كرامة رضوية
يواصل المؤذّن النيسابوريّ حديثه الممتع بقوله: فنمتُ في سجودي، وإذا بي أرى في المنام كأنّ القبر قد انفرج، خرج منه رجلٌ كهلٌ آدم شديد الأَدَمة (أي السُّمْرة)، فدنا منّي وقال لي:يا أبا نصر، قُلْ: لا إله إلا الله.فأومأت إليه: كيف أقول ذلك ولساني مُغلق معقود؟! فقال: تُنكر للهِ قُدرة؟! قل: لا إله إلا الله.قال أبو نصر: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلا الله.ورجعتُ إلى منزلي راجلاً وأنا أردّد: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله. وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك أبداً. (عيون أخبار الرضا(عه) للشيخ الصدوق: 316:1)
.............
من توجه الى أولياء الله تعالى وأحباءه بقلب موقن ونية صادقة فلا يخيب أبداً..
فاللّهمّ اجعلْ ألسنةَ أفواهنا، وكذلك ألسنةَ قلوبنا، لَهِجةً بذكرك وشُكرك، والثناءِ عليك وطلب عفوك ومغفرتك، ورَطِبةً بذِكر فضائلِ أشرفِ خَلقِك.. محمّد وآلِ محمّد عليهم أسمى وأعلى وأفضلُ صلواتك..
وما أجمل أن نردّد في دعاء كميل هذا المقطع الرائع: وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجَاً وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ، وَاَقِلْني عَثْرَتي وَاغْفِرْ زَلَّتي، فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِْجابَةَ، فَاِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنْ اَعْدائي، يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلاّ الدُّعاءَ فَاِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ..