إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف وصف الامام العسكري احوال الناس في آخر الزمان؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف وصف الامام العسكري احوال الناس في آخر الزمان؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وقفة عند حديثِ إمامِنا العسكريِّ عن أحوالِ الناس آخرِ الزمان.. ولماذا كان عُلماؤهم شِرارُ خَلْقِ اللهِ؟!

    يقولُ إمامُنا الحسنُ العسكريُّ وهو يُحدّثُنا عن أحوالِ الناسِ آخرِ الزمان:

    (سيأتي زمانٌ على الناس وُجوهُهم ضاحكةٌ مُستبشرةٌ وقُلوبُهم مُظلمةٌ مُتكدّرة، السنّةُ فيهم بدعةٌ والبدعةُ فيهم سُنّة، المؤمنُ بينهم مُحقَّرٌ والفاسقُ بينهُم مُوقَّرٌ، أُمراؤهم جاهلون جائرون وعُلماؤهم في أبوابِ الظَلَمةِ سائرون، أغنياؤهم يسرقون زادَ الفُقراء وأصاغِرُهم يتقدّمون على الكُبَراء، وكُلُّ جاهلٍ عندهم خبير، وكُلُّ مُحيلٍ عندهم فقير، لا يُميزُونَ بين المُخلِصِ والمُرتاب، لا يعرفون الضأن مِن الذئاب!
    عُلماؤهم شِرارُ خلْقِ اللهِ على وجهِ الأرضِ لأنّهم يميلون إلى الفلسفةِ والتصوّفِ وأيمُ اللهِ إنّهم مِن أهلِ العُدولِ والتحرُّف..يُبالغون في حُبِّ مُخالفينا ويُضلّون شِيعتَنا وموالينا، إن نالوا منصِباً لم يشبعوا عن الرِشاء، وإن خُذِلوا عبدوا اللهَ على الرِياء، ألا إنّهم قُطّاعُ طريق المؤمنين والدُعاةُ إلى نحلةِ المُلحدين، فمن أدركَهم فليحذرهم وليصُن دينَهُ وإيمانَهُ..)

    [مستدرك الوسائل: ج١١]
    〰〰〰〰〰〰

    [توضيحات]
    ✦ قولِهِ: (السُنّةُ فيهم بدعةٌ والبدعةُ فيهم سُنّة) هذا وصفٌ لواقعِنا الآن..فثقافةُ أهلِ البيتِ الأصيلةِ صارت هي البدعة، وثقافةُ المُخالفين لأهلِ البيتِ هي الّتي تُعنوَنُ بثقافةِ أهلِ البيتِ وهي الّتي تُطرَحُ في الكُتُبِ وعلى المنابرِ الشيعيّةِ وتُقدَّمُ للناسِ على أنّها ثقافةُ أهلِ البيتِ وهي ليست كذلك، والناس لا يعلمون ذلك بسببِ جهلِهِم بثقافةِ أهلِ البيتِ الأصيلة!

    ✦ قولِهِ: (المُؤمنُ بينهم مُحقَّر والفاسقُ بينهُم مُوقَّر) هذا الوصفُ أيضاً نتلمَّسُهُ في واقعِنا.. فأهلُ النصبِ والضلالِ والعِداء لأهلِ البيتِ مِن أهلِ الضلال صاروا هُم المُوقّرون..وصار رُواةُ حديثِ أهلِ البيتِ الّذين يُعرَفونَ بشدّةِ الولاءِ لأهلِ البيتِ هم المُحاربون في واقعِنا الشيعي!
    وقد أشار سيّدُ الأوصياء لهذا الحالِ في حديثٍ له يقول فيه:
    (إنّ علْمَنا أهلَ البيتِ سيُنكَرُ ويُبطَلُ وتُقتَلُ رواتُهُ ويُساءُ إلى مَن يتلوهُ بغياً وحَسَداً لِمّا فضّلَ اللهُ به عِترةَ الوصيِّ وصيّ النبيّ..)
    [غيبة النعماني]

    ✦ قولِهِ: (أُمراؤهم جاهلون جائرون وعُلماؤهم في أبوابِ الظَلَمةِ سائرون) الإمامُ يتحدّثُ عن عُلماءِ الدينِ الّذين يتملّقون للسلاطين كي يُحصِّلوا مِنهم منفعةً ماديّة،

    ✦ قولِهِ: (وكُلُّ جاهلٍ عندهم خبيرٌ وكُلُّ مُحيلٍ عندهم فقير) المُحيل: هو الشخصُ الشديدُ الذكاء الّذي لا تخفى عليه الأمور، يعني عندَهُ نُبوغٌ ونباهة، فيستطيعُ أن يُواجهَ المشاكلَ بنباهتِهِ وأن يجد لها حلّاً،
    فيكونُ معنى العبارة:
    أنّ الجُهالَ الّذين ليس عندهم أيُّ كفاءةٍ وأيُّ خِبرةٍ هُم الّذين يُقدَّمون..والأذكياءُ أصحابُ النُبوغ يُنظَرُ إليهم على أنّهم فُقراء، يفتقرون للعِلم والفَهم!
    الموازين صارت بالمقلوب.. وهذا هو واقِعُنا في الأجواءِ في زماننا هذا.

    ✦ قولِهِ: (لا يعرفون الضأنَ مِن الذِئاب) الضأن؛ يعني الأغنام، وهذه العبارةُ تشرحُ العبارةَ الّتي قبلَها وهي قولِهِ: (لا يُميّزونَ بين الـمُخلصِ والـمُرتاب) يعني لا يُميّزون بين المُخلِصِ في دينِهِ وبين أهلِ الرِيبةِ المُحتالين.. كحالِ الّذي لا يُميّزُ بين الخرافِ وبين الذئاب!

    ✦ قولِهِ: (عُلماؤهم شِرارُ خلْقِ اللهِ على وجهِ الأرضِ لأنّهم يميلونَ إلى الفلسفةِ والتصوُّف) ذِكرُ الإمامِ للفلسفةِ والتصوّفِ لا يعني أنّ الإشكالَ والذمَّ فقط لهذين العنوانين،
    الفلسفةُ والتصوّفُ هي أمثلةٌ ونماذج مِن الفكرِ الضالِّ المخالفِ لأهلِ البيت،
    وإنّما الإشكالُ في أنّ عُلماءَ السوءِ هؤلاء يمليون إلى الفِكرِ الضالِّ المُخالفِ لِفكرِ العترةِ ويأخذون منه!

    فان الإشكالُ في المنهج..فهذه الكُتُب منهجُها ضالٌّ حتّى لو اشتملت على بعضِ المعلوماتِ الصحيحة.. ولذا عبارةُ الإمامِ دقيقةٌ حين قال: (يميلون إلى الفلسفةِ والتصوُّف) لأنّ الميلَ لا يكونُ باتّجاهِ معلومةٍ في هذه الكُتُب..وإنّما الميل يكونُ باتّجاهِ منهج،
    فلو اعتقد شخصٌ بصحّةِ معلومةٍ موجودةٍ في هذه الكُتُب.. فلا يُقالُ له أنّه مال عن منهجِهِ لذلك المنهج.. فالميلُ هو الانحرافُ إلى منهجٍ آخر بعيداً عن منهجِ العِترة،
    وإنّما جيء بذكرِ الفلسفةِ والتصوّفِ لأنّ الفلسفةَ والتصوّفَ قد نُشِراَ بشكلٍ واسعٍ مُنذُ زمنِ المأمونِ العباسي!

    بداياتُ الصوفيّةِ كانت في زمنِ أميرِ المُؤمنين.. ولكنّ المأمون العبّاسي ،
    فهو الّذي ساعد في نشرِهم حين انتقل مِن خراسان إلى بغداد بعد أن قتل الإمامَ الرضا،
    فقد بنى دارَ الحكمةِ في بغداد الّتي جُعلت مكاناً للترجمة..فترجموا كُتُب الفلسفاتِ المُختلفة لتضييعِ فكرِ العترةِ الطاهرة حتّى يطمعَ الناسُ في هذا الشيءِ الجديد.. فكُلُّ جديدٍ له لذّةٌ وللناس فيه رغبة،
    ونشرَ الفلسفةَ أيضاً في خُراسان، ولذا حين جاء إمامُنا الرضا جمع المأمون له أصحابَ الدياناتِ والمُتفلسفين، جمع كُلَّ الاتّجاهات وكان يُريدُ لهذه الأفكارِ أن تنتشرَ وأن تتفوّقَ على فكرِ إمامِنا الرضا

    وقد زاد هذا الانتشارُ للتصوّف والفلسفةِ بشكلٍ واسعٍ في زمنِ إمامِنا العسكري،
    فقد روّجت الحكومةُ العباسيّةُ للفلسفةِ والتصوّف كثيراً لأجلِ أن يميلَ الناسُ إلى هذين العنوانين ويتركونَ فِكرَ أهلِ البيت،
    مع أنّ الشيعةَ كانوا قِلّةً آنذاك..ولكنّ المُخالفين عمدوا لنشرِ الفلسفةِ والتصوّفِ خوفاً مِن ميلِ الناسِ لفِكر أهلِ البيت!
    ولذا حذّر إمامُنا الرضا أيضاً مِن الفلسفةِ والتصوّفِ لأنّ عمليةَ نشرِ الفلسفةِ والتصوّفِ بدأت بشكلٍ واسع في زمنِ المأمون، إذ يقولُ إمامُنا الرضا:
    (من ذُكِرَ عندهُ الصُوفيّةُ ولم يُنكِرهُم بلسانهِ وقلبهِ فليس مِنّا، ومَن أنكرهم، فكأنّما جاهد الكفّارَ بين يدي رسولِ الله)
    [الأنوار النعمانية: ج2]

    إمامُنا الرضا هنا يُعطينا منهجاً في العمل بأن نستنكِرَ على أصحابِ العقائدِ الفاسدةِ بقُلوبِنا على الأقل، وبألسِنتِنا إذا كُنّا قادرين على أن نفضحَهم (ولكن بالصدق والعِلم والحقائق وبالأدلّةِ والبراهين والحُجج وليس بالأكاذيب)
    وقد خصّ الإمامُ الصوفيّةَ بالذِكر لأنّهم بدأوا يُؤثّرون في الناسِ ويُشكّلون حاجزاً يقطعُ الطريقَ فيما بين الناسِ وبين العِترة،
    وحديثُ إمامِنا الرضا هذا ينطبقُ أيضاً على الّذين يأخذون الفِكرَ الصوفيَّ ويُغطّونه بضلالِهم ثمّ يُقدّمونه للناسِ على أنّه فِكرُ أهلِ البيت..فهؤلاء أخطر! كما يُبيّنُ ذلك إمامُنا الصادق حين سأله رجلٌ عن الصوفيّةِ: ما تقولُ فيهم؟
    فقال الإمام:
    (إنّهُم أعداؤنا، فمَن مال إليهم فهو مِنهم ويُحشَرُ معهم.. وسيكونُ أقوامٌ يدّعُونَ حُبُّنا ويميلون إليهم ويتشبّهون بهم ويُلقِّبونَ أنفُسَهُم بلَقَبِهم، ويُؤوّلون أقوالَهُم..ألا فمَن مال إليهم فليس مِنّا وأنا مِنه بُراء، ومَن أنكرهم وردَّّ عليهم -لبيان ضلالهم - كان كمَن جاهد الكُفّار بين يدي رسُولِ الله)
    [مستدرك الوسائل: ج12]


    واما قولِهِ: (وأيمُ اللهِ إنّهم مِن أهلِ العُدولِ والتحرُّف) الإمامُ يُقسِمُ أنّ هؤلاء علماءُ السوءِ الّذين يميلون لمناهجِ المُخالفين ولفِكرِهم..هؤلاء هُم أهلُ العدولِ والتحرّف، أي أنّهم يعدلون عن منهجِ العِترة،
    وأمّا التحرُّف: فهو أخبثُ مِن التحريف، فهؤلاء يُحرّفون الحقائقَ وبعد ذلك يُغطّونَ هذا التحريفَ ويُظهرونَهُ للناسِ كأنّه هو الأصلُ الّذي ليس مُحرّفاً.. هؤلاء هم أهلُ التحرُّف، إنّهم أعداءُ آلِ محمّد! وقد أشار لهم القرآنُ في قولِهِ تعالى:
    {ومِن الناس مَن يعبُدُ اللهَ على حَرْفٍ -أي على يعبدُ اللهَ على الحافّة، فهو مُتقلّبٌ بحسبِ مصالحِهِ - فإن أصابهُ خيرٌ اطمأنّ به وإن أصابتهُ فتنةٌ انقلب على وجههِ خسر الدُنيا والآخرة ذلك هو الخسرانُ المبين}
    هؤلاء هم أعداءُ العترةِ كما يُؤكّد ذلك سيّدُ الشهداء في خُطبتِهِ يوم عاشوراء حين قال:
    (انسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفُسِكُم وعاتبوها وانظروا هل يحلُّ لكم قتلي وانتهاك حُرمتي..) إلى آخرِ كلامِهِ،
    فصاح الشمر:
    (أنا أعبدُ اللهَ على حرفٍ إن كُنتُ أدري ما تقول..فأجابهُ حبيب: واللهِ إنّي لأراك تعبدُ اللهَ على سبعين حرفاً وأنا أشهدُ أنّك صادقٌ ما تدري ما يقول، قد طبع اللهُ على قلبِك..)

    نعود لحديثِ إمامِنا العسكري؛
    و قولِهِ: (يُبالغون في حُبِّ مُخالفينا)
    هذه المُبالغةُ في محبّةِ المُخالفين وفي الاغترافِ مِن كُتُبِهم وتفسيرِ القرآن وِفقاً لمنهجِهم، وطرحِ فِكر المُخالفين على منابرِنا وفي كُتُبِنا.. كُلُّ هذا يكونُ سبباً في ضلالِ الشيعة! لأنّ هذا الفِكرَ الضالَّ يُقدَّمُ للشيعةِ على أنّه فِكرُ أهلِ البيتِ وهو مخالفٌ بالتمامِ لفكرِ أهلِ البيت!

    ✦ قولِهِ: (إن نالوا منصباً لم يشبعُوا عن الرَشاء -أي الرشوة -) وقولِهِ: (وإن خُذلوا عبدُوا اللهَ على الرِياء)
    يعني حين يكونُ الظالمُ فوقَ رُؤوسِهِم أقوى فلا يتمكّنون مِن نيلِ منصبٍ عالٍ..تراهم يسكنون إلى العُزلة.. يعبدون اللهَ على الرِياء كي يخدعوا الناس بظاهرِهِم الدينيّ!

    ✦ قولِهِ: (ألا إنّهُم قُطّاعُ طريقِ المُؤمنين والدعاةُ إلى نحلةِ المُلحدين) المُلحدون هُنا غيرُ المُلحدين في زمانِنا،
    في زمن إمامِنا العسكري الّذين يُنكرون وجودَ اللهِ يُسمّون بالدهريّةِ وبالزنادقةِ وبالطبيعيّين، لا يُسمّون بالمُلحدين كما في زمانِنا،
    أمّا الملحدون في ثقافةِ الكتابِ والعترةِ فهُم الّذين يُلحدون في أسماءِ اللهِ تعالى كما يقولُ القُرآن: {وللهِ الأسماءُ الحسنى فادعوهُ بها وذروا الّذين يُلحدون في أسمائهِ..}
    المُلحدون في ثقافةِ الكتابِ والعترة يُؤمنون باللهِ ويُؤمنون بالأسماءِ الحُسنى.. لكنّ عقائدَهم ناصبيّةٌ لم تُؤخذ مِن تفسيرِ أهلِ البيتِ للقرآن،
    فهُم يعتقدون شيئاً خاطئاً في أسماءِ اللهِ الحسنى، فيميلون بها عن معناها الحقيقي!

    نعودُ لحديثِ إمامِنا العسكري:
    و قولِهِ: (فمَن أدركهُم فليحذرهُم وليصن دِينهُ وإيمانَهُ) هذا التحذيرُ هو نفسُهُ الموجودُ في هذه الآية:
    {يا أيُّها الّذين آمنوا إنّ كثيراً مِن الأحبارِ والرُهبان ليأكُلون أموالَ الناسِ بالباطلِ ويصدُّون عن سبيلِ الله}

    فمَن أدرك زمان علماءِ السُوء هؤلاء الّذين هُم شِرارُ خلقِ اللهِ على وجهِ الأرض كما وصفهم إمامُنا العسكري..فليحذرهُم وليصُن دِينهُ وإيمانَهُ.. فهؤلاء بعقائدهِم الضالّةِ يقطعون الطريقَ بين الشيعةِ وبين إمامِ زمانِهِم!



    اللهم_عجل_لوليك_الفرج​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X