ!
ستشتكي موؤودَةٌ مُتَكَبِّراً ضِلِّيلا
لا تقتلوا الإنْسانَ في إنْسانِهِ
هل تؤثرونَ على الهُدى قابيلا ؟!
قابيلُ فِكْرٌ جاهِلٌ
لا تستعيدوا قاتِلاً
بل أنْقِذوا المقتولا
مولايَ
يا دِفْءَ اليتامى
كَمْ مَنَحْتَ لهمْ فؤاداً بالنَّدى مغزولا
تمشي ، فَيَبْتَسِمُ الوجودُ ، وقدْ
رسَمْتَ إلى ميادينِ الرَّشادِ سبيلا
ورأيْتَ خارِطَةَ الحياةِ تنوءُ بالغَرْقى
وميناءَ النَّجاةِ خَذُولا
فأعَدْتَ تشكيلَ الخرائِطِ
كنْتَ تُبْدِعُ للرَّبيعِ بيادِراً وسُهولا
وقدِ اندمَجْتَ على بيانٍ لا يُجارى
ليْسَ توراةً ولا إنجيلا
بل إنَّهُ أغنى كَقَلْبِكَ !
إنَّهُ الذِّكْرُ العَلِيُّ مُنَزَّلاً تنزيلا
يا صاحبَ القَلَمِ البليغِ تقاطَرَتْ
رَشَحاتُ فِكْرِكَ كَيْ تُضيءَ حُلولا
ومتى رَسَمْتَ حدائقَ المعنى
تولَّاكَ النُّهى مُتَأَدِّباً مَصقولا
في بَسْملاتِكَ رَحْمَةٌ قُدْسِيَّةٌ
تَنْسابُ في فَجْرِ الهُدى ترتيلا
ومَضَيْتَ حَتَّى تنقشَ الأملَ الجميلَ
وكانَ نورُكَ في الدُّجَى إزْميلا
صِرْتَ اخْضِراراً للمسافاتِ التي
تتزاحَمُ الدُّنيا لها تبجيلا
يا سَيِّدَ النَّجوى سجودُكَ جَنَّةُ الدَّعواتِ
والدَّمْعاتُ أبْلَغُ قيلا
وفرائدُ الآياتِ إنْ رتَّلْتها
حطَّتْ على رأسِ الصَّلا إكليلا
وجَمالُ عَفْوِكَ ، والسَّماحُ
وخُلْقُكَ الأسمى يُتَرْجِمُ للجمالِ جميلا
كُنْتَ الأعزَّ متى حَبَبْتَ الله ،
والمأخوذُ بالأصنامِ كانَ ذليلا
كُنْتَ انتصاراً للإباءِ على رِعاعٍ
صَوَّبوا نَحْوَ السَّماءِ نُصولا
مَنْ سَيْفُهُ القرآنُ يَدْمَغُ باطِلا
ويَرُدُّ عَنْ دَرْبِ الصَّلاحِ جَهولا
إنِّي أحِبُّكَ
أنْتَ مَنْ أطْلقْتني
وجَعَلْتَ لي صوْتَ الجمالِ دليلا
وصَبَغْتَ أَحْرُفِيَ اليتيمَةَ بابتسامِكَ
فانْطَلَقْتُ إلى رؤاكَ نبيلا
في خافقي حَقْلٌ مِنَ الكَلِماتِ
والمَعْنى بها طيرٌ يَهيمُ خَجولا
ضُمَّ ارتعاشاتي فإنِّي شاعرٌ
وجَدَ الحبيبَ ، فما ارتضى تبديلا
-------------------------------------
القصيدة للشاعر اللبناني القدير ادبا والسامي اخلاقا
اخي محمد باقر جابر المشاركة بجائزة
كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه واله
"مَطَرٌ فؤادك"
التي شارك بها في نهائيات جائزة كتارا
محمد باقر أحمد جابر
تحيات كبيرة لك اخي ابا علي
مُنْذُ ابْتِكارِ الحُسْنِ كانَ جميلا
كانَ اخْضراراً للغُصونِ الأولى
مُنْذُ المشيئَةِ كانَ يَطْمَحُ أنْ يُؤذِّنَ
للحياةِ ، وأنْ يكونَ رسولا
لِيَسيلَ بينَ الحالمينَ قصيدةً
نَهْراً يُكَفْكِفُ للتُّرابِ ذُبُولا
"مَطَرٌ فؤادُكَ"
قالتِ الأرضُ: استَبِحْ
صحرائيَ العَطْشى وكُنْ قِنْديلا
واسْتَرْجِعِ الإشْراق ، إنَّ مواسماً
للضَّوْءِ ترْقُبُ مِنْ يَدَيْكَ هُطولا
يا آخر الآتينَ مِنْ رَحِمِ السَّماءِ
أثيرَ حُبٍّ بالهُدى موصولا
عَقْلاً يُؤثثُّ للعقولِ فرادَةً
حَتَّى تُهاجِرَ فِكْرَها المغلولا
يَحْتاجُكَ القَمْحُ الشَّريدُ
ونَخْلَةُ الأرْضِ اليتيمةُ
هَلْ تُغيثُ نخيلا ؟
ومواجعُ الفقراءِ داسَتْها حوافِرُ مُتْرَفينَ
فهلْ تكونُ كفيلا ؟!
أَقْبِلْ فَمِضْمارُ النَّدى مُتَعَطِّشٌ
آن الأوانُ لكي تُعيدَ خيولا
*******
في الغارِ يَرْفَعُ ضِفَّتينِ مِنَ اليقينِ
ونَهْرَ حُبٍّ بالسَّما موصولا
لم يفْقهوا لُغَةَ ابتسامَتِهِ إذا ناجى
وما عرفوا لها تحليلا
هو هكذا
مُتَأمِّلٌ!
يكفيهِ أنْ يرتاحَ في حِضْنِ الصَّلاةِ طويلا
يأتي إلى الصَّحراءِ
يَزْرَعُ شُعْلَةَ التَّنويرِ
حتَّى يَسْتَفِزَّ عُقولا
ويُبَوْصِلُ الرَّمْلَ الشَّريدَ على دروبِ الحُزْنِ
يُلْهِمُهُ الرَّبيعَ بديلا
لا تَجْرحوا الوَرْدَ النَّدِيَّ
ولا تجرُّوا الأُقْحُوانَ مُقيَّداً مذلولا
لا تسرقوا حُلُمَ الحياةِ!
ستشتكي موؤودَةٌ مُتَكَبِّراً ضِلِّيلا
لا تقتلوا الإنْسانَ في إنْسانِهِ
هل تؤثرونَ على الهُدى قابيلا ؟!
قابيلُ فِكْرٌ جاهِلٌ
لا تستعيدوا قاتِلاً
بل أنْقِذوا المقتولا
مولايَ
يا دِفْءَ اليتامى
كَمْ مَنَحْتَ لهمْ فؤاداً بالنَّدى مغزولا
تمشي ، فَيَبْتَسِمُ الوجودُ ، وقدْ
رسَمْتَ إلى ميادينِ الرَّشادِ سبيلا
ورأيْتَ خارِطَةَ الحياةِ تنوءُ بالغَرْقى
وميناءَ النَّجاةِ خَذُولا
فأعَدْتَ تشكيلَ الخرائِطِ
كنْتَ تُبْدِعُ للرَّبيعِ بيادِراً وسُهولا
وقدِ اندمَجْتَ على بيانٍ لا يُجارى
ليْسَ توراةً ولا إنجيلا
بل إنَّهُ أغنى كَقَلْبِكَ !
إنَّهُ الذِّكْرُ العَلِيُّ مُنَزَّلاً تنزيلا
يا صاحبَ القَلَمِ البليغِ تقاطَرَتْ
رَشَحاتُ فِكْرِكَ كَيْ تُضيءَ حُلولا
ومتى رَسَمْتَ حدائقَ المعنى
تولَّاكَ النُّهى مُتَأَدِّباً مَصقولا
في بَسْملاتِكَ رَحْمَةٌ قُدْسِيَّةٌ
تَنْسابُ في فَجْرِ الهُدى ترتيلا
ومَضَيْتَ حَتَّى تنقشَ الأملَ الجميلَ
وكانَ نورُكَ في الدُّجَى إزْميلا
صِرْتَ اخْضِراراً للمسافاتِ التي
تتزاحَمُ الدُّنيا لها تبجيلا
يا سَيِّدَ النَّجوى سجودُكَ جَنَّةُ الدَّعواتِ
والدَّمْعاتُ أبْلَغُ قيلا
وفرائدُ الآياتِ إنْ رتَّلْتها
حطَّتْ على رأسِ الصَّلا إكليلا
وجَمالُ عَفْوِكَ ، والسَّماحُ
وخُلْقُكَ الأسمى يُتَرْجِمُ للجمالِ جميلا
كُنْتَ الأعزَّ متى حَبَبْتَ الله ،
والمأخوذُ بالأصنامِ كانَ ذليلا
كُنْتَ انتصاراً للإباءِ على رِعاعٍ
صَوَّبوا نَحْوَ السَّماءِ نُصولا
مَنْ سَيْفُهُ القرآنُ يَدْمَغُ باطِلا
ويَرُدُّ عَنْ دَرْبِ الصَّلاحِ جَهولا
إنِّي أحِبُّكَ
أنْتَ مَنْ أطْلقْتني
وجَعَلْتَ لي صوْتَ الجمالِ دليلا
وصَبَغْتَ أَحْرُفِيَ اليتيمَةَ بابتسامِكَ
فانْطَلَقْتُ إلى رؤاكَ نبيلا
في خافقي حَقْلٌ مِنَ الكَلِماتِ
والمَعْنى بها طيرٌ يَهيمُ خَجولا
ضُمَّ ارتعاشاتي فإنِّي شاعرٌ
وجَدَ الحبيبَ ، فما ارتضى تبديلا
-------------------------------------
القصيدة للشاعر اللبناني القدير ادبا والسامي اخلاقا
اخي محمد باقر جابر المشاركة بجائزة
كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه واله
"مَطَرٌ فؤادك"
التي شارك بها في نهائيات جائزة كتارا
محمد باقر أحمد جابر
تحيات كبيرة لك اخي ابا علي
تعليق