بسمه تعالى
اخوتي الاكارم اسفة لطرح هذا الموضوع بكامل تفاصيله تقريبا..
حيث شعرت بان الاقتباس من بعض معانيه يمحي جوهر البحث..
لذا استميحكم عذرا على الاطالة..
( ان العمل نفس الجزاء)
كل نفس في بدء الخلقة خالية عن الملكات بأسرها ، وانما تتحقق كل ملكة بتكرر الافاعيل والأثار الخاصة به
بيان ذلك :
أن كل قول او فعل ما دام وجوده في الأكوان الحسية لا حظ له من الثبات لان الدنيا دار التجدد والزوال ،
ولكنه يحصل منه أثر في النفس ، فاذا تكرر استحكم الأثر فصار ملكة راسخة ،
مثاله :
الحرارة التي تحدث في الفحم فانها ضعيفة أولا ... ثم صارت صورة نارية محرقة ..
وكذلك الاحوال النفسانية اذا تضاعفت قوتها صارت ملكات راسخة وصورا باطنة تكون مبادئ للآثار المختصة بها ،
فالنفوس الانسانية في اوائل الفطرة كصحائف خالية من النقوش والصور تقبل كل خلق بسهولة ...
و يتعسر او يتعذر تعليم الرجال البالغين و ردهم عن الصفات الحاصلة لهم لاستحكامها و رسوخها.
... ان هذه الملكات و افعالها اللازمة لها ان كانت فاضلة كانت موجبة للالتذاذ و البهجة و مرافقة الملائكة و الاخيار،
و ان كانت ردية كانت مقتضية للالم و العذاب و مصاحبة الشياطين و الاشرار ...
اذ كل شيء يظهر في كل عالم بصورة خاصة ،
فان العلم في عالم اليقظة امر عرضي يدرك بالعقل او الوهم
و في عالم النوم يظهر بصورة اللبن
فالظاهر في العالمين شيء واحد و هو العلم لكنه تجلى في كل عالم بصورة،
و السرور يظهر في عالم النوم بصورة البكاء،
و منه يظهر انه قد يسرك في عالم ما يسوءك في عالم آخر،
... قد يطلق على هذه الصورة اسم الملك ان كانت من فضائل الاخلاق او فواضل الاعمال.
و اسم الشيطان ان كانت من اضدادها
و قد يطلق على الاولى اسم الغلمان و الحور و امثالهما،
و على الثانية اسم الحيات و العقارب و اشباههما
و هذا المذهب يرجع الى القول بتجسد الاعمال بصورة مأنوسة مفرحة او صورة موحشة معذبة ،
و قد ورد بذلك اخبار كثيرة : منها : عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم انه قال :
يا قيس «ان مع العز ذلا، و مع الحياة موتا، و مع الدنيا آخرة، و ان لكل شيء رقيبا و على كل شيء حسيبا، و ان لكل اجل كتابا،و انه لا بد لك من قرين يدفن معك وهو حي و تدفن معه و انت ميت، فان كان كريما اكرمك، و ان كان لئيما الأمك ،
ثم لا يحشر الا معك و لا تحشر الا معه و لا تسال الا عنه، فلا تجعله الا صالحا، فانه ان صلح أنست به
وان فسد لا تستوحش الا منه و هو فعلك» .
...وقد ايد هذا المذهب اعني صيرورة الملكات صورا روحانية باقية ابد الدهر موجبة للبهجة و الالتذاذ و التوحش و التالم،
بانه :
لو لم تكن تلك الملكات و النيات باقية ابدا لم يكن للخلود في الجنة او النار وجه صحيح،
اذ لو كان المقتضى للثواب او للعذاب نفس العمل و القول، و هما زائلان لزم بقاء المسبب مع زوال السبب و هو باطل،
و كيف يجوز للحكيم ان يعذب عباده ابد الدهر لاجل المعصية في زمان قصير، فاذا منشا الخلود هو الثبات في النيات
و الرسوخ في الملكات.
جامع السعادات ج1 ص 48
اخوتي الاكارم اسفة لطرح هذا الموضوع بكامل تفاصيله تقريبا..
حيث شعرت بان الاقتباس من بعض معانيه يمحي جوهر البحث..
لذا استميحكم عذرا على الاطالة..
( ان العمل نفس الجزاء)
كل نفس في بدء الخلقة خالية عن الملكات بأسرها ، وانما تتحقق كل ملكة بتكرر الافاعيل والأثار الخاصة به
بيان ذلك :
أن كل قول او فعل ما دام وجوده في الأكوان الحسية لا حظ له من الثبات لان الدنيا دار التجدد والزوال ،
ولكنه يحصل منه أثر في النفس ، فاذا تكرر استحكم الأثر فصار ملكة راسخة ،
مثاله :
الحرارة التي تحدث في الفحم فانها ضعيفة أولا ... ثم صارت صورة نارية محرقة ..
وكذلك الاحوال النفسانية اذا تضاعفت قوتها صارت ملكات راسخة وصورا باطنة تكون مبادئ للآثار المختصة بها ،
فالنفوس الانسانية في اوائل الفطرة كصحائف خالية من النقوش والصور تقبل كل خلق بسهولة ...
و يتعسر او يتعذر تعليم الرجال البالغين و ردهم عن الصفات الحاصلة لهم لاستحكامها و رسوخها.
... ان هذه الملكات و افعالها اللازمة لها ان كانت فاضلة كانت موجبة للالتذاذ و البهجة و مرافقة الملائكة و الاخيار،
و ان كانت ردية كانت مقتضية للالم و العذاب و مصاحبة الشياطين و الاشرار ...
اذ كل شيء يظهر في كل عالم بصورة خاصة ،
فان العلم في عالم اليقظة امر عرضي يدرك بالعقل او الوهم
و في عالم النوم يظهر بصورة اللبن
فالظاهر في العالمين شيء واحد و هو العلم لكنه تجلى في كل عالم بصورة،
و السرور يظهر في عالم النوم بصورة البكاء،
و منه يظهر انه قد يسرك في عالم ما يسوءك في عالم آخر،
... قد يطلق على هذه الصورة اسم الملك ان كانت من فضائل الاخلاق او فواضل الاعمال.
و اسم الشيطان ان كانت من اضدادها
و قد يطلق على الاولى اسم الغلمان و الحور و امثالهما،
و على الثانية اسم الحيات و العقارب و اشباههما
و هذا المذهب يرجع الى القول بتجسد الاعمال بصورة مأنوسة مفرحة او صورة موحشة معذبة ،
و قد ورد بذلك اخبار كثيرة : منها : عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم انه قال :
يا قيس «ان مع العز ذلا، و مع الحياة موتا، و مع الدنيا آخرة، و ان لكل شيء رقيبا و على كل شيء حسيبا، و ان لكل اجل كتابا،و انه لا بد لك من قرين يدفن معك وهو حي و تدفن معه و انت ميت، فان كان كريما اكرمك، و ان كان لئيما الأمك ،
ثم لا يحشر الا معك و لا تحشر الا معه و لا تسال الا عنه، فلا تجعله الا صالحا، فانه ان صلح أنست به
وان فسد لا تستوحش الا منه و هو فعلك» .
...وقد ايد هذا المذهب اعني صيرورة الملكات صورا روحانية باقية ابد الدهر موجبة للبهجة و الالتذاذ و التوحش و التالم،
بانه :
لو لم تكن تلك الملكات و النيات باقية ابدا لم يكن للخلود في الجنة او النار وجه صحيح،
اذ لو كان المقتضى للثواب او للعذاب نفس العمل و القول، و هما زائلان لزم بقاء المسبب مع زوال السبب و هو باطل،
و كيف يجوز للحكيم ان يعذب عباده ابد الدهر لاجل المعصية في زمان قصير، فاذا منشا الخلود هو الثبات في النيات
و الرسوخ في الملكات.
جامع السعادات ج1 ص 48
تعليق