الإمام الحسن العسكري(ع) مهـد لعصر الغيبة وواجه التحديات الفكرية والسياسية بحكمة

عزى ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بذكرى شهادة الإمام الحادي عشر للمسلمين الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، كما يهنئ المؤمنين بتتويج الإمام الثاني عشر بتاج الإمامة وقائلا،لقد كان الإمام العسكري حارسا أمينا ويقظا للعقيدة الإسلامية في زمن كثرت فيه الفتن الفكرية والاجتماعية والسياسية ؛ فدافع عن أصول الدين بعلمه الغزير ، ورد الشبهات التي أثارها المحرفون ، وفضح البدع ، ورسم لأتباعه طريق التمسك بالإمامة ضمانة لاستقامة الدين ، كما مهد لغيبة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
وذكر في كلمتــه،قائلا،يصادف يوم الثامن من ربيع الأول شهادة الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري عليه السلام وبهذه المناسبة الحزينة تعقد المجالس العزائية في مختلف أنحاء العالم حدادا على شهادته الأليمة .
لقد كرس الإمام العسكري -كآبائه الطاهرين- حياته للدفاع عن الدين وحفظ الشريعة على الرغم من شدة الحصار الخانق كالسجن والمضايقة والمراقبة الدائمة من السلطات الجائرة فكان حاميا وحارسا ومدافعا أمينا عن العقيدة الإسلامية ويمكننا تلخيص ذلك في النقاط الآتية:
أولا :
التصدي للشبهات الفكرية والعقدية التي أثارها بعض المتكلمين والتيارات الفكرية التي ظهرت في عصره حول التوحيد وصفات الله والقدر والنبوة إضافة إلى النزعات الإلحادية وقد نقل لنا التاريخ أجوبة الإمام على بعض هذه الإشكالات التي امتازت بالوضوح والمنطقية فقد كتب رسائل إلى شيعته يوضح بها معالم العقيدة الصحيحة مؤكدا أن العقل والفطرة يشهدان بوحدانية الله وعدله ، وأن الشريعة لا تنفصل عن العقل السليم . من ذلك ما روي عليه السلام : ” أن الوصول إلى الله لا ينال إلا بعقل راجح وعلم نافع وعمل خالص ” . وهنا يربط عليه السلام بين العقيدة الصحيحة والسلوك العملي ويرد بذلك على النزعات التي كانت تميل إلى الجدل العقيم بلا ثمرة . وقد تكفلت المصادر التاريخية بتوضيح هذه الجوانب مما يوضح للقارئ أهمية دور الإمام الحسن العسكري في هذا المجال .
ثانيا :
فضح عليه السلام البدع والانحرافات التي حاولت تشويه الإسلام مثل الغلو في الأئمة وإنكار إمامتهم . وكان يبين لأصحابه كما بين قبله الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام أن الغلاة كاذبون على أهل البيت وأنهم أخطر على الأمة من خصومها الظاهريين كما واجه عليه السلام تيارات الانحراف الفقهي التي أردات التقليل من شأن السنة النبوية فكان يؤكد عليه الصلاة والسلام أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المرجع الأعلى ، وأن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم الامتداد الطبيعي في بيان شؤون العقيدة والدين ، كما أشار عليه السلام إلى المعاني الصحيحة للآيات القرآنية بعيدا عن التحريفات والتأويلات الباطلة التي حاولت بعض التيارات المنحرفة استغلالها بشأن بعض النصوص القرآنية لتبرير انحرافها .
ثالثا :
ترسيخ معالم الإمامة كحصن للعقيدة حيث أدرك الإمام عليه السلام أن الانحرافات الفكرية ما كانت لتجد طريقها إلى الأمة لو تمسكت بخط الإمامة . لذلك ركز على بيان أن معنى السنة هو قول الإمام المعصوم وفعله وتقريره في ما إذا كان في صدد بيان الحكم الشرعي ، وهو المرجع الوحيد للأمة . وأن طاعته – أي الإمام – واجبة لأنها من طاعة الله ورسوله .
كما هيأ شيعته للارتباط بالإمام المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – الذي ولد في حياته وخفي أمره عن أعين السلطة . وقد كانت هذه التهيئة نوعا من الدفاع عن الإسلام ، إذ ضمن بذلك استمرار خط الإمامة الذي يحمي الدين من التحريف حتى في غياب الإمام عن الأنظار .
رابعا :
الدفاع العملي من خلال القدوة حيث لم يكن دفاع الإمام عليه السلام مجرد كلمات بل قدوة عملية للسلوك والأخلاق فقد شهد خصومه بزهده وعبادته حتى روي أن بعض السجانين قال : ” ما رأينا مثل هذا الرجل في صلاته وخشوعه ” . وبهذا السلوك النبيل أثبت أن الإسلام ليس مجرد شعارات بل هو منهج حياة ودحض عمليا شبهات الملحدين والزنادقة الذين طعنوا في صلاحية الدين في قيادة المجتمع .
ولم يزل إمامنا العسكري مجاهدا صابرا حتى قضى نحبه شهيدا في مثل هذه الأيام وصلى عليه ولده الحجة المنتظر (عج) ودفن حيث مرقده الطاهر اليوم في مدينة سامراء إلى جانب والده الهادي(ع). وبذلك انتهى عصر الحضور وبدأ عصر إمامة الإمام الثاني عشر صلوات الله عليه في التاسع من شهر ربيع الأول متحملا أعباء الإمامة الإلهية وهو ابن ست سنوات .
وهذا الإمام الذي يتطلع العالم إلى ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت جورا وظلما ، كما قال جده رسول الله(ص).
نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا من أعوانه وأنصاره والممهدين لدولة سلطانه ويرزقنا رحمته ورأفته ودعاءه وخيره. آمين يا رب العالمين .
انتهى

عزى ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بذكرى شهادة الإمام الحادي عشر للمسلمين الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، كما يهنئ المؤمنين بتتويج الإمام الثاني عشر بتاج الإمامة وقائلا،لقد كان الإمام العسكري حارسا أمينا ويقظا للعقيدة الإسلامية في زمن كثرت فيه الفتن الفكرية والاجتماعية والسياسية ؛ فدافع عن أصول الدين بعلمه الغزير ، ورد الشبهات التي أثارها المحرفون ، وفضح البدع ، ورسم لأتباعه طريق التمسك بالإمامة ضمانة لاستقامة الدين ، كما مهد لغيبة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
وذكر في كلمتــه،قائلا،يصادف يوم الثامن من ربيع الأول شهادة الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري عليه السلام وبهذه المناسبة الحزينة تعقد المجالس العزائية في مختلف أنحاء العالم حدادا على شهادته الأليمة .
لقد كرس الإمام العسكري -كآبائه الطاهرين- حياته للدفاع عن الدين وحفظ الشريعة على الرغم من شدة الحصار الخانق كالسجن والمضايقة والمراقبة الدائمة من السلطات الجائرة فكان حاميا وحارسا ومدافعا أمينا عن العقيدة الإسلامية ويمكننا تلخيص ذلك في النقاط الآتية:
أولا :
التصدي للشبهات الفكرية والعقدية التي أثارها بعض المتكلمين والتيارات الفكرية التي ظهرت في عصره حول التوحيد وصفات الله والقدر والنبوة إضافة إلى النزعات الإلحادية وقد نقل لنا التاريخ أجوبة الإمام على بعض هذه الإشكالات التي امتازت بالوضوح والمنطقية فقد كتب رسائل إلى شيعته يوضح بها معالم العقيدة الصحيحة مؤكدا أن العقل والفطرة يشهدان بوحدانية الله وعدله ، وأن الشريعة لا تنفصل عن العقل السليم . من ذلك ما روي عليه السلام : ” أن الوصول إلى الله لا ينال إلا بعقل راجح وعلم نافع وعمل خالص ” . وهنا يربط عليه السلام بين العقيدة الصحيحة والسلوك العملي ويرد بذلك على النزعات التي كانت تميل إلى الجدل العقيم بلا ثمرة . وقد تكفلت المصادر التاريخية بتوضيح هذه الجوانب مما يوضح للقارئ أهمية دور الإمام الحسن العسكري في هذا المجال .
ثانيا :
فضح عليه السلام البدع والانحرافات التي حاولت تشويه الإسلام مثل الغلو في الأئمة وإنكار إمامتهم . وكان يبين لأصحابه كما بين قبله الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام أن الغلاة كاذبون على أهل البيت وأنهم أخطر على الأمة من خصومها الظاهريين كما واجه عليه السلام تيارات الانحراف الفقهي التي أردات التقليل من شأن السنة النبوية فكان يؤكد عليه الصلاة والسلام أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المرجع الأعلى ، وأن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم الامتداد الطبيعي في بيان شؤون العقيدة والدين ، كما أشار عليه السلام إلى المعاني الصحيحة للآيات القرآنية بعيدا عن التحريفات والتأويلات الباطلة التي حاولت بعض التيارات المنحرفة استغلالها بشأن بعض النصوص القرآنية لتبرير انحرافها .
ثالثا :
ترسيخ معالم الإمامة كحصن للعقيدة حيث أدرك الإمام عليه السلام أن الانحرافات الفكرية ما كانت لتجد طريقها إلى الأمة لو تمسكت بخط الإمامة . لذلك ركز على بيان أن معنى السنة هو قول الإمام المعصوم وفعله وتقريره في ما إذا كان في صدد بيان الحكم الشرعي ، وهو المرجع الوحيد للأمة . وأن طاعته – أي الإمام – واجبة لأنها من طاعة الله ورسوله .
كما هيأ شيعته للارتباط بالإمام المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – الذي ولد في حياته وخفي أمره عن أعين السلطة . وقد كانت هذه التهيئة نوعا من الدفاع عن الإسلام ، إذ ضمن بذلك استمرار خط الإمامة الذي يحمي الدين من التحريف حتى في غياب الإمام عن الأنظار .
رابعا :
الدفاع العملي من خلال القدوة حيث لم يكن دفاع الإمام عليه السلام مجرد كلمات بل قدوة عملية للسلوك والأخلاق فقد شهد خصومه بزهده وعبادته حتى روي أن بعض السجانين قال : ” ما رأينا مثل هذا الرجل في صلاته وخشوعه ” . وبهذا السلوك النبيل أثبت أن الإسلام ليس مجرد شعارات بل هو منهج حياة ودحض عمليا شبهات الملحدين والزنادقة الذين طعنوا في صلاحية الدين في قيادة المجتمع .
ولم يزل إمامنا العسكري مجاهدا صابرا حتى قضى نحبه شهيدا في مثل هذه الأيام وصلى عليه ولده الحجة المنتظر (عج) ودفن حيث مرقده الطاهر اليوم في مدينة سامراء إلى جانب والده الهادي(ع). وبذلك انتهى عصر الحضور وبدأ عصر إمامة الإمام الثاني عشر صلوات الله عليه في التاسع من شهر ربيع الأول متحملا أعباء الإمامة الإلهية وهو ابن ست سنوات .
وهذا الإمام الذي يتطلع العالم إلى ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت جورا وظلما ، كما قال جده رسول الله(ص).
نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا من أعوانه وأنصاره والممهدين لدولة سلطانه ويرزقنا رحمته ورأفته ودعاءه وخيره. آمين يا رب العالمين .
انتهى