سِيْرَةُ الإِمَامِ جَعْفَر الصَّادق (عليه السلام)
مَوْلِدُ الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق(ع)
وُلد الإمام الصادق(ع) في المدينة المنورة في السابع عشر من شهر ربيع الأول عام ثمانين للهجرة، وقيل عام ثلاثة وثمانين، ووُلدت مع ولادته إشراقة جديدة من إشراقات القرن الأول الهجري حيث عمّ فضله أرجاء العالَم الإسلامي ونهل من معين علمه آلاف العلماء الذين كانوا يحدّثون عنه وينقلون تعاليمه.
أُمُّ الإِمَامِ الصَّادِقِ(ع)
هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقد وصفها ولدها الصادق(ع) بقوله: وكانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت ، والله يحب المحسنين :
نَشْأَةُ الإِمَامِ الصَّادِقِ(ع)
لقد شابهت نشأته نشأة أبيه من حيث التربية وتلقّي العلوم في بيت الوحي والنبوة والإمامة وكل صفات الخير، فقد لازم جده زين العابدين(ع) مدة خمسة عشرة سنة، وكانت فترة غنية بالعلم والمعرفة وزاد الآخرة، وكذا عاصر أباه الباقر أربعة وثلاثين سنة شابهت المدة التي عاشها مع جده من جميع النواحي الراقية.
لقد نشأ الصادق في ذلك البيت الرسالي ورأى بأم عينه كل ما كان يدور حول هذا البيت من فتن ومحن ومصائب ابتدعها أصحاب المطامع الدنيوية، فلقد عاين قتل جده بالسم بعد الظلم الكبير الذي أنزله به الجبابرة من عتاة العرب، ورأى مدى الظلم الذي حلّ بأبيه لا لذنب ارتكبه إلا لأنه أراد لكلمة الله تعالى أن تعلو في هذه الحياة.
أَلْقَابُهُ(ع)
عن المفضل عن الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده (ع)قال : قال رسول الله (ص): إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق ، فإنه سيكون في ولده سمي له ، يدعي الإمامة بغير حقها ، ويسمى كذابا.
و في مناقب ابن شهرآشوب : كان الصادق (ع)ربع القامة ، أزهر الوجه ، حالك الشعر جعد أشم الانف ، أنزل رقيق البشرة ، دقيق المسربة ، على خده خال أسود ، وعلى جسده خيلان حمرة وكان اسمه جعفر ، ويكنى أبا عبد الله وأبا إسماعيل ، والخاص أبو موسى ، وألقابه : الصادق ، والفاضل ، والطاهر ، والقائم ، والكافل ، والمنجي وإليه تنسب الشيعة الجعفرية ، ومسجده في الحلة .
وفي كشف الغمة : قال محمد بن طلحة : اسمه (ع)جعفر ، وكنيته أبو عبد الله وقيل : أبو إسماعيل ، وله ألقاب أشهرها الصادق ، ومنها الصابر ، والفاضل والطاهر .
أَوْلادُ الإِمَامِ الصَّادِقِ(ع)
جاء في كتاب الإرشاد كان لأبي عبد الله (ع)عشرة أولاد : إسماعيل وعبد الله ، وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وموسى (ع)وإسحاق ، ومحمد ، لام ولد ، والعباس ، وعلي وأسماء وفاطمة لأمهات أولاد شتى وكان إسماعيل أكبر إخوته ، وكان أبو عبد الله (ع)شديد المحبة له ، والبر به والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، والخليفة له من بعده ، إذ كان أكبر أخوته سنا ، ولميل أبيه إليه ، وإكرامه له ، فمات في حياة أبيه (ع)بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن بالبقيع .
كَلامُهُ(ع) عِنْدَ وَفَاةِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيْل
عن عنبسة بن بجاد العابد قال : لما مات إسماعيل ابن جعفر بن محمد (ع)وفرغنا من جنازته ، جلس الصادق جعفر بن محمد (ع)وجلسنا حوله وهو مطرق ، ثم رفع رأسه فقال : أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ، ودار التواء ، لا دار استواء ، على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة لا ترد ، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء ، وصحة الفكرة ، فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه ، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ، ثم تمثل عليه السلام بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه : ولا تحسبي أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا أميم جميل .
وعن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل ، و أبو عبد الله (ع)عنده ، فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه ، وغطاه بالملحفة ، ثم أمر بتهيئته ، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله .
النَّصُّ عَلَيْهِ بِالخِلافَة
في عيون أخبار الرضا(ع) عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع)عند الوفاة ، دعا بابنه الصادق (ع)ليعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي (ع): لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين (ع)رجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال له : يا أبا الحسين إن الأمانات ليست بالمثال ، ولا العهود بالرسوم ، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله عز وجل .
وعن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قال : لما حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا . قلت : جعلت فداك والله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا .
عِلْمُ الإِمَامِ الصَّادِقِ(ع)
تعليق